أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قد يعيش الآن مجتمعنا الإسلامي سلسلة من المشاكل يقف المحللون والباحثون أمامها يريدون أن يجدوا موضع الخلل ومكان المشكلة وموطن المرض ...وخاصة حينما تعدد الأدواء يستعصى الشفاء على الأطباء ....
ولعل أحسن وأفضل من يلخص لنا هذا الحال هو الشعراء والأدباء ....وإذا أضفنا إليه ما نتلمسه من واقع الشباب وخاصة أننا نقرأ كلامهم اليوم عن كثب في مواقع التواصل الإجتماعي ..نخلص إلى أن الحيرة والضياع أكبر قضية أصيب بها المجتمع اليوم ...فباختصار إن البوصلة اليوم مفقودة لما هو الدرب الصواب وما هو المطلوب؟؟؟وما هي الهوية ؟؟؟وماذا نريد ؟؟؟
إن القضية اليوم الملحة على الدعاة إلى منهج الله أن يوجهوا البوصلة توجيها صحيحا ..فالهداية مطلب رئيس هو الأبرز في كتاب الله فهو موضوع أول سوره ترتيبا فسورة الفاتحة قد جاءت بتمهيد للهداية فما قبلها لطلبها وما بعدها استكمال وبيان لها ...فالفاتحة جاءت بالثناء على الله وشرح طبيعة العلاقة لنساله الهداية وبعد ذلك نطلب الهداية ونسأله إياها ومن ثم طبيعة الهداية التي هي بعد عن الشبهة والشهوة بسلوك طريق مغضوب عليهم أو ضالين ....
إذا إن الأمة اليوم تائهة في دروبها بأودية شتى ولا بد إذا من وضوح الطريق ومن ثم التزامها والفرار الحقيقي إلى الله والإلتجاء الحقيقي إليه ...ليس الذي يمر بالأمة اليوم إلا جاهلية جديدة وصورة من صور البعد الحقيقي عن مفهوم الديني وإن كانت الجاهلية القديمة بأن يتخذ الشخص حجرا يعبده فهي اليوم تتخذ صورة أخرى من الجاهلية الفكرية التي تتخذ مع الله أندادا في النظر والعقل وإن لم يكن إلها مرسوما على الواقع وقد يكون الإله بشرا أو شخصا او فكرا أو حزبا أو جماعة ..وينشأ عندنا من يقدسون الآلهة لعدم معرفتهم بها ولا بشركيتها لأنهم ما عرفوا هذه الجاهلية النكراء وكما قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- :(إنما تنض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشا في الإسلام من لم يعرف الجاهلية) ..ومن لا يعرفون الجاهلية قد تجد مسخا من بين أولئك ليسوا بأهل دين ولا ضد ..وبين هذه وتلك طرائق من مغال أو مفرط ....
وعند وضوح الهدف ومعرفة موطن الخلل والهدف بالرجوع العام للامة بكل تفاصيلها لحكم الله وأمره ..والخلل وما حصل مع الأمة بابتعادها عن دربه ..على الأمة أن تسلك هذا السبيل فليست القضية تحكى لترف الفكري أو للفلسفة العقلية وإنما هو منهج اتباع ..وهذه القضية قد تكون سياسية صرفة واقتصادية ملحة وروحانية واجبة ...وعودة للمنهج الأصيل لأن تجارب الأمة اليوم وما يحصل معها وما دلت عليه الدلائل يفضي أن الأمم كلها محتاجة لها وأن كل الأمم قد عرفت أنه لا قيمة لهم إلا بهذه الأمة وهذه الأمة لا قيمة لها إلا بما كان عليه أوائلها ...وأنه لا رفعة ولا سيادة إلا بايجاد البوصلة ووضعها في المسار الصحيح والإجابة الحقيقية من أهل الدين لهذا المسار وتجميعهم على هذه الفكرة وسلوكهم هذا السبيل وغير ذلك من الحلول الترقيعية والمؤقتة لن تزيد الخرق إلا خرقا ولن تحل المشكلة لأن الإسلام مشروع متكامل لا يقبل التجزأة وكما قال بعض المفكرين قديما :(خذوا الإسلام جملة أو اتركوه )...فالإسلام دين الكمال والتمام ..والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون