جماعة التبليغ والدعوة..جهودها وما يؤخذ عليها

[أهــل الحـديث]

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


في العصر الحاضر تنوعت الجماعات الدعوية الداعية إلى الإسلام، وكان من أبرز هذه الجماعات جماعة التبليغ والدعوة ..

وهي جماعة دعوية لها جهد طيب لاينكر في مجال الدعوة إلى الله , وتعريف الناس بالإسلام , ونشر السنن وتحبيب الناس في الشريعة كما أن لهم دورا بارزا في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام ..غير أنهالم تسلم من بعض الهنات والأخطاء والنواقص ..

وخلال هذا التقرير سنُعرِّف بهذه الجماعة ونبين منهجها في الدعوة وأصولها الدعوية والاعتقادية، وجهودها في مجال الدعوة، مع التعريج على ما وقع فيه منظروها وأتباعهم من أخطاء ورأي العلماء في ذلك.

فجماعة التبليغ جماعة إسلامية أقرب ما تكون إلى جماعة وعظ وإرشاد منها إلى جماعة منظمة - برغم أن بها جهدا تنظيميا إداريا واضحا -

وتقوم دعوتها على تبليغ فضائل الإسلام لكل من تستطيع الوصول إليه، ملزمةً أتباعها بأن يقتطع كل واحد منهم جزءً من وقته لتبليغ الدعوة ونشرها بعيداً عن التشكيلات الحزبية والقضايا السياسية

ويلجأ أعضاؤها إلى الخروج للدعوة ومخالطة المسلمين في مساجدهم ودورهم ومتاجرهم ونواديهم، وإلقاء المواعظ والدروس والترغيب في الخروج معهم للدعوة، وينصحون بعدم الدخول في جدل مع المسلمين أو خصومات مع الحكومات(1).

وعرفت هذه الجماعة باسم جماعة التبليغ والدعوة وهو اسم طابق مسماه، فإن الجماعة تقوم بأمرين أساسيين:

الأول: تبليغ كل من لم تبلغه الدعوة الإسلامية وهدايتهم إلى الإسلام بالحجة البالغة والسماحة التي اكتسبوها من سيرة الصحابة رضوان الله عليهم ومرنوا عليها بكثرة المجاهدة والذكر.

الثاني: دعوة العاصين من المسلمين إلى الصلاة أولاً بوصفها عماد الدين، ولأنها تنهى الفحشاء والمنكر، فإذا ما صلوا خشعت قلوبهم ولانت جلودهم لذكر الله وانكسرت شهواتهم، وضعف ميولهم إلى المعاصي فكفوا عنها بسهولة ويسر، وسهل عليهم أن يستجيبوا لله في سائر ما أمر به ونهى عنه، ثم يخرجون بهم في سبيل الله أياماً(2).

المؤسس والجذور العقدية:

مؤسس هذه الجماعة هو الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي 1303ـ 1364هـ، المولود في كاندهلة، قرية من قرى سهارنفور بالهند، وقد تلقى تعليمه الأوَّلي فيها، ثم انتقل إلى دهلي حيث أتم تعليمه في مدرسة ديوبند التي هي أكبر مدرسة للأحناف في شبه القارة الهندية وقد تأسست عام 1283هـ،1867م، لذلك فالمركز الرئيس لهذه الجماعه هو شبه القارة الهندية، ومنه تدار شئون الدعوة كافة أنحاء العالم(3).

وعقيدة مؤسسيها وكبار علمائها ودعاتها في الاصل في شبه القارة الهندية هي نفس عقيدة الماتريدية، على أن مذهبهم الفقهي هو المذهب الحنفي، وقد تأثروا بالمتصوفة من مثل الطريقة الجشتية في الهند ويقيمون اعتباراً خاصاً لأعلام المتصوفة في التربية والتوجيه.

وهناك من يعتقد بأنهم قد أخذوا أفكارهم عن جماعة النور في تركيا، ويعتمدون في اجتماعاتهم في البلاد العربية على القراءة من رياض الصالحين وحياة الصحابة، وفي البلاد الأعجمية على القراءة من تبليغي نصاب(4).

الأصول الستة لجماعة التبليغ والدعوة:

لهذه الجماعة أصول ستة جعلوها الأساس لدعوتهم، وسموها الصفات، ويحصرون الحديث فيها في مؤتمراتهم وبياناتهم العامة، وهي:

ـ تحقيق كلمة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

ـ الصلاة ذات الخشوع والخضوع.

ـ العلم مع الذكر.

ـ إكرام المسلمين وأداء حقوقهم.

ـ الدعوة إلى الله(5).

طريقتهم في الدعوة:

- يخرجون لدعوة الناس، والعدد الأمثل للخروج عندهم يوماً في الأسبوع وثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوماً في السنة وأربعة أشهر في العمر كله.

- قبل أن تنتهي إقامتهم في مكان دعوتهم يحثون الناس للخروج معهم لتبليغ الدعوة، حيث يتطوع الأشخاص لمرافقتهم.

- لا يتعرضون إلى فكرة (إزالة المنكرات) معتقدين بأنهم الآن في مرحلة إيجاد المناخ الملائم للحياة الإسلامية، وأن القيام بهذا العمل قد يضع العراقيل في طريقهم وينفّر الناس منهم.

- لا يتكلمون في السياسة، وينهون أفراد جماعتهم عن الخوض في مشاكلها، وينتقدون كل من يتدخل فيها(6).

ما يؤخذ على جماعة التبليغ:

- ضعف الاهتمام بشئون العقيدة , وبنشر عقيدة السلف والتوحيد الخالص بين أتباعهم.

- يؤولون كثيرا من أحاديث الجهاد على "الخروج"، مما يكاد ينسي الجهاد في سبيل الله.

- متساهلون في رواية الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

- ضعف الاهتمام بطلب العلم وعدم حث أتباع الجماعة على حضور مجالس العلم وحلقه.

- متأثرون بعقائد الصوفية وغيرها من العقائد المخالفة لمعتقد أهل السنة كالماتريدية والأشعرية.

- دعوتهم أتباعهم إلى الاقتصار على الأمر بالمعروف، دون النهي عن المنكر بحجة عدم تنفير الناس.

آراء العلماء في جماعة التبليغ:

1- رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

قال الشيخ: "كثر الكلام في جماعة الدعوة والتبليغ, وأنا أرى أن هذه الجماعة فيها خير كثير, تأثير بالغ لا يوجد في الجماعات التي أعلم أشد تأثيراً منها, فكم من كافر آمن بدعوتهم, وكم من عاص أطاع بدعوتهم, وهذا أمر مشاهد ولا ينكر, لكن هؤلاء الجماعة حسب ما أرى يحتاجون إلى العلم, ولقد بلغني عن بعضهم أنه لا يرغب في العلم, ولا التعمق فيه, ويقول التعمق للعلماء, وما أشبه ذلك, وهذا خطأ, وهذا هو الذي انتقده عليهم,كذلك بلغني عن زعماء لهؤلاء الجماعة في الأقطار الإسلامية خارج بلادنا أنهم على انحراف في العقيدة, (فإذا صح هذا) فإن الواجب الحذر منهم, والاقتصار على الدعوة داخل بلادنا على الوجه المشروع، على كل حال أنا أرى في الجماعة خيراً كثيراً، ولكنهم لا يخلون من تقصير، كما أنني أحذر من الزعماء الذين خارج بلادنا (إن صح) ما بلغني عنهم, فبلادنا والحمد لله فيها علماء، وفيها صلحاء، ولا حاجة أن نذهب إلى خارج البلاد"(7).

2- رأي الشيخ الألباني رحمه الله:

قال الشيخ عنهم: هم يقولون إن دعوتهم قائمة على الكتاب والسنَّة، ولكون هذا مجرد كلام، فهم لا عقيدة تجمعهم، فهذا ماتريدي، وهذا أشعري، وهذا صوفي، وهذا لا مذهب له، ذلك لأن دعوتهم قائمة على مبدأ: كتّل جمّع ثمّ ثقّف، والحقيقة أنه لا ثقافة عندهم، فقد مرّ عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان ما نبغ فيهم عالم. وأما نحن فنقول: ثقّف ثمّ جمّع، حتى يكون التجميع على أساس مبدأ لا خلاف فيه، فدعوة جماعة التبليغ صوفيّة عصريّة، تدعو إلى الأخلاق، أما إصلاح عقائد المجتمع؛ فهم لا يحركون ساكناً؛ لأن هذا - بزعمهم- يفرق(8).

3- رأي الشيخ ابن باز رحمه الله:

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن جماعة التبليغ فقال: كل من دعا إلى الله فهو مبلغ (بلغوا عني ولو آية)، لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات، عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلا إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم. أما إذا خرج يتابعهم، لا. لأن عندهم خرافات وعندهم غلط، عندهم نقص في العلم، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله. أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل، ويعتنقوا مذهب أهل السنة والجماعة(9).

مركز التأصيل للدراسات والبحوث

ــــــــــ

الهوامش:

(1) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة- إشراف د. مانع الجهني: (1/317).

(2) مقدمة حياة الصحابة للكاندهلوى، للدكتور محمد بكر إسماعيل: (ص/11).

(3) الموسوعة الميسرة: (1/317).

(4) المرجع السابق: (1/322).

(5) جماعة التبليغ بين المنصفين والمرجفين لعبد الإله العوفي: (ص/12).

(6) الموسوعة الميسرة: (1/319-320) بتصرف.

(7) الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات (ص:163)- إعداد وترتيب علي بن حسين أبو لوز.

(8) الفتاوى الإماراتية– للألباني (س73- ص38) ضمن كتاب – كشف الستار عما تحمله بعض الدعوات من الأخطار – تأليف – محمد بن ناصر العريني: (ص62).

(9) شريط بعنوان (فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على جماعة التبليغ)

[أمل عبدالعزيز]

.
.
.
.
جزاك الله خير أخي الكريم

وينبغي التنويه على أن اﻹنتماء لهذه الجماعة لابد من البعد عنه والتحذير منه
فسلامة العقيدة هي طوق النجاة والتبليغين عقيدتهم فاسدة