أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال ابن القيم-رحمه الله تعالى- في كتابه العظيم "طريق الهجرتين" :
((... فإن من عرف الله أحبه ولابد، ومن أحبه انقشعت عنه سحائب الظلمات، وانكشفت عن قلبه الهموم والغموم والأحزان، وعمر قلبه بالسرور والأفراح، وأقبلت إليه وفود التهاني والبشائر من كل جانب ،فإنه لا حزن مع الله أبدا ! ولهذا قال حكاية عن نبيه أنه قال لصاحبه أبي بكر: {لا تحزن إن الله معنا} فدل أنه لا حزن مع الله، وأن من كان الله معه فما له والحزن؟!!
وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله! فمن حصل الله له فعلى أي شيء يحزن؟!
ومن فاته الله فبأي شيء يفرح؟! قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} فالفرح بفضله ورحمته تبع للفرح به سبحانه، فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به من حبيب أو حياة أو مال أو نعمة أو ملك! يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله، ولا ينال القلب حقيقة الحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة، فيظهر سرورها في قلبه، ونضرتها في وجهه فيصير له حال من حال أهل الجنة! حيث لقاهم الله نضرة وسرورا !
فلمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، فهذا هو العلم الذي شمر إليه أولوا الهمم والعزائم واستبق إليه أصحاب الخصائص والمكارم .
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعدُ أبوالا))اهـ.

وقال في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" :
((وقد دارت أقوال السلف على أن فضل الله ورحمته: الإسلام والسنة؛ وعلى حسب حياة القلب يكون فرحه بهما؛ وكلما كان أرسخ فيهما كان قلبه أشد فرحا، حتى إن القلب إذا باشر روح السنة ليرقص فرحا أحزن ما يكون الناس!!))اهـ.