أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


صدر حديثا عن دار الفضيلة بالجزائر العاصمة إصدار طيب وهو

((التُّحفة الشَّذيَّة في شرح المنظومة المجراديَّة))

وهو شرح لطيف مختصر على المنظومة المجرادية في نظم الجمل

للشيخ عمارة قسوم الجزائري

والرسالة بتقريظ الشيخ الفقيه والأديب الأريب
محمد بن علي بوسلامة الجزائري
حفظه الله تعالى



تقريظ الشيخ الفقيه والأديب الأريب
محمد بن علي بوسلامة الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.
وبعد:


فإنَّه قد أطلعني صديقنا الأستاذ اللَّبيب عمارة بن أحمد قسُّوم على شرحه لنظم العلَّامة المجرادي،وقد سماه ((التُّحفة الشَّذيَّة في شرح المنظومة المجراديَّة))، فألفيته شرحًا مفيدًا للطلَّاب، مجلِّيًا لمعاني المنظومة ، بعيدًا عن التَّعقيد ، غير ناء عن المقصود ، وهو في هذا أهلٌ لما أقْدَم عليه ، فإنه قد أخذ علوم العربيَّة عن الشُّيوخ الرَّاسخين في فنون اللغة ، وقد اشتغل بتدريس العربية للطلَّاب زمنًا طويلاً في بلدنا الجزائر وفي غيرها من الأقطار ، فاكتسب بذلك طريقةً حسنةًً في إيصال المعاني الى الطَّالب ، ولا شكَّ أنَّ أخذ المتون العلميَّة إنَّما يكون عن الشَّيخ بالمشافهة ،وقد عسر هذا على كثير من طلبة العلم في هذا الزَّمان ، فينبغي ـ والحالة هذه ـ أن يعتمدوا في فهم المتون على أيسر الشُّروح وأقربها إلى تحصيل المعنى وتصوير المسائل ، كما هو الشَّأن في هذا الشَّرح الكريم ،وإنِّي أرغبُ إلى المؤلِّف أن يسلكَ هذه الطَّريقة في غير هذا منَ المتون الَّتي يراها نافعةً للطلَّاب.

وإنِّي إذ أعلم أنَّ صديقنا الأستاذ له ذوقٌ في قول الشعر وسماعه ، نَظمت في تقريظ الشَّرح المذكور أبياتًا تشبه الشِّعر فقلت:

أيَا سَارِيًا ِفي بِيدِ نَظمِ القَواعِدِ .... يُؤَمِّلُ رُشْدًا ِفي السُّهَا والفَرَاقِدِ
ويَعْثُرُ ِفي حَلْكِ الظَّلامِ فَتَنْثَنِي .... عَزَائِمُهُ عَنْ نَيْلِ تِلكَ المَقَاصِدِ
لََقد لاَحَ بَدْرٌ فِي السَّمَاءِ لِمُدْلِجٍ .... فَلَيْلَتهُ قَمْرَاءُ لَيْسَ بِحَائِدِِ
وَيَاطَالِبَ الإعْرَابِ هَذِي عَرُوبَةٌ .... عَرُوسٌ تَجَلَّتْ فِي الحُلَى والقَلائِدِ
تَضَوَّعَ مِنْهَا الطِّيبُ والثَّغْرُ بَاسِمٌ .... ومَنْظرُها فِي الحُسن جَمُّ الشَواهِد
فَحَلَّتْ مَحَلًّا لم تَُحُزْهُ خَرِيدَةٌ .... فَكَانَ مَحَلّ الرَفعِ سَامِي المَقَاعِدِ
إلىَ نَحْوِهَا يرنو الأديبُ صَبَابَةً .... فَيُعرِبُ عن سِرِّ الهَوى بِالقَصَائِدِ
دَعَاهَا ِللْحظِ المُعْرِبِيْنَ عُمَارةٌ .... وكانتْ كَظَبْيٍ لايُتَاحُ لِصَائِدِ
وَأَبْرَزَهَا مِثْلَ العَرَائِسِ تُحْفَةً ..... شَذِيَّةَ عَرْفٍ مِنْ حِسَانِ الخَرَائِدِ
فَرُمْ لكَ فِي مَعْنَى التَّعَلُقِ رَابِطًا .... لِيَرْبِطَ قَلْبًا بالمَعَانِي الأَبَاعِدِ
وَقُلْ إنْ قَرَأْتَ الشَّرْحَ قَولَةَ شَاكِرٍ.... لِبَذْلِ كَرِيمٍ مِنْ نَفِيسِ الفَرَائِدِ
جَزَى اللهُ بِالخيراتِ عَنَّا عُمَارَةً ..... وَوَقَاهُ أَلْحَاظَ العُيُونِ الحَوَاسِدِ
محمد بن علي بوسلامة
الجزائر العاصمة يوم:
08 ربيع الثاني 1433هـ
الموافق لـ:01 مارس 2012م