أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



هذه خطبة ألقيتها وكانت أول يوم في عيد الفطر 1433/11/10
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله المبدئ المعيد ، الذي مَنّ علينا بهذا العيد ، وأَشهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وأشهد أنا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبةوسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد - اتقوا الله عباد الله فإن تقواه أفضل مُكتسب، وطاعته أعلى نسب.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
عباد الله :
عندما يقبِل العيدُ تُشرِق الأرضُ في أبْهى صورة، ويبدو الكونُ في أزهى حُللِه، كلُّ هذه المظاهر الرائعةِ تعبيرٌ عن فَرحةِ المسلمين بالعيد ، قال الله )قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ) أيها المسلمون يَقعُ هذا العيدُ شكرًا لله تعالى على العِبادات الواقِعة ، في شهر ذي الحِجَّة ، حج بيت الله الحرام ، وعشر ذي الحجة ، وتكريمًا من الله لجميع المسلمين بأن جعلَ لهم عقِبَ الأعمال الصالحة وعقِبَ يومِ عرفَة عيدَ الأضحى. وإظهارُ الفرح والسرور في العيدين مندوبٌ ومن شعائر هذا الدين الحنيف .
فودِّع الهمومَ والأحزان، ولا تَحقِد على أحد من بني الإنسان، شاركِ الناسَ فرحتَهم، أقبِل على الناس ، واحذَر ظُلمَهم والمعصيةَ ؛ فليس العيدُ لمن لَبِس الجديدَ، إنما العيد لمن خاف يومَ الوعيد. إنَّها فرحةٌ تشمَل الغنِيَّ والفقير، ومساواةٌ بين أفرادِ المجتمع: كبيرِهم وصغيرِهم؛ فالموسِرون يَبسُطون أيديَهم بالجود والسَّخاء، وتتحرَّك نفوسهم بالشَّفقة والرَّحمة، وتَسري في قلوبِهم رُوحُ المحبَّة والتآخي؛ فتَذهب عنهم الضغائن وتَسودُهم المحبَّة والمودَّة .
في العيد - عباد الله - تَتصافَى القلوبُ وتتصافَح الأيدي ويَتبادَل الجميعُ التَّهانِيَ. وإذا كان في القلوب رواسبُ خِصامٍ أو أحقاد فإنَّها في العيد تُسَلُّ فتَزول، وإن كان في الوجوه العبوسُ فإنَّ العيدَ يُدخِل البهجةَ إلى الأرواح والبسمةَ إلى الوجوه والشِّفاه، كأنَّما العيد فرصةٌ لكلِّ مسلمٍ ليَتطهَّر من دَرَن الأخطاء، فلا يَبقى في قلبِه إلاَّ بياضُ الأُلفة ونور الإيمان؛ لتُشرق الدنيا من حوله في اقترابٍ من إخوانه ومُحبِّيه ومعارفِه وأقاربِه وجيرانه .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعنا بما فيهما من الأيات و الحكمة ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها المسلمون:
قال الله تعالى (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) هذه الآية الكريمة تبين لنا أن الله أمرنا بالذكر ، وهو التكبير المقيد والتكبير المطلق ،وقال ابن كثير رحمه الله الذكر المؤقت خلف الصلوات، والمطلق في سائر الأحوال ، ,ويبتدأ من صلاة الصبح يوم عرفة ، إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ، وهو اليوم الثالث عشر ، وكل يكبر بمفردة ولا يجوز التكبير الجماعي وهو بدعو لا أصل له لقوله صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وإن تداخلت الأصوات في بعضها بغير قصدٍ لا يضر ولايعد بدعة .
ثم اعلموا أن الله أمركم بأمرٍبالصلاة والسلام على نبيه فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين، وادفع عنا شر الكائدين، ومكر الماكرين، وعدوان المعتدين يا رب العالمين.
اللهم احفظ الحُجَّاج والزوَّار والمُعتمرين اللهم تقبَّل مساعِيَهم وزكِّها، وارفع درجاتهم وأعلِها، اللهم حقِّق لهم من الآمال مُنتهاها، اللهم حقِّق لهم من الآمال أعلاها، ومن الخيرات أقصاها، واجعل حجَّهم مبرورًا، وسعيَهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا يا رب العالمين.
اللهم أعِدهم إلى ديارهم سالمين غانمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.