فازت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الخميس 26-1-2006 على حركة فتح التي تهيمن على السلطة منذ فترة طويلة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية فيما يعتبر زلزالا سياسيا قد يدفن فرص اقامة سلام مع اسرائيل، وفي ظل مخاوف من قبلالغرب بشأن مستقبل عملية السلام.
وهذه النتيجة الصادمة التي أقرت بها فتح قبل اعلان النتائج الرسمية لن تقود بشكل تلقائي للاطاحة بالرئيس محمود عباس الذي انتخب العام الماضي. لكنه قال أنه قد يقدم استقالته اذا لم يتمكن من مواصلة سياسة السلام.
وقد يدفع فوز حماس اسرائيل لاتخاذ المزيد من الخطوات أحادية الجانب بعد انسحابها من قطاع غزة العام الماضي لرسم حدودها النهائية على الاراضي
الفلسطينية المحتلة التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم المستقبلية عليها. وتعثرت محادثات السلام على مدى 5 سنوات.
وقال اسماعيل هنية القيادي البارز في الحركة "فازت حماس باكثر من 70 مقعدا في غزة والضفة الغربية الامر الذي يعطيها اكثر من 50% من الاصوات".وفي غضون بضع ساعات من هذا التصريح الذي استند هنية فيه الى نتائج اوردها ممثلو حماس في مراكز الاقتراع قدم رئيس الوزراء أحمد قريع العضو في فتح استقالة حكومته.
من جهته أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس سيكلف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي فازت في الانتخابات تشكيل الحكومة الجديدة, لكنه أكد أن حركة فتح لن تشارك فيها.
وقال عريقات بعد لقائه عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربية إن الرئيس "سيكلف حماس تشكيل حكومة". لكنه أضاف أن "فتح لن تشارك بها (الحكومة) ولن تكون جزءا من حكومة وطنية", مؤكدا أن حركته "ستكون معارضة موالية". ودعا "الذين فازوا", أي حماس إلى "تحمل كافة مسؤولياتهم السياسية والأمنية والاقتصادية والوطنية".
وكان عباس أكد اليوم الخميس أنه "يجب على الجميع احترام" نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأربعاء في الأراضي الفلسطينية وفازت فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
من جانب آخر، أعلن القيادي في (حماس) إسماعيل هنية أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل اتصل بالرئيس محمود عباس ليشكره على تنظيم الانتخابات التي حققت فيها حركته فوزا كبيرا.
وقال هنية خلال مؤتمر صحافي في مدينة غزة "أريد أن انقل للإخوة الصحافيين عن اتصال جرى قبل قليل بين رئيس المكتب السياسي خالد مشعل وابومازن (محمود عباس)".
وأضاف أن الرسالة التي نقلها "ابوالوليد (مشعل) إلى ابومازن هي أن الحركة تشكر ابومازن على حرصه على إجراء الانتخابات ورغبته الأكيدة لان تكون بوابة لتعزيز الوحدة الوطنية والنظام السياسي".
وأكد هنية أن حركة حماس ستفوز بحوالي 75 مقعدا في المجلس التشريعي الذي يضم 132 مقعدا وستبدأ مشاورات في القريب العاجل مع محمود عباس وحركة فتح وباقي القوى الفلسطينية للاتفاق على صيغة تشكيل الحكومة الفلسطينية.
وعلى صعيد الردود الأفعال الدولية، أكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن على حركة حماس إذا أرادت أن تحصل على دعم المجتمع الدولي إذا اختارت الديموقراطية بدلا من "الإرهاب"، فيما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان من خلال مؤتمر صحفي عن "قلقه" اثر فوز (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
أعلن رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيوبرلوسكوني أن فوز حركة المقاومة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية "سلبي جدا". وقال "إذا تأكدت هذه الأخبار للأسف, فان كل ما املنا به من احتمال التوصل إلى السلام بين إسرائيل وفلسطين, دولتان مستقلتان صديقتان تعيشان بسلام, ستؤجل إلى وقت غير معروف".
وأضاف برلوسكوني "في كل الأحوال يجب على الدوام الاحتفاظ بالأمل" معبرا عن أسفه لان "غالبية الشعب الفلسطيني تؤمن بهذه المنظمة المتطرفة".
من جانب آخر، اعتبر يوفال شتاينتس رئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، والتي أظهرت تقدماً كبيراً لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها ستحدث زلزالاً سياسياً.
وقال شتاينتس من قادة حزب "ليكود" إن هذه النتائج تدل على "فشل مريع ارتكبته إسرائيل بسماحها بمشاركة حماس في الانتخابات كونها تنظيماً إرهابياً يسعى للقضاء على إسرائيل".
ومن جهته قال يوسي بيلن رئيس حزب "ميرتس" اليساري إن نتائج الانتخابات الفلسطينية تبقي باب التفاوض مع الفلسطينيين وصولاً إلى تسوية سلمية مفتوحاً، داعياً القائم رئيس الوزراء المؤقت إيهود أولمرت إلى مباشرة التفاوض مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فوراً.
المصدر / العربية
رد مع اقتباس
