جاءت مباراة الذهاب الآسيوي بين العميد والراقي كما كتبت وتوقعت، حيث غابت عنها الإثارة وحل محلها التحفظ الشديد ولم تتضمن أي لقطة للمتعة بل لولا أن الجماهير تعرف مناسبتها لما توقَعَت أنها في دورالـ(4) من بطولة قارية.
ـ أعتقد أن الفريقين خسرا هذه المباراة وليس الأهلي فقط، فإذا كان الأخير قد خسر النتيجة بهدف فإن الاتحاد خسر فرصة هامة للاستفادة من ظروف الأهلي وحسم التأهل من الذهاب، فمن تابع المباراة بتمعن وبالذات بعد هدف الاتحاد سيجد أن الفريق الأهلاوي كان قابل للانهيار لو ارتدى كانيدا رداء الشجاعة وتخلى قليلاً عن ذلك التحفظ الشديد الذي قتل به فريقه، حيث وضح للجميع الضعف اللياقي والإجهاد لدى لاعبي الأهلي من خلال الإصابات المتكررة التي ألمّت ببعض لاعبيه.
ـ قلتها وأعيدها السيد كانيدا يصلح لفريق من فرق الوسط أو المؤخرة ممن تدخل المباريات وهي لا تبحث سوى عن كسب نقطة أو الخروج بأقل الخسائر، أما فريق كالاتحاد فهو بحاجة لمدرب يعشق الهجوم ويمنح لاعبيه حرية الحركة بدون قيود.
ـ قد يقول قائل: إن الاتحاد يعاني من ضعف واضح في الدفاع وبالتالي لا يمتلك المدرب سوى اللعب بأكبر عدد من المدافعين للمحافظة على مرماه وأنا أخالفه الرأي فهذا الضعف الذي نراه ناتج عن الخطة التي يلعب بها المدرب لعدة أسباب منها:
ـ وجود عدد كبير من اللاعبين في الخلف يُحدث ربكة في الدفاع فتأتي الأهداف بكل سهولة وهذا يعني أن الهدف من تلك الكثافة الدفاعية لم يتحقق كونها لم تُعطِ للمرمى الحماية الكاملة مما يتسبب في إحداث ضغط نفسي رهيب على لاعبي بقية الخطوط فتضعف شهيتهم للهجوم، إضافة إلى أن تراجع لاعبي خط الوسط لمساندة الدفاع تجعل الفريق المقابل يجد مساحات واسعة فيهاجم مرمى الاتحاد من عدة جهات فيتمكن من التسجيل وارجعوا لأشرطة المباريات وستشاهدون ذلك بوضوح.
ـ منذ تأسس الاتحاد حتى الآن وجماهيره تُعَدُّ السند الأكبر والأقوى له في كل المناسبات إلا أن بعض رؤسائه يجهلون أو يتجاهلون هذا الأمر وهناك أكثر من دليل على ما أقول وآخر تلك الأدلة ما فعله بهم محمد الفايز حين أعطى التذاكر للعُمَد وغيرهم من أعضاء الشرف والأعضاء العاملين وترك جماهيره يجوبون شوارع جدة بحثًا عن ورقة تسمح لهم بمساندة عشقهم الأزلي، بالله عليكم أيهم أحق بتلك التذاكر؟ أولئك الأعضاء الذين بُحَّ حلق الرئيس والجماهير والإعلاميين وهم يطالبوهم بالدعم أو على الأقل بالحضور ولا حياة لمن تنادي ثم يأتون قبل المباريات الكبيرة بحثًا عن الضوء؟ أم أولئك الأعضاء العاملين الذين دفع أحدهم مبلغ(250) ريالا لسنة كاملة وظل يستمتع بخيرات النادي؟ أم هؤلاء الشباب الذين لديهم الاستعداد للحضور منذ ساعات الصباح تحت أشعة الشمس يتصببون عرقًا مجهدين أنفسهم بدنيًّا ونفسيًّا وماديًّا ومهونين عليها بعبارة: كله من أجل الإتي يهون؟
ـ أقولها بصريح العبارة: الاتحاد كفريق لا يملك شخصية الفريق البطل، حيث لا يتمتع بالشراسة التي سبق وأن حقق بها البطولة في نسختين متتاليتين وتشعر حين تراه يلعب مع فريق آخر وكأنه يبحث عن الخروج بأقل الخسائر مهما كان مستوى الفريق المقابل، فهل هذا هو الفريق الذي تعودت عليه الجماهير بشكل عام؟
ـ جماهير الاتحاد أرهقت نفسها أثناء المباراة بالبحث عن سوزا وتتساءل هل هو موجود أم لا ؟ وتتساءل عمن كان السبب في غيابه ؟ أهو المدرب أم اللاعب نفسه؟
ـ مازالت المباراة تلو الأخرى تؤكد أن الاتحاد بحاجة ماسة لرأس حربة مميز بجوار هزازي بشرط أن يكون من عيِّنة فيكتور الأهلي أو ويسلي الهلال.

تويتر الإعلامي/أحمد الشيخي