أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وآله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
قَدَّر اللهُ لِي أنْ أطَّلِعَ عَلى المَقَالةِ البَتْرَاء (الموضح رابطها أدناه) والتِي سَطَّرَهَا المَدْعُو أحْمَد عَدْنَان دِفَاعَاً عَنْ اثْنَيْنِ مِنَ الجِرْذَان يُدْعَيَان المُنِيف وَ القَصِيْمِي ، وأنْ تُبْدأُ المَقَالَةُ (بَتْراءُ) كَكَاتِبِهَا لا تُفْتَتَحُ بِاسْمِ اللهِ ولا بالصَّلاة على رَسُولِ اللهِ مَنْقَصَةٌ تَكْفِي عَنِ الرَّد ولَكِنْ مَا أشْنَعَ أنْ تُفْتَتَح بَدَلاً مِنَ البَسْمَلَةِ بِمَا أسَمِّيهِ بالجَرْذَنَة وهي نَقْلُ مَقُوْلاَتٍ لموَكِّليْهِ يَفْتَتِحُ بِهَا مَقَالَهُ السَّقيْم و فِهْمَهُ العَقِيْم الّذِيْ يِلَبِّسُ فِيهِ عَلىَ النّاسِ ويَعْزِفُ عَلَى أوْتَارٍ تَطْرَبُ لَهَا الدَّهْمَاءُ مِنَ الجُهَّال وَهِيَ واللهِ مُغَالَطَاتٍ وَمُخَادَعَاتٍ وَتَلاعُبْ سَأفَنِّدُهَا وَاحِدَةً تِلْوَ الأُخْرَى.
بَدَأَ بِتَصْويْرِ نَفْسِهِ بَالثَّوْرِيّ المُتَحَرِّرْ الّذِيْ لاَ يَأَبَهُ بَأمِيْرٍ أوْ بِوَزِيْر، يَعْرِضُ تَصْرِيْحَاتِ نَائِبِ أَمِيِرِ القَصِيْمِ مُجْتَزِئاً مَا يُرِيْدُ لِتَصْويِرِ الرَّجِلِ عَلَى أنَّهُ الطَّاغِيَةُ المُسْتَبِدّ الّذِيْ يواجهه المِغْوَار مُحَامِي الجِرْذَان لِوَقْفِ اسْتِبْدَادِهْ ، ثُمَّ يَبْدَأُ في طَرْحِ التَّسَاؤُلاَتِ المُتَضَمِّنَةِ لاتِّهَامَاتٍ للأمِيْرِ نَفْسِهِ لِيَقُوْدَ القَارِيءَ لِمَا يُرِيْد فَيَسْألَ أسْئِلةً يُقَارِنُ فِيْهَا القَصيْمي والمُنِيْف بِلُصُوصِ الأرَاضي وَتُجَّارِ التَّأشِيْرَات وَأَرْبَابِ المُسَاهَمَاتِ الوَهْمِيِّة في تَعْريضٍ سَافِلْ غَيْرِ مُبَاشِرٍ بِمِصْدَاقِيّةِ خَصْمِهِ حَتّى يَسْهُلَ عَلَيْهِ تَمْرِيْرِ فِكْرَتَه الخَبِيْثَةِ بِدُوْنِ مُقَاوَمَةٍ فكرية بَلْ بِتَقَبُّل وَرِضَا.
وَأقُوْلُ أَنَّ مَا عَقَدَهُ مِنْ مُقَارَنَاتٍ فَاسِدَةٌ كليّاً ، فَكُلَّ مَنْ ذَكَرَهُمُ الكَاتِب لاَ يُقَارَنُ بَيْنَهُمْ وَبِيْنَ الجِرْذَان (القَصِيْمِيْ و المُنِيْف) فَالجِرْذَانُ دُعَاةٌ عَلَى أبْوَابِ جَهَنّّمَ سَخَّرا نَفْسَيْهِمَا لِنَشْرِ الطَّاعُونِ المُسَمَّى بالشَّكِّ والإلْحَادْ وَانْتِقَاصِ الذَّاتِ الإلهية والدَّعْوَةِ الصَّريْحَةِ للتَّمَرِّدِ عَلَى ثَوَابِتِ الدِّيْنِ ومُسَلَّمَاتِهِ والإيْمَانِ وَمُكَوِّنَاتِه والخُرُوجِ من كَيْنُونَةِ اليَقِيْنِ لِفَضَاءَاتِ الشَّكِّ والإلْحَادْ فَبِاللهِ عَليْكُم هَل يُسَاوىَ مُتْلِفُ العُقُولِ وَمُخْرِجُ النَّاسِ مِنَ نُورِ اليَقِينِ وَالإِيْمَانِ إلى ظُلُمَاتِ الشَّكِّ وَالكُفْرِ وَ الإِلْحَادْ الّذِي سَمَّاهُ رَبُّ العَالمَيْن بِالطَّاغُوت هَلْ يُقَارَنُ بِلِصٍّ أَوْ مُحْتَالْ ؟؟ فَأيُّ وَجْهِ مُقَارَنَةٍ لِرَجُلٍ يَحْمِلُ رَايَةَ إلحَادِهِ وَشَكّهِ وَانْتِقَاصِهِ مِن المُسَلَّمَاتْ العَشَرَات مِنْ أمْثَالِ مُحَامِيْ الْجِرْذَانْ ؟؟ ، وِيُخْرِجُ مِنْ دِيْنِ اللهِ تَأثُّراً بكتاباته وانْسِيَاقاً وَرَاءَ كُفْرِيَّاتِهِ أعْدَادٌ مِنَ المُرَاهِقِيْنَ وَالجُهَلاءْ ؟ فَكَيْفَ تُقَارِنُ هَؤُلاءِ بِهَذِين ؟؟ فَالمُحْتَالُ ضَرَرُهُ مَحْدُوْدٌ يَنْحَصِرُ في الدُّنِيَا أمَّا هَذَينَ الخَبِيْثَيْنِ فَضَرَرُهُمَا يَهْويْ بِكَ وَبَأمْثَالِكَ في قَاعِ جَهَنَّم فإنْ رَضِيْتَ فَلاَ رَدَّكَ الله , أمَّا المُجْتَمَع فَيَجِبْ أنْ يَعِيْ مَا تَفْعَلُهُ رُسُلُ الجِرْذَانِ وَمُرِيْدِيْهِمْ، وَلِلِعِلْم فَقَدْ قَرَأتُ كُلَّ كُتُبِ الجِرْذ المُسَمّىَ بِالقَصِيْمِيْ قَبْلَ النُّكُوْصِ وَبَعْدَهْ .
ثُمَّ يَأْتِيْ لِيَعْقِدَ مُقَارَنَةً – يَحْسَبُهَا الجَاهِلُ صَيْداً ثَمِيْناً – بَيْنَ مُنَاقَشَةِ أعْمَال امْرُؤُ القَيْسِ وَعَنْتَرَة وبَيْنَ مُنَاقَشَة أعْمالَ الجِرْذَيْن المُنِيْف وَالقَصِيِميْ وَأَقُولُ هَلْ يَعْرِفُ أَحَدٌ أنَّ عَنْتَرَة سبَّ اللهَ أوْ دَعَا لِلْكُفْرِ وَالإِلْحَادْ ؟؟ وَهَلْ يَعْلَمُ إنْسَاَنٌ أنَّ أمْرِيء القَيْس دَأبَ عَلَى دَعَوةِ النَّاسِ لِعِبَادَةِ وَثَن أوْ تَرْكِ عِبَادَةِ الوَاحِدِ الأحَدْ ؟؟ هَلْ سَوَّقَا هَذَينِ الشَّاعِرَيْن الجَاهِلِيِّيِين لِلإِلْحَادْ وَالْكُفْر في شِعْرِهِمَا ؟؟
فَالمُقَارَنَةُ فَاسِدَة فَالجِرْذَانُ لَهُمَا مَثَلٌ في كِتَابِ اللهِ (كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فَمَثَلُ الوَاحِدِ مِنْهُمَا كَالْكَلْبِ إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ وَإنْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ، فَهُمَا عَرَفَا الحَقّ ونَكَصَا عَنْهُ فَهَلْ نُقَارِنُ هَذَيْنِ بِرَجُلَيْنِ لَمْ تَبْلُغْهُمَا دَعْوَةً وَلَمْ يَسْمَعَا قُرَآناً؟؟ وَلَمْ يُمَارِسَا نَشَاطَ هَدْمِ عِبَادَةِ اللهِ في نُفُوسِ النَّاس ؟؟ والله إنَّ العَبْدَ المَمْلُوكَ عَنْتَرَة لأشْرَفَ وَأكْرَمَ مِنَ الجِرْذِ القَصِيْميّ ألْفَ مَرَّة بِرَغْمِ كُفْرُهُ فِطْرةً لأنَّ كُفْرَ عَنْتَرة و اْمْرِيءِ القَيْسِ كُفْرُ جَهْل أمَّا كُفْرُ الجِرْذَانِ فَكُفْرُ جُحُودٍ ونُكُوصٍ وَردَّة.
أمَّا القَوْلُ بِأنَّ إيْمَانُ القَصِيْمِي شَأْنٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ فَنَعَمْ عِنْدَمَا يَحْتَفِظُ بِقَذَارَاتِهِ لِنَفْسِه أمَّا أنْ يَتَقَيَّأَهَا دَاعِيَاً النَّاس لأِنْ يَتَجَرَّعُوُنَهَا فَهَذَا لَمْ يَعُدْ شَأْنُهُ بَلْْ يَحِقُّ لِيْ وَلِكُلِّ مُؤْمِنٍ أنْ يُحَاسِبَهُ حِيْنَ سَمَحَ لِنَفْسِهِ أَنْ يُخَاطِبَ عُقُوْلَنَا حَقَّ لَنَا أَنْ نَبْصُقَ عَلَى عَقْلِهِ وعَقْلَ مَنْ يَتَبَنَّى عَقْلَه.
إنَّ مُنَاقَشَة قَذَارَاتِ هَذَيْنِ الهَالِكَيْنِ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِيْها إلاّ إعْطَائَهُمَا قِيْمَةً لاَ يَسْتِحِقُّونَهَا لَكَفْت ذَريعَةً لتَجَاهُلِهُمَا ، فَفِيْ الْوَقْتِ الّذْي يَجْتَهِدُ أحْمَدْ عَدْنَان وأَضْرَاَبهُ في نَشْرِ مَقُولاَتِ الهَالِكَيْنِ بِعِبَاَراتٍ صَغيْرة واقْتِبَاسَاتٍ مُخْتَصَرَة لِكَي تُزْرَعْ في أذْهَانِ النَّاس ، ويَقَدِّمُونَ بِهَا لمِقَالاَتِهِمْ وَيُثْنُونَ فِيْهَا عَلَى تُرَّهَاتِهِم وَفَسَادِ عَقِيْدَتِهِم وَيَنْتَقِصُونَ فِيْهَا مِنَ الدِّينِ بِحَذَرٍ مُدَّعِيْنَ أنَّهُم يَنْتَقِصُونَ مُدَّعيّ التَّديُّن وَهُمْ في الحَقِيْقَةٍ يُحَاوِلُونَ تَمْزِيْقَ الدِّيْنَ في أَذْهَانِ الشَّبَاب وتَصْويرُهُ كَمُتَغَيِّرٌ يُمْكِنُ نَقْدُهُ وَتَشْرِيْحُهُ وبَالتَّالِي يَتَجَرَّأُ مَنْ يَتَجَرأ عَلَى كَلاَمِ اللهِ وسُنِّةِ نَبِيِّهِ وَكُلَّ ثَوَابِتِ الأُمَّة وَاحِدَاً تِلْوَ الآخَر ، فَهُمْ أشَدُّ خُطُورَةً مِنْ دُعَاةِ الإرْهَابِ وَ القَاعِدَة لأنَّ دُعَاةَ القَاعِدِةِ وَمُنْتَسِبِيْهَا اِنْتَصَحَ أكْثَرُهُمْ ضِمْنَ مَشْرُوع المُنَاصَحَة حَتَّى رَجَعُوا إلَى رُشْدِهِمْ أمَّا أوْلَئِكَ الدُّعَاة لِلإِلْحَادِ وَالرّذِيْلَة وَالتَّمَرُّدِ عَلَى النُّصُوْصِ المُقَدَّسَةِ فَهُمْ يَدَّعُوُنَ أنَّهُمْ مُسَالِمِينَ وَادِعِيْن هَادِئِيْنْ وَهُمْ في حَقِيْقَتِهِم ( شَبّيْحَةُ قُسَاة ) أمْثَالُهُم كَالكِلاَبِ المَسْعُوْرَةِ في العِرَاقِ وَسُوُريِا والاتِّحَادِ السُّوفِيَتِّي السَّابِق ، يَلْعَنُونَ الرَّبَّ ويَشْتُمُونَ الأنبياء ويَقْتُلُونَ حَتَّى الرُّضَّع وهَاهُم يَبْدَأوُنَ عِنْدَنَا بِنَشْرِ سُمُومٍ فِكْريَّةٍ غَايَةٍ في الخُطُوْرَة لَفَظَهَا الغَرْبُ مُنْذُ زَمَنْ وَيَتَجَرَّعُهَا أبْنَاؤنا وَبَنَاتُنا لَيْلَ نَهَار تَمْهِيْداً لِتَطْبِيع الإلْحَادِ والتَّجْديْف وَرَفْضِ الدِّيْن في المُجْتَمَعَاتِ المُسْلِمَةِ بِاسْمِ الحُرِّية لِنُعِيْدَ اخْتِرَاعِ عَجَلِةِ الشِّيوعيَّة والإلْحَادْ والبَعْثِ البَغْيضْ.
وَلاَ أَقُوْلُ إلاّ أنَّ عَلَى كُلَّ مُسْلِمٍ وَمُؤْمِنٍ أنْ يَعْلَمَ أنَّ حُجَجَهُمْ وَاهِيَة وَ مُقَارَنَاتِهِمْ فَاسِدَة وَتَشْبِيَهاتِهِم مُتَهَافِتَة وَأسْلُوبُهُمُ الأُفْعُوَانيُّ السَّام يَتَسَلَّلُ بِغِطَاءِ مُقَاوَمَةِ الوِصَايَة وَيَتَسَرْبَل بِلِبَاسِ الإصْلاحِ وَالاِنْفِتَاحِ وَهُمْ شَرُّ خَلْقِ اللهِ خُلُقاً وُأسْوَأُهُم سَريْرَةً وَأكْذَبُهُمْ حَدِيْثاً.
وصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وِصَحْبِهِ وَسَلَّمْ
كتبه : عدنان الغامدي
رابط المقال الأبتر:
http://a-adnan.net/site/?p=334