قد يظن البعض أنني لا أتكلم جاداً لكن والله إنني أتكلم و أنا جاد عن هذا الحق المسلوب من المعلمين ..

فمن العجائب أن المعلم في هذا المجتمع لم يسلب حقه المالي فقط , و إنما سُلب حقوقاً أخرى منها ( بدل الخطر في التعليم مما نرى ونسمع من ضرب للمعلمين واعتداءات وتكسير سيارات وإهانات لا يقبلها إنسان ) ..

ومن تلك الحقوق والذي هو صلب الموضوع / مسألة بدل العلاقات ..

والكل يعلم أننا كمجتمع لنا عاداتنا وتقاليدنا ومن تلك العادات مسألة العلاقات الاجتماعية والواسطات وهذا الأمر لا ينكره أحد ..

فالشخص منا عندما يريد أن يخلص أموره في مكانٍ ما أو يوظف ولده أو يحصل على منحة أو يعجل بتسريع معاملته وغيرها فإنه يحتاج للناس كي يساعدونه في هذا ..

وبحكم أن الناس أصبحوا ينتفعون من بعض بسبب هذا الشيء بل وأصبحت أكثر علاقاتهم قائمة على هذا الأمر ( على ما فيه من انحدار للقيم الإنسانية ) إلا أن هذا هو الواقع ..

و أصبح نظام أخدمني و أخدمك هو السائد .. ولعل السبب الرئيسي هو عدم وجود نظام حازم ضد استخدام الواسطة ..

والمشكلة لاتتوقف هنا فعندما ساد هذا الوضع أصبح الشخص المدير أو المسؤول يحصل على كل شيء والقهوجي لا يحصل على شيء برغم أنهم جميعاً مواطنون .. والله المستعان


من هنا نشأت مشكلة أخرى وهي أن بعض طبقات المجتمع التي لا تمس أعمالهم حاجات الناس الرئيسية أصبحت مهمشة اجتماعياً , ولعل المعلمين في مقدمة هؤلاء الأشخاص ..

فالمعلم لا شيء بيديه سوى درجات الطالب وهو في كثير من الأحيان ينجح حتى الراسبين لعدة أسباب تبدأ بضغط المسؤولين في الوزارة عليه وتنتهي بخوفه على سيارته وممتلكاته وقبل ذلك نفسه كونه لن يجد أحداً يقف معه لو حصل له أي من هذه الأمور ..

وحتى درجات الطلاب لا تشكل أي معنى للكثير من الناس أو أولياء الأمور , وبهذه الطريقة أصبح الشخص الموظف البسيط الذي لا يمتلك ربع مؤهل المعلم رجل مهم وصاحب علاقات وتمشي أموره في أي مكان يروحه ..

أما المعلم فلا أحد ينظر إليه ولا أحد يساعده حتى في أتفه الامور بل وصل بالبعض أنه أصبح يخجل من مهنته عندما يسأل عنها والبعض يقول والله إنني منذ عشرين سنة بالتعليم ولم يسبق أن طلب أحدهم رقم جوالي ههههههههههـ ووالله إنه لشيء مخجل أن يكون هذا هو وضع المعلم ..

من هنا أنا أنادي بأن يعطى المعلم بدل علاقات ..

و أنتم ما رأيكم في كلامي ..؟







تحياتي