صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 31 إلى 36 من 36

الموضوع: من أروع ماقرأت تلميذ الشيخ

  1. #31

    مشرفة سابق


    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    ريــاض العــز
    المشاركات
    6,168
    --------------------------------------------------------------------------------

    الحلقة السابعة والعشرون

    لقد ولد الصمت الرهيب حولي بعد تلك الجعجعة التي مرت في الرياض ولد ذلك

    في نفسي فراغا وخواء ورغبة في الموت أو الانتحار!!

    ليس هو الانتحار بمعنى إزهاق الروح بل بالعودة من حيث أتيت !!

    لم أترك فكرة تدور في خلد أي إنسان إلا وفكرت فيها ..

    بقيت معلقا بين السماء والأرض أيهما يجذبني ..

    حين ذلك وأنا في معمعة الفكر استدعيت من الشيخ ..من طرف الأخ محمد زين العابدين

    قال لي شيخنا: استمر في حضور الدرس مثلك مثل الآخرين ولا تقصر في الطلب ..

    وسوف أتحدث مع والدك في الموضوع أو أنه قال : لقد تحدثت مع والدك في الموضوع ؟؟

    نسيت والله ..!!

    والنتيجة : إن خطأك وجسارتك على والدك وهروبك من المنزل وتركك لدراستك وتغيير

    نسبك كل ذلك لا يجوز أن يمنعك من طلب العلم..

    كان الشيخ كمثل الطبيب يشخص المرض ويضع يده على موضع الألم ثم يقرر الدواء ..

    هل سيكون بالبتر أو بالترياق أم بالحمية؟؟؟

    قلت له: جزاك الله خيرا إن كلامك هذا يعطيني بصيص أمل ..

    لم أطل معه الحديث ...

    عدت بعدها للسكن ..

    أتعرفون مالذي فعله صاحبنا ذاك؟؟

    لقد صار يصحب شيخنا مشيا على قدميه بعد كل صلاة لظنه أنني لن أجرؤ على

    السير مع الشيخ بحضوره!!

    ظن ذلك المسكين أنني بمجرد ذهابي مع الشيخ بعد الدرس فقد كسبت وده ..!!

    إذا فما حال عشرات الطلاب الآخرين ؟؟

    هذا من فضل الله تعالى علي والحمد لله ..

    في البداية هبته وخشيت شره وبطشه خاصة بعد الذي فعله في من إساءة وتشويه سمعه..

    ولكنني عدت لسابق عهدي فحينها مل وتراجع !!

    ولكنه لم يعدم حيلة لمنعي من الخير ..

    كلف شخصا اعرفه جيدا بمراقبتي فكان ذلك المعتوه يسير خلفنا بسيارته السوداء

    وينتظرني بعد

    كل صلاة فيسير بالسيارة حتى يصل الشيخ لبيته حينها أسلم على الشيخ وارجع!!

    شعر الشيخ بعد أيام بما يفعله الرجل فاستدعاه وسأله مالذي يفعله ومن كلفه بذلك ؟؟

    فتعذر بأعذار يعيب علي ذكرها هنا !!

    حينما عزمت على حضور الدروس بعد الحديث مع شيخنا ..

    وجدت أن مكاني قد سيطر عليه شخص آخر جاء من طرف جاري القديم!!

    ولكنني لم استسلم لهذا التعامل الرخيص البليد...

    صرت احضر مبكرا وأنازع على المكان الذي حافظت عليه شهورا حتى دان الجميع لي

    بذلك..

    كنت اجلس بجوار ذلك الحقود ولكن بيني وبين قلبه كما بين المشرق والمغرب!!

    والحمد لله يشهد علي جميع من عرفني أنني لم أتفوه نحوه ولا في ظهره بعبارة واحدة

    تسيء له.. بل كنت أقر بفضله وعلمه وسبقه مع بغضي لفعله معي والله حسيبي وحسيبه

    بعد عدة أيام استدعيت من الشيخ مرة أخرى وهذه المرة مع محمد زين العابدين..

    أذكر تلك اللحظة جيدا كانت بعد صلاة عشاء ..

    سرنا ثلاثتنا إلى بيت الشيخ دون مرافق آخر ..

    كان الشيخ يتكلم ونحن منصتون، يقول لي:..

    فلان قد حمل عليك ويريد منك أن تترك عنيزة وهذا لا حق له فيه ولا أوافقه عليه ..

    ولكن أنت يجب عليك أن تحاول كسبه والتودد إليه ..!

    أو ابتعد عنه ولينصرف كل واحد منكما لطلب العلم ...

    ثم عاتبني الشيخ في تحدثي مع الرجل ذاته سابقا في أمور تخص الشيخ وكيف أن الناس سيستغلون ذلك ضدي!!

    وأنه زعم أنني جاسوس مدسوس ضد الشيخ !!

    وكلفت بالتقرب منه لكي أكسب ثقته ومن ثم أطلع على أسراره وخصوصياته ..

    فابعثها لمن اتبعه!!

    فقلت له ياشيخ : هل تصدق هذا الكلام ؟؟

    صمت الشيخ ولم يرد أن يسمع الأخ محمد جوابه !!

    خوفا من أن يصل الكلام لصاحبنا فيفهم أن الشيخ في صفي وخيرا فعل !!

    وعدت شيخنا خيرا وأن استمر في العلم وفي دراستي النظامية إرضاء لوالدي ..

    فقال : سوف أتصل على والدك حتى يأتي هنا لكي أتفاهم معه!!

    فقلت له : افعل ياشيخنا ما تراه الأصلح وأنا أرضى به ..

    ثم طلب الشيخ مني التأخر قليلا ليتكلم مع محمد على انفراد ..

    فتكلما قليلا وهما يسران .. ثم دعاني الشيخ..

    فكرر علي كلامه السابق كأنه يتوثق مني ثم قال ..

    سوف أسافر بعد أسبوعين لمكة لأداء العمرة وسوف اطلب من والدك الحضور لمقابلتي

    هناك!!

    ولم يذكر لي هل سأرافقه أم لا؟؟
    يتبع إن شاء الله

  2. #32

    مشرفة سابق


    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    ريــاض العــز
    المشاركات
    6,168
    --------------------------------------------------------------------------------

    الحلقة الثامنة والعشرون

    لقد كانت تلك القضية على طوال عدة أيام وقد تتجاوز الأسبوع مثار قلق لشيخنا

    فأشغلت باله وتفكيره ..

    خاصة وان صاحبنا لم يترك طريقة أو وسيلة للنيل مني إلا وفعلها..

    ولولا خوفي من غضب بعض الإخوة ممن يعرف الرجل لحدثتكم بأشياء

    فعلها وقالها لا تكاد تصدق ..!!

    لقد سعى صاحبنا في البداية للنيل من شخصي ووجد مبتغاه في بعض الأمور..

    ولكنه حينما رأى الوضع توجه للهدوء،أراد إثارة زوبعة أخرى ولكن هذه المرة

    من داخل بيت الشيخ !!

    لا أريد سرد تفاصيل ما حدث مما قد يفهم منه النيل من أبناء الشيخ وزوجه وولده وأقاربه..

    فهم والله كرام أبناء كرام ولهم في قلبي كل المعزة والاحترام ويزيد حقهم علي

    بصلتهم بشيخنا رحمه الله


    ومهما بدر منهم فلا ألومهم واللوم كله أو جله يقع على ذلك الرجل وعلي أنا في جزء منه

    كما سبق بيانه..

    لقد سعى صاحبنا ذلك فأفسد قلوبهم علي فرأيت منهم من الجفاء والكره والتأفف

    ما حطم فؤادي وشق صدري من الأسى ..

    غير أنه لم يكتف بذلك بل إنه أفسد قلب بعض أقارب الشيخ على الشيخ نفسه ..

    ولو شئت لذكرت ذلك بالأسماء والمواقع وما قاله، ولكن حفظا لسر شيخنا وعدم الفائدة

    من ذلك ثانيا أمتنع عن فتح الباب ...

    ولقد آذى ذلك شيخنا وضيق صدره حتى حنق على الرجل كما سيأتي ذكره لاحقا إن شاء

    الله..

    مرت الأيام وأوشكت الأمور أن تعود كسابق عهدها ...

    تأثر بعض الطلبة بتلك الواقعة حيث هجرني عدد منهم استهجانا لفعلتي ..

    انتقل الأخ محمد من السكن وعين الأخ دخيل الشمراني مشرفا على السكن لفترة وجيزة

    لم تطل..

    استدعاني مرة وكان يحمل في يده ملفي الذي كان في أدراج ملفات طلبة السكن فقال لي:

    أنت لست من قبيلة شمر ؟ أنت من قبيلة كذا؟؟

    فقلت له : هذا الموضوع لا يعنيك ثم انصرفت وتركته!!

    كفاني ما أنا فيه من مشاكل حتى أفتح على نفسي جبهة جديدة!!

    أذكر أنني في تلك الأيام التي سبقت سفري أن أموري مع الشيخ كانت على ما يرام..

    وفي إحدى الليالي بعد صلاة العشاء طلبت من شيخنا أن يوفر لي جهاز تسجيل صغير..

    لكي أقوم بتسجيل فتاويه التي يلقيها في طريقة للبيت مما يصلح للنشر..

    أعجب الشيخ بالفكرة ولا أدري هل سبقني عليها أحد؟؟

    أشترى لي جهازا ممتازا وباهظ الثمن ولكنه ثقيل الوزن وينفع للضرب!!

    لا تستعجلوا علي سأحكي القصة لا حقا!!

    طلب مني الشيخ أن أستعد للسفر برفقته لجده ...

    حيث أنه رتب مع والدي اللقاء هناك.. بعد أداء العمرة...

    لم أجرؤ على أن استفسر من الشيخ ما دار بينه وبين والدي !!

    وكنت في نفسي أقول ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم)!

    اشتريت التذكرة بالدرجة السياحية ... على ذات الرحلة مع الشيخ...

    ظن صاحبنا أن الموضوع انتهى وأنني لن أعود لعنيزة فقد كان على اتصال بوالدي طوال

    الأسبوعين المنصرمة كما سيأتي ذكره ..

    ولذلك لا حظته مبسوطا مستبشرا مع الطلبة

    بخلاف الأيام الخالية فهو لا يكاد يرفع رأسه من الغيظ والغضب..!!

    سألت الشيخ هل ستعتمر ؟

    قال نعم..

    فقلت : هل أشتري لي إحراما ؟

    فقال : إن شئت...

    في يوم السفر توجهت لمنزل الشيخ فطرقت الباب ..

    ففتح لي باب الملحق...

    لقد فتح لي الباب شاب في سني تقريبا وفيه شبه كبير بوجه شيخنا ..

    هذا هو عبد العزيز ابن الشيخ ..

    تعرفت عليه ، وفهمت من كلامه أنه سيكون برفقتنا!!

    يتبع إن شاء الله

  3. #33

    مشرفة سابق


    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    ريــاض العــز
    المشاركات
    6,168
    --------------------------------------------------------------------------------

    الحلقة التاسعة والعشرون

    قادنا للمطار هذه المرة ابن الشيخ عبد الله وشيعنا للمطار تقريبا جميع أبناءه

    كان الشيخ متوترا على غير العادة وقليل الحديث وأنا أتفهم سبب ذلك!!

    فلقد كان غالب أبناءه متوجسين من وجودي ويعتبروني دخيلا غير مرغوب فيه..

    وصلنا للمطار على موعد الإقلاع تقريبا ...

    سألني الشيخ ونحن متجهون للطائرة أين إحرامك؟

    فقلت له في الكيس الذي أحمله في يدي..

    قال : لو أنك لبسته في بيتك كان أسهل عليك ...

    لاحظت أن الشيخ يلبس الإزار من تحت ثوبه بحيث أنه إذا حاذى الميقات

    خلع ثوبه ثم يلبس الرداء ...

    وهذا ما كان ...

    بقيت أنا وعبد العزيز ابن الشيخ متجاورين في الدرجة السياحية ..

    ووالده شيخنا في الدرجة الأولى حيث هو مستضاف من مركز الدعوة في جده لإلقاء

    محاضرات وندوات ولقاءات عامة ونحو ذلك مما سيأتي ذكره ..

    كان لعامل السن دور كبير في تسهيل التعامل مع الأخ عبد العزيز ..

    وكذلك لين جانبه وتمتعه بالأخلاق السامية جعلا من رفقته مكسبا لي ..

    حاولت جاهدا أن أغير الصورة التي رسمها ذلك الرجل عني في مخيلة جميع أبناء الشيخ

    وأقاربه ، غير أنني لم افلح فهو بهم أوثق ومنهم أقرب وعلاقته أرسخ وأقدم!!

    وأنا في موضع تهمة وغريب وثبت علي ما يخل بوضعي !!

    ولكنها بالتفحص والنظر المنصف ليست مبررا للهجران والقطيعة أو الظلم والإيذاء!!

    بقيت أتحدث أنا وعبد العزيز في أمور عامة وتجنبنا الحديث في الأمور الخاصة

    فقد كان كلانا متحفظا!!


    سمعت كابتن الطائرة يقول على الميكرفون ..

    نرحب بفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المرافق لنا على هذه الطائرة ..

    بعد انقضاء أكثر وقت السفر واقترابنا من الميقات جاء إلينا الشيخ بنفسه ..

    وهو لابس للإحرام ولحيته تقطر من طيب الدهان .. ويرى أثره على لحيته البيضاء..

    فقال لنا : قوما والبسا إحرامكما ولبيا للعمرة ...

    لبسنا الإحرام ولبينا ودخلنا في النسك..

    هبطت الطائرة لمطار جده ...

    وتوقفت وفتحت أبوابها ...

    خرجت أنا وعبد العزيز من الباب الخلفي للطائرة .. وكان همنا أن نجد الشيخ..

    ونحن ننزل من الدرج لاحظنا عددا من السيارات الفارهة تقف أمام سلم الطائرة لتستقبل

    ضيوفا لا نعلم أننا نحن المقصودون بذلك!!

    كان الشيخ واقفا يصافح حشدا من الناس أمام السلم مباشرة ..
    توجهنا للشيخ فأشار لابنه عبد العزيز وإلي أن أركبا مع أحد السيارات..

    ركبنا في السيارة وخرجنا من المطار..

    وتوجهنا لحي الروضة في جده..

    توقفت السيارات أمام بيت فاره كبير ذا لون أبيض ..

    أنزلنا حقائبنا وثقلنا ودخلنا البيت لكي نرتاح قليلا..

    هذا المنزل هو المكان الذي اعتاد شيخنا النزول فيه كل مرة ينزل لجده..

    وهو منزل الوجيه الشيخ صالح بن إبراهيم الزامل..

    هذا الرجل الكريم صاحب المرؤة العالية والنبل النادر المحب للعلماء ..

    رجل قد أغناه الله من واسع فضله .. فهو من أثرياء ووجهاء جده يقول لي أحد معارفه:

    كان أبو إبراهيم رجلا مقبلا على الدنيا يملك القصور والفلل في سويسرا ولندن وأمريكا

    ثم إنه تاب إلى الله تعالى وتوجه للطاعة فتصدق بجزء كبير جدا من ماله ..

    يحبه شيخنا حبا جما ، ويكرمه بالنزول في ضيافته كل مرة ..

    سمعت من شيخنا ثناء عاطرا على هذا الرجل ونعم الرجل أبو إبراهيم ..

    بارك الله له في ماله وولده..

    مكثنا قليلا ووضع لنا الغداء وبعدها توجهنا لمكة لأداء العمرة...

    كان مرافقنا بالإضافة إلى الشيخ صالح الزامل هو دليلنا الآخر الأخ علي السهلي..

    وهو شاب محب للعلماء من سكان جده ويتحفك بالحديث والطرائف ..

    فيكون النصب والإرهاق في صحبته متعة!!

    بارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء...

    كان الشيخ طوال الطريق يلبي ويرفع صوته بالتلبية .. حتى يكاد يبح صوته من ذلك..

    كنت أراقبه وأفعل مثل ما يفعل وأقول مثلما يقول...

    وكان يقطع أحيانا ذلك بالحديث معنا والسؤال عن شيء يهم..

    غير أنه في الغالب لا ينقطع عن الذكر والتسبيح...
    يتبع إن شاء الله

  4. #34

    مشرفة سابق


    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    ريــاض العــز
    المشاركات
    6,168
    --------------------------------------------------------------------------------

    الحلقة الثلاثون

    وهكذا انتهينا من مناسك العمرة وكانت سهلة ميسرة ..

    واعتمرت عمرتي التي أعتبرها أول عمرة أعملها قريبة أو هي على السنة على الإطلاق..

    توجهنا للحلاقين اللذين على باب المروة ..

    وكعادتهم يصرخون على المعتمرين كل ينادي على محله..

    فاختار الشيخ رجلا كبيرا في السن من الباكستان ولحيته حمراء ..

    وقال ذلك الرجل له : أنا أعرفك أنت فيه مطوع كبير !!

    حلق الشيخ وحلقت، وأبى عبد العزيز أن يحلق بل كان يريد التقصير ..

    فقال له الشيخ : ياولدي أكسب دعوة رسول الله حيث دعا مرتين للمحلقين ، ففعل..

    انتهينا من الحلق ، وتوجهنا للسكن وهي عبارة عن شقة تابعة لأحد أصحاب الشيخ

    تقع أمام باب المروة مباشرة ، وقد هدت لاحقا ...

    حصل لي في تلك العمارة موقفان لا أنساهما أبدا .. ولعل فيهما طرفة !!

    واسمحوا لي أن أحكيه لكم فيها لا تخلوا من فائدة ودعابة !!

    كانت الشقة التي نقيم فيها في الدور الأخير وهو العاشر ..

    وذات مرة في إحدى الزيارات لمكة .. صعدت مع الشيخ .. على مصعد الشقق الوحيد

    وصعد برفقتنا الشيخ سعد البريك الداعية المعروف والمقيم في نفس العمارة ..

    نزل الشيخ سعد في طابقه وغادرناه لطابقنا العاشر..

    وفجأة توقف المصعد عن العمل وبقينا معلقين بين طابقين..

    ضغطت على زر النداء فلم يجبنا أحد وكدنا نختنق من الحر وقلة الهواء..

    عندها قمت بدفع بابي المصعد وفتحتهما بعد محاولات عديدة وبالكاد فتح!!

    ولكن تبقى المشكلة أنه معلق بين طابقين، ولكن من رحمة الله بنا أن بقيت في أسفله

    فتحة بسيطة .. يمكن المرور منها

    ولكن بمشقة ، وفيها خطورة حيث من الممكن أن يتحرك المصعد في أي لحظة فيحصل

    مالا يحمد عقباه !!

    نزلت أنا أولا فخرجت بنجاح ، وبقيت ألح على شيخنا بالنزول حتى وافق على

    مضض..فتدلى من الباب فخرج والحمد لله !!

    ولولم نفعل ذلك لهلكنا بلا شك ..

    والموقف الآخر ،

    ذات مرة جئنا لنفس السكن ولكن هذه المرة كان المصعد عطلانا بالمرة ولا يعمل..

    فكان الواجب علينا الصعود على الدرج لعشر طوابق ..!!

    صعد الشيخ بكل خفة ورشاقة أما أنا فتعثرت مرارا وهممت أن أرجع للحرم وأترك

    الشيخ!!

    فكان الشيخ يسحبني ويجرني وهو ابن السبعين حتى وصلت وكاد نفسي ينقطع!!

    غير أن الشيخ حينما وصل للسكن تذكر أن لديه مكالمة مع الأمير عبد الله ولي العهد ..

    وهي ضرورية ولا يمكن تأخيرها ..

    فقال لي : احضر الهاتف لكي اتصل .. فبحثت عن جهاز الهاتف في كل غرف الشقة..

    فلم أجده فتتبعت سلك الهاتف الموصل بالفيش فوجدته موصولا بغرفة مغلقة وليس

    لدينا لها مفتاح!!


    علمت من وجه الشيخ وملامحه أن لا خيار لديه ..

    فقررت النزول لشراء جهاز له ..

    فقال لي: سوف انزل معك ..

    قلت له : أبدا ، وكنت أعلم أنه سينزل معي مجاملة لي تخفيفا للمشقة!!

    وخوفا علي من أن أموت قبل الرجوع!!

    فأصر على النزول معي فأذعنت لذلك ..

    نزلنا وما أسهل النزول كما ما أسهل الهدم !!

    نحن أهل الدعوة نبني ونتعب ونعاني أما أهل الشر من أهل العلمنة والنفاق فيهدمون

    وما أسهل ذلك فالكل يقدر على الهدم لمن لا ضمير له أما البناء فهي مهنة الشرفاء ..

    جعلنا الله منهم..

    بحثنا في المحلات فوجدنا أجهزة متعددة ومختلفة الأسعار ..

    فكنت أريد شراء جهاز معقول الثمن حيث أنني علمت أن حاجتنا إليه لمكالمة واحدة فقط..

    غير أن الشيخ له رأي آخر !!

    بحث عن أرخص جهاز بالسوق وقيمته عشرة ريالات وهو أشبه بلعب الأطفال!!

    فقلت له : ياشيخنا هذا ما ينفع لشيء !!

    قال : ياولدي مكالمة واحدة فقط !!

    فأخذناه واستحييت والله من شراءه ولكن هذه هي رغبة الشيخ ..

    وليس هذا بخلا منه كما قد يظن بعض أهل الغفلة بل الشيخ من أكرم الناس

    كما يشهد بذلك من عرفه ولكنه مقتصد على نفسه بأقصى الحدود رحمه الله وعفا عنه..

    صعدنا الدرج ويا للعذاب !!

    فظن شرا ولا تسأل عن الخبر..

    وصلت للشقة فرميت نفسي تحت دش الماء واغتسلت من العرق والجهد!!

    دخل شيخنا وأراد إصلاح خط التلفون فما استطاع فانتظرني حتى خرجت من الحمام..

    فقال : تعال أصلح لي الهاتف..

    فتأملت ... ثم

    قلت له : ليس من سبيل سوى بقطع سلك تلفون صاحب المنزل وتوصيله..

    فأبى الشيخ وقال : هذا ليس من المرؤة هل تريده يقول : أفسدوا سلك تلفوني!!

    فقلت له : ما العمل ؟؟

    فبحثنا وتتبعنا السلك حتى وصلنا لفيش التلفون ..

    فقمت بفكه بسكين ووصلت أسلاك تلفوننا المبتذل ولكن أين اللاصق الذي يثبته!!

    فقلت : ياشيخ التلفون يعمل ولكن نحتاج للاصق فهل سننزل من اجله للسوق ؟؟

    فقال : كلا بل أوصل السلك بيديك وأمسك به حتى أنهي المكالمة!!

    كانت فكرة شاقة ولكنها أهون على نفسي من النزول من الدرج ..

    اتصل شيخنا على مكتب الأمير .. فرد عليه عامل البدالة .. فعرف الشيخ بنفسه ..

    فرحب به الرجل وقال له سأوصلك بطويل العمر..!!

    فاستمر في الانتظار دقائق معدودة حتى يوصلوه بالأمير وكنت خائفا والله ..

    أن يرد طويل العمر فيسقط السلك من يدي فأحاسب حسابا عسيرا !!

    ولكن الله سلم ..

    كلم شيخنا الأمير وقضى منه ما يريد ثم لففنا التلفون وأهديناه لأولاد صاحب البيت

    لكي يتسلوا به!!

    يتبع إن شاء الله

  5. #35
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    9
    موضوع شيق ومفيد للاجيال القادمه مشكوره على الجهد الطويل وجزيت خيرأ

  6. #36
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    1
    شكرااااااااا

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. والله بحياتي كلها ماقرأت أروع من هذا الكلااام
    بواسطة اريام22 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 28-10-2010, 11:07 PM
  2. من أروع ماقرأت.. ضحايا الوهم.. عائض القرني.. ادخلوا للأهميه..
    بواسطة صمـ الحياه ـــود في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-08-2010, 01:04 PM
  3. مقال رائــع للشيخ /عادل الجهني >>من أروع ماقرأت
    بواسطة نواف أبو عمار في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-10-2009, 09:14 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •