الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين؛ أما بعد:

المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى المبارك مستمرة في التصاعد وتطال كافّة المعالم العربية والإسلامية بالقدس، ومعاول الهدم الصهيونية ماضية في تخريب المدينة تحت الأرض وفوقها؛ بحسب مخططات طويلة الأمد آخذة في التسارع لتحقيق الأطماع اليهودية في اختطاف القدس من أهلها، وتحويلها إلى أورشليم ذات الطابع الغربي مدنيًا واليهودي عقائديًا.

أيها الأخوة والأخوات:

المسجد الأقصى المبارك، هو أولى القبلتين، وثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، مسرى خاتم الانبياء و الرسل محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام - يواجه مخاطر عظيمة، ومؤامرات كبرى لا تحصى، ينادي المؤمنين المسلمين عله يجد من يسمع نداءه، كما سمعه من قبل صلاح الدين الأيوبي؛ إلا أن الأمة الإسلامية لا تستجيب إلى نداء الأقصى رغم صيحاته، واستغاثاته المتواصلة، فهو في واد وهم في وادٍ! أولى القبلتين مهدد بالزوال، وهو الآن يمر بمرحلة مصيرية وحرجة.


مسرى الرسول قد يختفي من على وجه الأرض، اليوم، غدًا، بعد شهر أو سنة؛ فالعدو الصهيوني ودون كلل أو ملل، يحفر أسفله و يهدم أبوابه و مبانيه بل و أحرق المسجد من قبل، ويستعمل لذلك كل الوسائل التي تساعده للوصول إلى هدفه بكل صبر و تأنٍ.

أيها الأخوة والأخوات

إن المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى لم تتوقف يومًا، وهي في وتيرتها تزداد يومًا بعد يوم، فمن أيام مضت اقتحمت جماعات يهودية متطرفة ساحات المسجد الأقصى وأشعلت النار في جزء منه، دون احتساب الاقتحامات الشبه يومية لجنود الاحتلال و للجماعات المتصهينة وضربات الحفر التي تنخر في أساساته مركزة على الجامع القبلي ومسجد قبة الصخرة، حتى أشجار النخيل لم تسلم من بطشهم، واحتلالهم، وتهويدهم، وطمس هويته العربية الإسلامية، فما بالك بالمدارس والمعالم الإسلامية المتواجدة بين أكناف المسجد.

أيها الأخوة والأخوات:

أين دور المجتمع من خليته الأولى إلى قمته في مساندة الأقصى، ألم تسمع الأمة بحديث المصطفى عليه الصلاة و السلام: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته.


فالمرأة في بيتها يمكنها أن تستغل دورها كأم لتوجيه أبنائها إلى مكانة الأقصى عند المسلمين، وأن تروي قصص بطولات السابقين في فتحه، وتزرع حب الأقصى في قلوب أبنائها، وثقافته، والاهتمام به.


أما الرجل فبدوره كأب لأبنائه؛ يمكنه باعتباره مسؤولًا عن أسرته في بيته أن ينشر معلومات عن الأقصى، وإشراك أبنائه في القيام بأعمال لنصرة الأقصى؛ كتوزيع منشورات أو إعداد بحوث صغيرة يرويها أبناءه لأصدقائهم، له أن يعلمهم الأخطار التي تهدد الأقصى بمتابعة نشرات الأخبار، وأن يفتح مرة في الأسبوع نقاشًا عائليًا حوله؛ لتبقى حيّة في نفوس المحيطين به، ولا يتخلوا عن نصرته، ووجوب الدفاع عنها.


و مجتماعاتنا لا تخلو مِن مَن وجب عليهم واجب نصرة الأقصى؛ فالخطيب، والعالم، والباحث، مسؤولون تجاه الأقصى؛ فيقع عليهم إبراز أهميته، وقيمته، والأخطار المحدقة به في خطبهم، وحلقاتهم، واجتماعاتهم، ويمكنهم تحفيز الشباب عبر مسابقات دورية حول ذات الموضوع حتى تبقى القضية في الفكر دون انقطاع.


أما الحركة الطلابية فلها دور جد مؤثر وهام؛ فلها أن تطبع منشورات، ومطويات، وبحوث قصيرة، أو حتى كتيبات جيبية للتعريف بمسرى الرسول عليه الصلاة و السلام، والجمعيات الأهلية.


فما الذي يمنع الموظف أيضًا من وضع صورة للأقصى في مكتبه، والمطالعة، والبحث عن مسرى الحبيب وللاجتماع مع زملائه ساعة الإفطار لفتح نقاش حول ثالث مسجد تشد إليه الرحال.


وللإذاعة والقنوات الإخبارية مسؤولية تجاه الأقصى أيضًا دون أن ننسى مواقع الإنترنت من منتديات ومواقع التواصل، فلو اجتهد كل منها في إحياء القضية بصفة دورية او متتابعة وبلغات مختلفة لوصل نداء الأقصى العالم بأسره عبر تقارير إخبارية أو مرئيات أو حتى جوال مسجل و حملات.


كلنا مسؤولون تجاه الأقصى؛ الصغير والكبير، كلنا ينبغي أن نكون جسدًا واحدًا نصرة للأقصى نعمل جاهدين لنصرته عبر نشر التوعية في بيتنا، عملنا، مساجدنا، جامعاتنا، قنواتنا، و صفحاتنا على النت؛ فالأقصى لا بد أن يصبح جزءًا من حياتنا نعيش لنصرته.

أيها الأخوة والأخوات:

أحبتنا الأكارم في أمتنا الإسلامية من علماء، ودعاة، وصناع، وتجار، ومفكرين، وصحفيين، وأصحاب قنوات إخبارية، وربات البيت، وبسطاء: انصروا الأقصى في حياتكم اليومية، ولا تكونوا عونًا لليهود على إخوانكم المسلمين فإن ذلك كفرٌ أكبر مخرج من الملة والعياذ بالله، ومن أشكال هذه الحرب التي نرجو أن ننتصر فيها؛التعريف بالأقصى، والتعرف على أهم المخاطر المحدقة به، واستغلال كافة الوسائل لنصرته.
أخي في الله، أختي في الله

إن المسجد الأقصى وقفٌ لجميع المسلمين أينما كانوا، ومنه فإن واجب الدفاع عن الأقصى وفلسطين بما في ذلك القدس لا يقتصر فقط على أهل فلسطين وحدهم، وإنما هو واجب على كل المسلمين؛ فالأقصى، والقدس، وفلسطين أمانة في أعناق العرب والمسلمين، وواجبهم الديني والقومي وحتى الإنساني يفرض عليهم الالتفاف حول الشعب الفلسطيني كالجسد الواحد سواء كانوا أفرادًا أو جماعات أو مؤسسات، أحزابًا سياسية أو جمعيات، أرباب عمل أو أطفال؛ للتصدي لمخططات، ومؤامرات الصهاينة على المقدسات العربية الإسلامية.



لا معنى لفلسطين بدون القدس
ولا معنى للقدس بدون الأقصى



رسالة فلسطين
حملة نداء الأقصى
http://www.facebook.com/PalestineMsg