حينما يعترينا الحزن .. وتتوقف الحياة في أعيننا على صورة راحل .. وحينما تقف الساعة عن الدوران لفترة .. وتطيل الأيام مكوثها أمامنا .. ننسى كل شيء . قريبا محببا أو بعيدا زاد اشتياقنا إليه . نفترش الألم ونلتحف الحزن ونفترق عن عالمنا ونركن إلى تلك الزاوية التي يعرفها بنو البشر . نهمل ذواتنا وندرك مدى ضعفنا وقلة حيلتنا وتتشتت أفكارنا ونهمل القريب والبعيد .

حتماَ الحزن شرفة نطل سنطل منها يوما مرة أخرى ولن يمر عمر الإنسان إلا بمرورها مرة ومرتين وربما أكثر من ذلك , تلك هي لحظة من لحظات العمر والمصير وحال الدنيا . ومن تلك الشرفة نحتضن مقدمة ماذكر أملا في الهرب من الواقع .



هذا الرجل الذي استثنى نفسه عن هذا العالم . بالرضى وبالوفاء وبالشموخ وبكل مايفخر به الرجال . لا أدري أي حروف تستطيع وصف نور ولا اعلم أي كلمات تنصف نور ولا اعلم أي زمان يتمنى أن يتكرر نور والان بكل تاكيد لا أعلم أي إتحاد بعدك يانور .



لا اعلم في أي زمن يعيش هذا الرجل ألم يعلم بأننا في زمن قلَ فيه الوفاء . أوى لم يعلم بأننا في وقت اختفت معه كل حالات التضحية . بلا وربي أنه يعلم لكنه ذو المعدن الأصيل وذو القلب الكبير .
تمنيت بأن أكون عددا كبيرا من جمهور الإتحاد يقف على باب منزلك ويقول لك نحن معك ولن نغادرك للحظة نريد أن نتقاسم حزنك وحتى تكون راضيا نجعله بالتساوي فيما بيننا ودعك أنت منه فقد إمتلئ به قلبك وصبرت كثيرا وستؤجر كثيرا إن شاء الله .



يعتقد البعض أن جمهور الإتحاد يقدم نور على الكيان لكنه لم يعلم بعد أن نور جزء كبير من الكيان ولم يعلم بعد أن الكيان نفسه يرفض مفارقة نور الإبن البار له والذي لم تمنعه كل المصائب التي مرت عليه من بره والوقف معه في كل لحظه . ولمن يعتقد بأن جمهور الإتحاد يرفض هذا الإتحاد بلا نور فنعم نرفض ذلك إلا أن تحضر روح نور وتضحية نور ووفاء نور في من يخلفه فلم يعد للإتحاد أعز وأغلى من نور فلماذ؟
بكل بساطة لأن نور ليس شخص بل كوكب وجد فيه الإتحاد في فترة من الزمن ولازال هذا الإتحاد يعيش في روح كوكبه ونور نوره ولازال يرفض فكرة التخلي عن العيش في مدار غير مداره .



لست بحاجة لأن أتكلم عن تضحيات هذا الرجل وأخرها تبرعه بمليوني ريال للإدارة الإتحادية دعما منه لنداء الإدارة بالإلتفاف حول الإتحاد وكان هو السباق قبل حتى أعضاء الشرف والجمهور والرئيس نفسه . بل أنني في حاجة ماسة جدا لأقبل رأس نور حتى أريح هذا الضمير الذي يؤنبني كثيرا كمشجع إتحادي تقاعست عن الوقوف مع نور في كل ماجرى له .


محمد نور رجل أنت ونعم الرجل .. أقبل هذا الإعتذار وتأكد أنني يوما ما سأعيد لك جزءَ بسيطا مما قدمته لنا . وتأكد بأن تلك الدموع صاحبتها دموع لم تعلم بها .. واعذرني أيضا على ركاكة ماكتبت فهذا أنا لا أستطيع التعبير بسهولة حينما يتجاوز الأمر مسألة المحبة .

دمت فخرا لنا أيها الأسطورة .