مع بدء المدارس: نقص النوم يقلل من القدرة على التحصيل العلمي!






نقص النوم والتحصيل العلمي
ويعتقد كثير من الباحثين والتربويين أن اضطراب ونقص النوم يؤديان إلى نقص القدرة على التحصيل العلمي والأداء بصورة جيدة.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن التحصيل العلمي للطلاب الذين يشخرون أو يعانون مشكلات التنفس أثناء النوم أقل من قرنائهم، وتحسن الأداء الدراسي للطلاب المصابين بالشخير بعد علاجهم. وفي دراسة سابقة أجريناها على عينة من طلاب المدارس الابتدائية في مدينة الرياض مع مجموعة من الباحثين من كلية الطب بجامعة الملك سعود في إحدى المجلات العالمية المتخصصة في طب النوم (Sleep and Hypnosis).
وهدفت الدراسة إلى تقييم تأثير اضطرابات النوم وعادات النوم السيئة في أداء الطلاب في الامتحانات وتحصيلهم العلمي، وشملت العينة أكثر من 1000 طالب وطالبة من كل صفوف التعليم الابتدائي، وقد أظهرت الدراسة نتائج مهمة قد تفيد الآباء والأمهات وكذلك المربين والمعنيين بالتربية والتعليم. ولتقويم الأداء المدرسي تم استخدام التقارير الشهرية التي تصدرها المدارس.
وأظهرت الدراسة أن الأداء الأكاديمي للطلاب الذين كانوا يعانون من تقطع النوم، الكوابيس، التبول اللاإرادي أثناء النوم، أو الشخير، أو صعوبة إيقاظهم أثناء الصباح والخمول بالنهار، أقل بكثير من الذين لم يعانوا تلك المشكلات، كما أن الطلاب الذين كانوا يرفضون الذهاب للنوم عند حلول وقت نومهم حصلوا على نتائج أقل من قرنائهم الذين لم يعانوا المشكلة نفسها، وعندما تم تقييم عادات النوم لدى الطلاب حصلنا على نتائج مهمة قد يؤدي تعديلها إلى تحسن الأداء الدراسي للطلاب. فقد وجدنا أن الأداء الدراسي كان أقل عند الطلاب والطالبات الذين عندهم العادات الآتية:
عدم الانتظام في مواعيد النوم، النوم مع الوالدين في نفس الغرفة، مشاهدة التلفزيون بعد الساعة الثامنة مساء أو حتى حلول موعد النوم، اللعب بألعاب الكمبيوتر بعد الثامنة مساء أو حتى وقت النوم، وكذلك الطلاب الذين ينامون في الفصل. وكانت فترة النوم أطول عند الطلاب الممتازين مقارنة بالطلاب المتوسطين.
وهذه النتائج تتوافق مع بعض الدراسات التي أجريت في الدول الغربية فقد أظهرت بعض الدراسات أن مشاهدة التلفاز قبل النوم أو حتى ساعة متأخرة تؤثر في التحصيل العلمي، كما أن وجود جهاز تلفاز في غرفة الطفل قد يؤثر عكسيًا في تحصيله العلمي. وما سبق قوله ينطبق على ألعاب الكمبيوتر وأجهزة البلاك بيري والآي فون والآي بود والآي باد الشائعة بين الأطفال. كما أن دراسات أخرى أظهرت أن الأطفال المتفوقين ينامون 15 إلى 30 دقيقة ليليًا أكثر من غير المتفوقين. لذلك على الآباء والأمهات أخذ كل ما سبق في الاعتبار.