أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


سيبقى لكلّ مؤلّف كتابا في فن قد سيق إليه أن لا يعدم كتابة بعض الخلال التي أنا ذاكرها
إمّا استنباط شيء إن كان مقفلا
أو جمعه إن كان متفرّقا،
أو شرحه إن كان غامضا،
أو حسن نظم تأليفه،
أو إسقاط شيء وتطويل. وأرجو أن لا يخلو هذا الكتاب عن هذه الخصال التي ذكرتها والله الموفّق لما نويت وقصدت.
[ تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي المتوفى 427 (1/ 75)]
والانواع التي ذكرنا سبعة لا ثامن لها: وهي
إما شيء لم نسبق إلى استخراجه فنستخرجه؛
واما شيء ناقص فنتممه،
واما شيء مخطأ فنصححه،
واما شيء مستغلق فنشرحه،
واما شيء طويل فنختصره، دون ان نحذف منه شيئا يخل حذفه إياه بغرضه
واما شيء متفرق فنجمعه،
واما شيء منثور فنرتبه. ثم المؤلفون يتفاضلون فيما عانوه من تواليفهم مما ذكرنا على قدر استيعابهم ما قصدوا أو يقصر بعضهم عن بعض، ولكل قسط من الاحسان والفضل والشكر والاجر، وان لم يتكلم الا في مسألة واحدة إذا لم يخرج عن الانواع التي ذكرنا في أي علم ألف. واما من اخذ تأليف غيره فاعاده على وجهه وقدم وأخر، دون تحسين رتبه، أو بدل ألفاظه دون أن يأتي بأبسط منها وأبين، أو حذف مما يحتاج إليه، أو اتى بما [لا] يحتاج إليه، أو نقض صوابا بخطأ، وأتى بما لا فائدة فيه، فإنما هذه أفعال أهل الجهل والغفلة، وأهل القحة والسخف فنعوذ بالله من ذلك. [التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية لابن حزم الاندلسي المتوفى 456 (ص: 10- 11]
ثمّ إنّ الناس حصروا مقاصد التأليف الّتي ينبغي اعتمادها وإلغاء ما سواها، فعدّوها سبعة:
أوّلها: استنباط العلم بموضوعه وتقسيم أبوابه وفصوله وتتبّع مسائله، أو استنباط مسائل ومباحث تعرض للعالم المحقّق ويحرص على إيصاله بغيره، لتعمّ المنفعة به فيودع ذلك بالكتاب في المصحف، لعلّ المتأخّر يظهر على تلك الفائدة، كما وقع في الأصول في الفقه. تكلّم الشافعيّ أوّلا في الأدلّة الشرعيّة اللفظيّة ولخصها، ثمّ جاء الحنفيّة فاستنبطوا مسائل القياس واستوعبوها، وانتفع بذلك من بعدهم إلى الآن.
وثانيها: أن يقف على كلام الأوّلين وتآليفهم فيجدها مستغلقة على الأفهام ويفتح الله له في فهمها فيحرص على إبانة ذلك لغيره ممّن عساه يستغلق عليه، لتصل الفائدة لمستحقّها. وهذه طريقة البيان لكتب المعقول والمنقول، وهو فصل شريف.
وثالثها: أن يعثر المتأخر على غلط أو خطإ في كلام المتقدّمين ممّن اشتهر فضله وبعد في الإفادة صيته، ويستوثق في ذلك بالبرهان الواضح الّذي لا مدخل للشكّ فيه، فيحرص على إيصال ذلك لمن بعده، إذ قد تعذّر محوه ونزعه بانتشار التأليف في الآفاق والأعصار، وشهرة المؤلّف ووثوق الناس بمعارفه، فيودع ذلك الكتاب ليقف على بيان ذلك.
ورابعها: أن يكون الفنّ الواحد قد نقصت منه مسائل أو فصول بحسب انقسام موضوعة فيقصد المطّلع على ذلك أن يتمّم ما نقص من تلك المسائل ليكمل الفنّ بكمال مسائله وفصوله، ولا يبقى للنقص فيه مجال.
وخامسها: أن تكون مسائل العلم قد وقعت غير مرتّبة في أبوابها ولا منتظمة، فيقصد المطّلع على ذلك أن يرتّبها ويهذّبها، ويجعل كل مسألة في بابها، كما وقع في المدوّنة من رواية سحنون عن ابن القاسم، وفي العتبيّة من رواية العتبيّ عن أصحاب مالك، فإنّ مسائل كثيرة من أبواب الفقه منها قد وقعت في غير بابها فهذّب ابن أبي زيد المدوّنة وبقيت العتبيّة غير مهذّبة.
فنجد في كلّ باب مسائل من غيره. واستغنوا بالمدوّنة وما فعله ابن أبي زيد فيها والبرادعيّ من بعده.
وسادسها: أن تكون مسائل العلم مفرّقة في أبوابها من علوم أخرى فيتنبّه بعض الفضلاء إلى موضوع ذلك الفنّ وجميع مسائله، فيفعل ذلك، ويظهر به فنّ ينظّمه في جملة العلوم الّتي ينتحلها البشر بأفكارهم، كما وقع في علم البيان.
فإنّ عبد القاهر الجرجانيّ وأبا يوسف السّكاكيّ وجدا مسائله مستقرية في كتب النحو وقد جمع منها الجاحظ في كتاب البيان والتبيين مسائل كثيرة، تنبّه الناس فيها لموضوع ذلك العلم وانفراده عن سائر العلوم، فكتبت في ذلك تآليفهم المشهورة، وصارت أصولا لفنّ البيان، ولقّنها المتأخّرون فأربوا فيها على كلّ متقدّم.
وسابعها: أن يكون الشيء من التآليف الّتي هي أمّهات للفنون مطوّلا مسهبا فيقصد بالتأليف تلخيص ذلك، بالاختصار والإيجاز وحذف المتكرّر، إن وقع، مع الحذر من حذف الضروريّ لئلّا يخلّ بمقصد المؤلّف الأوّل.
فهذه جماع المقاصد الّتي ينبغي اعتمادها بالتأليف ومراعاتها. وما سوى ذلك ففعل غير محتاج إليه وخطأ عن الجادّة الّتي يتعيّن سلوكها في نظر العقلاء،مثل انتحال ما تقدّم لغيره من التآليف أن ينسبه إلى نفسه ببعض تلبيس، من تبديل الألفاظ وتقديم المتأخّر وعكسه، أو يحذف ما يحتاج إليه في الفنّ أو يأتي بما لا يحتاج إليه، أو يبدّل الصواب بالخطإ، أو يأتي بما لا فائدة فيه.
فهذا شأن الجهل والقحّة. ولذا قال أرسطو، لمّا عدّد هذه المقاصد، وانتهى إلى آخرها فقال: وما سوى ذلك ففصل أو شره، يعني بذلك الجهل والقحّة. نعوذ باللَّه من العمل في ما لا ينبغي للعاقل سلوكه. والله يهدي للّتي هي أقوم [تاريخ ابن خلدون المتوفى 808 (1/ 731--- 733)]
ورأيت بخط بعض الأكابر ما نصه: المقصود بالتأليف سبعة: شيء لم يسبق إليه فيؤلف، أو شيء ألف ناقصا فيكمل، أو خطأ فيصحح، أو مشكل فيشرح، أو مطول فيختصر، أو مفترق فيجتمع، أو منثور فيرتب. وقد نظمها بعضهم فقال:
ألا فاعلمن أنَّ التأليف سبعة ... لكل لبيب في النصيحة خالص
فشرح لإغلاق وتصحيح مخطئ ... وإبداع حبر مقدم غير ناكص
وترتيب منثور وجمع مفرق ... وتقصير تطويل وتتميم ناقص
[أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض للمقري المتوفى 1041 (3/ 3
إن التأليف على: سبعة أقسام، لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها.
وهي: إما شيء لم يسبق إليه، فيخترعه.
أو: شيء ناقص يتممه.
أو: شيء مغلق يشرحه.
أو: شيء طويل يختصره، دون أن يخل بشيء من معانيه.
أو: شيء متفرق يجمعه.
أو: شيء مختلط يرتبه.
أو: شيء أخطأ فيه مصنفه، فيصلحه.
وينبغي لكل مؤلف كتاب في فن قد سبق إليه: أن لا يخلو كتابه من خمس فوائد.
استنباط شيء كان معضلا.
أو: جمعه إن كان مفرقا.
أو: شرحه إن كان غامضا.
أو حسن نظم وتأليف.
وإسقاط حشو وتطويل.
وشرط في التأليف: إتمام الغرض الذي وضع الكتاب لأجله، من غير زيادة ولا نقص، وهجر اللفظ الغريب، وأنواع المجاز، اللهم إلا في الرمز، والاحتراز عن إدخال علم في آخر، وعن الاحتجاج بما يتوقف بيانه على المحتج به عليه، لئلا يلزم الدور.
وزاد المتأخرون: اشتراط حسن الترتيب، ووجازة اللفظ، ووضوح الدلالة، وينبغي أن يكون مسوقا على حسب إدراك أهل الزمان، وبمقتضى ما تدعوهم إليه الحاجة، فمتى كانت الخواطر ثاقبة، والإفهام للمراد من الكتب متناولة، قام الاختصار لها مقام الإكثار، وأغنت بالتلويح عن التصريح، وإلا: فلا بد من كشف، وبيان، وإيضاح، وبرهان، ينبه الذاهل، ويوقظ الغافل.
وقد جرت عادة المصنفين: بأن يذكروا في صدر كل كتاب، تراجم تعرب عنه، سموها: (الرؤوس) ، وهي: ثمانية.
الغرض: وهو الغاية السابقة في الوهم، المتأخرة في الفعل.
والمنفعة: ليتشوق الطبع.
والعنوان: الدال بالإجمال على ما يأتي تفصيله، وهو قد يكون بالتسمية، وقد يكون بألفاظ وعبارات تسمى: (ببراعة الاستهلال) .
والواضع: ليعلم قدره.
ونوع العلم: وهو الموضوع، ليعلم مرتبته، وقد يكون جزءا من أجزائه، وقد يكون مدخلا، كما سبق في بحث الموضوع.
ومرتبة ذلك الكتاب: أي: متى يجب أن يقرأ؟
وترتيبه.
ونحو التعليم: المستعمل فيه، وهو بيان الطريق المسلوك في تحصيل الغاية. [كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة المتوفى 1067 هــ (1/ 38)]

قال الشيخ الدوو : ومقاصد التأليف عموما نظمها الهلالي [المتوفى 1175هـ] في قوله:
*في سبعة حصروا مقاصد العقلا ** من التآليف فاحفظها تنل أملا *
*أبدع تمام بيان لاختصارك في ** جمع ورتب وأصلح يا أخي الخللا*
شرح الابيات للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي من محاضرة ألقاها
1- فقوله "أبدع" هذا هو المقصد الأول من مقاصد التأليف أن يأتي الإنسان بجديد لم يسبق إليه، والجديد نسبي لأنه بالإمكان أن يكون قد تعرض له شخص في موضع من المواضع أو تكلم عليه في مكان ما، لكن فتح أمامك أنت ذلك بابا واسعا، أو أعطاك خيوطا يمكن أن تصل بها إلى غير هذا فالإبداع نسبي دائما، ولهذا تجدون كثيرا من أهل العلم يقولون فيما من الله عليهم به من الفتوحات الربانية، يقولون ولم أسبق إلى مثل هذا، يقول بن العربي ـ رحمه الله ـ عندما يورد مسألة من المسائل الفقهية النادرة أو الأصولية، يقول: قلت وهذا علم ما شم المالكية رائحته، ولا تجاوز بلخ وخراسان لأنه من علوم المشارقة ما وصل إلى المغرب نهائيا، هو أول من أوصله، يقول ما شم أصحابنا رائحة هذه المسألة قبلي، لم تتعد بلخ وخراسان، أي أنها سبق إليها في مكان من الأماكن دون غيره، ولذلك فإن صاحب القاموس عندما ألف قاموسه هو في الواقع فيه إبداع، أنه أتى بالجديد من ناحية الترتيب والتأليف والتنسيق وغير ذلك، وقال الفيروزابادي في مقدمته للقاموس: \" لولا ما يمكن أن ينتقد لتمثلت بقول أديب معرة النعمان أحمد بن سليمان:
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
فأعدل عن ذلك وأتمثل بقول حبيب بن أوس الطائي أبو تمام: \" كم ترك الأول للآخر \" هذا فيما يتعلق بالإبداع.
2- ثم بعد هذا \"تمام\" يشير بها إلى إتمام ما سبق، فكثير من المباحث يبدأها إنسان على حسب مستواه ووقته وتبقى محتاجة إلى التتميم، فيأتي من بعده لا يريد إبداعا ولكن يريد التتميم، والمفسرون الذين تمموا ذوو عدد، فقد ذكرنا أن أحد تلامذة الرازي كمل تفسيره، فقد بلغ الرازي في التفسير قول الله تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولائك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) ومات عند تفسير هذا المقطع، فكمل أحد تلامذته تفسيره على نفس أسلوبه ومنهجه وما شرطه في كتابه، ومثل ذلك ذكرنا عن السيوطي ـ رحمه الله ـ تتميمه لتفسير الجلال المحلي، ويحكى هذا عن عدد من الذين أكملوا تفاسير السابقين، لكن أبدع من أكمل الذي أكمل تفسير الرازي والسيوطي الذي أكمل تفسير الجلال المحلي، فإكمالهما جاء على نفس شرط المؤلف ولو كان المؤلف حيا ما فعل إلا هذا، كما قال أبو العلاء المودودي عندما عرض عليه سيد قطب ـ رحمه الله ـ بعض كتبه (خصائص التصور الإسلامي) قال هذا الكتاب لو لم يقع في يدي مطبوعا مكتوبا لقلت هو من إنتاج قلمي، يوافق على كل ما فيه، فأسلوبه أسلوبه وأفكاره أفكاره، فجعله صورة لما في خاطره كأنه موافق لفكره ولكل ما فيه مضمونا وألفاظا وتعبيرا.
3- ثم بعد هذا الثالث، التفسير والشرح المذكور في قوله \"بيان\" والذين اشتغلوا بتبيين أقوال من سلفهم هم المُحَشُّون وهم كثر فمثلا على تفسير الزمخشري الكشاف حاشية الشيخ أحمد التي بين فيها ما وقع فيه من الأخطاء تبعا لمذهب المعتزلة، ومثل ذلك الحواشي على تفسير البيضاوي، ومثل ذلك حاشية سليمان الجمل على تفسير الجلالين السيوطي والمحلي، ومثل ذلك حاشية الصاوي ـ أيضا ـ على تفسير الجلالين، فكثير من كتب التفسير عليها حواش، هذه الحواشي إما أن تكون بيانا لبعض ما أجمل فيها أو ما استشكل أو ردا على بعض الأخطاء التي فيها وتقويما للكتاب.
4- بعد هذا الاختصار، ويشار إليه بقوله \"لاختصارك\" فكثير من المطولات تعيى دونها همم قاصري الهمم، فيحتاج إلى تلخيصها واختصارها، ومن أعمال المعاصرين في مجال الاختصار لكتب التفسير مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني لكثير من كتب الماضين، فقد اختصر تفسير الطبري وتفسير بن كثير وتفسير الألوسي وعددا ممن التفاسير، لخصها في كتب مستقلة ثم جمع زبدتها في كتابه صفوة التفاسير، وكذلك سبقه الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ فقد ذكرنا أن تفسيره فتح القدير إنما هو تلخيص لكتاب السيوطي وكتاب القرطبي جمع بين التفسيرين باختصار، ومثله ما فعل صاحب النهر الماد من البحر فقد لخص الأمور المهمة من كتاب أبي حيان، بل إن بعض المفسرين يضع تفسيرا كبيرا ثم يختصره بتفسير دونه فمنهم من له تفسير كبير وتفسير صغير، لا يوجد تفسيران مطبوعان لأحد حسب علمي إلا السيوطي فله تفسير كبير هو الدر المنثور وله تفسير صغير هو التحبير، والواحدي (النيسابوري) كذلك له التفسير الكبير والصغير.
5- \"في جمع\" هذا الجمع بين ما تفرق في كتب أو علوم شتى، وهو مقصد من مقاصد العقلاء في التأليف، والذين جمعوا من المفسرين ذوو عدد كالخازن وغيره من الذين جمعوا فقط، فالسيوطي مثلا في الدر المنثور ما ظهرت له شخصية لأنه يجمع فقط ولا يحكم، فالجمع إذن مقصد مهم لذاته لأنه يغنيك عن الرجوع إلى عدد كبير من المراجع، بل بعضها مفقود وبعضها لا تصل إليه إلا بشق الأنفس، ولهذا قال بن الجوزي في مقدمة كتابه إنه ألفه لولده ليغنيه عن شراء الكتب الطائلة الأثمان، وعن إفساد وقته كذلك في دراسة ما لا يسمن ولا يغني من جوع، فلخص له جملة ذلك في تفسيره.
6- كذلك قوله "ورتب" ترتيب ما تفرق مقصد مهم ـ كذلك ـ من مقاصد العقلاء في التفسير لأن كثيرا من العلوم تنتشر عباراتها فيشق استحضارها واستذكارها في الذهن لانتشار العبارات، فلو وضعت في نقاط مرقمة أو مرتبة لكان ذلك أسهل لحفظها وأيسر لها.
7- أخيرا الإصلاح وهو قوله: "وأصلح يا أخي الخللا\" إصلاح خلل وقع فيه السابقون، وهذا ما ذكر عدد من المفسرين أنه قصده كالقرطبي ذكر أنه قصد التخلص من الإسرائيليات، وإن كان قد نقل قليلا منها، لكن يمكن أن يكون هذا الشرط تجدد في ذهنه، وأن تكون المواضع التي ساق فيها بعض الاسرائيليات ألفها قبل أن يحضر في ذهنه هذا الشرط، لأن كثيرا من المفسرين لا يبدءون التأليف من بداية القرآن، كما يعرض أن يفسروا من مكان معين ثم يكملون،
وقد تتجدد بعد هذا بعض المقاصد
8- منها مثلا - نظم المنثور،
9- ومنها قنص الشوارد جمع الشوارد النادرة،
10- وكذلك الضبط
11- والشكل لتصحيح الألفاظ فهذه من مقاصد العقلاء في التأليف أيضا .
وقد ذكرها شيخي محمد عالي ـ رحمه الله ـ في قصيدته التي يقرظ بها شرح تلميذه محمد بن أبي مدين لألفية العراقي في المصطلح، يقول في هذه القصيدة:
*يحد ذوو التأليف مقصوده حدا **بسبعة أقسام يعدونها عدا*
وإني أرى الشيخ الإمام محمدا**يزيد كثيرا لن يطيقوا له جحدا*
*كضبط لما عروا وإيضاح مشكل**ونظم لمنثور وتقييد ما ندا *
فيبديه درا في الطروس منظما**وينظمه عقدا ويحكمه عقدا * .أهـــ ما قاله الشيخ الددو حفظه الله


وقد ذُكِر أن أول من أشار لها هو ابن حزم و لا يخفاك أن الثعلبي توفي قبله نعم يسلم له ذلك باعتبار العدد
هذا وقد أشار إلى ثمانية منها بعض أهل العلم
ومما ينتبه له أن اعتبار هذه المقاصد في المؤلفات داع إلى الاقتصاد في المكتبة الاسلامية وعدم تكثير الأوراق بما لا يحتاج إليه
على أنه ينبغي أن تراعي دور الطبع مقاصد تماثل هذه في طبعها للكتب
مثل :
عدم طبع الكتاب سابقا
تحقيق جديد جديٍّ لرداءة طبعات سبقت أو وجود نسخ خطية لم يحقق عليها من قبل
وتخريج أحاديث ووجود حاشية عليه لها قيمة علمية
ووجود سقط له بال و أهمية
وفقدانه من سوق