أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين .. و الصلاة و السلام على جميع الأنبياء و المرسلين .. و أخص منهم رسولنا و نبينا و حبيبنا محمداً عليه أفضل الصلوات و أتم التسليم .. و على آل بيته الطاهرين و صحابته الغر الميامين .. و على التابعين و الأولياء و الصالحين .. و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .




أما بعد :




محدثكم أخوكم (الهيلم متعب العارضي) من الكويت ، و أنا سعيد بتواجدي بينكم فعلاً بين جنبات هذا المنتدى الإسلامي الوثيق و المتين من الناحية العلمية بإذن الله تعالى ، و أتمنى أن أنتفع بعلمكم و إرشاداتكم بصفتكم طلبة علم شرعي و تملكون الأدوات و المفاتيح اللازمة لتيسير علوم الشريعة لطالبيها .




في البداية .. أريد أن أخبركم أنني حديث عهد بالالتزام أو (التديّن) إن جازت اللفظة ، و كل ما يهمني في الوقت الحالي هو المحافظة على ثباتي و استقامتي و انتظامي في أداء الفرائض الأساسية من صلاة و صيام و زكاة و المحافظة على الروحانية و الطمأنينة و السكينة النفسية بجوار دين الله تبارك و تعالى ، و لكنني سمعت أن طلب العلم فريضة و أن معرفتي بالحلال و الحرام و العقيدة و نحوها مهمة جداً و لا غنى لي عنها في أمر ديني ، و بصراحة حاولت فعل ذلك و لكنني صعقت بأشياء و جوانب لم أكن على علم بها أيام الغفلة و البعد عن الدين ، أشياء و جوانب لم ألاحظها و لم تلفت نظري و لم أدرك لها وجوداً على ساحة الإعلام الديني بشتى وسائله في السابق ! و لم أتوقع أن أجابهها في الوقت الحالي و اصطدم بها بعدما اتضحت معالمها في الساحة السياسية و الإعلامية و الشرعية أيضاً ؟




لأول مرة - على سبيل المثال - أدرك أنني (سلفي) بحكم انتمائي لإحدى القبائل الثلاث التي حملت الدعوة السلفية و نشرتها في الجزيرة العربية و بحكم أنني أعيش في الكويت في منطقة يقع فيها مقر الفرع الأكبر لجمعية إحياء التراث الإسلامي ذات التوجه الشرعي السلفي .. و لأول مرة أعلم بمنهج اسمه (سلفية) و مصلح أو مجدد إسلامي اسمه (محمد بن عبد الوهاب) رحمه الله تعالى ، و أخذت التساؤلات تغزو ذهني و تزلزل إيماني لولا أنني أدافعها و أقاومها و أستعيذ بالله تعالى من شرورها الشيطانية ، فمثلاً من التساؤلات التي أخذت أفكر بها :




* إن كان (محمد بن عبد الوهاب) رحمه الله تعالى أول من دعا إلى العودة إلى منهج السلف الصالح في فهم الشريعة و الالتزام بما ورد في الكتاب و السنة .. فكيف كان الوضع عند علماء المسلمين آنذاك ؟



* و كيف كان وضع العلماء و توجههم الشرعي طوال السنوات و الحقب السابقة إلى زمن الأئمة الأربعة السلفيين ؟



* و هل كان كل علماء المسلمين وقتئذ يقلدون و يتبعون مذهباً من المذاهب الأربعة بالضرورة ؟



* فهل كل عالم في الأزهر الشريف الذي كان قبلة العلم الشرعي في تلك المرحلة إما أن يكون (حنبلياً) أو (مالكياً) أو (حنفياً) أو (شافعياً) بما لا يقبل الحيادية و الاعتزال ؟



* و لا أدري .. هل من لا يزالون (حنابلة) و (شافعية) و (أحناف) و (مالكية) في زمننا هذا الذي تبين فيه أن (السلفية) هي (الإسلام) الحقيقي و أن (السلفيين) هم (أهل السنة و الجماعة) و هم (الفرقة الناجية) .. هل أولئك الأقوام الذين لا يزالون على مذاهبهم على حق أم على باطل ؟ متبعون أم مبتدعون ؟ إخوة لنا في الله تعالى و في الإسلام أم ماذا بالضبط ؟




و هناك أيضاً عثرات و عقبات وقفت معترضة في طريقي الذي لا يزال في بدايته لطلب العلم الشرعي ، و هي كل تلك المصطلحات و التسميات أمثال : (سلفية جامية مدخلية ، سلفية سرورية قطبية ، سلفية جهادية ، سلفية محتسبة) ، و كل تلك الجماعات (جماعة التبليغ و الدعوة إلى الله ، جماعة الإخوان المسلمين ، جماعة جهيمان العتيبي رحمه الله ، جماعة أتباع حسن أيوب رحمه الله ، جماعة التراثيين ، جماعة التكفير) .




لم أكتب هذا الموضوع يا أعضاء ملتقى أهل الحديث لأشعل فتنة و أثير شكوكاً في صدور القراء تجاه الشريعة و مطبقيها في مجتمعاتنا .. أنا أرفض الحكم على الدين الإسلامي بالنظر إلى أشخاص و نماذج مجتمعية أساءوا تمثيله في بعض الجوانب و ليس في كلها ، و لكنني أرغب بمعرفة الحقيقة و من أقرب الجماعات للصواب ؟ و ما سر هذه التسميات التي شاعت ؟ و ما الهدف من وراء إشاعتها ؟ و كيف يكون التعامل مع وجودها في مجتمعاتنا ؟ و هل هي جماعات و تسميات ما أنزل الله بها من سلطان أم أنها تستند إلى آراء شرعية معتبرة و تخدم أهدافاً دعت إليه الشريعة الإسلامية الحنيفة ؟






و في الختام لي رجاء بسيط لمن يملك أن يخدمني بتلبيته .. أريد أن أتتلمذ على شيخ سني سلفي في حدود الكويت و آخذ عنه العلوم الشرعية بشرط أن يكون غير مشبوه بتورطه مع أي جماعات متأسلمة ضالة أو تواطئه مع أي حكومات متمصلحة ملتوية ، فهل تعلمون من هذا الصنف أسماءً جديرة بنشر الرسالة المحمدية كما أنزلت على صاحبها يمكن أن تدلوني عليهم ؟ أرجو التفاعل يا إخوة أثابكم الله تعالى !