أين نجد الحقيقة في هذا الكون ؟
هل هي حقيقتنا نحن ، بما نراه وما نعتقده ومانتوهمه ومانود أن يكون أم أن الحقيقة هي مايراه أصحاب المناصب والمراكز والقوى في كافة المجالات ؟
حينما أتأمل السياسة مثلا أجد أن الحقيقة غائبة تماما ومانراه ومانسمعه هو مايريد أن يرينا أياه أصحاب القوة والسلطة والمال لا ماهو كائن وموجود . ولتبسيط الأمر أكثر ..
أين هي أسلحة الدمار الشامل في العراق ؟
وماحقيقة ماحدث في سجن أبو غريب ومعتقل قونتانامو ؟
ومن هو الارهابي هل هو شارون ام المناضل الفلسطيني ؟
ولو تأملنا الحياة في جانبها الاقتصادي او الثقافي لو جدنا أن الحقيقة غير معروفة وغير مفهومة وحتى على المستوى الشخصي فيما يتعلق بالمشاعر والاحاسيس فنحن غير متأكدين من حقيقة مشاعر من هم حولنا : هل يحبوننا أم يكرهوننا ؟
طافت بذهني كل هذه الأفكار وأنا أتذكر الأسطورة الجميلة التي تحكي قصة ثوب الملك ، وتقول الحكاية : أن إمبراطور أشتهر بعشقه للثياب الفاخرة الثمينة ، جاءة ذات يوم رجلان غريبان وعرضا عليه أن يحيكا له أفخر الثياب وأعجبها ، ففرح الامبراطور وقال لهما :
اخبراني عن أفخر وأعجب ثوب بإمكانكما أن تحيكاه لي ، فأجاب أحد المحتالين :
إن أعجب ثوب يحتاج الى كمية هائلة من خيوط الذهب .. و أعجب مافيه أنه لا يراه سوى الأذكياء ، أما الأغيباء فمحال أن يروه ....؟
سٌر الامبراطور سرورا عظيما .. كيف لا ؟
وهو سيمتلك ثوبا يكشف له الأذكياء من مستشارية ووزرائه ، وقادة جيوشه ، وشعبه ؟؟
فاعطاهما كمية كبيرة من الخيوط الذهبية . وخبأ المحتالان الذهب .. وتظاهرا بأنهما بدأ ينسجان قماش الثوب العجيب .. فكانا يحركان نول الحياكة بدقة الى الامام والى الخلف وكأنهما منهمكان في عملهما .. فيسمع أهل القصر صوت النول المنتظم . وهكذا لم يعد هناك حديث بين الجميع سوى عن هذا الثوب العجيب ...؟؟
ذات ليلة أستدعى الامبراطور " كبير المستشارين " وطلب منه أن يذهب الى غرفة الحياكة ليرى الثوب . ذهب " كبير المستشارين " فرأى المحتالين يعملان بنشاط وهمه .. لكنه لم يرى ثوبا .. إلا أنه تذكر أن هذا الثوب عجيب لا يراه إلا الأذكياء .
عاد الى الامبراطور ، وأخبره أنه لم ير قط أجمل من نسيج هذا الثوب الذي سيحتاج لخيوط ذهبية أكثر ليتم صفه .
بعث الامبراطور بكمية كبيرة من الخيوط الذهبية مع " رئيس الحرس " وطلب منه أن يسلمها للحائكين ويستعلم منهما متى سينتهيان من حياكة هذا الثوب الجديد .
ذهب رئيس الحرس فرأى الحائكين يعملان بانهماك شديد .. لكنه لم ير الثوب ، إلا أنه تذكر أن هذا الثوب لا يراه إلا الأذكياء ، وكبير المستشارين قد رآه ..فأعطاهما الخيوط الذهبية بعد أن أثنى على جمال الثوب ، وعاد الى الامبراطور ليحدثه عن جمال الثوب وروعته ، وأعلمه بموعد الإنتهاء من حياكته .. في الموعد المحدد حضر المحتالان الى الامبراطور لقياس الثوب الجديد ...
خلع الامبراطور ثيابه .. تظاهر الحائكان أنهما يلبسانه ثوبه العجيب ويضبطان قياساته ..
وقف الامبراطور أمام المرآة يتأمل نفسه .. ورغم أنه لم ير الثوب .. لكنه تذكر أنه ثوب عجيب لا يراه الا الأذكياء وقد رآه كبير المستشارين ورئيس الحرس ، فصاح قائلا بفرح و اعجاب :
هذا ثوب بديع ، ماأخف قماشه وما أجمل ألوانه .. إنه أروع ثوب أرتديته .. أكاد لا أشعر به من خفة وزنه .
بعد يومين أمر الإمبراطور بإقامة الإحتفالات في المدينة .. ليلبس فيه ثوبه الجديد العجيب ويراه الشعب .
حل الموعد .........
وخرج الامبراطور فما أن رآه الناس أخذوا يلوحون بالاعلام ويهتفون بكلمات المديح والاعجاب ..
ليثبتوا لبعضهم البعض أنهم أذكياء ........
ابتهج الامبراطور .. وراح يلوح بيده مسرورا .. ويرفع اصبعية علامة النصر والسعادة ..
فجأة .. من بين الجموع خرح صبي صغير .. وأخذ يضحك ويضحك وهو ينظر الى الموكب وراح يصيح بكل براءة وطفولة ......................... ........................
الإمبراطور عار ... الإمبراطور عار ..
صعقت الحقيقة الجموع ........
عادوا الى رشدهم وراحوا يصيحون مع الطفل ...
الإمبراطور عار ... الإمبراطور عار ..
هذه الحكاية البسيطة الكلمات .. العميقة المعاني تحمل بين سطورها مغزى عظيما ألا وهو طمس الحقائق بادعاء مالانراه وماليس فينا ، ومالانفهمه ومالانعرفه .
كم نحن اليوم بحاجة الى طفل برئ وصادق يخرج علينا ليقول لنا الحقيقة التي ضاعت من بين أيدينا ولم نعد نعثر عليها ، فنحن لم نعد نعرف حقا اين هي الحقيقة من السراب ؟ وأين هو الحق من الباطل ؟ ومن هو الظالم من المظلوم ؟
الكل يدعي أنه يرى ثوب الحقيقة لكي يثبت لنفسه وللاخرين كم هو ذكي
الكل يسير مع الركب دون ان يسأل نفسه أن كان حقا يرى ثوب الامبراطور ام لا ..
ولو تأملنا واقع صحافة " الهلال " لوجدنا العجب العجاب ..
يدعون المثالية والبراءة والنزاهة وهم من يتطاولون ليل نهار على كل ماهو منافس وناجح لهم ؟؟؟
يتشدقون بالمثاليات والوطنية والوعي وهم من يهدمون بإطروحاتهم كل تنافس جميل بالرياضة وينفثون سموم التعصب ، حتى أصبح لدينا جيل رياضي " مغسول دماغيا " لايرى ولايسمع ولايفكر سوى بما يقرأة عبر هذة الصحف حتى ولو كان مايقرأة تغييبا للواقع وتزييفا للحقيقة وتغييرا للمشهد الراهن ؟؟؟
لكن سبحان الله ..
في كل مرة يحاولون تغيير صورة الحقيقة وتضليل الرأي العام وتشوية إنجاز لأحد أندية أو لاعبي الوطن ..
يظهر " طفل " الحقيقة والبراءة والإنصاف ليقول كلمته الحاسمة والفاصلة ...
فحينما أخذ " الفراج " في الاستديوا التحليلي قبل مبارة السعودية بالمانيا في كأس العالم 2002 يصف منتخب الثمانينيات بالمنتخب الهزيل الذي كان ينهزم بالخمسة والستة وأن هذا المنتخب الحالي قادر ليس على التعادل مع المانيا بل هزيمتها ، ظهر " طفل " الحقيقة ، ففازت ألمانيا بالثمانية وبحضور الدعيع وسامي وبقية فريق الأحلام الذي راهنت الصحافة قبل المونديال أن الهلال لو يكون هو المنتخب لن يخسر أبدا وبالفعل بسبعة أو ستة لاعبين من الهلال خسر بالثمانية فماذا لو كان فريق الهلال يلعب كاملا .
وحينما صرح الأمير محمد العبدالله ان سامي أفضل من ماجد ، وطبل من طبل ، وتفلسف من تفلسف ، ظهر " طفل " الحقيقة مرة أخرى من خلال الإتحاد الدولي .. فطأطئت روؤس وخفتت أصوات وسقطت أعلام وتمزقت صفحات ....
وهكذا في كل مرة يحاول هذا الإعلام أن يتذاكى على الآخرين وأن ينسج لهم ثوبا من الخيال ...
يظهر له " طفل " الحقيقة و البراءة .. ويشير له بإصبعه " كم أنت عريان " ومكشوف ومبتذل ؟؟؟
وفي كل مرة تحاول صحافة الهلال أن تضلل الرأي العام وتتباكى من الظلم ...
يظهر لهم " طفل " الواقع الواضح والفاضح والجارح ليكشف مدى زيفهم وخداعهم ... فلقد قاموا
بعد هزيمة النصر على النهائي الشهير وبالثلاثة بحملة مكثفة لتضليل الرأي العام بأن فريقهم مظلوم من التحكيم وأنهم ضحايا الصافرة الظالمة حتى جاءت حادثة ابوزندة والنزهان في نهائي الدوري
ليظهر " طفل " الحقيقة ويصرخ بصافرة أبوزندة ويد النزهان البريئة والمظلومة ...
بعد أن كانت الصافرة والتحكيم ترتدي ثوب الإمبراطور الهلالي الذي يرونه لوحدهم وأوهموا الناس برؤيته ...
مشكلة الصحافة الرياضية لدينا أن الجميع يرى ثوب الإمبراطور الذي لا يراه أحد ...
الكل يظن أنه الوحيد الذي يفهم كل شئ ويعرف كل شئ وليس ذلك مقتصرا على الصحافة بل حتى على المشجع العادي البسيط !!
المشكلة الكبرى أننا نكتفي بقرأة العنوان فقط ، ليس في الصحافة الرياضية فقط بل حتى في علاقاتنا وأحكامنا مع الآخرين والاشياء والمشاعر والآحاسيس ..
وبالتالي تكون أحكامنا ومشاعرنا تجاه المواقف والأحداث مختلفة ومغايرة ....
فمثلا صحف " الهلال" فرحت بصراحة سمو الأمير تجاه البلوي وأخذت تثير حقدها وسموم كرها للنصر والبلوي من خلال وضع منشيتات صارخة ومثيرة ومستفزة وهي بلاشك تحاول أن تصنع من اللاشئ شيئا يذكر ، ومن السراب ماء ، ومن وضع النقاط على الحروف الى علامات تعجب وإستفهام ؟؟
وأستغرب كيف أن البعض سار في الركب ، وكأنه يرى " ثوب " الأمبراطور الذي لا يراه أحد سوى صحافة الهلال، فسمو الأمير ووجه السعد لم يقل سوى " البلوي رجل كريم ومشغول وهو اذا وعد اوفى لكنه وضعني في موقف حرج أمام الاعبين " فهل هذا الكلام فيه تجريح أو إساءة ...
ألم أقل لكم أن " ثوب الإمبراطور " لا يراه سوى صحافة الهلال التي تنسك وتنسج وتحيك ماتريده من الخيوط .......
إن صحافة " الهلال" أشبه ماتكون " ببيوت العنكبوت " وصدق الرب عزوجل والذي قال :
" وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت " ......
إنهم ينسجون من خيالاتهم وأوهامهم ثيابا خيالية كثوب هذا الإمبراطور ..
ينسجون لفريقهم ثوب " فريق القرن "
يحيكون لفريقهم ثوب " فريق الوطن "
يخيطون للاعبيهم ثوب " العالمية "
يوهمون الجميع بأن البلوي يكدس لاعبي الأندية والنصر فريق الطيور المهاجرة بينما فريقهم هو الفريق الوحيد الذي يعتمد على بناء القاعدة واكاديمية الصغار ولايقومون بمتابعة منتخب الناشيئن ومنتخب الشباب وخطف نجوم الفرق الصغار وبمبالغ زهيدة ...
إنهم يحاولون إرتداء ثوب الدفاع وحماية الحكام حينما يكون الظلم على من يقابلهم أما حينما يكون الإنصاف والعدل مبدأ الحكم في التعامل مع فريقهم فإن الثوب هنا يختلف ويتحول الى ثوب الإتهام والإدعاء !!
إنظروا كيف أصبح " خليل جلال " الان في نظرهم حكما سيئا لأنه أحتسب ضربة جزاء لصالح أبها ضد فريقهم ، وهو الذي جعلهم يفوزون على النصر في أكثر من مواجهة وكان في نظرهم الحكم الجيد والنزية والحازم ..
إن هذه الحقيقة التي أصبحت ظاهرة وفاضحة وواضحة للجميع حتى للهلالين أنفسهم ...
فمتى نكون جميعا مثل ذلك الطفل ونصرخ بصوت عال وببراءة الأطفال وصدقهم وعفويتهم ....
ولاتكون مثل بقية الخلق التي غسلت صحافة " الهلال" دماغها بالوهم والكذب والخداع ...
فيصرخون ما أجمل ثوب الإمبراطور ...
ما أجمل ثوب الإمبراطور ..
والإمبراطور نفسه عار لا يرتدي أي قماش ..
شجاع القحطاني/العالمي
رد مع اقتباس
-new.gif)
[/align]
