أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع) أخرجه ابن حبان ولأبي داود وابن ماجه( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمدلله أو بالحمد فهو أقطع) ولأحمد(كل أمر ذي بال لا يفتتح بذكر الله فهو أبتر أو أقطع)
وقد يتساءل سائل أيهم أفضل أن يبدأ الشخص بالبسملة كما جاء في الحديث الأول أو بالحمد كما ورد في الحديث الثاني أو أن ذلك عام بأي ذكر كما في الحديث الثالث !
فإن ذلك على درجات فأعلى درجة وأفضلها أن تقرن الحمدلة بالبسملة بعد البداية بالبسملة كما هو ثابت في كتابه العزيز فإن الله عزوجل بدأ كتابه ببسم الله الرحمن الرحيم ثم ثنى بالحمدلة فقال (الحمدلله رب العالمين) والدرجة الثانية أن تكتفي بالبسملة دون الحمدلة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتفي بالبسملة في مكاتباته مع الملوك كما أن أحاديث البسملة آكد والدرجة الثالثة أن تكتفي بالحمدلة دون البسملة وهذا ما كان يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه فإنه كان يبدأها بالحمدلة دون البسملة وتتأكد البسملة في الكتب وتتأكد الحمدلة في الخطب ولا يرى أن يبتدئ الشخص أموره بغير البسملة أو الحمدلة أما عن إطلاق الذكر كما حديث أحمد نخصصه بالبسملة والحمدلة هذا على فرضية صحة الحديث وإلا فإن الحديث ضعيف لأنه عن الزهري مرسلاً والمرسل من أقسام الضعيف وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله .
والباء للاستعانة متعلقة بمحذوف مصدر تقديره ابتداء عند البصريين ومحذوف فعل تقديره أبدأ عند الكوفيين والصحيح ما عند الكوفيين الذين قدروا المحذوف بفعل لأن الأصل في العمل الأفعال.
بسم/ جار ومجرور
الله/ لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة
الرحمن/نعت لفظ الجلالة يتبعه في الجر
الرحيم: نعت ثان للفظ الجلالة تبعه في الجر
والاسم قيل مشتق من السمو أي العلو وقيل مشتق من الوسم أي العلامة وهو الصحيح لأن الإسم علامة على كل من تسمى باسم ما.
الله/ لفظ الجلالة أصله الإله حذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام فصارت لاماً واحدة مشددة ومفخمة ومعنى الإله أي المعبود ودليل هذا التفسير ما روي عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه(هو الذي يألهه كل شيء ويعبده كل خلق) وما روي عن الضحاك عن عبدالله بن عباس قال (الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين) ومن كلام العرب الدال على هذا المعنى قول رؤبة بن العجاج:ـ
لله در الغانيات المده ** سبحن واسترجعن من تألهي
أي من تعبدي وطلبي لله بعملي
ومنه تفسير العلماء لكملة الحق لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله وغير هذا التفسير باطل مردود على صاحبه إلم يكن صاحبه مبتدعا فمن فسر الألوهية بالربوبية جعل معنى كلمة الحق لا إله إلا الله (لا خالق ولا رازق إلا الله) فلو كان هذا معنى الألوهية لكان كفار قريش مؤمنون ولما كان يلزم على النبي صلى الله عليه وسلم أن يطالبهم بقول لا إله إلا الله لأنهم يقرون بأن الخالق الرازق هو الله (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) فيظهر لنا مما سبق أن معنى الإله هو المعبود.
الرحمن :ـ اسم من أسمائه الحسنى وصفة من صفاته وهي رحمة الله العامة بجميع الخلائق مؤمنهم وكافرهم وأعظم صور الرحمة إيجادنا من العدم.
الرحيم:ـ رحمة الله الخاصة بالمؤمنين في الآخرة والدليل على أنها خاصة بالمؤمنين قوله تعالى(وكان بالمؤمنين رحيما) والدليل على أن موضعها في الآخرة ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن عيسى بن مريم قال(الرحمن رحمن الآخرة والدنيا والرحيم رحيم الآخرة)
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه