أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ذكريات من المدرسة القرانية بالديور (الجزء الثاني)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده اما بعد

قبل صلاة الظهر يجتمع الطلبة للغداء ويتجاذبون اطراف الحديث

بعد ذلك تؤدى صلاة الظهر مع الجماعة في المسجد .

بعد الصلاة ينصرف بعض الطلبة لأخذ قيلوية للراحة

بينما يبقى اخرون في المسجد او القاعة لمواصلة الحفظ والمذاكرة .

بعد صلاة العصر من الطلبة من من يتناول قهوة المساء

ويواصل الطلبة الحفظ والمراجعة الى المغرب .

وبعد صلاة المغرب يجتمع الطلبة على مائدة العشاء .

ثم بعد صلاة العشاء يذهب بعض الطلبة للنوم بينما يواصل اخرون الحفظ والمدارسة .

ويجلس اخرون للسمر والحديث .

ويختار اخرون القراءة في كتب الفقه او العقيدة او التاريخ والادب او غيرها من العلوم .

عند منتصف الليل تجد بعض الطلبة في المسجد او في الغرفة الملاصقة له

منهم من يواصل الحفظ ومنهم من يبحث في بطون الكتب في منظر جميل رائع .

في الثلث الأخير من الليل يستيقظ بعض الطلبة لقيام الليل وقراءة القران الى صلاة الفجر او قبلها بقليل .

وما اجمله واروعه من منظر ..


إنّي لَتُطْربني الخِـــلالُ كــريمةً . طَــرَبَ الغريبِ بِأوْبةٍ و تلاقِقِ

و يَهُـزُّني ذِكْرُ المُروءةِ و النــدى . بين الشمائـلِ هزّةَ المُشْتــاقِ


كانت تلك الايام من اجمل ألأوقات واروع اللحظات جو من الايمان والمحبة والاخوة

بعيد عن مشاكل الدنيا وهمومها وادرانها .

يوم الجمعة كان يوم راحة واستجمام وتزود لما بعده

نذهب في الصباح الى احدى المناطق الجبلية المجاورة

كان هناك مكان في الغابة توجد به ساحة كبيرة نلعب فيها كرة القدم
وبجانبه نهر كنا نسبح فيه احيا نا

ونتجول بين تلك الحدائق والغابات الجميلة الرائعة

وكأن الوزير عبدا لله بن سماك والذي فقال فيها:
الروض مخضرٌ الربى متجملٌ للناظرين بأجمل الألوانِ
وكأنما بسطت هناك شوارها خودٌ زهت بقلائد العقيانِ
والطير تسجع في الغصون كأنما نقرُالقِيان حنت على العيدانِ
والماء مطَّردٌ يسيل لعابه كسلاسلٍ من فضةٍ وجمانِ
بهجات حسنٍ أُكملت فكأنها حسن اليقين وبهجة الإيمانِ

نرجع الى المدرسة قبل صلاة الجمعة

كما كنا نخصص يوما لتنظيف المسجد .

وما اجمل ذلك الاحساس وانت تنظف المسجد وتخدم في بيت من بيوت الله
نعمة من اعظم النعم

_
إلقاء أول خطبة جمعة لي

في صباح احدى ايام الجمعة مازح احد الطلبة الشيخ رابح قائلا لماذا لا يؤدي محمد اليوم خطبة الجمعة

فسالني الشيخ رابح هل يمكنك ذلك فاجبته نعم

فطلب مني تحضير الخطبة


وفعلا حضرت خطبة الجمعة في وقت قصير .

كانت مفاجاة سارة بالنسبة لي كما انني كنت متوترا بعض الشيئ لانها المرة الاولى

صعدت على المنبر والقيت خطبة الجمعة ثم صليت بهم

لا انسى ذلك الشعور وانت فوق المنبر تنظر الى المصلين

وتنثر بينهم درر الكلام والمواعظ

كانت تلك اول خطبة جمعة اديتها

_اول صلاة تراويح
إماماً


عندما حل شهر رمضان اخبرنا الشيخ ان علينا _ نحن مجموعة من الطلبة_
الاستعداد لامامة الناس في صلاة التروايح

لا زلت اذكر اول ليلة اممت الناس فيها في صلاة التراويح

كنت اممت الناس من قبل في الصلوات المفروضة

ولكن الامامة في صلاة التراويح تختلف عن الامامة في الصلوات المفروضة

في صلاة الفريضة يقرء الامام ما تيسر من اي جزء من القران
ولا يطيل القراءة غالبا

اما في التراويح فتتقيد بالقراءة من اجزاء معينة حسب الترتيب
وتطيل القراءة وعدد المصلين يكون كبيرا

تقدمت الى المحراب ولم انظر خلفي الى جموع المصلين حتى لا ارتبك
فقد كانت تلك اول مرة

أذكر ان رجلي كانت ترتجف من الارتباك ّ

فكنت ارتكز عليها بشدة حتى لايظهر ذلك

تقدمت الى المحراب كبرت وقرات الفاتحة

ثم قرات من قوله تعالى ( وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)

وبعد هذه المرة زال الارتباك شيئا فشيئا وتعودت على امامة الناس في التراويح

قضيت في مدرسة الديور حوالي عام ونصف العام

وبعدها بدات التفكير في الانتقال الى مدرسة أخرى

وذلك ما حدث انتقلت الى مدرسة اخرى

وكانت لي فيها تجربة وذكريات سنتطرق لها باذن الله

تلك كانت مقتطفات ونبذا وصورا من ذكريات مدرسة الديور

حاولت تقديمها باختصار

وكانت من اجمل الايام


والله حسبي حين ينثر مهجـتـي . سهم الردى فيمن أحبُّ و أحفلُ
والله حسبي في جليل مصـائـبٍ .مما مضى منها وما يُستقـــبلُ


وساتحدث باذن الله تعالى عن مدرسة اخرى
___________________
وكتبه محمد بن العربي التلمساني