اغنام - ابل - دواجن - طيور

قصه حقيقيه ((((((( تعلمت العبر من سباحة البحر )))))))
( تعلمت العبر من سباحة البحر ) تقريبآ 1975ميلادي
كان لنا جار في سنة السبعينات من القرن الماضي اسمه ناصر بن عبدالمحسن رجل طيب وعلى خلق ودين كريم ومتسامح ، ذات مره وانا ذاهب ببندقيتي مع ابنه الكبير لنصطاد العصافير مشيآ على الاقدام لحق بنا اخوه الذي يصغرنا سنآ ( فهد ) فنهرته ليرجع لأنه صغير وانا اخاف عليه من ظربة شمس لا سمح الله ، تماثل بأنه راجع ولكن بعد قليل رأيته يتابع السير خلفنا خفية فقمت بتخويفه بتوجيه بندقيتي نحوه فأختبأ خلف منزل مهجور وأنا مازلت موجهآ بنديقتي نحوه فحالما تبين لي جزء من وجهه الطفولي الصغيرالبريئ اطلقت النار واصبت ألهدف ! ويا ليتني لم اصب الهدف ! ، فأخذ يتلوى على الارض ويبكي بصوت عاليآ ويتألم وكان ممسكآ بعينه اليسرى والدماء تفيض من بين أصابعه الصغيرة حاولت أن أعرف بالظبط ماذا حصل وكنت أرتعش من الخوف وماذا سوف يفعل بي أبوه ( ناصر بن عبدالمحسن ) فلما ازحت يديه عن عينه وهو ما زال يبكي تأكد لي بأن الرصاصه استقرت قرب عينه اليسرى بمليمترات بسيطه فبدأت بتنشيف الدماء التي كانت تسيل من الجرح بثوبي الابيض وهو مازال يتألم ويبكي ، وقام أخوه الكبير الذي كان برفقتي بأخذ بندقيتي وذهب بها الى بيت ابي لاخفائها و لاخفاء جريمتي !!!!!!! تجمع أهل المنطقه واخوانه علينا وعرفوا أني أنا الجاني فأخذوه ألى بيت أبيه فلما رأى الاب الدماء تسيل من عين ابنه قال من فعل هذا بأبني ؟ من أطلق عليه النار ؟ بصوت يزلزل ألارض ، قالوا ( عاهد ) فجأه هدأ ألاب قال جمله لن انساها ما دمت حيآ ( انتم وعاهد أخوان تتزاعلوا اليوم وتتصالحوا غدآ ) فأخذوه للمستشفى وكأنما لم يحدث شيئ وجلس يتعالج قرابة ستة شهور ومن ثم الله اعاد له البصر والحمد لله ، أليست هذه قمه في التسامح ؟ وكان لهذا الجار الطيب محلآ صغيرآ يبيع فيه بعض المواد الغذائيه لعله يوفر قوت يومه ويوم اولاده الكثر ما شاء الله ، كنت دائمآ ألعب مع أولاده ونأكل مع بعض ونتعارك مع بعض لكن لا ندرس مع بعض لاني انا كنت أدرس في مدرسة خالد بن وليد الابتدائه التي ازيلت الان عن الوجود وهم يدرسون في مدرسة الخليج العربي التي أيضآ ازيلت عن خارطة قطر ، ولم يبق من هاتين المدرستين سوى الذكريات الجميله وبعض الصور ، وذات يوم في سنة 1982 ذهب ابنه ( ماجد ) الذي يبلغ من العمر اربعة عشر سنه ذو ( الحواجب المقرونه ) اي المتصله ببعض من كثرة الشعر ، وهو لابس نظارة الغطس الحمراء الجميله يتمختر بها وبرفقته اصدقائه الى البحر قرب فندق الخليج سابقآ فندق الماريوت حاليآ ، بقصد السباحه لان البحر كان قريب من منطقتنا لاننا كنا نسكن في منطقة ام غويلينه ، واثناء اللهو واللعب والسباحه غرق ( ماجد ) حاول ألاطفال أن ينقذوه لكن دون جدوى ، فاستعانوا بحراس مراكب فندق الخليح لكن بلا اي فائده تذكر ، وصلنا الخبر كالصاعقه على الجميع ، تم ابلاغ الشرطه وقاموا بالبحث والغطس ساعات ونحن ننتظر بيأس على الشاطئ لعلنا نرى شيئآ ، لكن لم يجدوا سوى آثار يديه ورجليه في قاع البحر وهو يحاول انقاذ نفسه وبقرب الآثار وجدوا نظارته الحمراء الحزينه بفراق صاحبها و التي كان يتباهى بها امام الاطفال ، اخذتها من الشرطي واحتفضت بها للذكرى وكأنه ذهب وارسل نظارته لي لاحتفض بها للذكرى ، أسدل الليل ستاره فرجعنا الى بيت ابيه والمجلس يغص بالحضور وكان البعض حزينآ والبعض يبكي و البعض يذكرنا بالمواعظ ، وكنت انا واقف خارج المجلس ومتكأ على الجدار ابكي على فقد ( ماجد ) وكان بكائي يتزايد عندما اسمع من داخل البيت بكاء امه المسكينه ، اصبح الصبح ولم ننم فذهبنا الى الموقع المشئوم لعل وعسى نجد الجثه ، وحين وصلنا وجدنا الغطاسين يقومون بدورهم على اكمل وجه منذ شروق الشمس ، واسدل الليل ستاره مره اخرى ، فعدنا ادراجنا الى بيت ابيه ، وزاد الحزن حزنآ لاننا لم نجد الجثه ، وكنا كلنا في جو كئيب وحزين ما عدى اصغر واحد من ابناء الجار اسمه ( جاسم ) يبلغ من العمر اربع سنوات كان يلعب ولايدرك الموقف الذي نحن فيه لكن في بعض الاوقات كان يجهشني بالبكاء عندما يسالني بكل براءه عاهد ( أين ماجد ) !!!!!!! وفي فجر اليوم الثالث وحين قام حارس مركب في فندق الخليج ليتوضأ لصلاة الفجر ، راى بقرب المركب جثه طافيه على الماء فقام بسحبها و وضعها على ارض الميناء واتصل بالشرطه ، حظرت الشرطه واخذوا الجثه ألى ( ثلاجة الاموات ) ، ولما بلغنا الامر ذهبنا الى المستشفى لنتعرف على الجثه هل هي جثة ( ماجد ) أم لا ، ولم يستطع ابوه ان يحضر معنا فكان في حاله يرثى لها ، فلما وصلنا الى المستشفى لم يستطع اخوانه أن يدخلوا وان يتعرفوا على جثت أخيهم من شدة هيبة الموقف ، فقلت انا سوف ادخل ، سالني المسئول انت تعرفه جيدآ قلت له نعم فلقد عشنا مع بعض كأخوه و اكثر ، سمح لي بالدخول فدخلت و قام المسئول عن الموتى بفتح الثلاجه رقم 12 وقام بسحب الجثه الى خارج الثلاجه ، وكشف الغطاء عن الجثه فأقشعر جسمي من هول ما رأيت فقد كانت عروق الجثه واضحه وضوح الشمس تستطيع أن تحسبها لو أردت كانت منتفخه والدم متحقن بالعروق وكان لونه اخضر و زاد عرض صدره بدرجه رهيبه واصبح جسمه متضخمآ جدآ كأنه رجل في العشرين من العمر وليس صبي في الاربعة عشر سنه ، وكان جفن احد عينيه متقطعآ من جراء احتكاك وجهه بقاع البحر و قد تحلل وأصبح متدليآ وباقي منه جزء بسيط متماسك بالوجه ولم أعرفه وقد تغير كليآ وعرفته فقط من ( حواجبه المقرونه ) فأشرت لهم بأصبعي بانه هو لاني لم استطع ان انطق بأي كلمه من شدة البكاء ، استلمنا الجثه وذهبنا الى مقبرة المطار القديم فغسلناه ودفناه دون حضور أبيه لأنه لم يستطع الحضور ، جلسنا في العزاء ثلاثة أيام ، وفي الليله الاخيرة وبعد أن ذهب المعزون جمع أولاده وأنا معهم وبدأ يقول ، الذنب ذنبي أنا قصرت لم احذركم طيلة حياتي من البحر ومشاكله واهواله ، حذرتكم من الزنا ومن الخمر و من المخدرات و السرقه الا البحر نسيت ان احذركم منه ، فبدأ يوصيهم ويحذرهم من البحر و هو يبكي ويكمل كلامه بين حين و آخر ويقول لولا البحر ما كان مات ( ماجد ) وهو يدرك ويؤمن بقظاء الله وقدره ولكن لم يكن بكامل وعيه من شدة الفاجعه ، وفي النهايه قال له جميع ابنائه ان شاء الله ليخففوا من ثقل ابيهم ، الا أصغر ابنائه المدلل ( جاسم ) لانه صغير ولا يدرك الموقف ، انتهى الاب المفجوع من وصيته فتفرقنا فذهبت انا الى بيتنا القريب منهم ، وبعد مرور اسبوعين من هذه الوصيه ذهب ابنائه الى دكان قريب منهم وبرفقتهم اخوهم الصغيرالمدلل ( جاسم ) واشتروا لهم ايس كريم فلقد كنا في فصل الصيف ، وفجأه لما وصلوا الى منتصف ساحة البيت وقع الصغير ( جاسم ) ميتآ وقد اكل من الايس كريم الثلثين ولم يكمل الثلث الاخير ، صاحوا تعالت الاصوات حضرت الام المسكينه فحملته وركضت به من دون عباءه ولا حجاب ولا بطوله اي ( برقع ) وبشكل هستيري الى مركز ام غويلينه الصحي لانه كان يبعد عنا مسافة مائتين متر فقط ، وبعد ان اوصلت فلذة كبدها الى المستشفى اغمي عليها ، ولقد رأيتها بعيني وهي مستلقيه على السرير ، اخذ الدكتور بعمل التنفس الصناعي للصغير ( جاسم ) وانعاش قلبه لكن بلا اي نتيجه فلم يستجب ذلك الجسم الرقيق لاي من هذه المحاولات اليائسه ، ارسل جثمانه الى ثلاجة مستشفى حمد وادخل في الثلاجه ، وحضرنا ايضآ انا واخوانه من دون الاب المفجوع مره ثانيه ، لانه لم يستطع الحضور ، فقلت للطبيب الشرعي ، لماذا لا تبحث عن سبب الوفاه لانه مات وهو ياكل الايس كريم لعل في الايسكريم ماده سامه و تقضي على اطفال المنطقه ، فمن الافضل ان تشرح الجثه ، لنعرف سبب الوفاه ، اخذ الطبيب الجثه من الثلاجه وذهب بها الى داخل المشرحه وكل هذا واخوان الميت خارج الثلاجه لا يستطيعوا حتى ان يقربوا الثلاجه ، من شدة الحزن والموقف الرهيب ، خرجت خارج المشرحه اواسي اخوان الميت وانا كنت بحاجه لمن يواسيني ، وبعد برهه لاحظت ان الدكتور قد تأخر فعدت ادراجي الى المشرحه فعدت ولم اجد الدكتور الاجنبي ، فتطفلت وتقدمت خطوات الى داخل المشرحه وكان الوقت الساعه الثالثه عصرآ وكان المكان هادءآ موحشآ جدآ لا تسمع فيه ولا تتخيل فيه الا ضحك الاموات عليك وكأنهم يسخرون منك لانك خائف ، المهم واصلت المشي في المشرحه حتى تعمقت الى الداخل اكثر فسمعت صوت مقص كأنه يوضع على طاوله حديديه فاحدث صوتآ ، فأتجهت الى ذلك الصوت واذا بالدكتور الاجنبي واضعآ جثة ( جاسم ) على طاوله من الاستيلس ستيل وعند راس ( جاسم ) صنبور ماء لغسيل الدماء بعد التشريح وتحت قدم ( جاسم ) ثقب لتصريف الدماء والاوساخ ، وقد وضع الدكتور تحت رقبة ( جاسم ) قطعه من الخشب مستطيله بطول شبر ليرجع رأس ( جاسم ) للخلف ليتمكن بكل سهوله ويسر بتشريح الجثه ، وكان فعلآ قد فتح بطن ( جاسم ) من اول الرقبه الى ما تحت السره ، رأيت بأم عيني احشاءه الوردية ورأيت كليتيه ورأتيه وامعاءه والدكتور منهمك بتحريك هذا العضو وذاك دون رحمة او شفقة لأنه تعود على هذا الامر و( جاسم ) مغمض العينين و كأنه لا يبالي بما يحدث ، وعند وصول يد الكتور الى قلبه المسكين أخد يدقق اكثر واكثر واكثر ، فجأه قال لي عرفت سبب الوفاه ! قلت ماذا ( سم بالايس كريم )؟ قال لا عيب خلقي بالقلب فهذا الولد عمره اربع سنوات ولكن قلبه قلب طفل بعمر ثلاث سنوات كبر الولد ولم يكبر معه قلبه ، بدأ الدكتور بترجيع احشاء ( جاسم ) الى بطنه وقام بخياطة البطن ومن ثم استلمنا الجثه بعد التوقيع على اوراق الاستلام ، في هذه الاثناء كانت سيارة الاسعاف جاهزه لنقل الجثه الى المقبره ، فقلت لهم لانريد الاسعاف انا سوف احمله في سيارتي الخاصه الى المقبره وافقوا على طلبي حملته بيدي وفتحوا لي باب سيارتي و وضعته عندي على المقعد الخلفي وسرنا الى مقبرة المطار القديم ايضآ ودفناه . وجلسنا في العزاء ثلاثة ايام مذهولين !!! اتدرون ماذا حدث بعد مرورعشرون عام من وفاة ( جاسم ) توفى ابنه الثالث ( ابراهيم ) في الشارع وهو يحاول ان يركب سيارته !!!!!!! اختلفت الاسباب والموت واحد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!
هل انت مثلي؟؟؟؟؟؟؟ ( تعلمت العبر من سباحة البحر ) ؟؟؟؟؟؟؟