أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


في عام 1380هـ تداول العلماء في صحراء شمال مالي "منطقة آزواد" مسألة الأوراق النقدية ،وكان والدنا العلامة محمد الحاج بن محمدأحمد الحسني الأدرعي الجلالي ت 1423هـ ممن ناقش مع أهل العلم هذه المسألة ومن أجل من ناقش معه المسألة واحتفظت بذلك ذاكرة تراث شعري فقهي رائع كل من شيخنا العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله
والعلامة المؤرخ المختار بن حامد الديماني ـ رحمه الله ـ
وغيرهم ،وبدا لي أن أتحف هذا الملتقى المبارك بهذا الحوار الرائع الذي ربما ينشر هكذا لأول مرة

قال الشيخ الوالد رحمه الله

:[... لما تباينت أنظار العلماء وتضاربت آراء الفقهاء في مسألة هذه الأوراق النقدية من جهة إثبات الزكاة فيها قياسا على النقدين، ومن جهة نفيها قياسا على العروض، أو نظرا إلى شبهها بالفلوس عند من ذهب إلى إلحاقها بالفلوس؛ لعدم ورود نص فيها، واختلف أيضا في ربويتها، فنظرت في علاقة المسألة بأبحاث فقهية تزيد على بابي الزكاة والربا كما يعرفه من مارس كتب الفقه ، لكن كثيرا من الناس لا ينتبه لذلك، فلذلك أردت إلفات نظري ونظر غيري إلى ما في المسألة من بحوث فقهية .... وهذا نص السؤال، وقد كان إيراد الأسئلة وإلقائها على العلماء عام (1380) هـ ت] وكتب مقدمة لها :
سؤال منظوم من الفقير إلى رحمة ربه محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني وجهه إلى كل من وصل إليه من أهل العلم عملا بقوله تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾
ياسادتي هل من لبيب منصف
أو منقذ من صوب جهل مقصف؟

هل من مجيب عن عجيب رابني
أومن نجيب بالرغائب متحف؟

هل من فتى دراكة خريت أقـ
يسة بنص أو بقيس مسعف؟

هل من فتى تقف النصوص ببابه
وبطبه علل الجهالة تشتف ؟

فنقول ما حكم البنوك زكاتها؟
إن تم حول هل تصر لمصرف؟

إن قلتم بزكاتها، فنصابها
كم حده عددا فبين أوصف؟

وبأي نص أو أصيل ألحقت
قيسا فهل كالعرض أو نقدا تفي؟

إن قلتم بالعرض قلت ألم تكن
سكك الملوك بها ولما تختفي

أو قلتم بالنقد قلت أليس في
نقد بلا سكك كفاية مكتف؟

وبنوكنا إن لم تكن مسكوكة
طرس، فهل تغنيك وقت تصرف؟

والنقد يظهر خالصا في سبكه
وبه يزيد به ارتغاب الصرف

أوقلتم بالنفي قلت فما بها
وبها تعامل بائع ومسلف

وبها الجزا وبها الِجزا وبها الحبا
وبها الغَناء لفارغ وموظف

وبها الغِذا، وبها الغُزاة تفاوتوا
ما بين ممئى منهم ومؤلف

أولا تقدر قدرها نقدا كذا
فتكون حكما للنقود كصيرفي

أرضيته والصرف أضيق منهل
وبه مزالق كم تجر لمتلف

أيجوز فيه ربا النسا أم لا وهل
فيه التفاضل كالدراهم منتفي؟

أم هل يجوز بضامن صرف به
أم صرفه في ذمة حلا يفي؟

أم صرفه مرهونا أو مغصوبا أو
مستودعا مألوف أو لم يؤلف؟

إن قلتم بجوازه ، فحضوره
كالنقد شرط لم يكن مما خفي؟

وهل الوكالة سوغت في صرفه
أم لا أم التصديق مما ينتفي؟

أم هل تجوز به مواعدة وهل
بعد الوقوع يقال يا عرقوب في ؟

إيه ، فماذا إن تفرق أهله
قبل التقابض هل يقال لذا،قف؟

أم هل مزيد منه أو من غيره
في الصرف ساغ لجائر أو مقتف؟

وهل اجتماع البيع منه بصرفه
في صفقة آبيه غير معنف؟

ماذا ترون إذا ترتب غرمها
في ذمة إتلافا أو بتسلف؟

فإذا به معدومة في أرضه
مجلوبة في غيره بتكلف

مسدودة أنحاؤه بمدافع
مدفوعة قصاده بتخوف

راضين تغرير النفوس وما لها
ماضين تحت جناح ليل أغدف

وسوى أولئك يبذلون غرامة
أضعاف ذاك المتلف المستطرف

أترونه يقضى عليه بقيمة
أم لستم ترضون غير المجحف؟

أما إذا ما أبطلت أو غيرت
زيدا ونقصا هل بمثل نكتفي؟

إن قلتم بالمثل قلت فمثلها
من ذلك المطروح طرح المتلف

أو قلتم مما تجدد قلت: إذ
عقدا ، فهل وصفاه أم لم يوصف؟

والزيد والنقص اللذان تغيرت
بهما أيعتبران عند المنصف؟

وهل الربا من بينها ونقودكم
فالحكم بين النقد ليس بمختف

وهل القراض يجوز كالنقدين أو
كالتبر، أو مثل الفلوس فينتفي؟

هذا وهل هو كالدراهم شركة
أم جعلها في شركة لم يعرف؟

تلكم قد اعضل حلها ذهني فهل
من متقن يدري علاج المدنف ؟

تلكم رمت لبي بأسهم حيرة
فليدن مني منقذ المستهدف

يا سادتي ناديتكم وخصصتكم
ويعم ذيل خطابنا بتلطف

فمن ارتضى بالنص يجمع شملها
أو كشفها بقياسها فليكشف

لا تحسبوا جهلا بجهلي، إنني
ناديت ناديكم جهارا ملىء في

إلا لأمر كاد يغرق فكرتي
فدعوت أهل الذكر دعوة مشرف

فبحقكم إلا سمعتم قصتي
وفصلتم موصولها بالمشرفي

وبحقها ياقائما بحقوقها
لا تلقها بتكلف وتعسف

فإذا أجبت ، فإن نظم الدر في
أسماطه عندي من المستظرف

والتبرإن أبت العوارض نظمه
أحبب به إن كان غير مزيف

وعلى كراسي الرضا بنمارق الصلوا
ت أجلس أحمدٌ بالموقف

وبسندس التسليم حيك نسيجها
ومواقف الأهلين تلقاء الصفي

والتابعون ومن أجاب نداءه
كل تراهم حوله في رفرف


وقد أجاب عن هذه القصيدة من أفذاذ العلماء كل من :
ـ العلامة الكبير شيخنا محمد سالم بن علي بن عبد الودود "ولد عدود" الشنقيطي
ـ والعلامة المؤرخ الموريتاني المختار بن حامد الديماني الشنقيطي
ـ والقاضي أحمد فال التندغي الشنقيطي

أ-جواب الشيخ المختار بن حامد الديماني– رحمه الله – مؤرخ موريتانيا الشهير:

ياأيها العلم الذي نتشوف
للقائه، وبمثله نتشرف

نهدي بعاطفة إليك تحية
وسلامنا عطرا عليها يعطف

لله درك من خليل لم تزل
فيه تصرف مالك تتصرف

فإذا تناءى عرشه وتمنعت
بلقيسه يوما فعندك آصف

تجني ثمارا منه يصعب قطفها
ولربما تكفي اللبيب الأحرف

لا نص فيما عنه تسأل يعرف
فعن الجواب تورعا أتوقف

وعرفت للمتأخرين مقايسا
أنتم بها لاشك مني أعرف

بعض على النقدين قاس وبعضهم
حول الفلوس قياسه يتطوف

وعلى العروض يقيس آخر ثالث
بل هيَ عرض عنده أو أضعف

والكل يدلي في القياس بجامع
لا يمتري فيه أخونا المنصف

مع أنها مضمونة فكأنها
سند ورهن مودع مستخلف

مع أن للفقراء حقا في الذي
من ثروة ملك الغني المرهف

إذ في الحديث ترد للفقراء من
أموال من أثرى الزكاة وتصرف

ويقول قرناه بأن لانص في
غير النقودبه المزابر ترعف

وأيمة الدين المقلد منهم
من كان مجتهدا عليه نأسف

والحل نص منهم ، لكنه
لم تبق عين من أولئك تطرف

لا نص عنهم في البنوك ولم يرد
فيه الحديث ولا وحاه المصحف

أما قياس معاصر فلكلنا
باء تجر وحد سيف مرهف

والكاغد البنكي مثل فلوسنا
أو هو عنها في المدى متخلف

إما نزكيه زكاة العرض أو
نذر الفقير من الطوى يتلهف

كم من غنى ما فيه للفقراء من
حق وإن أمئى ذووه وآلفوا

هذان خصمان استدل كلاهما
بأدلة أي الأدلة أسخف

نظرا إلى هذا وذاك ، وإنني
ما لست أعرفه به لا أ هرف

فأنا أزكيه احتياطا عله
عين ، وعلي بالزكاة مكلف

والصرف بالنقدين فيه نسيئة
عنه كذلكم احتياطا أصدف

لكن أهاب تورعا حكما على
غيري بلا نص فلا أتعسف

أما القراض فواسع إن لم تكن
من عصبة من قول أشهب تأنف

والحكم إن تعدم فلوس ظاهر
وكذاك إن تبطل إذا ما تسلف

فعلى م عملتنا تقاس تكاثرت
ثم الظباء فلم تكد تتخطف

وبقيمة المثقال في أسواقنا
حد النصاب لكل قوم يعرف

قول وجيز وليقس ما لم يقل
والقول أوجزه ألذ وألطف

وعليكم منا تعود تحية
يا أيها العلم المنيف المشرف

ب: جواب شيخنا العلامة محمد سالم بن محمد عال ولد عدود رحمه الله -
هذي مسائل سائل متعرف
طبن بتوجيه الكلام مصرف

متلطف بسؤاله متعطش
لجوابه متحيز متحرف

إلا نجبه نلته حق سؤاله
ومتى نجب نهرف بما لم نعرف

لا نص في موضوعه بخصوصه
من آية أوسنة للمقتفي

والجانب الزكوي موقوف على
نص على حكم الحكيم موقف

والقيس في النصُب الأيمةُ لم تسغ
للناظرين، فمن يقس يستهدف

فلنعتصم ببراءة أصلية
فدليلنا العقلي حسب المكتفي

ولآي زلزلة عموم يقتضي
ندبا، ولا يعدوه للمتكلف

وعلى الغني البذل مما عنده
للسائل المعتر والمتعفف

إن كان يرغب في نماء غناه أو
يرجو من المولى ثواب المضعف

والكاغد الرومي عليش رآى
مثل الفلوس فلا نصيب لمصرف

ما لم يكن بيد المدير تجارة
فكحكمها في ثابت أو منتف

فيكون عرضا للتجارة فليقع
تقويمه من مالك متصرف

إذ لا زكاة بعينه لخروجه
لغة ، فلفظ العين عنه ينتفي

فالعين حين ينزل القرآن لم
تشمل سوى الحجرين يامن يقتفي

وتبدل الأسماء ليس بمقتض
حكما كقهوة شارب متنطف

أفلم يكن للراح وضعا شائعا
وشراب قشر البن ليس بمختف

فاليوم بعد ظهوره قد أصبحت
قصرا عليه في الاصطلاح الأعرف

فهل اقتضى إطلاقه تحريمه
فيكون مقصورا على المتزلف

والخمر لقبت الكحول فلم تعد
في الوقت تعرف بالمدام القرقف

فهل اقتضى تلقيبها تقليبها
فيحلها للماجن المتفلسف

فيكون تخليلا للاسم ، فليته
عين المسمى للغرير المتلف

والجانب الربوي يمكن قيسه
فيه على النقدين دون تعسف

لوجود علتها على القولين في
تعيينها من باعث ومعرف

فالمعدني هو الفلوس بعينها
لافرق عند الباحث المستكشف

قال الإمام ولو أجازوا بينهم
سكك الجلود، فرجن بين الصرف

لكرهت فيها ناجزا في كالئ
من أصلها لمصارف مستسلف

وكذا القراض لفقد علة منعه
بالعرض فيه لدى الفقيه المنصف

ولشركة حكم القراض ،فنهجها
عن نهجه في الفقه لم يتطرف

إن قيل ما هذا القياس؟ ألم يكن
من حق مجتهد وليس لمقتف؟

قلنا الأيمة عينوا عللا بها
قد نيطت الأحكام للمتلطف

بمسالك أمنت مصال قوادح
فاقنع بها، إن السعيد لمن كفي

فإذا عرفت وجودها في حادث
فأنله حكم الأصل دون توقف

فإن اعترضت فقلت كيف خبطتم
في حكم هذا الحادث المتصلف؟

قلنا كذاك الحال في كرسنة
نقل الأيمة حكمها بتلقف

نفوا الزكاة وأثبتوا فيه الربا
علنا ولم يخشوا ملام معنف

إن الزكاة عبادة لا ينبغي
في بابها تكليف غير مكلف

أما التعامل فهو باب واسع
يقفو المصالح في الجلي وفي الخفي

أما الجواب عن الذي يعطى الفتى
في العقد إذ وقع السؤال عن الخفي

ماثم إلا قيمة فهي التي
يوفي المدين الموسر البر الوفي

أما إذا بطل التعامل بالذي
ألفوا، فبالمثل الذي لم يولف

فالنقد تضمنه البنوك وكلما
بطلت عقود عوضت من مخلف

والجهل حين العقد ليس بقادح
فعروض هذا الجهل ليس بمجحف

وتغير السوق المفاجي ماله
أثر فأد كما حملت وأنصف

هذا جواب مذاكر لا ناظر
متقبل للحق لامستنكف

إن كان عندك صالحا فتلقه
بقبول لا جاف ولا متطرف

أو كان عندك غيره فاصدع به
بين الجموع، وقل بعلم أو قف

ثم الصلاة مع السلام هدية
لإمام كل موحد متحنف

ولآله ولصحبه ونسائه
مادام مأمولا لهول الموقف


هذا مالدي مما أجابه به العلماء، وممن أجابه القاضي أحمد فال التندغي الشنقيطي،وزين الدين بن عبد الفتاح الأنصاري التيكيراتي، من علماء شمال مالي وليست لدي إجاباتهم حالا

ـ قصيدة الشيخ الوالد رحمه الله في جواب علماء شنقيط:
، ولما وردت عليه قصائد من العلماء الشناقطة أجابهم بأخرى قال - رحمه الله - [ ولما وردت علي تلك الشذرات الفائقة، واطلعت على ما تضمنته من المعاني الرائقة، قابلتها بالترحيبات اللائقة، فأنشدت هذه القافية الفائية التي ستأتيك وسميتها " مجاذبة أطراف السمر، باجتناء دواني الثمر في مجاوبة من انتدب للجواب من إخواننا الذين أجابوا الأسئلة المتقدمة في القصيدة الآتية، وهي هذه:

أشاقتك أم الخشف أم شاقك الخشف
أم ارتعت حتى ما تمكنك الكشف

أم اظعنت بالقلب منك ظعائن
أممن ربى نجد وخلفت من خلف

أم اهتاج ما أضمرت إذأضرم الحشا
ترنم ساق ساق أن جاوب الإلف

يذكرك الأيام أيام صبوة
فتندب والهفا وهل ينفع اللهف

جننت بصدحه ولم تدر أنه
من العجم ما يبين من لفظه حرف

وهذي بنات العرب يرقصن حولنا
يغنيننا عرفا يضوع به عرف

وأسفرن كي يبدين للعين زينة
ولولاالشـذى غـارت على الحـــــــــدق الأنف
وشنفن أسماعا بسجع مفوف
فأيقنت أن السمع يحسده الشنف

فبادرن هل كفء يكافئ خردا
بكف وهل بالعدل يجتمع الصرف

فأومأن إيماء خفيا أن اسمعوا
لذيذ خطاب مونق رصه الرصف

وقلنا أقسيات أية هذه
أم اوسية أم من سراتكم عوف؟

فقدمن في الميدان ثنتين جلتا
وقد فاح من فحواهما النحو والصرف

يحليهما إما نشرن ذوائب
من الغيد ما حلاهما النشر واللف

فكلتاهما قد ورتا وأشارتا
إلى حيث ترعف المراقم والسيف

إلى حيث كانت للمحابر حبرة
إذا هي من وسط المحارب تصطف

أما تعرفون يا أولاء معارفا
مشاهر، حيث السيف والصيف والضيف

جحاجح تدني من فنون يوانعا
ثمارا، وهذا من جنى ينعها قطف

سمادع تحيي من دروس مدارس
دروسا بها أسرى المشاكل تحتف

فإن حديث المجد عنهم معنعن
فما شابه وهن ولا شانه ضعف

روى البحر عن فيض عن ابن غمامة
ويرويه عن ماء السما الكف والوكف

إلى (سالم) ذو سالمت منه فكرة
معاوص تستعصي ومن دونها الفيف

وسقه إلى (المختار) من (آل حامد)
فقد نال خوفا منه لان له الخوف

ثنائي عليهما،وإن كنت نائيا
يسح ويهمي مثل ما همت الوطف

تحايا ألذ ما تحايا به امرؤ
وودانه يعيا عن احصائها وصف

يعززها أبهى سلام مرونق
تقاصر عن تمثيله الكم والكيف

سطور وما مسطورها غير ساحة
تضمهما، والفضل عن غيرها وقف

يليكهما عني صبا وصبابة
لذين ومن بالنعت لاق به العطف

يفوحان عن أهل المودة شاملا
أريجهما من ضمه إلف أو حلف

يضيفان للسباق من كان لاحقا
فأنى يرى أو يستباح له الحذف

ألا أيها البنتان هل من مذيعة
تذيع وهل واش بسري ولا يجفو؟

ويا أيها الشيخان هل لي إليكما
رسول وهل به إذن يحسن الوقف؟

أهاتي علالتي، فإن عليلكم
بتعليل بعض القوم حالفه الضعف

ولا تسأما أن تكتبا وتبينا
فللفقه عين لا يكدرها الغرف

وإذ ثار نقع البحث من كل جانب
وأرهف للتفتيش في عصرنا سيف

ومال إلى تمحيصه كل مصقع
وصفي للظمآن من صفوه رشف

وأنصفتما لازلتما حل عضلة
متى در للأخلاف من خلفهم خلف

ولازلتما مرقى إلى مرتقى العلى
وأسا، مباني العز من فوقه سقف

فمن شكر ما أسديتما هتك ستر ما
خلست من انظار الذين هم أقفو

على أن هاتيك النقود تحولت
فكادت تكون مثل ما غاله حتف

بل استأثرت بها القوى ثم عوضت
شبيها وإن لم يبد نوع ولا صنف

وقد وقعوا رقما على صفحاته
بمقداره من النقود التي تصفو

فناب منابها وسد مسدها
فهل مثل هذا فيه يعتبر الخلف؟

فأما زكاته، فليست حقيقة
سوى من معوض، وإن صده الحيف

وما تيلك الأرقام إلا شهادة
على غرم مال ثم يرصده الصرف

أحيل على ذي ثروة كان حاضرا
مقرا به ، فتركه جملة عسف

لما قد عرفتموه من عد مالك
لذا مالكا لذا وإن لم يقع صرف

فهذ الذي للمالكية ينتمى
وللسادة الأحناف أنى له الحصف

وإلحاقه بالفلس يأباه أنه
على قوة،والفلس من وصفه الضعف

فقولوا لمن قد قاسه عن فلوسه
تنكب، فهذا القيس في حقه شف

فذاك إذا استنهضته في مهمة
فصغرى ،وذا بكره يهزم الصف

وإلحاقه بالعرض ينئيه أنه
بتقديره نقدا يتم له الوصف

فإن قلتم هلا جعلتم زكاتها
زكاة عروض للتجارة تلتف

فإن لنا أن العروض رواجها
كثير بلا نقد، وليست كها الصحف

إذا لم يكن لها استناد بغيرها
فإن مديرها كمن قوته السوف

وأما سوى هذي فأدلت ثمارها
مزابركم ، فحق مثلي لها القطف

وما تركت من حجة لمناظر
ولا شبهة من ناظر همه الصرف

ولا غادرت من النقول مزيفا
ولاواهيا إلا وموقفه خلف

سوى أن بعض البحث لولا اختصاره
لما قيل إلا أنه قرط أو شنف

كما أنه لو ضم ما كان مثبتا
ببعض أدلة لساغ له رشف

وما قيل في البطلان من كون جهل ما
ورا الغيب مطروحا وإن لم يكن إلف

وإن يك ثابتا، فإن مداره
على قول من قال الزكاة له تصفو

لأن ضمان البنك إن قيل سائغ
فما وجه منع بالحوالة يحتف

فإن قيل قد حاكته في كل حالة
فللفرق سر كم يسر به إلف

أود لو انني تلقيت منكما
جوابا جليا إذ بصبحكما الكشف

وإياكما أن تحسبا أن عارضي
يعارض يما زاخرا قطره الذرف

ولا أن ما أسستما قد هدمته
ولا أن ماعرفتما ما له عرف

ولا أنني مجادل متجاهل
ينازع ، بل في هذه جاهل صرف

وأطنبت إذ شعشعتماها سلافة
وتهت بها سكرا كما يسكر الرأف

عكفت لها ثلاثة ثم خمسة
وزدت إلى أن تم لي ولها نصف

زففت إليكم هذه ولعلها
إذا اعتذرت تلقى لديكم فتى يعفو

على أن ما تأخرت فلعائق
ولو عيق لم تلمم بساحتنا سوف

أليكا إليكما ومن في حماكما
ألذ سلام فرد آحاده ألف

تثنيه من أبهى التحايا سنية
وللسيد القاضي عن اضعافها ضعف

هدايا تحايا ما تحايا أحبة
بها لا ولا بمثلها أطرف الطرف

يتوج منهما بتاج مرصع
فتى صيته المجد التليد له سقف

(محمد )ذو ينمى إذا ماانتمى إلى
( أبي مدين ) من ليس يشئى له طرف

من الشيخ (إلياس)الرضى(خضر) الهدى
أبي المكرمات من له السؤدد الوصف

ومثلهما يهدي (المنير) لساحكم
وشيخي ( العتيق) ضمه نسقا عطف

وآخر ما أهدي تحية عاشق
فياليته يفي بمضمره حرف

وإن سيم بالتنكير وسمي ونسبتي
ولايرتضى تنكير كل ولا حذف

فوسمي (محمد) وإن زيد أحمد
فذاك اسم والدي تغمده اللطف

على لب لب الكون من آل هاشم
صلاة بتسليم السلام لها رف

تضم جموع الآل والصحب ما انتهى
إلى باب أهل المجد حافر أوخف ]