أميرةُ الأطياب

أُحِبُّـكِ ما أُحَيْلى الحُبَّ فـالا
و ما أشجى حنينيَ و السُّـؤالا

و َما أجدى وقوفي و انتظاري
إذا ما أعْقَبَا منكِ الوصالا

فَلَمْ يَهْتِـفْ بِكِ الظَّـمآنُ إلاَّ
عَذُبْتِ بشدْوِهِ ماءً زُلالا

و أعْذبُ منْ هُيامي فيكِ قتلي
بِنُجْـلٍ لَـسْنَ يُحسـِنَّ القتالا

بلى يُحْسِنَّهُ مـزَّقْنَ قلبي
و أمضَيْنَ الأسنَّةَ و النِّـصالا

بِروحي مَنْ ترِقُّ إليهِ روحي
كَمَنْ حَمِدَ النِّهايةَ و المَـآلا

كَـأنِّـي في تمنِّي الغَيْثِ رَوْضٌ
فأنتِ الغيثُ وصلاً و انهمالا

و أنتِ أميرةُ الأطيابِ فيهِ
و أعذبُ ما بهِ الجَذْلانُ مالا

رأيتُكِ غايةً في كلِّ حُسنٍ
فهلْ أصفُ اليقينَ أم الخَيالا

رأيتُ مُتَـمَّـماً فَدُهِشْتُ مِنهُ
فَسُبحانَ الَّذي خَلَقَ الْجَمالا

و سبحانَ الَّذي بَعَثَ ابتساماً
لِيَدْرَأَ مِنْ عَناءِ القَلْبِ حالا

تَبَسَّمْ كانسيابِ الماءِ يُسْراً
و كالنَّسَمَاتِ عانَقْنَ الظِّـلالا

و كُنْ يا بـِشْـرُ في الدُّنيا ازدِراءً
لِزُخْرُفِـها و ليسَ بها احتفالا

عَذيريَ مِنْ سَوانِحَ مُغريـاتٍ
تُذيقُ و وَعدُها الشَّهدُ الوَبالا

تَـهَيَّـمَني النَّقاءُ و لَمْ أجِدْهُ
فشَيَّعَني الْمَدى وَلـَهـاً مُذالا

ألوحُ لِذي الإساءةِ نَبْعَ ماءٍ
فَيُدْركُ بعدَ طولِ الرَّكْضِ آلا

فَوَاهاً لِلْحَصيفِ فَلَيْسَ عِندي
بِأنعمَ مِنْ سقيمِ الرَّأيِ بالا

إذا أدلى جَريرُ بِما لَدَيهِ
فلا يَلُمِ الفرزدقَ حَيْثُ قالا

على أَنِّي أَمُنُّ على خَصِيمي
فما حَدَّثْتُهُ إلاَّ اعتدالا

كذلك تُبْتَلى الأخلاقُ مِـنَّـا
فَنَصْدُقُها الْمَواقفَ و الفَعَالا

أُلـِـمُّ على تَدَفُّقِ سَلسَبيلٍ
فإنَّ على مناهلِهِ اقتِتالا

فقلتُ لَعَلَّ في الرُّكْبانِ داءً
وَ عَلَّ وراءَ زَمجرةٍ هُزالا

فَـلَوْ تَرَكوه لانْبَعَثتْ رُباهُ
و ما اقْتَسَمُوا العُقوبةَ و النَّـكالا

و قدْ يأتيكَ ما اسْتَيْأَسْـتَ مِنْـهُ
كَمَا بَعُـدَ الْـمُـؤمَّـلُ و اسْتَحالا

شعر
زياد بنجر