أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


.عليك سلام الله ما حــل صيب ~ وما حال دون السجن قفر وغيهب

.عليك سلام الله ما سبح الورى ~ وما كــــان فيهم من شباب وشيب
. عليك ســـلام الله وقفـا فإننــي ~ رأيت المطايـا دون خطوك تتعب

.عليك سلام الله ما نـــاح نائـــح ~ عليــك وما باتت عجوزك تنحب

.فلله شيخ قد برا الحـزن جسمه ~ وأعيــاه شوق في الحشـــا يتلهب

..ولله أم قـد هوى الدمـع خدهــا ~ فكادت بها عين من الدمع تعطب


طلبه للعلم وأبرز شيوخه :



قصة طلب الشيخ للعلم تبين لك أن له همة تشق الجبال إضافة إلى توفيق الله سبحانه له

قال مرة في معرض حديثه عن العلم أنه لم يؤت ما أوتي من العلم إلا بالدعاء والإلحاح فيه ‎‫

يروي بعض أقرانه انهم يكونون معتكفين في المسجد عبادة وطلبا للعلم وأن الشيخ كان يتحين أوقات الإجابة ويحرص عليها ‎‫

ومما قال أنهم في ليلة شاتية ماطرة بحثوا عن مكان للدفء بينما الشيخ خرج تحت المطر وبدأ يتوسل وهو يبكي



من شيوخه العلامة محمد الفهد الرشودي رحمه الله ولما أخبر بالقبض على الشيخ لم يتمالك دموعه ورفع صوته بالدعاء
قال عنه الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله : لم أر من جمع بين الحفظ والفهم مثل الشيخ سليمان العلوان

يروى أنه بعد بزوغه كان يسمع على الشيخ الرشودي فإذا انتهى من التسميع بدأ الشيخ الرشودي يسأله عن بعض المسائل فاعجب من تواضعهم

ومن شيوخه الشيخ العابد الزاهد محمد بن سليمان العليط _بتشديد الياء وكسرها _ وهو من بقية السلف الصالح عبادة وورعا وتقى , وللشيخ قصص عجيبة في الزهد والتوكل ويظن بأنه بإذن الله من مستجابي الدعوة وهو مشاهير عباد هذا الزمن..يروي أحدهم أنه سرق من منزل الشيخ محمد مبلغ مائة ألف يقول فرأيت الشيخ رافعا يديه وهو يبكي فخشيت على اللص فلما اقتربت منه .. وجدته يدعوا للص وليس عليه فتعجبت فالتفت إلي ودموعه على خده وهو يقول والله ما سرق إلا لأنه محتاج ‎‫

. وقد حدث لأحدهم مع الشيخ سليمان قريبا من هذا الموقف حيث كان على موعد مع الشيخ وحصل له ظرف وسرق جواله من سيارته يقول فلما جئت للشيخ كان غاضبا وقال : أين أنت أتصل على جوالك وهو مقفل ، فلما أخبرته أنه مسروق قال : هل حللته . ثم بدأ يحدثني عن العفو والصفح ويأمرني أن أحلله حتى لكأني أنا المخطئ فاعجب لهذه الأخلاق النبيله

علاقة الشيخ بمشايخه علاقة الطالب بأستاذه والابن بأبيه وإن كان يخفى علينا كثيرا منها ولم ينقل إلينا سوى اليسير

وقبل ذلك نتحدث بإيجاز عن أبرز مشايخه الذين تتلمذ عليهم حسب سرده لسيرته فرج الله عنه
منهم الشيخ صالح البليهي رحمه الله وهو الفقيه المعروف صاحب السلسبيل تميز رحمه باللطف واللين مع طلابه والتواصل معهم

وتشجيعهم وإعطائهم الثقة بما لديهم كما كان يروي عنه أحد أبرز طلابه أنه كان دائما ما يدفع طلابه إلى الأمام ويشجعهم على ذلك
وكان الشيخ سليمان يثني عليه كثيرا في دروسه ويذكر سيرته لطلابه

توفي رحمه الله عام 1410 هجريا وكان عمر الشيخ سليمان آنذاك واحد وعشرون سنة
هذا ما أعرفه عن شيخه الشيخ صالح البليهي وما أعرف عن علاقة الشيخ به أنه أحد طلابه ولا أحفظ مواقف معينة بينهم

ومن شيوخه أيضا الشيخ العابد الزاهد محمد بن سليمان العليط وقد تحدثت عن شي من مواقفه ولا أحفظ مواقف بينه وبين الشيخ
والشيخ يثني على شيخه محمد العليط كثيرا وكما قال أحد أبناءه أنه يوصيهم وهو في السجن بالتتلمذ عليه والإستفادة منه

ولمن يريد معرفة موقع دروس الشيخ محمد العليط فهي في مسجد المطوع الواقع في الجهة الشرقية الشمالية من سوق خضار بريدة
ووقتها بعد طلوع الشمس ولكل طالب أن يختار المتن الذي يريد ويقرأ منه

ومن شيوخه الشيخ عبدالله ابا الخيل وهو موجود حاليا في منزله في حي العجيبة إلا أن المرض أقعده في منزله وهو كبير في السن
والعجيب أنه شيخه وشيخ شيخه الشيخ محمد الفهد الرشودي

ومن شيوخه العلامة الزاهد محمد بن فهد الرشودي والشيخ معروف بورعه وزهده وعلمه
ومعروف بتعففه وبعده عن مواطن الشبه وهو الذي جاءت إليه الدنيا صاغرة ذليلة فركلها برجله وأعطاها ظهره ولم يلتفت لها

كان باستطاعته أن يصل لأعلى المناصب فهو ابن وجيه بريدة الكبير الشيخ فهد الرشودي الذي وطد حكم ابن سعود في القصيم
وكان دائما في مقدمة الركب إبان توحيد الجزيرة وحمل رسالة من ابن سعود لابن رشيد وبينه وبين ابن سعود رسائل محفوظة

وكان دائما في مقدمة مستقبلي الملك عبدالعزيز حينما يقدم لبريدة والملوك من بعده ولما توفي والشيخ في سنته الأولى درج أبناءه على ذلك
ولما كبر أصبحوا يأخذونه معهم لإستقبال كبار زوار بريدة إلا أنه اعتذر لما رأى من المنكرات التي استحدثت كالعزف والتصوير وغيرها

وكان مولعا بالعلم والعبادة مشغولا بهما وجلس للتعليم وهوفي سن صغيره ودرس عليه أجيال تلو أجيال تلو أجيال وربما درس الابن وابيه وجده
وكان مسجده في حي الفاخرية شرقي بريدة ويأتيه الطلاب من كل حدب وصوب ، وقد تميز بعلوم العقيدة إضافة لإتقانه جل العلوم الشرعية

أم المسجد قرابة الأربعين سنة حتى جاء القرار بمنعه من الخطابة والإمامة والقاء الدروس قبل ما يقارب خمس سنوات
وقد مكث في الإقامة الجبرية تحت الحراسة المشددة في الرياض قرابة السنة ثم سمح له بالعودة إلى بيته مع استمرار المنع إلى أن توفي

توفي رحمه الله عام 1430 وكانت وفاته قبل وفاة الشيخ ابن جبرين بسبعة أيام رحمهم الله رحمة واسعة
أما علاقة الشيخ سليمان العلوان به فهي علاقة طالب بشيخه لم تنقطع حتى حبس وكان يتعاهده ويزوره ويثني عليه كثيرا

وكان الشيخ محمد يبادله الحب والإعجاب والتقدير وعرف مكانته العلمية لما برز وبز شيوخه وبكى بكاء مرا لما علم بسجنه ودعى له
كان الشيخ سليمان يذهب مع الفجر من منزلهم بالصناعة إلى مسجد الشيخ بالفاخرية على أقدامه ومعلوم بعد المسافة ووحشة الطريق

وكان الطريق إذ ذاك لم ينور كثير الأشجار موحش إلا أن إصرار الشيخ وهمته جعلاه لايهتم بذلك كله وربما قضى وقت الطريق بالحفظ والمراجعة
وكان في بداياته يسمع على الشيخ متون العقيدة وغيرها واستمر بحضور الدرس حتى بعدما برز ونبغ وعرف واشتهر

وكان يقرأ على الشيخ المتن الذي يريد ويعلق الشيخ قليلا وإذا انتهى الدرس ربما سأل الشيخ محمدا تلميذه مسترشدا عن بعض المسائل العلمية
وتوفي شيخه وحبيبه ودفن وهو مكبل في حبسه لم يمكن من تقبيله وإلقاء النظرة الأخيرة عليه بعد تلك الصحبة التي دامت سنين طويلة

وتوفي شيخه ومضى إلى ربه وهو لم يشف غليله برؤية تلميذه النجيب وابنه الذي ليس من صلبه الذي حرم منه لأكثر من خمس سنوات
ومن شيوخ الشيخ سليمان العلوان أخيه الشيخ أحمد بن ناصر العلوان وهو بحر متمكن في علم العربية استفاد الشيخ منه في هذا المجال

وهو معلم في المعهد العلمي في مدينة بريدة ولست أدري هل تقاعد أم مازال في وظيفته
وله شيوخ غير من ذكرنا ذكرهم هو في سيرته التي أملاها يقر لهم بالفضل والعلم




أخلاقه وتعامله مع غيره
الشيخ سليمان هو مدرسه في التعامل والأخلاق قبل أن يكون مدرسة في العلوم الشرعية .

ما قلناه ونقوله عن الشيخ سليمان العلوان ليس غلوا أو تعصبا ، إنما هو ذكر لبعض الحقائق والمواقف عن هذا العلم الذي طال سجنه
ونقول هذا الكلام بعد أن أصبح الشيخ غير حاضر في النوازل والأحداث التي احتجنا فيها كثيرا إلى صوته ورأيه
ولكم أن تحسبوا مدة غيابه حيث كان سجنه في يوم الأربعاء 9 / 3 / 1425 هجريا والأهم لماذا يسجن عالم كل هذه المده وبأي تهمه
إننا موقنون أن من الطبيعي أن يبتلى العالم ككل العلماء وموقنون أيضا أن ابتلاءه تمحيصا له ورفعة إلا أن واجبنا يحتم علينا نصرته
في فترة خروجه لمحة وفاء من الشيخ عبدالعزيز العقل حيث جاء يتوكأ على عصاه وقد أثقله المرض والكبر ، ليسلم على الشيخ ويدعوا له

رأيت شيوخنا الذين نقبل رؤوسهم يأتون ويقبلون رأسه وهو بسن أبنائهم ومارفعه إلا صدقه وعلمه
لما خرج من سجنه إثر مرض والده كان من أوائل المهنئين له عبر الجوال الشيخ سلمان واعتذر عن الحضور لإرتباطه في برنامجه الرمضاني .

في فترة خروجه انتشر خبره انتشار النار في الهشيم حتى جاءت الوفود من الجنوبية والشرقية والحجاز والجوف ومن كل مناطق المملكة .
أحدهم كلما عرضت له مسألة سأل عن رأي الشيخ فقلت له هذا تعصب مذموم فقال : بل وجدته جبلا راسخا ووجدت غيره كالورق ! .
بين العالم ومكتبته علاقة كالتي بين السمكة والماء ، أعظم عذاب له حينما تبعده عنها

في اليومين الذي خرج فيهما من السجن كان جل حديثه عن الثبات ويحرص الناس على أن يدعوا له بالثبات
لما خرج في تلك اليومين كان يسأل من يسلم عليه كيف الوالد فيقول له بعضهم والدي توفي من سنتين وكثيرا ما تكررت فكان يتأثر

ويعتذر .
من يقابل الشيخ لأول مرة سيظن أن الشيخ يعرفه من سنين حيث يلاطف من يقابله ويبتسم في وجهه ويسأله عن أحواله ويلح عليه ليضيفه
أذكر أول لقاء لي به بعد أن ملأت سمعته ما بين خافقي وكنت طفلا في المتوسط واهتم بي أيما اهتمام
. حينها كنت أظن أني وحدي من حضي بهذه الميزة إلا أني بعدما أمضيت فترة عنده أيقنت أن هذه طريقته مع الجميع وأن هذا خلق من أخلاقه
. سألته سؤالا بعد أن سألني عن حالي وحال والدي ولما أردت الانصراف وكانت يدي بيده فضغط يده على يدي وقال من الأخ فأخبرته باسمي
. انصرفت بعدها وقدمت إليه بعد أكثر من أسبوع في مسجد والده فسلمت عليه وقبلت رأسه وأردت أن أعرف باسمي فقال أعرفك
فقال أعرفك أنت فلان الفلاني وجئتني قبل أسبوع وسألتني عن كذا وكذا فعجبت لقوة حفظه على كثرة المُسلِمين عليه
كان عجل الله بفرجه عندما يخرج من بيته إلى مسجده أو العكس يمشي في موكب من السائلين والمحبين فلا تكاد تجده يمشي وحيدا ‎‬

و كانت ابتسامته حفظه الله لا تكاد تفارق محياه وكان أحيانا يضع يده على كتف السائل عندما يكون مرتبكا
وقد آتاه الله على ذلك هيبة ووقارا يعرفها كل من قابلة ولو مرة ويصدق فيه : يغضي حياء ويغضى من مهابته .

مما يتميز به الشيخ أنه صاحب ابتسامة جميلة تملؤ وجهه وتذهب عنك شيئا من الروع الذي يصيبك وأنت تحدثه وهي ملازمة له بسبب أو بدون سبب حتى أصبحت صفة من صفاته ولعله بذلك يتصدق على من يقابله عملا بالحديث - تبسمك في وجه ...الحديث

ومما يتميز به أيضا أنه شجاع نحسبه والله حسيبه لا يخشى في الله لومة لائم وهو مستعد لأن يجيب على أي سؤال أمام أي أحد
ومن الشواهد ما سبق بيانه حينما قال " قد ينصر الدين بقتل عالم " وغيرها كثير يتكرر في دروسه ولقاءاته
وكثيرا ما يرد إليه سؤال لا يخطر ببالنا أنه سيجيب عليه ثم يفاجؤنا بالإجابة المفصلة التي لا مداهنة فيها ولا توري
وقد يقول قائل أنه يلقي بنفسه بالخطر أو أنه بذلك يتسبب في حرمان الناس من علمه وما إلى ذلك والصحيح أن هذا واجب العالم
حينما لا يكاد يوجد عالم يجرؤ على قول الحق فيراه متعينا عليه قوله ويرمي بمبررات غيره وأعذاره خلف ظهره فليس لديه سوى حق أو باطل فقط وهذه هي الأمانة وهكذا يكون أداؤها فالحق لن يصل لباغيه عبر المداهنة أو التزلف إنما يصل عبر طريق واحد اختطها المصطفى عليه السلام وهذا هو السبب الوحيد الذي جعله يرزف تحت القيد منذ أكثر من ثمان سنوات ولو تعذر بعذر غيره لما ذاق ما ذاق ولكان ينام عند أولاده كغيره .


مما يتميز به الشيخ سليمان أنه إضافة إلى جدية وحزمه فهو مرح وضحوك يمازح ويضاحك غيره ويحاول إدخال السرور على كل من حوله ويحب أن يرى ابتساماتهم تعلو وجوههم و يحب الطرفة ويضحك إذا أعجبته ويقولها أحيانا وكثيرا ما كان يقول كلمة يشير بها إلى موقف معين فيضحك هو وأحد طلبته ويعالج بعض القضايا بالسخرية الجميلة غير المقذعة وأذكر مرة سألته عن طالب حسن الصوت أمره مدرسه أن يشارك في برنامج تلفزيوني يخرج ليقرأ بضع آيات من القرآن وأحرجه معلمه فضحك وقال لي ساخرا قلهم يشغلون الحذيفي أزين صوت وأجود
ويحدثني أحدهم أنه رآه مرة مع الشيخ سلمان وقد بدت نواجذهم من الضحك وأذكر أنه لما كلمه الشيخ سلمان العودة مهنئا بخروجه قبل حوالي اربع سنوات قال له بيتا من الشعر ثم ضحك حتى بدت نواجذه

والشيخ جاد في مواضع الجد حازم في أغلب أحواله ترى ذلك حتى في مشيته فهو يمشي مسرعا وليس من الذين يتمايلون في مشيتهم ذات اليمين وذات الشمال بل تراه مستقيما في علو وانخفاظ
. يحدثني أحدهم أن مجموعة من طلاب الشيخ خرجوا للتنزه في مكان ليس بالقريب ودعوا الشيخ ليحضر معهم فوعدهم بذلك
. يقول صاحبنا وهو من طلاب الشيخ أنه قرر أن يصاحب الشيخ هو وآخر معه وسبقهم زملاؤهم
ولما جاء الموعد ذهب إلى الشيخ صباحا هو وزميله وأمر الشيخ زميله بالقيادة وبعد أن قرأوا وردهم
ناوله الشيخ كتابا وأمره أن يقرأ عليه يقول فقرأت وكان الشيخ يعلق ويقول لي أعد وكذا كأنه في درس وكانت المسافة طويلة
ولم نتوقف عن القراءة حتى وصلنا للمكان وكنت متعبا جدا ولما جلسنا مع البقية كان الشيخ يسأل ويجيب على الأسئلة حتى وضع الغداء
ولما تناولنا الغداء قام الشيخ لنرجع فألح عليه التلاميذ بالمكوث فأبى وقال رأينا البر والمكوث كل هذه المدة عبث!
ثم أمرني وصاحبي بالقيام وعدنا كما أتينا انا وفي حجري الكتاب اقرأ عليه ويعلق وصاحبي ممسك بالطارة وتأتيه بعض الأسئلة
ومرة قرأ عليه أحد تلاميذه أكثر من مائة حديث بسندها وأخطأ مرتين فنهره الشيخ وعاتبه وأمره أن يعيد حفظه فهذا لعب وليس حفظا


ومما يتميز به الشيخ سليمان العلوان الكرم حد الإسراف وله جلسة بعد العصر في منزله لا يكاد يتركها إلا عندما لا يكون موجودا

يأتيه في هذه الجلسة الزوار والمحبون والمشايخ وطلبة العلم يقدم فيها القهوة والتمر والشاهي وكان الشيخ يجيب عن الأسئلة ويرحب بالحضور
ولم يكن درس رسمي بل كانت اريحية وتتجاذب فيها أطراف الحديث بين الشيخ والحضور

ومما يروى من كرمه أنه كان مرة في الحج واشتهى الفاكهة فأمر أحد طلابه بإحضارها فذهب الطالب وأحضر من كل صنف كيلو أو كيلوين
. قدر حاجتهم وجاء يحملها بأكياس صغيرة فلما رآه الشيخ قال أين الفاكهة فأشار إليها فأخذها الشيخ وأعطاها فقيرة من السود
.. وذهب قليلا وعاد وخلفه من يحمل معه كراتين الفاكهة
ومما بتميز به الشيخ أنه بار بوالديه برا عظيما كما نرى ويذكر لنا وهذا من مقتضيات العلم والفقه في الدين

أما ما نراه فقد كان الشيخ يخصص وقت المغرب لوالديه ولا يقبل أي التزام في هذا الوقت وكان يذهب إليهم قبيل أذان المغرب
ويصلي مع والد في المسجد القريب ويمكث وقت المغرب معهم ثم يصلي صلاة العشاء مع والده ويعود إلى منزله وكان ملتزما بهذا الوقت
ولا أدري إن كان خصص وقتا إضافة إلى هذا الوقت لكن ما أعرفه أن وقت الظهر لديه درس والعصر يفتح بابه للزائرين
ومما نسمع أنه شديد البر بوالديه متلطفا في التعامل معهم وكثيرا ما رأيته يقبل يمين والده أمام الناس
بل ورأيته يقبل أيدي كبار السن ربما من جيران والده أو أصدقائه وتكرر هذا أمام عيني وخصوصا عندما يأتي من سفر كالحج مثلا
ومما يتميز به أيضا أنه يبذل كل ما لديه من طاقة وجهد في سبيل العلم والدعوة
فقد كان وقت درسه الرسمي قبيل سجنه بعد الظهر ثم بعد الدرس يسمع للطلاب ويجيب على أسئلتهم
ثم بعد صلاة العصر يقرأ الإمام من بلوغ المرام ثم يقدم اللاقط للشيخ ليعلق عليه تعليقا بسيطا يصلح للعامة
ثم يذهب إلى مجلسه ويستقبل فيه من حضر ويقضي جل الوقت في الإجابة عن الأسئلة
وقد زاره مرة شيخ كبير السن من البكيرية لا أعرفه إلا أني رأيت الشيخ أكرمه إكراما شديدا وكان يلح على الشيخ في دعوته إلى وليمة
ويقابله الشيخ باعتذار لطيف ويخبره بأن وقته مشغول ولا يجد الوقت الكافي وكان مما قال له أن لديه في ذلك اليوم ثلاث محاضرات عبر الهاتف
ومعلوم ما هو الجهد المبذول في إلقاء ثلاث محاضرات إضافة إلى درس رسمي يحضره كبار طلاب العلم في البلد وما يحتاجه من بحث وإعداد
وكان يقف مع السائل النصف ساعة في الطريق ليجيب على سؤاله وليوضح له مسألة ما وهو مبتسم ولا يبدوا عليه شيء من التذمر
وكان يبذل ماله وبسرف لإعانة المحتاجين من طلابه وسد حاجاتهم
وبذله للمال كان عاما للمحتاجين وليس مخصصا على طلبة العلم فحسب وقد رأيته لا يرد سائلا وخرجت معه مرة من المسجد
وإذا بامرأتين فقيرتان عند الباب وبحجر كل واحدة طفلة صغيرة فأخرج من جيبه أربع ورقات نقديه من فئة الخمسة ريالات
وأعطى الأمهات وأطفالهن كل واحدة خمسة ريالات وكنت خرجت معه لسؤاله عن حكم الصلاة بالأوراق النقدية التي فيها صور
ولما رأيت هذا المشهد اكتفيت بالسلام عليه ومضيت لحالي

وكان كثير الإحسان لجيرانه متواصلا معهم يحضر اجتماعاتهم التي تكون غالبا بعد عصر أحد أيام الأسبوع على ضيق وقته
ويهتم لحالهم ويزور مريضهم ويذكرهم ويعظهم ويلاطفهم ويناديهم بكناهم ويكرمهم ويقدمهم
ومما تميز به الشيخ صدعه بالحق وإعلانه أمام الملأ حتى لو ترتب على ذلك منع أو إيقاف فهو لا يبالي مادام أنه يقول الحق الذي يعتقده
وفي خضم الأحداث التي تبعت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وذلك التضييق الذي شمل الجميع والإيقافات التي تبنى على شبه وغير ذلك
في تلك الأحداث وأحداث ضرب العراق قال ما عجز غيره عن قوله والتسجيلا موجودة والف ما هاب غيره عن تأليفه والمطبوعات موجودة
ورقى مراق لم يكن لغيره أن يرقاها . فصدع بما يعتقده الحق ولم يداهن ولم يور يتحدث بكل صراحة كأنه يتحدث عن مسألة من مسائل الطهارة
ولما حدثت أحداث البقيع التي تجاوز فيها الرافضة كل حد هب كالأسد وتحدث وألف ونشر حينما كان غيره مشغول بالتنظير للتعايش معهم
وعندما يسأل يقول ما يعتقده فقط ولا يهمه ماذا يريد الأتباع أو ماذا يريده السلطان لأنه يؤمن أن واجبه إظهار الحق ولوكان سببا في قتله
ومن الطرف العجيبة أنه كان يحضر درسه الشيخ ابو احمد الحسون وهو رجل كبير في السن وكان قد درس الشيخ سليمان في المرحلة الإبتدائية

ويعد من القريبين من الشيخ ويقبل رأس شيخه الذي كان طالبه يوما ما ويجله إجلالا كبيرا وكان الشيخ يبادله الاحترام والتقدير
ومن يسمع شروحات الشيخ المسجلة سيستمع إلى الشيخ ابي أحمد في مقدمة الشريط والتعريف بالشرح
والشيخ كثيرا ما يلاطفه ويمازحه ويناديه بكنيته


صفحات من حياة الشيخ سليمان العلوان أملاها قبل مدة طويلة وكتبها يوسف العييري رحمه الله فيها خلاصة سيرته ‎http://www.google.com.sa/url?sa=t&so...DY3XJoQrVXFQw‏ ‎‫#


طلابه :

الشيخ سليمان العلوان بحر زاخر في العلم له مواقف مشهوده لا يهمه سوى الحق زكاه أكثر علماء عصرنا المعتبرين وشهدوا له بالعلم والحفظ ‎‫
حتى لما أخرجوه يومين قبل اربع سنوات لأجل مرض والده بذل جل وقته لاستقبال الناس والإجابة على أسئلتهم

أذكر أنه لما خرج تلك الفترة كانت أغلب الأسئلة التي ترد إليه عن توسعة المسعى وكان بعض السائلين من المشايخ المعروفين فاعجب !
طليق يبحث في كتبه أنى شاء ينتظر فرصة ليسأل سجينا خرج من زنزانة مكث فيها خمس سنوات ليس فيها سوى صدى صوته ووقع أقدام سجانه
ومع ذلك كان يجيب باسترسال ويذكر نصوصا من كتب التاريخ والأثرثم قال : سأبحث في المسألة حال خروجي فانظر لهذا الهم الذي لا يفارقه
كانت بعض الأسئلة في فترة خروجه عن بعض المسائل الجهادية التي ربما تطرح لاختبار الشيخ فكان يجيب بما عهد عنه بكل قوة وثبات
كان في فترة خروجه يستقبل آلاف المسلمين عليه وهو واقف وصائم وكان واضحا عليه الإجهاد ورفض أن يجلس إكراما لمن قدموا إليه
كان التأثر والبكاء ظاهر على كل من يعرفه وهم يسلمون عليه بعد فراق خمس سنوات ، أما هو فكان مبتسما يصبرهم ويذكرهم .. فاعجب
ومن العجب اننا نمد ايدينا لنحاور أهل الشرق والغرب بينما ضقنا ذرعا بمن نتفق معه في مجمل الأصول والفروع

الشيخ سليمان العلوان حقه كبير ومقامه رفيع ويعد مرجعا من المراجع العلمية المعاصرة
.اذكر مرة اني صليت مع الشيخ وبعد الصلاة أمرني بإيصال أحد الحضور إلى موقف النقل وأعطاني مبلغا معينا لأعطيه لهذا الرجل

. وفي الطريق جلس الرجل يحدثني ويبكي وكان من محافظة رنية ويقول يعني الشيخ هذا بقية السلف ‎‫
كان يقول دائما في مجالسه "أنا لست عبدا لأحد سوى الله أنا أقول ما أراه صوابا ولا أقبل أن يملى علي ما أقول
وغضب ذات مرة من إلحاح أحدهم عليه بالعودة للتدريس في المسجد وقال أنا أتمنى أن أعود الآن ولكن السلطات منعتني من ذلك
كانت دروسه في المسجد متقطعه إثر المنع المتكرر فيمنع ثم يفسح وكان بعد المنع يحول الدروس إلى المنزل
.كنت صغيرا في السن وجئت للدرس مبكرا وجلست أمامه مباشرة فسألني:من هو محمد بن إسماعيل ؟ فأخذتني الرهبة
.فأخذتني الرهبة ولم أجب فطأطأ رأسه أمامي ثم قال : البخاري .. أحسنت ليوهم الطلاب أني أجبت حتى لا أحرج وأنفر من الدرس
كانت تربطه علاقه قويه بالشيخ سلمان العوده فكان بينهم حب وإجلال مع أن بينهم خلاف في بعض المسائل العلمية
سألته مره عن الخروج في القنوات الفضائية؟ فقال: لا يجوز. قلت : أحدهم يحتج بخروج الشيخ سلمان . قال: قل له صر مثل سلمان واطلع


سئل ذات مرة سؤالا فلمس أحد طلابه أن في إجابة الشيخ خطر عليه فألمح له بذلك فغضب الشيخ وقال: يافلان قد ينصر الدين بقتل عالم ‎‫


للشيخ طلاب متميزون كثر منتشرون في أصقاع المعمورة ولا عجب في ذلك وهو قد جلس للتدريس وعمره واحد وعشرون سنه
للشيخ كما أسلفت تلاميذ كثر لا يمكن حصرهم ولذلك لأن الشيخ جلس للتدريس باكرا وكانت تمر به بعض الفترات يكثف فيها دروسه

وأيضا هناك من لازم الشيخ فترة طويلة وهناك من كانت ملازمته للشيخ فترات متقطعه وهناك من لازمه مع بداياته ومن لا زمه قبل سجن ولا أعرف منهم إلا القليل وسأتحدث عمن أعرف كما أنني أهيب بطلابهم أن ينبروا للتعريف بهم ونشر سيرتهم وأن لا ننتظر طامة تمر بأحدهم حتى نتحدث عنه وهذا أقل الواجب تجاههم ومن حق العامة أن يعرفوهم لينهلوا منهم
منهم فضيلة الشيخ أحمد بن محمد الصقعوب وهو من حفاظ السنة وممن بزغ في سن باكرة واعترف له زملاؤه بالفضل والأسبقية
وله دروس شاملة في العلوم الشرعية وله اهتمام خاص في حفظ السنة وشرحها ويوصي الطلاب بالاهتمام بها وإتقان حفظها
وقد ابتلي أكثر من مرة ودخل المدرسة اليوسفية ويحظى بتقدير كبير من شيوخه ومن شيوخ شيوخه

وقد تخرج من كلية الشريعة بجامعة الإمام فرع القصيم وكسب إعجاب أساتذته ومعلميه وهو عضو بمركز الدعوة ببريده
ومنهم أيضا فضيلة الشيخ خالد بن علي أبالخيل وحسب ما علمت أنه ممن لازم الشيخ في بداياته وأظن أن سنه مقارب لسن شيخه

هو عضو في مركز الدعوة وإمام جامع أبي هريرة في مشعل وله دروس في العقيدة والحديث والفقه في نفس مسجده
ومنهم فضيلة الشيح عبدالعزيز الخضير وهو ممن لازم الشيخ وأفاد منه كثيرا وله دروس وطلاب

هو أيضا ابتلي ودخل المدرسة اليوسفية وكان يعمل قبل سجنه في المعهد العلمي
ومنهم الشيخ محمد الحفيتي وهو من طلبة الشيخ القدامى وأظن سنه أيضا مقارب لسنه ومن يستمع لشرح الشيخ سليما لجامع أبي عيسى الترمذي فإنه سيستمع لصوت جميل يقرأ متن الجامع قبل شرحه ذلكم هو الشيخ محمد
له مناشط دعوية ودروس ولا أعلم عن عمله الرسمي كان إمام مسجد قرب مسجد الشيخ سليمان وهو من مؤلي الرؤى المعروفين
ومن طلابه أيضا .. الشيخ صادق عبدالله وهو سوداني الجنسيه لازم الشيخ واستفاد منه كثيرا وأولاه الشيخ عنايه واهتمام
وهو من حفظة السنة كانت له دروس في بريدة إلا أن المدرسة اليوسفية أبت إلا أن تستضيفه أيضا كزملاءه ومكث فيها فترة ليست بالقصيرة
أخرج بعدها ورحل إلى السودان وقد نفع الله به بالسودان وله جهود كبيرة هناك نفع الله به وأعانه ‎‬
ومنهم أيضا الشيخ إبراهيم بن ناصر الحمر وقد لازم الشيخ واستفاد منه كثيرا وحفظ عليه

واهتم الشيخ ابراهيم بالتأصيل وقد عقد دروسا في شرح مبادئ العلوم للطلبة وأصبحت هذه الدروس كدورة تأصيلية تكررت أكثر من سنة ‎‬
يعمل الشيخ ابراهيم مدرسا في بريده وأظنه الآن متوقف عن الدروس
ومن طلابه أيضا الشيخ إبراهيم الحميضي"ابو إسماعيل" وهو ألصقهم به وكان بعضهم يسميه السكرتير الخاص بالشيخ
وقد كان قليلا ما يفارق الشيخ وقليلا ما كنت أرى الشيخ وهو ليس بجانبه ، وكان هو الذي يصب القهوة والشاي عندما يأتي للشيخ ضيوف
وتميز ايضا يإجلاله للشيخ فقد كان لا يحدث الشيخ إلا همسا وكان يخرج قبله من المسجد ويهيء له حذائه

وخصصه الشيخ أيضا بمعاملة خاصة فهو يعامله كابنه ويأمره وينهاه كابنه تماما وكنت أغبطه على ذلك والله
فلن يستفيد الطالب من شيخه إلا إذا اكثر الالتصاق به ونهل من أخلاقه قبل أن ينهل من علمه ‎‬

وكان مميزا بالحفظ وكان من عادة الشيخ أن يفاجيء طلابه بالأسئلة المباغته ليختبر انتباههم معه وكثيرا ما كان يلوم الطالب لأنه لم يجب
وكان الشيخ يسأل فإذا لم يجب الطالب أحال السؤال لغيره وهكذا وكان إذا لم يجد الجواب نادى : أين أبا إسماعيل فيرفع يده فيسأله فيجيب
وكان الشيخ يردد بارك الله فيك بارك الله فيك بارك الله فيك إعجابا بحفظه وإتقانه
وكان الشيخ إبراهيم لا يحب التصدر فدائما تجده في أطراف الحلقه وهو حيي خجول

ليس له وظيفه رسمية كما أنه ليس له دروس رسمية


سجن الشيخ :


في يوم الأربعاء وبعد الظهر ألقى الشيخ درسه كعادته كل يوم واستمع للأسئلة وأجاب عليها وربما سمع لمن حفظ من طلابه .

كان ذلك بتاريخ 9 / 3 / 1425 على ما أعتقد .
وبعد ما انصرف الطلاب وتفرق الناس كانت هناك قوة عسكرية قدمت من خارج المنطقة جاءت بعتادها وعددها
وطوقت هذه القوة حي مشعل ببريدة وسدت كل الطرق المؤدية إليه وكان هدفها رجل أعزل لا يبلغ وزنه خمسة وستون كيلو جرام .

إلا أنه بحر في العلم جبل في الثبات أسد في قول الحق والذب عنه
كأن الشيخ كان يعلم بذلك وانتشرت إشاعة لا أعلم عن صحتها أنه كان يعلم أنه سيقبض عليه .
تم القبض عليه وحمل مباشرة إلى الرياض في سجن الحائر .

كيف قبض عليه .. هل قيدت يديه ورجليه ؟ هل عصبت عينيه ؟ هل تعرض للإهانة .. لا أعلم والله وأكره كثيرا التفكير في تلك اللحظة .
مع مغرب ذلك اليوم ضجت بريدة بالخبر عبر رسائل الجوال وحديث الشارع أصبح عن الشيخ المحبوب الذي قبض عليه .

وترى الضيق والكدر على الجميع كبيرهم وصغيرهم الذي ظاهره الالتزام وخلافه كلهم تأثروا كثيرا بالقبض عليه
لأن الشيخ كسب إعجاب الجميع والتقت حوله أعناق لم تكن لتلتقي عند غيره .

عن نفسي لم أصدق الخبر وكنت أنفي بشدة أن يكون اعتقل إنما ذهب ليحقق معه ويعود بيومه وكنت أتعلل بذلك
ذهبت عصر يوم الخميس كعادتي ولنا وصلت كانت عيني متجهة للباب الذي كان يخرج ويدخل منه

أوقفت سيارتي بمكانها المعتاد وانتظرت خروج الشيخ بابتسامته المعهودة وعطره الذي أميزه من مسافة بعيدة
إلا أن انتظاري طال كثيرا ولم يفتح الباب ثم ارتفع صوت الإقامة فهرعت مسرعا إلى المسجد بعد أن ايست

وقعت عيني على مكان حذائه المعهود حيث يضعها بانتظام في مكان معين يسار الباب للداخل ولا يجعلها في طريق المارة .
لم أر حذائه الذي كنت أحرص على تعديله له ليلبسه مباشرة وهو خارج دون أن يلتفت وكان يعده له كثيرا ابو إسماعيل

دخلت المسجد ورأيت مكانه المعهود يسار المؤذن به غيره فدمعت عيني وتيقنت الأمر جد لا هزل فيه
بعد الصلاة رأيت الرجال وفي عيونهم ألم الفقد .. تقرأ في وجوهم قصة الألم وألم الفراق وفجاعة البعد ..!

خرجت وإذا بالمعالم غير المعالم التي عهدتها كأنها تحدثني عن فجيعة الأمس كأنها تشكوا إلي بعد من كان يعطرها بأريجه .
وتلك الأشجار التي تمايلت على باب مكتبته حاضنة بذلك حتى بصمات يديه ووقع خطواته تتعزى بها حتى يعود شامخا إليها .

تسدل الستار على قصة تكتب بماء الذهب ويسطرها التاريخ باعتزاز ليشهد أن في كل قرن ابن حنبل وابن تيمية

في اليومين الذي خرج فيهما من السجن كان جل حديثه عن الثبات ويحرص الناس على أن يدعوا له بالثبات
لما خرج في تلك اليومين كان يسأل من يسلم عليه كيف الوالد فيقول له بعضهم والدي توفي من سنتين وكثيرا ما تكررت فكان يتأثر ويعتذر

كأنه خرج من قبره لا يعلم عن العالم الخارجي أي شيء
لوحظ على الشيخ في فترة خروجه أن جسده كان هزيلا جدا فكان مما قال عن حياته في السجن أنه جلس ثلاث سنوات وقوته الخبز والشاهي فقط
وكان مماقاله أيضا أنه محروم من مطالعة الكتب وعند إيراده لأي حديث يهذ السند ثم يقول إذا أخطأت فأخبروني فلي خمس سنوات لم أراجع
وقال أيضا عندما دعى له أحدهم بالفرج : أصبح سجني ومنزلي عندي واحد .! وكانت هذه الكلمة أثرت كثيرا بالحاضرين


من العلماء من قاموا بدورهم نصرة للشيخ وسعوا لدى المسؤولين بكل قوتهم وجهدهم وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس
وكان على رأسهم العلامة ابن جبرين رحمه الله فقد بذل جهده ووقته وكان يستقبل محبي الشيخ ويطلعهم على ما فعل وما سيفعل فرحمه الله ‎‫
وقد حدثني أحد طلبة العلم أنهم حدثوا الشيخ صالح اللحيدان عن الشيخ وأنه تحدث مع المسؤولين بشانه وسعى في ذلك فجزاه الله خيرا.

وهناك علماء ومسؤولين سعوا نصرة للشيخ وقدموا ما باستطاعتهم ، وإن كنا لا نعلم عنهم فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا




ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ



الشيخ سليمان العلوان.من أمثاله نتعلم معنى الحرية والإباء فهم والله وإن قيدوا يديه ورجليه فإن قلبه وفكره حر متعلق بعالم سماوي لاتحده قضبان أو سلاسل
نسأل الله أن يقر عيوننا عاجلا غير آجل بخروجه ليواصل مشواره الطويل لرفعة هذه الأمة وخدمة هذا الدين
ولا نشك أن مثل هؤلاء الذين يحترقون ليضيؤوا لنا الدروب ليسوا بحاجة إلى حديث أمثالنا عنهم إلا أن ما نفعله دين متحتم علينا

سيظل العلوان بعلمه وصبره وثباته نجما يضيء في السماء يستهدي به السائرون
سيظل العلوان بثباته وصبره أسطورة من أساطير هذا القرن ورواية يتناقلها الرواة جيلا بعد جيل
سيظل العلوان بثباته مدرسة نتعلم منها الكثر الكثير
بثباته نعلم أن هناك رجالا ذوو مبادئ لا يساومون على ثوابتهم ولا تثنيهم كل آلات التعذيب والإذلال ‎‬
كأنه يقول لنا إن ماتقرؤونه في السير والآثار وإن فاق الوصف فهو حقيقة لا خيال
فبريدة افتقدتك يالبريدة ~ كم أفقدت من عالم رباني
إنك إن كنت في الأصفاد محجوب عن العيون وممنوع من اللقاء فإننا نراك في كل شيء في الكتاب الذي به تعليقاتك في الشريط الذي يصدح به صوتك


قد يتسائل البعض لماذا تحدثنا كل هذه المدة وكل هذا الحديث عن الشيخ سليمان العلوان .

بطبيعة الحال لم نتحدث عنه لأن اسمه سليمان مثلا أو لأنه من العائلة الفلانية أو المنطقة الفلانية
ولم نتحدث عنه لأنه عالم فقط أو لأنه سجين منذ أكثر من ثمان سنوات فقط مع أن حق كل مسجون ظلما علينا مناصرته

تحدثنا عنه لأننا رأينا فيه العالم الصادق الناصح ، راينا فيه العالم الذي يهمه الحق قولا ونشرا وتوجيها
رأينا فيه الصدق في نصح أئمة المسلمين وعامتهم ، رأينا التعفف من الأموال المشبوهة بل والمواقف المشبوهة

رأيناه مجموعة من القيم والمباديء تمشي على الأرض رأيناه جبلا في الرسوخ والثبات بعدما رأينا رموزا كالأوراق تلعب بهم رياح المصالح
رأيناه صاحب منهج واضح لا غبش فيه ولا تذبذب ، رأيناه ورقة مقروءة للجميع وليس لديه ما يخفيه

رأيناه صاحب مبدأ غالي لا يحيد عنه ولا يميل يقدم دون مبادئه الغالي والنفيس
في عينيه نرى كل شيء ، كل ما يهمنا ، سوى شخصه .! حيث لم يهمه كيف يكون ومن يكون ! ‎‪

رأيناه لا يفكر بمجد شخصي ولم يتخذ مواقفه سلما لذلك

رأيناه لم يأكل من تمر أحد سوى تمر والده وتمر يمينه ، وهو الذي باستطاعته بكلمة واحدة الحصول على ما يطلب .!
رأيناه عالما محبوسا في وقت أمته في أمس الحاجة إليه وإلى أمثاله

نتحدث عنه لأنا رأينا فيه عالما حازما قويا لا يعرف التمييع والمداهنة والتورية
نتحدث عنه لأنا نحسبه لا يخشى في الله لومة لائم ولا يخاف من أحد سوى الله


لماذا قلت ما قلت وأنا أعلم بأن ممن يقرأون ما أكتب علموه قبل أن أعرف كتابة الحروف الهجائية
إنما قلت ما قلت معتقدا أن نشر شي من سيرة العلماء الذين نحسبهم من الصادقين في زمن الغربة يعد من الجهاد في سبيل الله

قلت ما قلت تقربا إلى الله سبحانه وإظهارا لحقيقة جهلها معظم الجيل الناشيء وكادت تنساها أجيال وأجيال
قلت ماقلت لما رأيت سيرته كادت تنسى أو تندثر ولم أر من شمر ليبين حقائق تخفى على عامة الناس

حينها شمرت عن الساعد وبريت القلم على قلة البضاعة راجيا التوفيق والعون من الله
لعلي فيما قلت أجبت عن التساؤل الأكبر : من هو سليمان العلوان ؟ ولماذا ندافع عنه ؟
واعتذر لجميع الأحبة إن كان هناك زلل أو خطأ كما أعتذر عن الأخطاء الإملائية التي لا مناص منها على شدة الحرص

واخيرا أسأل الله أن يقر عيوننا بفرج عاجل لشيخنا وحبيبنا ووالدنا وإخوته وجميع المأسورين