إخضع لها تخضرّ روحك سدرةً
أبديةً تخضـع لــك الأشـياءُ
كن نبض هاجسها منارة زهوها
كن خطوها تنقله حيث تشاءُ
كن فوق كونك أهد عمرك رافداً
في عمرها إن أمكن الإهداءُ
أنهار برّك في ملاـمح فضـلها
عطشٌ تصحرُ وجهه استجداءُ
لغة التسامي تضحيات أمومة
موت الوجود بسرّها إحياءُ
لا ينتهي اسم الأم نوراً مفرداً
وهي ابتهالات الرضا حوّاءُ
الأرض أم العالمين جميلها
وجميل سائغة الحليب سواءُ
ترعاهمو ما استجمعوها كائناً
كا الجذر يُعلي النبت وهْو خفاءُ
لي أن أفاخر بالكويت مآثراً
من مسك رفعتها يفوحُ ثناءُ
سطعت بمطمحها الكبير كما سمت
وهجاً بملمحها الصغير ذُكاءُ
أنا صيحة من عمق قصتها وعت
أزلية الدنيا أنا الأصداءُ
تنثال روحي في مجرة عشقها
سفراً تضم يمامتيه سماءُ
أبناؤها ابتكروا الرؤى أحدوثة الـ
بحر المعاند بورك الأبناءُ
عزماتهم لهب الكفاح صفاتهم
نهر التسامح ها هم النبلاءُ
للصحب إحسانٌ وسوء للعدا
عدل التناقض أحسنوا وأساؤوا
يفـدون أمتـهم دمـاً مـتدثراً
ضوءاً من الأنصار حيث أضاؤوا
أرواحهم تقتاتُ عزة «دارهم»
لترى الحيـاة بأنـهم أحيـاءُ
كشفوا متاهات البحار تحديٍّا
رقت امتداد مضائه الصحراءُ
تخذوا السفينة مهرةً تجتاز متن
الريح لو لم يسـتعدها الماءُ
فكأنها من ألفةٍ تجري بهم
عمداً - وهل لسفينةٍ أهواءُ!
الرزق والحدث المباغت والمدى
والغدر نابضة بها الدأماءُ
للبحر مأدبة تطيب - وغارة
تجتاح - فهو الصحب والأعداءُ
فوضاه عاصفة الجنون - سكونه
طين الغموض - وعوده الإرجاءُ
تتوغل «اليامال» صوتاً هادراً
يا بحر نحن حياتنا الأعباءُ
ويجازف الغواص عيناً لمحها
كشف المخبأ والظلامُ غشاءُ
ويداً تجس الغامضـات كأنها
جس القواقع لمسها إيحاءُ
و«مغاصةً» في العمق يُعجل لبثها
رئتين قد يغريها الإبطاءُ
يهوى دمي ملح الحكاية من أبي
وأبي سراجُ الرحلة الوضاءُ
جدية تذر «السيوب» أناملاً
تصغي... ومن هز الحبال نداءُ
يهوون في المجهول صحوة ريبه
أصلٌ - وغفوة ريبه - استثناءُ
بين المهمة والمهمة وقفة
هي قدر ما التقط: انزلوا - إصغاءُ
ترد الشراع طقوس أيدٍ لا تهي
تعباً ’ ومن نفث الصدور غناءُ
رغبوا القفول نهاية لحظاتها
فرحٌ وقد يلج القفول شقاءُ
في اليم يُلقون الشقاء - أمامهم
أطياف لقيا الحائرين عزاءُ
تدنو المراكب بين رهبة صمتها
وعناء رحلتها نمتْ خيلاءُ
تسّاقط البشرى رذاذ غمامةٍ
وعلى الثرى تتعطل الرمضاءُ
تتعانق الكلمات نزف شفاههم:
ها هم حنين قلوبنا قد جاؤوا
البحر يومئ نحوهم فرحاً بهم
أمواجــه الفضـية الإيـمــاءُ
لبست رمال الشوق واحة بهجةٍ
يأوون من أفيائها ماشــاؤوا
عرسٌ يعمّق في الشواطئ سحرها
حلّاه من فيض الـسرور بكاءُ
أجدادنا فينا استدامة مبدأ
أن التــكاتف للـرقــيّ وعــاءُ
وجه الكويت بمجد ماضي أهلها
وطــمـوح حاضـر أهلــهـا لألاءُ