أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ


كان سبب هذا الموضوع:
أن بعض الصوفية يذكر بعض الحكايات و القصص المخالفة للنقل و العقل و يدرجونها في باب كرامات الأولياء بل يعدون من أنكرها محجوبا منكرا للكرامات
أن مثل هذه الحكايات تصد كثيرا ممن يريدون الدخول للإسلام و تشوه صورته و تجعله دين خرافة
أن يحمد الإنسان الله على نعمة الهداية فقد قال شيخ الإسلام : أعظم الكرامة لزوم الاستقامة
أن يقول الإنسان عند رؤية المبتلين دعاء الإبتلاء و لا يستهزئ فالقلوب بين أصابع الرحمن
قال ابن القيم:
والنظر إلى أهل البلاء وهم أهل الغفلة عن الله والإبتداع في دين الله فهذان الصنفان هم أهل البلاء حقا فإذا رآهم وعلم ما هم عليه عظمت نعمة الله عليه في قلبه وصفت له وعرف قدرها فالضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتميز الأشياء
قاعدة مهمة:
قال ابن القيم/ مدارج السالكين:
و يجب التنبه و التنبيه ههنا على أمر و هو أن المشاهدة نتائج العقائد
فمن كان معتقده ثابتا في أمر من الأمور فإنه إذا صفت نفسه و ارتاضت و فارقت الشهوات و الرذائل و صارت روحانية تجلت لها صورة معتقدها كما اعتقدته و ربما قوى ذلك التجلي حتى يصير كالعيان وليس به فيقع الغلط من وجهين :

أحدهما ظن أن ذلك ثابت في الخارج و إنما هو في الذهن و لكن لما صفا الارتياض و انجلت عنه ظلمات الطبع و غاب بمشهوده عن شهوده و استولت عليه أحكام القلب, بل أحكام الروح ظن أنه الذي ظهر له في الخارج و لا تأخذه في ذلك لومة لائم و لو جاءته كل آية في السموات و الأرض و ذلك عنده بمنزلة من عاين الهلال ببصره جهرة فلو قال له أهل السموات والأرض لم تره لم يلتفت إليهم
و لعمر الله إنا لا نكذبه فيما أخبر به عن رؤيته و لكن إنما نوقن أنه إنما رأى صورة معتقده في ذاته و نفسه لا الحقيقة في الخارج فهذا أحد الغلطين
و سببه قوة ارتباط حاسة البصر بالقلب فالعين مرآة القلب شديدة الاتصال به وتنضم إلى ذلك قوة الاعتقاد وضعف التمييز وغلبة حكم الهوى و الحال على العلم وسماعه من القوم أن العلم حجاب

و الغلط الثاني ظن أن الأمر كما اعتقده وأن ما في الخارج مطابق لاعتقاده فيتولد من هذين الغلطين مثل هذا الكشف و الشهود
و لقد أخبر صادق الملاحدة القائلين بوحدة الوجود أنهم كشف لهم أن الأمر كما قالوه وشهدوه في الخارج كذلك عيانا و هذا الكشف و الشهود ثمرة اعتقادهم و نتيجته فهذه إشارة ما إلى الفرقان في هذا الموضع و الله أعلم
قال ابن الجوزي/ تلبيس إبليس

و قد قال أبو حامد الغزالي في كتاب الأحياء مقصود الرياضة تفريغ القلب و ليس ذلك إلا بخلوة في مكان مظلم و قال فان لم يكن مكان مظلم فيلف رأسه في جبته أو يتدثر بكساء أو أزار ففي مثل هذه الحالة يسمع نداء الحق ويشاهد جلال حضرة الربوبية.

قال المصنف رحمه الله: قلت أنظر إلى هذه الترتيبات والعجب كيف تصدر من فقيه عالم ومن أين له أن الذي يسمعه نداء الحق و أن الذي يشاهده جلال الربوبية و ما يؤمنه أن يكون ما يجده من الوساوس والخيالات الفاسدة وهذا الظاهر ممن يستعمل التقلل في المطعم فإنه يغلب عليه الماليخوليا وقد يسلم الإنسان في مثل هذه الحالة من الوساوس إلا أنه إذا تغشى بثوبه وغمض عينيه تخايل هذه الأشياء لأن في الدماغ ثلاث قوى :
قوة يكون بها التخيل و قوة يكون بها الفكرة و قوة يكون بها الذكر و موضع التخيل البطنان المقدمان من بطون الدماغ و موضع التفكر البطن الأوسط من بطون الدماغ و موضع الحفظ الموضع المؤخر فإن أطرق الإنسان وغمض عينيه جال الفكر والتخيل فيرى خيالات فيظنها ما ذكر من حضرة جلال الربوبية إلى غير ذلك نعوذ بالله من هذه الوساوس والخيالات الفاسدة.
==========
القصة (1)

الكشف عن حقيقة الصوفية (( لأول مرة في التاريخ ))/محمود عبد الرءوف القاسم
يقول عبد العزيز الدباغ (الولي الكامل والغوث الحافل):
...وبعد وفاة سيدي عمر بثلاثة أيام، وقع لي والحمد الله الفتح، وعرفنا الله بحقيقة نفوسنا، فله الحمد والشكر، وذلك يوم الخميس الثامن من رجب عام خمس وعشرين ومائة وألف، فخرجنا من دارنا، فرزقني الله تعالى على يد بعض المتصدقين من عباده أربع موزونات) عملة مغربية متداولة في ذلك الوقت(، فاشتريت الحوت، وقدمت به إلى دارنا، فقالت لي المرأة:
اذهب إلى سيدي علي بن حرازه وأقدم لنا بالزيت لنقلي به هذا الحوت، فذهبت، فلما بلغت باب الفتوح )باب من أبواب مدينة فاس المغربية( دخلتني قشعريرة، ثم رعدة كثيرة، ثم جعل لحمي يتنمل كثيراً، فجعلت أمشي وأنا على ذلك، والحال يتزايد إلى أن بلغت إلى قبر سيدي يحيى بن علال نفعنا الله به، وهو في طريق سيدي علي بن حرازم، فاشتد الحال، وجعل صدري يضطرب اضطراباً عظيماً، حتى كانت ترقوتي تضرب لحيتي
فقلت: هذا هو الموت من غير شك، ثم خرج شيء من ذاتي كأنه بخار الكسكاس(آنية يصنع بها الكسكس و هو أكلة مغربية)، ثم جَعَلَتْ ذاتي تتطاول حتى صارت أطول من كل طويل، ثم جعلت الأشياء تنكشف لي وتظهر كأنها بين يدي!
فرأيتُ جميع القرى والمدن والمداشر
ورأيتُ كل ما في هذا البر
ورأيت النصرانية ترضع ولدها وهو في حجرها، ورأيت جميع البحور، ورأيت الأرضين السبع وكل ما فيهن من دواب كالبرق الخاطف الذي يجيء من كل جهة، فجاء ذلك النور من فوقي ومن تحتي وعن يميني وعن شمالي وعن أمامي وخلفي، وأصابني منه برد عظيم حتى ظننت أني مت، فبادرت ورقدت على وجهي لئلا أنظر إلى ذلك النور،
فلما رقدت رأيت ذاتي كلها عيوناً؛ العين تبصر، والرأس تبصر، والرجل تبصر، وجميع أعضائي تبصر؛ ونظرت إلى الثياب التي علي، فوجدتها لا تحجب ذلك النظر الذي سرى في الذات، فعلمت أن الرقاد على وجهي والقيام على حد سواء؛ ثم استمر الأمر علي ساعة وانقطع.

قال صاحب الموضوع :

عبد العزيز الدباغ رجل أمي وقد نقل هذه الخرافات عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل و الإحسان الصوفية في كتاب الإحسان الرجال
و قد رد عليه الشيخ المغراوي بكتاب الإحسان في اتباع السنة والقرآن لا في تقليد أخطاء الرجال