أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد فأن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
هذه قاعدة وأصل من أصول الدين أن كل بدعة في الدين ضلالة بغض النظر عن العوامل التي أنتجت هذه البدعة سواء كان العامل مقصده حسنا أو أكان مقصده سيئا فهي تندرج تحت قوله تعالى
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)
متابعة لما نشره شيخنا أبي عبد الله النائلي الجزائري حفظه الله في جريدة الشرق القطرية هذا هو الجزء الثالث من سلسلة المقالات التي كتبها عن البدع وما يتعلق بها
أسأل المولى عز وجل أن يرنا الحق حقا ويرزقنا أتباعه ويرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

بسم الله الرحمن الرحيم
(3) احذروا بدع شهر رجب

أيها الأحبة إن مما نلاحظه بين المسلمين اليوم انتشار البدع و المحدثات و الله المستعان ، ويمكن إرجاع ذلك لأسباب و دواعي ساهمت في هذا الانتشار منها :
- قلة العلم ، فالجهل يجر إلى الالتباس بالبدعة قال الإمام الشاطبي –رحمه الله- : "البدع لا تقع من راسخ في العلم و إنما تقع ممن لم يبلغ مبلغ أهل الشريعة المتصرفين في أدلتها " الاعتصام ( 2/468)
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" فإن معرفة مراد الرسول ومراد الصحابة هو أصل العلم وينبوع الهدى " الفتاوى (5/413)
وبسب تفشي الجهل انتشرت الأحاديث الضعيفة و الموضوعة في الأمة
- سكوت بعض أهل العلم عن بعض تلك البدع ، فالعوام يعتقدون أن العلماء هم ألصق الناس بالسنة و أبعدهم عن البدعة ، قال محمد بن المنتصر الريسوني(ت1421هـ):"إن سكوت العلماء عن بيان حقيقة البدعة وحقيقة السنة مما يشجع العامة على عد سكوتهم موافقة على ما يمارسونه من البدع "
وقال أيضا – رحمه الله- : " و أعظم من سكوتهم عن البدعة ممارستهم لها ، لأن السكوت إقرار للعمل بها ، بينما فعل البدعة تحفيز للعامة على التقليد و الاحتجاج به ". وكل بدعة ضلالة ( ص41)
وقال الشيخ محمد جمال الدين القاسمي ( ت1332) : " إن فعل العالم للبدعة يوهم عامة الناس بأنها سنة و يتسبب في كذبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : هذه سنة من السنن و التسبب إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز " إصلاح المساجد من البدع و العوائد ( ص9)
- مجالسة أهل البدع و الاختلاط معهم ، فالضرر الحاصل بمجالستهم أعظم بكثير من الضرر الحاصل بمجالسة أهل المعاصي من أهل السنة ولهذا حذر سلفنا الصالح أشد التحذير من مجالستهم لأن الشبه خطافة و القلوب ضعيفة ، و السلامة لا تعدلها شيء ، قال ابن عباس ( رضي الله عنهما) :" لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب " الإبانة لابن بطة ( 2/438)، وقال أبو قلابة –عبد الله بن زيد الجرمي-( 154هـ) :" لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تخالطوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم". شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ( 1/133)
وكان الحسن البصري – رحمه الله- يقول :" لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم و لا تسمعوا منهم " .شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ( 1/133)
- تحسين تلك البدع بكونها شاعت عادة وعرفا بين المسلمين ، وصدق عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- إذ قال : "كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربوا فيها الصغير ويتخذها الناس سنة ، فإذا غُيرت ، قالوا غُيرت السنة ، قالوا : ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلَّت أمناؤكم ، و التُمست الدنيا بعمل الآخرة". أخرجه الدارمي ( 178) وصححه الألباني في رسالته قيام رمضان ( 4)
قال محمد بن وضاح القرطبي ( ت280هـ): فكم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكرا عند من مضى ، وكم من متحبب إلى الله بما يبغضه الله عليه ومتقرب إلى الله بما يبعده منه". الحوادث و البدع للطرطوشي (ص143)
- وسائل الإعلام ، فلوسائل الإعلام المختلفة من تلفاز وإذاعة وصحف ومجلات و شبكات معلوماتية أثر كبير في نشر تلك البدع أو بعضها ، الأمر الذي يجعل للبدع رواجا و استحسانا عند جهلة الناس.
ومن البدع المنتشرة ما أحدثه بعض الناس قديما وحديثا في شهر رجب من العبادات و الاحتفالات ، وما زعموه له من الفضائل و الكرامات ،وذلك بتخصيص بعض لياليه بالقيام وصيام بعض أيامه ، أو تخصيصه بذبائح ، وغير ذلك مما أحدثوه فيه ، ولقد اعتنى العلماء قديما في بيانِ ما يحدث في هذا الشهر من بدع فألَّف الإمامُ ابن دحية الكلبي كتابا سماه :«أداء ما وَجَب مِن بيان وَضعِ الوضَّاعين في رجب»، وألَّف الحافظُ ابنُ حجر العسقلاني كتابًا سمَّاه «تَبيينُ العَجَب فيما ورد في فَضلِ رجب».
فمن باب النصح للمسلمين و تذكيرا لهم سنُحاول أيها الأحبة إلقاءَ الضَّوء على ما أحدثه بعض الناس في هذا الشهر و التحذير منه مع نقل أقوال العلماء في ذلك ، سائلا المولى جلا وعلا أن يجعلنا و إياكم سببا في إحياء السنن و نشرها و إماتة البدع و خمدها، فمن ذلك :
1- ما يتوهمه بعض الناس مِن صحة حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خص هذا الشهر بدعاء فقال : «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان»رواه الإمام أحمد في المسند ( 1/259) من طريق زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس ( رضي الله عنه) وهذا حديث ضعيف لأن في إسناده زائدة بن أبي الرقاد قال عنه أبو حاتم يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة كما في تهذيب التهذيب لابن حجر ( 3/305) وقد ضعف هذا الحديث الحافظ ابن حجر في كتابه تبيين العجب بما ورد في شهر رجب ( ص8) و كذلك العلامة الألباني في ضعيف الجامع ( 4395)
نعم لا شك أن (رجب) شهر مبارك -باعتبارِه من الأشهر الحرم-؛ ولكن: لا يعني ذلك أن يخص بأمور لم تَرد في سنة النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلم-.
أما الدعاء المطلَق؛ فلا أحد ينهى عنه، ولا أحد يكرهه، فما أطلقه الشرع نُطلقه، وما قيَّده الشرع نقيِّده، وما خصصه الشرع بفضائل نخصصه ،وهكذا في سائر أحكام هذه الشريعة السمحاء.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله- : " أما الأحاديث الواردة في فضل رجب ، أو في فضل صيامه أو صيام شيء منه صريحة : فهي على قسمين : ضعيفة ، وموضوعة ". تبيين العجب بما ورد في شهر رجب ( ص5)
وقد جمع (رحمه الله ) في ذلك الضعيف فكان أحد عشر حديثا ، وجمع الموضوع فكان واحدا و عشرين حديثا .
قال الحافظ ابن حجر: " لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ عنه بسند صحيح وكذلك رويناه عن غيره" . تبيين العجب بما ورد في فضل رجب (ص4)
2- صلاة الرغائب : ورد ذكر صفتها في حديث موضوع عن أنس ( رضي الله عنه) مرفوعا بلفظ :"ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}ثلاث مرات،و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}اثنتي عشرة مرة،يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة:(سبوح قدوس رب الملائكة والروح)،ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة:رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت العزيز الأعظم،ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى،ثم يسأل الله تعالى حاجته،فإنها تقضى)،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«والذي نفسي بيده،ما من عبد ولا أَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه،ولو كانت مثل زبد البحر، وعدد الرمل،ووزن الجبال، وورق الأشجار،ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممن قد استوجب النار".إحياء علوم الدين للغزالي( 1/202)
فهذه الصلاة باطلة لأنها لم تثبت في السنة، ولا نُقل عن أهل القرون الفاضلة فعلها ، وهم كانوا على الخير أحرص ممن جاء بعدهم .
قال الإمام النووي –رحمه الله-:"هي بدعة قبيحة منكرة أشد إنكار، مشتملة على منكرات فيتعين تركها و الإعراض عنها و إنكارها على فاعلها ". فتاوى الإمام النووي (ص63)
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه –رحمه الله- عنها:"وأما صلاة الرغائب، فلا أصل لها،بل هي محدثة فلا تستحب،لا جماعة ولا فرادى؛ فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام،والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء،ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً".الفتاوى( 23/132)
وقال ابن القيم – رحمه الله- : " وكذلك أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كلها كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم " . المنار المنيف لابن القيم (ص95)
3- تخصيص رجب بصيام أو اعتكاف :
من الأمور المبتدعة كذلك في هذا الشهر تخصيصه بالصيام أو الاعتكاف ، و المخصصين له استندوا لأحاديث إما بأحاديث ضعيفة أو ما لا أصل له.
قال الحافظ ابن رجب–رحمه الله-:"وأما الصيام: فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه".لطائف المعارف (ص139)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : "و أما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات... ". الفتاوى ( 25/290)
وقال الإمام ابن القيم: "ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سرداً (أي رجب وشعبان ورمضان)كما يفعله بعض الناس ولا صام رجباً قط ولا استحب صيامه".
وينبغي التنبيه أن النهي هنا عن تخصيص هذا الشهر بعينه بالصيام أو الاعتقاد أن صومه سنة ثابتة أو مخصوص بثواب دون غيره من الشهور ، أما صيام التطوع فيه وفي غيره مما وردت النصوص عامة به كصيام يومي الاثنين و الخميس و ثلاثة أيام من كل شهر أو صيام يوم وفطر يوم فهذا لا نهي عنه بل يشمله الاستحباب .
قد يقول قائل أن الصيام خير وهو من أجل القربات إلى الله فما المانع من تخصيص هذا الشهر به ؟
فيقال : نعم صدقت ، ولكن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشارع أمر غير مشروع
يقول أبو شامة المقدسي - رحمه الله - : "ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع ، بل يكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل ، إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع من العبادة ، فإن كان ذلك ، اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها ، كصوم يوم عرفة وعاشوراء ، والصلاة في جوف الليل ، والعمرة في رمضان ، ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلاً فيه جميع أعمال البر كعشر ذي الحجة ، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ، ليس فيها ليلة القدر ، فمثل ذلك يكون أي عمل من أعمال البر حصل فيها ، كان له الفضل على نظيره في زمن آخر).الباعث لإنكار البدع والحوادث لأبي شامة (ص48)
4- العمرة في رجب :
يحرص بعض الناس تخصيص شهر رجب بعمرة ، لاعتقادهم أن لها مزية فيه على غيرها من الشهور وهذا ليس بصحيح فلم يعتمر صلى الله عليه وسلم في رجب قط كما قالت عائشة ( رضي الله عنها) كما روى البخاري ( 1685) ومسلم (1255) ولا نقل عنه صلى الله عليه وسلم أن حث على العمرة في شهر رجب .
قال علي بن إبراهيم العطار ( ت 724هـ) : " ومما بلغني عن أهل مكة –زادها الله تشريفا- اعتيادهم كثرة الاعتمار في رجب ، وهذا مما لا أعلم له أصلا " . فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ( 6/131)
فأفضل الأزمان لأداء العمرة شهر رمضان ، لقوله صلى الله عليه وسلم :" عمرة في رمضان تعدل حجة معي " رواه البخاري (1690) ومسلم (1256) من حديث ابن عباس ( رضي الله عنهما) ،و في أشهر الحج خاصة ذي القعدة لأن عُمَرَه صلى الله عليه وسلم كلها كانت في هذا الشهر إلا ما كانت مع حجته ، قال أنس ( رضي الله عنه) : " اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي كانت مع حجته" . رواه البخاري (1654) ومسلم ( 1253 )
قال ابن القيم – رحمه الله- :" ولا خلاف أن عُمَرَهُ صلى الله عليه وسلم لم تزد على أربع" . زاد المعاد (2/93)
5- الزكاة في رجب :
كذلك لا يشرع تخصيص رجب بالزكاة لاعتقاد مزيَّة فضل، أو مزيد أجر؛ لكنْ: من وافق حوله شهر رجب؛ فهذا لا مانع من ذلك.
قال ابن رجب –رحمه الله- في تخصيص رجب بزكاة : " ولا أصل لذلك في السنة و لا عرف عن أحد من السلف ". لطائف المعارف ( ص141)
وقال ابن العطار ( ت 724هـ):" وما يفعله بعض الناس في هذه الأزمان من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له ، بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولان حولها بشرطه سواء كان رجبا أو غيره " . فتاوى الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ ( 6/131)
6- الظن أن في شهر رجب كانت فيه حوادث عظيمة :
قال ابن رجب – رحمه الله : " وقد رُوي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة ، ولم يصح شيء من ذلك ، فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في أول ليلة منه ، و أنه بعث في السابع و العشرين منه ، وقيل في الخامس و العشرين ، ولا يصح شيء من ذلك " . لطائف المعارف ( ص142)
ومما شاع بين الناس أيها الأحبة في هذا الشهر الاحتفال بليلة الإسراء و المعراج ! ففي أي أيام هذا الشهر هذه الليلة !؟ وما حكم إحيائها ؟ وهل هناك دليل يدل على فضلها أو تخصيصها بعبادة معينة؟ ، هذا ما سنجيبكم عنه بإذن الله في تتمة هذه المقالة ، سائلين الله لنا و لكم الإخلاص و القبول.
وصلي اللهم وسلم على نبين محمد و على آله وصحبه أجمعين .
أبو عبد الله النايلي