<div>
.
.

هو: فقدتُّ قلبِي مذًّ أول لحظةٍ رأيتُكِ فِيهَا,
وأعِي بأنَّني لا أستحقُّ أنْ تلتفتِين نحوي,
ولأنَّ النجُوم لا تُخاطِبُ كواكِبٌ متباهية,
ولِئِنْ منحتِنِي شيئاً منْ بريقِ عينيكِ,
فلربَّما سأفقدُ عقلِي أيضاً, وأغدو ثَملاً منْ ألقِ نظرِتِك الأولى,
ولكنْ هَذَا لا يَهُم, فـ لمحة منْ عمرِك تُساوِي حياتِي بأكملِهِا,

هُو: كمَا أعتقدتُّ يا حبيبتِي,
فطريقُ الوصُول إلى وطَنِك أصعبُ منْ أتخيَّل, والمسافة طويلة بينَنا
رغمَ ذَلك لا شَئ ينمعُني, سأتخطَّى كل الحواجِز
وسأثقُبُ المجرَّات في سبَيل الوصُول إلى نعيمِ قلبِك,
بل سأنسَى أنَّ لي غايةٌ فِي هذهِ الحياة إلاكِ,
فَأنا مسحورٌ بفتنةِ اللاختِام,
فهيتَ لكِ يا حُلوتِي,
ومالكِ لاتُريدِينَ أجرَ علاجَ جُرحيَ الفاغِر,
فهو لنْ يندمِل ولنْ يلتئِم إلا بلمسة منْ يديكِ,

هِي: ياللإفتِراءاتْ, وأظنُّ أنَّك ضَللت الطَّريقْ.!
وإنْ لم يَكنُ, فأنا لا أعرفك وأنتَ لا تعرفُني.!
وأيَّما يُسكِرن الحوارات الجميلَة بنبيذِ الكاذبينْ,
كَما الورود المواربَة, تجرَحُنا بأشواكِها ريثَما نقتربُ مِنها,
فالريَّاحِينْ لا تنبتُ إلا عَلى خُصوبةِ أحلامٍ يقظَة,
ورهطُ العذراءات مثلِي, لا يمنحنَ قُبلاتِهِنَّ لمنْ يشتَهيهَا.!
لذَا أحذر منْ سالفَ العِشقْ, ولا تَتقمَّصْ بغرامٍ زائفْ.!
فإنَّي لم ألتمسْ صدقاً ممَّن يدَّعون بالعِشق.!


هُو : إنحناءةٌ لَكِ يا غالِيتِي,
ربَّما لا تَتذكَّرينِي, ولكنِّي أعرفكِ أكثَر منْ نفسِي
وما بَالِي فالحذرُ لا يُنجِي منْ القدر, وما أجمَلُ قدرِي ولو إنْ كانَ جحيماً
ولم آتِي هُنا لكِي أفتَري الأحادِيثْ,
ولا القُبلاتُ تُغرينِي حتَّى لو تكاثَر غاباتُ التُّوت على ضفافِ الشَّفتينْ,
ولكنِّي وقعتُ أسيراً حينَما طارَ النُّور عنْ عينَاي,
وتالله ما أشدُّ عجبي!
فإنِّي لمْ أعُد أرغبُ في التحررِ منْ عذاباتِ الهوى!
ويا قديستِي فإنَّ أصحابُ العشقِ قد هووا وماتُو, بتجرُّعاتِ الجُحود منْ قبلي,
ولكِ عبرةٌ في قِصصِ الأولينْ,
حينَ سُجنَ ابنِ زيدُون مغرماً بـ ولادة,
وجنَّ قيسْ هائماً بـ لَيلى,
وهُنا السَّحابْ يحتَّضرُ بمجافاةِ سيدةُ الغَيمْ,
فأيقنُ أنِّي لا محالة حيثُ صارَ العشَّاقُ صَائِرُ,
وتذكَّري بأنَّ هُناكَ مجنوناً, سيتخلَّى عنْ روحِهِ,
منْ أجلِ أنْ يمنحكِ عيشُ المُتبحبحينْ.!

هِي : عَرفتُك أيَّها الوَغد!
ومنْ بينِ كلِّ الناسْ, لمْ أتوقَّع أنَّك منْ يمتطِي صَهوة الحُلم الليالِي,
ويأتي كالفارسٌ المقمَّر, فـ عجبِي أعظَمْ!
وما تِبيَانَك بأنَّكَ ستأتِي لإنتِشائِي منْ خلفِ غيومِ الشَّفقْ,
لنقيمَ في كنفِ أيما قوسِ المطَر ولأجلِ أنْ أتنفَّس هواء أعذَبْ,
فالزَّمانْ الذِي يُضحكنا حتماً قد يعُودْ, ويُبكينا~


هو: يا حياتِي,
لنْ أمتطِي صهوة الحُلم بل سأكون صهوة الومِيضْ,
وسأتواجدَ في جميعَ لحظاتِك ومنْ أي مكانٍ تُبزغينْ,
ولنْ أجعل زمان الحُزنْ يقتربُ منكِ,
فأنا لا سيدَ لِي, وأنتِ وحدكِ سيدتِي,

هِي: فاصِل ونُواصِل, فانتظرنِي لحينِ العودة


هُو: يا إلهِي, أنَّ حبيبتِي زلزلتْ مشاعِري,
وقالتْ أنَّها ستَعود منْ أجلي,
بربِّك أخبرينِي بأنني لا أحْلم,
وإنْ كانَ حلماً فأرجوكِ لا توقظِيني,
آآآآهـ, لا أستطيعُ إحتِمال ذَلك,
غِيابِك للحظَاتْ بمثابة قرونِ القَحطْ,
ولكنِّني سأنتَظِر وأتجرَّع أقداح صبري بالقدر الذي تُريدينْ,

هِي: بَاك

هُو: أهلاً بالرُّوح, وطوبى للجسَد بعودتِها

هي: في أي منعطفٍ كنَّا نتسكَّع..؟؟

هُو: لا يَهم في أي منعطفٍ نتسكَّع, المهم أنْ يكونَ كل المسالك تؤدِّي إليكِ,
وليتَ أنْ نكونَ لوحدِنا وسطَ تقاطع الحقُول, وكل الطُّرق مغلقة أمَامنَا,

هِي: لا تسْرح بخيالك بعيداً يا صديقِي,
ريثَما يحينُ العزفْ على أوتارِ الشُّجونْ,
فحسبُنا طيفٌ إلى أنْ يُخرج لنا الأيَّام ما فِي جُعبِتها,
وإلى هُنا سنتوقَّفْ,
طابتْ ليلتك يا حبيبي,


هُو: بل حسبُنا سهمٌ سيطيرُ بنَا صوب غايتِنا,
وأعلم أنَّ لي خيالٌ ولكنَّ العجبُ فِيكِ,
و"عيناكِ إغراء وجوكِ شاعِري"
فلا تلوِّحي بالغِيابْ دونما أنْ تَتأكَّدِي منْ موتِي,
وأخبرينِي كيفَ تطيبُ ليلتِي فِي بُعدِك,
ومنْ يطهِّر جُنحَ الدُّجَى إنْ تلاشَت ضوء قنديلي,
فلتكُونِي بِخير, حتَّى أكون كِذَلِكْ,

.
..
محاولَة متواضِعة جداً في فنَّ الترسل~
وإهدَاء لمنْ حرَّضونِي على الكتَابة~
.
سَحَ ـآبْ!