عندما تقف الدموع على بوابة العين في حيرة السقوط على خدي المواطن المحب لهذا الوطن , ام في حيرة الوقوف على بوابة العين لتشاهد من الحاضر اليوم في منصة الملعب ؟ هنا معنى اهتزاز المشاعر الوطنية وحيرتها , فالفرح أحيانا برؤية الوالد بعد تأخر موعد اللقاء أو لروعة اللقاء في حد ذاته يصيب العين بالحيرة , فكيف إذا اجتمعت روعة الفرح باللقاء واكتمال اللقاء بعد انتظار طويل في آن واحد , لن ألوم العين فيما سيحدث لها ولكن سألوم القلوب التي لا تبكي في حب هذا الوطن وقائده ...


إنه الفرح ياسادة , ليس فرح بطولة أو إنجاز أو غيره , بل فرح اكتملت اركانه في ليلة واحدة , فرؤية خادم الحرمين الشريفين بتمام الصحة والعافية , وفي صورة الوالد المازح مع ابناءه ( هزت إنساناً قبل قلم ) , ورؤية يده الكريمة تحيي شباب هذا الوطن ( هزت قلباً فاهتزت العين ) , فعندها خرجت الدمعة الاولى لتعلن خط سيرها على خدي الابن البار المطيع المحب لهذا الوطن راسمةً جملة ( سمعاً وطاعةً ابا متعب ) ...



وبعد هذه الشعور الجميل , يأتي العشق الاهلاوي بكل صوره , فالاهلي لم يكن حاضراً كلاعبين أو مدرب وحسب , بل حضر كل من ينتمي لهذا الكيان , فالبعض حضر بقلبه من خلف الشاشة , والبعض الآخر حضر بنفسه ليرى عشقه أمام عينيه , ولكن كان هناك شعور أبوي تجلى في روعته , إنه شعور الإبن بوالده , فرؤية من كان غائبا لظروفه يقاوم ظرفه ليشارك أبناءه فرحتهم أسقطت الدمعة الثانية لترسم على خدي العاشق الاهلاوي ( وعبر الزمان سنمضي معا ) ,نعم إنه الأب الروحي لكل أهلاوي , إنه الرياضي والمدرب والاداري والمشرف والرئيس , بل هو النجاح الأهلاوي بكل تفاصيله , نعم إنه خالد الأهلي , بل خالد الرياضة السعودية ...



في ليلة فرح ( الملكي ) النادي الاهلي السعودي , هناك من بكت شباكهم من ألم تلك الليلة , وهناك من هو في إجازة من المشاركات المحلية , والبعض في إجازة من المشاركات المحلية والخارجية ( أي أنه مجاز قبل إجازة الصفوف الأولية ) , والاهلي لا زال يضرب موعداً عند نهاية كل بطولة محلية , وترك لهم فقط مشاهدة ابداعة المتواصل , يجعل من المستديرة متعة مشاهدتها كسينما , حتى وصلت بعض أهدافه الى الافضلية العالمية , وكل مايتداوله قلمي قد تم شرحه عملياً للاندية الأخرى , والبعض قد احتاج التربية قبل التعليم ....



يرسل بعض إعلامي البرامج الرياضية مقولة ( موسم استثنائي ) وكأن تاريخ الاهلي يخلو من الانجازات , يرى هؤلاء في الاهلي (استثنائي ) بعين الحقد وفي حقيقة الامر يعلمون أن مايقدمه الراقي هي ( حقيقة الاهلي ) , غريب أمر تفهاء المايك والشاشة , فالأهلي في أكثر الظروف الصعبة يحقق كأقل تقدير بطولة , ولم يغب عن سماء البطولات , ولكن لا ألومهم فهذا الموسم شن العديد من الشخصيات ( حرباً خفية ) لإسقاط الاهلي , وبالنهاية نراهم يتساقطون واحداً تلو الآخر , فهذا الموسم عنوانه ( أهلي ) , بل ارى في الرياضة السعودية بكل رياضاتها قسمين , فالقسم الأول ( أهلي ) والقسم الآخر باقي الاندية ...



يبحثون عن لقبٍ هنا وهناك , لتخفيف وطأة الاخفاق والفشل , حتى أصبح إعلاميو ذلك النادي يلهثون خلف الالقاب لسرقتها , وهم يعلمون أنهم في حقيقة الأمر لا يستحقون أياً منها ( فهم كوافد أو مقيم أضاع إقامته , وذهب للحصول على بدل فاقد , ولكنه يقف خلف شباك الهوية الوطنية ) هذا حالهم بكل بساطة التصوير , فالملكي ليس لقبا ً بحث عنه الاهلي , بل لقباً تشرف بارتباطه بالاهلي , ومن يبحث عن القاب غيره , فليسكت لسانه وليظهر أفعاله , فالأفعال أبلغ من ترهات الحديث يا ...... , فاللقب الثاني عشر ماهو إلا إثبات للذات الأهلاوية الملكية ...



إنصاف

بطولة أهلاوية جديدة , ليس بغريب على رجال الراقي , فعادتنا لم تتغير والاهلي ابلغ من أن يتكلم عنه قلم أو لسان ...



جعل من خصومه أضحوكة , يرسم خطة النجاح ولا يظهر الفرح الا بوقته , إنه جاروليم إنه وصفة التدريب السحرية , حنكة وادراك تدريبي عالي , رؤية بعيدة المدى لمجريات المباريات , هذا معنى التدريب ( يا سامي )




أحزن الملعب غياب الرقم 24 , بل أن صف الاحتياط رفض قبوله منذ البداية , وبعد أن تم طرده من دكة البدلاء , استقبلت شباك الملاعب اهدافه , أثبت أنه نجم الاهلي القادم , ولكن عليه شكر الله أولاً , وتطوير قدراته في المقام الثاني ليصبح نجم الاهلي الاول ..



السوبر السعودي فكرة جديدة لبطولة خيرية ابدع من أتى بهذه الفكرة , ولكنه عكر على احد الاندية اجازتها الطويلة , فقد تكون البطولة في القريب العاجل ...
للكاتب محمد النمري