على ألسنة النار الدافئه والتي تبعث دخانها الصامت في الحجرة الصغيره ..وفي ليلة خفى قمرها..!!
تظل الوجوه حاضرةشاحبة بعد نهاية عمل يوم حافل؟؟
فتترآي مرة ثم ما تلبث أن تختفي بأنقضاء الحطب الذي تلتحمه النار دون رحمة..؟؟
ثم ترتسم مناظر متراقصة للرؤوس وللدلة والأبريق..على الجدار الطيني للحجرة ...فتكبر حينا وتصغر حينا وأنا عيناي في
مراقبة دائمة لهذه التقلبات الدائبة...؟؟
ويطبق صمت رهيب في الخارج ينقطع بين فيئة وأخرى على نباح كلاب القرية الصغيره...؟؟
هناك يلج صدى متموج ...مميز ومسموع أحيانا ثم مشوشا أحيانا...؟؟
ثم تنبعث رائحة زكيه تخرم الأنوف!!!
هي القهوة العربيه...وبها شيئا من الهيل؟؟
والتي لا تقل أصالة عن كبار الحاضرين؟؟
يميني ويساري أثنان ممن نقشت على وجوههم تجاعيد وأخاديد ماض حافل بالكد والتعب...
اثنان من شياب القرية شموخا يعتلي جباههم ..كشموخ جبال أجا وسلمى؟؟
نعم بدون مقدمات ومع شفة فنجال القهوة يبدأ أحدهم بسرد سالفته..حدثت برفقة صاحبه أبي فارس؟؟
هاهو يقفز حواجز السنين ويميل الى أتحافنا بفريد غريب... مما جسد في ماض ليس بالقريب..؟؟
منذ حوالي ستين سنة..سنة الربيع الطيب في تقويمه البسيط العذري؟؟
كل الأذان خاضعة لسالفته..الكل مشدوه ومصغي بصمت!!!
وعيونهم ترسم علامات التعجب والحيره أحيانا والحسرة أخرى؟؟
ضحك يعلو ...ليس هناك ما يدعو للضحك!!
أقولها بيني وبين نفسي رغم متابعتي الدقيقه لكل كلمة يقولها ذلك الشيخ؟؟
وتنتقل دفة الحديث الى من بجانبي؟؟
فهو بشوش الوجه ...ويكمل بسالفة أخرى على قافية شيخنا وصاحبنا الاول...تماثلها في المكان والزمان؟؟
عندما كان شابا وفي ريعان القوة..حدث كذا وكذا..فما جاء بجديد هي على موال ومنوال صاحبنا الاول..بدون علامات
غرابة أو نقض ونقص في التصور والمصداقيه...لما حدث في الزمن الغابر؟؟؟
لكنه ما يلبث ان يرمقني بنظرة ساخطه لعدم تفاعلي مع سالفته الفريده؟؟
محاولا قراءة تقاسيم وجهي الباهت وعيوني الدامعة والمشحونة بدخان النار والذي يزداد بمجرد التهامها حطب
الأرطى؟؟
تدار الفناجيل فلا تسمع الا سكبها...وصوت شربها بنشوة عارمة؟؟
وتمتلئ الوجوه الذابلة بماء الراحة؟؟
يتبــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ////////ع................