[/


لماذا نصمت ؟!
يصمت المرء ترفعا .. ويصمت ازدراء .. ويصمت جهلا .. ويصمت خبثا وغدرا

ويصمت احتراما وتقديرا .. ويصمت تواضعا .. ويصمت محبة .. ويصمت وفاء

ويصمت انكسارا .. ويصمت قهرا .. ويصمت ضعفا.. ويصمت تجاهلا

و يصمت ورعا وبُغضا في الخوض مع الخائضين .. و يصمت حبّا في الغموض

والبعض يصمت حبّا في الصمت !

إذن : تتعدد أسباب الصمت وتتفاوت ؛ بعضها محمود ، وبعضها الآخر مذموم

فليس كل صمت حكمة !

يا تُرَى مَن المُـلام أكـثـر ؟!

مَن صَمَت وترَك الآخر يتخبط في تفكيره وتتلاعب به الظنون

وهو قادر على أن ينهي حيرة ذلك الآخر بتحطيم جدار صمته وإطلاق العنان لبوحه ؟

أم مَن قلّ صبره على أخيه الصامت واستعجل الحكم عليه دون أن يدرك حقيقة صمته أو أبعاده ؟

ونحن مطالبون بحسن الظن والتماس العذر !!

كلاهما مـلام ، أعرف هذا ، لكن سؤالي من المـلام أكثر ؟!

الطبيعة الإنسانية تحبّ الوضوح ، وتشعر بالأمان مع الشخص الواضح ، والكلام هو رسول الوضوح .

قالوا سابقا : تكلّم كي أعرفك ؛ فحديث المرء صورة عن أفكاره ، عن مشاعره

عن ثقافته، عن قناعاته ..

تكلم كي أعرفك !

(ياكثر اللي شاطرين بالكلام بس اما انا فاقول تصرف كي اعرفك )


فعندما تتم المعرفة سأعرف معها كيف أعاملك المعاملة التي ترضيك ولا تؤذيني

أما الصمت فأمره محيّر ، خاصة إن لم يكن مُبَرَرا ، أو عندما يكون ديدنا

" فالصامت دوما " هو شخص أخفى الكثير ، وأطلعك على القليل .

لا شيء يعيب في هذا ، ولا ألومه على ذلك ! لكنني ألومه عندما تطغى عادته

فيكون صمته سكوتا عن الحق ، وعندما تكون عاقبة صمته الظلم !

ثبت من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " اتَّقُوا الظُّلْمَ ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ! "

فمن يصمت وهو قادر على الكلام ، وفي كلامه راحة للآخرين ، أو دفع لظلم عنهم

إن لم يكن ظالما- فهو قاسي القلب عنيد


هل يحق للصديق أن يصمت ؟

ليتنا نفكر معا بصوت مسموع ، علّنا نصل معا إلى أسس طيبة في العلاقات الإنسانية !!
ولكن يبقى الجهل اساس لافكارهم .....
ويحتاجون الى اعادة تاهيلCOLOR][/SIZE]