احببت ان انقل لكم مقالة الكاتب سطام الثقيل بخصوص سامي ..

12 مايو 2012 السبت


رغم أنه و (الخير) على رياضة الوطن قرينان لم يفترقا أبدا، حتى وهو يرحل ويعلن اعتزاله رحل معه ولم يعد، إلا أنه لم يسلم من الهجوم عند كل شاردة وواردة، بل والحروب والدسائس تحاك ضده في كل وقت ومكان، وتكبر أخطائه بالدرجة التي توصف بغير (المغتفرة).
كل ما استعصى على رياضيي البلد تحقق معه، كل ما عجز عنه السابقون جاء معه هطولا بداية من كأس الخليج مرورا بكأس العرب ونهاية بالتأهل لكأس العالم، ورغم ذلك لا أحد يعترف بفضله بعد الله، بل ويوصف بأبشع الأوصاف.
يراقبون كل شيء فيه.. همساته.. حركاته.. ابتسامته.. وتعابير الغضب على وجهه.. وكلن يفسرها كما تشتهي (النفس الأمارة بالسوء).. حتى شعر رأسه أشغلهم، يراقبونه يتأملونه تارة يقولون نقص شعره، وتارة أخرى يقولون زاد شعره.
كان يوسف الثنيان يهمس في أذنه بعد كل هدف ويسأله: كم بقي بينك وبين ماجد كي تعلوه وتحصل على لقب الهداف.. في حين هو كان يرد ويقول: كم بين الهلال ومنافسيه..؟؟ علامة فارقة في تاريخ رياضة الوطن وناديه.. صنع الفرق ولم يجني كلمة شكر واحدة.
عندما صعد للفريق الأول لناديه متسلسلا في الدرجات السنية.. كانت الأندية ( الأربعة الكبار) في البطولات سواسية كأسنان المشط، والفوارق بسيطة جدا لا تتجاوز بطولة أو بطولتان، وعندما اعتزل كانت المسافة شاسعة بين ناديه وخصومه لدرجة أنها وصلت للضعف عن أقرب ملاحقيه.
لا عجب أن ينصب له الخصوم المشانق، فهو من صنع الفرق وأذاقهم الألم تلو الألم، لا عجب في أن يتحولوا إلى راصدين ومترصدون له، فهو الأسطورة الحقيقي والذي صغر أمامه كل كبير، ولان أمامه كل عصي.
البارحة وفور نهاية مباراة فريقه أمام الأهلي والتي خرج على إثرها من بطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين أقام سامي بن عبد الله الجابر الأرض من تحت نقادا كبار (سنا).. وحتى كتابة المقال لم (تقعد) بعد، لا هم لهم إلا سامي ماذا قال؟ وماذا فعل؟ هل استقال أم هرب؟ هل عاد أم أعيد؟ هل تراجع أم أرغم على التراجع؟
الجميع تحول من بعد تلك اللحظة التي طرده الحكم فيها في مشهد يحدث في كل ملاعب العالم إلى خبراء في ترجمة حركة الشفاه، الكل يفسر والكل يترجم ، والكل يدلوا بدلوه ويتحدث عن مكارم الأخلاق بالرغم من أن بعضهم يفقدها والشواهد كثر.

جرد من كل شيء بسبب زلة لسان عجز المترجمون عن ترجمتها، جردوه من أخلاقه وكأن أخلاق الشخص – أيا كان - ترفعها كلمة أو (تنزلها) زلة، متناسين أن الأخلاق متأصلة في الشخص وتنمو معه يوما إثر يوم أو يفقدها يوما إثر آخر، لا تأتي فجأة.. أو تذهب في لحظة.
سامي أخطا لا شك.. ولدي يقين أن لجنة الانضباط الراصدة والمترصدة لكل ما هو (أزرق) ستوقع عليه أقسى العقوبات، ولكن هل سامي المخطئ الوحيد.. وهل عاقبت اللجنة كل من تلفظ.. في هذا الموسم وحدة لاعبون وإداريون ومدربون أخطأوا.. البعض عوقب والبعض غضوا النظر عنه.. والكل يُصمت عن فعلته.. ولكن الدنيا لا تقوم ولا تقعد إلا عندما يكون الطرف سامي.
لم أستغرب تلك الحملة التي بدأت ولم تنتهي تجاه سامي.. لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة.. فمنذ أن خطى خطواته الأولى في الملاعب والحملات تشن عليه الواحدة تلو الأخرى، ولم توقفه.. وأجزم أن الماثلة الآن لن توقفه بل ستزيده إصرارا على المضي قدما إداريا أو مدربا كما فعلها لاعبا.. أمض يا سامي.. أمض للأمام فالوطن كله بحاجتك لا الهلال وحده.. أنت (نور) و (الخفافيش) وحدها من تخشى وجودك.

المصدر ... قووول اون لاين | ولأنه سامي..!!