أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الشيخ أحمد بن أحمد المختار الجكني -صاحب كتاب مواهب الجليل من أدلة خليل -


هو الشيخ أحمد بن محمد الأمين بن احمد بن المختار المحضريّ, ثم الإبراهيمي , ثم الجكني, ولد أول العقد الخامس من القرن الرابع عشر , و عاش بين ابويه إلى أن بلغ سن التعليم , و كان والده إذ ذاك رئيس قبيلته , و رئيسَ المحاكم الشرعية , و كان الإستعمار الفرنسي يشدد و طأته على الرؤساء لأخذ أبنائهم للتعليم , فبسبب ذلك دفعه والده لتعليم اللغة الفرنسية , و ذهب إلى محلة تدعى :"أبا تلميت" حيث مقر الدراسة هناك , و استمر في تلك الدراسة حتى أكمل المرحلة الإبتدائية , ثم توفي والده –رحمه الله- و بقي يتيما , و لكن كانت له همة عالية حملته على النبوغ المبكر.

و لما بلغ و أدرك أنه من أسرة ذات علم أقبل على التعليم و انقطع له, فذهب إلى محضرة مشهورة هناك تسمى :"محضرة أهل ديدي" فلازم بها الفقيه سيدي جعفر الملقب ب"الصحة" , و لم يزل في تلك المحضرة حتى قرأ "مختصر خليل" و أعاده ثانيا , و قرأ القواعد الفقهية المعروفة عند المالكية بقواعد الفقه و هي "المنهج" للإمام الزقاق و تكميله ل:"مياره" و كلاهما مالكي.

و لمـّا انتهى من الدراسة بدأ يحاول التجارة فلم تصلح له, و سافر سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة و ألف إلى الحجاز , و أدى فريضة الحج , ثم لزم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان ( آبّ ولد اخطور رحمه الله) و سافر معه إلى الرياض فأحسن صحبته, و صار من أخص تلاميذه و أكثرهم انتفاعا بعلمه .

و لم يزل في المملكة العربية السعودية بعد أن تقلد الوظيفة فيها إلى أن استقلت موريتانيا , و عندئذ تاقت نفسه إلى رؤية مسقط رأسه بعد تحرّره من المحتل الغاشم, فذهب إلى موريتانيا و شغل فيها عدذة مناصب في وزارة الخارجية , ثم بدا له أن يترك ذلك و يرجع إلى الوطن الثاني , فذهب إلى الحجاز , و شغل عدّة وظائف في وزارة الإعلام , ثم في سنة 1398 هــ كــُرّم بنقله إلى الحرم المكي للتدريس فيه , و عــُيّنَ مدرسا بالمعهد في الحرم المكي.

و من أهم ما أسند إلى الشيخ تدريسه : أصول الفقه ,و أصول التفسير و ألفية ابن مالك , و كان ممتلئا علما , له اليد الطولى في أنساب العرب و السيرة النبوية و الأدب و التاريخ , أما لفقه و أصوله فهما فناه الذان تخصّص فيهما , و لم يزل مدرسا إلى سنة 1408 هــ حيث تقاعد.

و للشيخ عدة مؤلفات منها :

-مواهب الجليل من أدلة خليل" في أربعة مجلدات
-و له تحقيق و تكملة "عمود النسب" في أنساب العرب في ثلاثة مجلدات
-و له :"اختصار زهر الأفنان على حديقة ابن الونان" في الأدب
و ثلاثتها مطبوعة.
-و له نظم يبلغ ثمانمائة بيت في البلاغة
- و له شرح لمنظومةٍ لعمته أم الخيرات في معجزات النبي صلى الله عليه و سلم
- و له شرح على لامية الأفعال
-و له تهذيب لشرح الشيخ محمد الأمين بن أحمد زيدان على المنهج

و لا يزال الله ممتنا على الشيخ بالعمر المبارك مفيدا و مستفيدا
----
* نقلا عن مقدمة كتاب:"مجالس مع فضيلة الشيخ :محمد الأمين الشنقيطي" للمؤلف ( ص10 -12 ), و قد اعتمد الناشر لهذه الطبعة –مكتب الشؤون الفنية بوزارة الأوقاف الكويتية- على مقدمة كتاب :"نثر الورود على مراقي السعود" للدكتور محمد بن سيدي بن حبيب الجكني الشنقيطي بتصرف و زيادة في بعض الألفاظ

للأمانة العلمية الموضوع منقول