<div>الاحتراف يعني:

الإلتزام:
هنا يجب أن يكون الإلتزام من اللاعب وكذلك من النادي حيث يجب على اللاعب تنفيذ جميع ما يطلب منه داخل وخارج النادي مثل أداء بعض التمرينات المعينة والتي قد تختلف من لاعب لآخر، أو علاج معين، كما يجب على اللاعب الالتزام ببرنامج غذائي معين يحدد من قبل ” أخصائي التغذية”؟ بالإضافة إلى الالتزام بتعليمات المدرب داخل الملعب، هذا على سبيل المثال لإلتزام اللاعب.

أما بالنسبة للإلتزام من قبل النادي، فيجب على النادي الإلتزام بجميع بنود العقد من حيث الرواتب والمكافآت، والملاحظ في أنديتنا هو عدم الالتزام بتسليم رواتب اللاعبين في نهاية كل شهر والأدهى من ذلك أن التأخير قد يكون بالشهرين والثلاثة وهذا يترتب عليه تراكم الالتزامات المالية على اللاعبن مما يؤدي إلى عدم إنتاجية اللاعب بالشكل المطلوب، ودائماً ما نشاهد ونسمع ونقرأ تصريحات بعض اللاعبين وبعض العاملين في الأندية بهذا الشأن.

الإنضباط:
يجب على اللاعب أن يكون منضبطاً في جميع تصرفاته من حيث الحضور للتمارين في الموعد المحدد ويستحسن الحضور قبل موعد التمرين لأداء بعض التدريبات الإنفرادية، كما يجب على اللاعب الانضباط في المعسكرات الداخلية والخارجية، وكذلك مواعيد النوم خلال الموسم الرياضي وليس فقط ليلة المباراة، ويجب على اللاعب بالذات ضبط تصرفاته السلوكية لأنه مسؤول عن كل تصرف يقوم به.

الاهتمام:
يجب على اللاعب الاهتمام بنفسه وصحته لكي يستمر طويلاً في الملاعب وهو في مستوى جيد، فمن الملاحظ أن غالبية اللاعبين السعوديين لايهتمون بصحتهم جيداً، فنجدهم يطيلون السهر بالإضافة إلى التدخين بكل أنواعه، كما يجب على اللاعب أن يهتم بنفسه وذلك بعدم اللعب في دوري الحواري والذي قد يتعرض فيه اللاعب لبعض الإصابات.

كما يجب على اللاعب أيضاً الإهتمام بمتابعة اللاعبين الدوليين (أوروبي، لاتيني، إفريقي) ومتابعة أخبار الرياضة وأخبار النجوم بشكل عام لكي ينمي من ثقافته الرياضية، مما يقوده إلى طموح أعلى وذلك حتى يصل إلى ما وصل إليه اللاعب الأوروبي أو حتى الإفريقي.



الطموح:
هو السبب الرئيسي والدافع الأساسي لكي يطور اللاعب من مستواه أو على الأقل المحافظة عليه، فنجد أن بعض اللاعبين السعوديين لديهم طموح محدود وللبعض الآخر طموح محدود جداً.

ومن وجهة نظري الشخصية أستطيع أن أصنف اللاعب السعودي إلى اربعة أصناف:

1- لاعب بدون طموح: هذا الصنف من اللاعبين نجدهم ينتسبون إلى الأندية لمجرد اللعب والتسلية وإضاعة الوقت وفي نهاية الشهر ينتظرون المردود المادي.

2- طموح محدود جداً: هؤلاء اللاعبين نجدهم يطمحون للعب لناد معين كي تملأ صورهم صفحات الجرائد وينالون قسطاً من الشهرة المحلية.

3- طموح بالكلام دون العمل:هؤلاء هم من تسمعهم في لقائاتهم الصحفية والإعلامية يذكرون أمنيتهم للإحتراف في الدوري الإنجليزي أو الإيطالي أو حتى الأسباني ولكن بالكلام فقط دون أن يعملوا لذلك من الأشياء التي تؤهلهم للوصول إلى مبتغاهم.(الإنضباط)

4- طموح محدود: وهؤلاء يشكلون الغالبية العظمى من اللاعبين السعوديين. نجد أن طموحهم فقط الوصول إلى قائمة المنتخب، بلا شك أن تمثيل المنتخب الوطني شرف كبير لأي لاعب ولكن يظل الطموح الفني قاصراً.(وسوف اكتب عن الطموح لاحقاً إن شاء الله)احتراف اللاعب السعودي خارجياً:

من الأسباب التي تعيق اللاعب السعودي عن الاحتراف خارجياً هي النقاط التي تطرقت إليها في بداية هذه الرسالة، ومن أهمها الطموح والذي أركز عليه كثيراً، كيف لنا أن نجد لاعباً يريد اللعب في الدوري الإيطالي أو الفرنسي أو الإنجليزي ونجد أن طموحه فقط هو تمثيل المنتخب الوطني، وللأسف الشديد نجد هنا في بلادنا الحبيبة أن اللاعب يمكنه أن يمثل المنتخب الوطني بمجرد أن يبدع في عدة مباريات أو حتى في مباراة واحدة، والأمثلة على ذلك كثيرة.

وعندما يتم اختيار هذا اللاعب يكون قد حقق طموحه بمجرد الانضمام لقائمة المنتخب، ومن المحتمل أن يمثل هذا المنتخب ولكن في الغالب يكون في دكة الاحتياط، وإن كان كذلك فهو أحسن حظاً من اللاعب الذي قد يعود إلى ناديه قبل بدء مشاركات المنتخب الفعلية، وهنا تكون الكارثة. قد تتساءل لماذا كارثة؟ أقول كارثة لأن اللاعب قد وصل إلى مبتغاه من أقصر الطرق وهو في بداية مشواره الرياضي من جهة، وقد يتأثر مستواه لإبعاده عن المشاركات المحلية من جهة أخرى، وذلك يعود إلى طول المعسكرات بالنسبة للمنتخب، ونجد أن اللاعب قد لايستفيد من المعسكرات سوى الفسحة والملابس الرياضية وبعض اللياقة.

وقد يكون من بين هؤلاء اللاعبين من هو النجم الأول في فريقه أو من ضمن نجوم الفريق، ولكن عند اختياره للمنتخب لايكون حتى في قائمة الإحتياط بعض الأحيان والسبب ليس مستواه الفني، بل هناك أسباب أخرى قد نجهلها (إدارية)، مما يسبب إحباطاً للاعب وهذا يؤدي إلى هبوط مستواه بشكل ملحوظ ونادراً مما يستعيد اللاعب مستواه الحقيقي، والأمثلة على ذلك كثيرة.

أعود للنقطة التي بدأتها وهي الاحتراف الخارجي للاعب السعودي، فنجد أن اللاعب السعودي، عندما يجد نفسه ضمن قائمة المنتخب من أول أو ثاني مباراة له في الدوري لايحاول أن يطور مستواه أو على أقل تقدير المحافظة على مستواه، وهذا كله يعود إلى ثقافة اللاعب ولا أحب هنا أن أتطرق إلى موضوع ثقافة اللاعب السعودي لأن الموضوع يطول شرحه.
وأيضاً من الأسباب المهمة التي قد تعيق نجاح اللاعب السعودي خارجياً هي الحالة الاجتماعية للاعب والترابط الأسري الذي يميز مجتمعنا فنجد أن اللاعب بحكم الدين والعادات والتقاليد مرتبط ارتباطاً كلياً بأسرته وقد يكون هو العائل الوحيد لهم بعد الله. وإذا كان اللاعب غير مسؤول عن أسرته نجده مرتبطاً ب “الشلة” فكيف لهذا اللاعب أن يستطيع ترك شلة الأنس ويتغرب للعب الكرة خارج بلده وخاصة إذا توفرت له المادة، وهذا كله يعود لثقافة اللاعب بشكل عام وثقافته الرياضية بشكل خاص.(وهناك امثلة كثيرة على فشل اللاعب في الإحتراف الخارجي)
فالذي أحب أن أقوله هنا أن اللاعب السعودي إذا أراد النجاح في الاحتراف خارجياً، فيجب عليه أن ينمي من ثقافته كما يجب أن يطلق لطموحه العنان وأن ينظر إلى ما وصل إليه اللاعبون الكبار من شهرة ومال وقبل هذا مستوى فني عال.(أتمنى التوفيق للاَعب عبدالله الحافظ)
صحيفة اتي سبورت اتمنى التقييم اذا كنت استحق