( مدخل خاص )

اشعر برغبة جارفة بالأعتراف !

ويتملكني شعور مؤلم بتأنيب الضمير !

واعتقد إنه حان لي ان اقف امام محكمة التجارة العالمية للتكفير عن جرائمي التي لا تغتفر في حق الانسانية والضمير العالمي وعم صالح صاحب البقالة التي بالجوار ..

حقيقة ان الخجل يعتريني من ارنبة أنفي حتى جزر لانجر هانز للسياحة والسفر بالقرب من طحالي وذلك لكونني لا اشتري الماركات المسجلة واتعامل في جنح الظلام والناس نيام في أحدى الأقبية السرية مع الماركات المقلدة !

سامحوني .. سامحوني .. على وزن اقتلوني .. اقتلوني .. للمذيع التونسي الرياضي الشهير الذي كالعادة نسيت أسمه !

هذه الجريمة البشعة التي امارسها كانت سبب في جعلي رفيقا للعيادات النفسية وأطباء ( المنخوليا ) في العباسية ناصية شارع الطريق اللي بيودي وما يرجعش ! .. وحقيقة لم اكن أعلم ما سبب هذا التغير الميتافيزيقي في احوالي النفسية حتى التقيت بالدكتورة نفسية .. التي صارحتني بالقول : نفسيتك منبثقة بناءا على الماركات المقلدة التي انبثقت من المنبثقين ! .. وعندما أستفسرت منها بأنني لم أفهم شيئ ! .. نظرت لي بعين فاحصة واقتربت مني وهي تشد أذني نحوها وتقول : الائي معاك شنطة ( لويس فيتون ) مقلدة .. لزوم الميتافيزيقيا والبتاع .. يا بتاع أنته !

بعت للدكتورة نفيسة الشنطة تقليد درجة أولى بقيمة 300 دولار امريكي ومضت في حال سبيلها وهي تدعو لي وذلك لأن قيمتها الأصلية في معارض الشركة الحصرية 3,000 دولار امريكي ! .. أحبك يا لويس يا بتاع البتاع !


( مدخل عام )

شخصيا يهمني جدا احترام العهود والمواثيق .. وحقيقة على المستوى الشخصي عندما أجد أحدهم يحترم عهوده ومواثيقه مع الآخرين فأن ذلك يمنحني مزيد من الثقة في التعامل معه ،،،

كما أن الشريعة الاسلامية فرضت علينا كمسلمين أحترام العهود والمواثيق التي نبرمها مع الآخرين .. وبالتالي فأن هكذا التزام يعد شكل اخلاقي وفريضة دينية .. تستلزم علينا كمجتمعات مسلمة أحترامها والأنقياد لها ،،،

من جانب آخر يتحدث الفقه الاسلامية عن قاعدة غاية في الروعة لأنها تتلمس حاجات الناس وقدراتهم في قولها : ( لا ضرر ولا ضرار ) .. وبالتالي لا يفترض علينا ان نبرم العقود والاتفاقيات والمعاهدات التي قد تتعارض مع حاجاتنا وقدراتنا وتصبح عبء علينا ومجتمعاتنا ،،،

في زيارتين مؤخرا الى دولتين عربيتين لفت نظري ما يمكن ان نطلق عليه حملة لمكافحة الغش التجاري وبيع الماركات المقلدة .. هكذا حملات جيش لها اعلام بكافة قنواته وهيئات نظامية وقوانين تشريعية وطاقات بشرية في الحد من هكذا ممارسات تعد مخالفة للقوانين والاتفاقيات الدولية المعنية بالتجارة ! .. وكل ذلك يستوجب التفهم والتقدير الا انني توقفت امام مسأله بعينها : لماذا نحرص كل الحرص وننفق كل هذه الملايين من النقود من أجل حماية ماركات الشركات العالمية ؟! .. بمعنى آخر ما الفائدة التي أجنيها من حماية قمصانهم وبنطالهم وشنطهم وأحذيتهم وانتم بكرامة بينما في جل الدول العربية ليس لدينا ماركات وطنية تتطلب منا ان نفرض على الآخرين في أوطانهم حمايتها مقابل حماية ماركاتهم المسجلة لدينا ! .. فنحن من نشتري ونحن من نحمي بينما يكتفي الآخرون بقطف الثمار وجني الأرباح !

عندما اشتري هذه الماركات المسجلة فانني في الغالب ادفع ما يزيد عن نصف قيمتها مقابل فقط اسمها التجاري ! .. فاذا افترضنا ان هنالك قميص من ( باربري ) بقيمة 2,000 دولار امريكي .. فأعلم يا صديقي أنك سوف تدفع مالا يقل عن 1,000 دولار امريكي مقابل اسم ( باربري ) .. والـ 1,000 دولار الأخرى مقابل اجور التصميم والقماش والخيط والعمالة والكهرباء والآلات والنقل والشحن والتأمين وفوقها الأرباح ايضا اذا ما افترضنا ان هنالك قميص يكلف المصنع 1,000 دولار امريكي ! .. ناهيك انك سوف تدفع من ضرائبك اذا كانت دولتك تجني الضرائب من محفظة نقودك الضرائب او تدفع الدولة نيابة عنك من خزينتها مبالغ طائلة مقابل حماية اسم الماركة ( باربري ) من التقليد ! .. فهل هكذا تجارة .. وهكذا اتفاقيات .. عادت بالنفع علينا وعلى مجتمعاتنا بالفائدة ؟!

أعلم جيدا ان هكذا ماركات لها أناسها وطبقتها الإجتماعية التي قد تضع عشرات الآلاف من الدولارات على موائد الشركات العالمية مقابل مايوه بكيني إي سروال سباحة لمتحدثي اللغة العربية ! .. ولكن تبقى علامة الاستفسار : ماذا سيكون حال الطبقات المتوسطة عندما تصبح اسواقنا العربية لا تحتضن سوى هذه الماركات العالمية مع غياب البضائع الاخرى سواء كانت مقلدة أو كانت غير مسجلة دوليا كماركة تجارية !

كما لدي سؤال آخر : متى نستحي على وجيهنا ونتمكن من صناعة بنطال وقميص وشنطة ومايوه بكيني ؟! .. تحفظ ماء وجوهنا وتكفينا ذل السؤال للداشر دانهيل والصعلوك كارتير والمشبوه لوران ؟!


ودمتـم في خيـر