الاخوه الاهلاويين العزيزين الى قلبي من خلال جولتي على اشتراكات وردود الاعضاء اسفني جدا الغيبه والنميمه والسب والشتم فحبيت احذر نفسي واياكم وننصح بعضنا البعض من الوقوع في الكبائر اعلم ان موقع المقال ليس هنا لاكن ارجو من القائمين على امنتدى التوجيه وتثبيت الموضوع .

*الغيبه والبهتان والنميمه /
الغيبه / هى ما يقال فى غياب الشخص ، غاية الامر أنه بقوله هذا يكشف عيبا من عيوب الناس ، سواء كان عيبا جسديا او اخلاقيا او فى الاعمال او فى المقال ، بل حتى فى الامور المتعلقه به كاللباس والبيت والزوج والابناء وما الى ذلك ،
وبناءا على ذلك ما يقال عن الصفات الظاهره للشخص الاخر لا يعد اغتيابا إلا ان يراد منه الذم والعيب فهو فى هذه الصوره حرام ، كما لو قيل فى مقام الذم ان فلانا اعمى او اعور او قصير القامه وما الى ذلك
فيتضح من هذا ان ذكر العيوب الخفيه بأى قصد كان يعد غيبه ، وذكر العيوب الظاهره إذا كان بقصد الذم او كان فيه اذية فهو حرام سواء أدخلناه فى مفهوم الغيبه ام لا ، كل هذا فى ما لو كانت هذه العيوب فى الطرف الاخر واقعيه ، اما اذا لم تكن صحيحه اصلا فتدخل تحت عنوان البهتان ، وإثمه اشد من الغيبه بمراتب
ففى حديث عن الامام الصادق (ع) ( الغيبه ان تقول فى اخيك ما ستره الله عليه ، واما ما هو ظاهر فيه مثل الحده والعجله فلا، والبهتان ان تقول ما ليس فيه )
اما النميمه فهو ان ينقل شخص كلاما سمعه من شخص واقعا او اخترعه من نفسه الى شخص اخر بقصد الفتنه بين شخصين .
*التحذير من الغيبه والبهتان والنميمه /
المستقرىء لايات القران الكريم والروايات يلاحظ ان الغيبه والنميمه من الكبائر فقد أوعد الله عليهما بالنار فقال تعالى ( إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة فى الذين أمنوا لهم عذاب اليم فى الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون ) سورة النور ، ويقول سبحانه ايضا فى سورة الحجرات (يا ايها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )
وقال تعالى ايضا فى سورة الهمزه ( ويل لكل همزة لمزة ) وهذا وعيد من الله سبحانه وتعالى لكل مغتاب مشاء بالنميمه مفرق بين الاحبه ،
وعن رسول الله (ص) ( يا معشر من أمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة اخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه فى جوف بيته )
ويقول رسول الله (ص) ايضا ( أدنى الكفر ان يسمع الرجل من اخيه كلمة فيحفظها عليه يريد ان يفضحه بها ، اولئك لا خلاق لهم ، وبناءا على ذلك فإن الغيبه والبهتان والنميمه من الذنوب الكبيره التى جاء الوعيد عليها ، فلا ينبغى استصغار هذه الذنوب .*بعض حكم تحريم الغيبه والبهتان والنميمه /
1_ بما ان الانسان مخلوق اجتماعى ، فالمجتمع البشرى الذى يعيش فيه له حرمه يجب ان لا تقل عن حرمته الشخصيه ، وطهارة كل منهما تساعد فى طهارة الاخر ، وقبح كل منهما يسرى الى صاحبه ، وبموجب هذا المبدأ كافح الاسلام بشدة كل عمل ينشر السموم فى المجتمع او يدفعه نحو الهاويه والانحطاط ، اوجب الاسلام ستر العيوب والسبب فى ذلك هو الحيلوله دون انتشار الذنوب فى المجتمع واكتسابها طابع العموميه والشمول .
2- ان راس مال الانسان المهم فى حياته ماء وجهه وحيثيته واى شىء يهدده فكأنما يهدد حياته بالخطر ، ان واحده من حكم تحريم الغيبه ان لا يتعرض هذا الاعتبار العظيم للاشخاص ورأس المال أنف الذكر لخطر التمزق والتلوث ، وان لا تهتك حرمة الاشخاص ولا تلوث حيثياتهم وهذا مطلب مهم تلقاه الاسلام باهتمام بالغ .
3-والامر الاخر ان الغيبه والنميمه تولد النظره السيئه وتضعف العلائق الاجتماعيه وتوهنها وتتلف رأس مال الاعتماد وتزلزل قواعد التعاون الاجتماعى ،
ونعرف ان الاسلام أولى أهميه بالغه من اجل الوحده والانسجام والتضامن بين افراد المجتمع ، فكل امر يقوى هذه الوحده فهو محل قبول الاسلام وتقديره وما يؤدى الى الاخلال بالاواصر الاجتماعيه فهو مرفوض ، والاغتياب والبهتان والنميمه هو احد عوامل الوهن والضعف .
4-ثم بعد هذا كله فإن الاغتياب وصاحبيه ينثرون فى القلوب بذور الحقد والعداوه وربما أدى احيانا الى الفتنه والاقتتال وسفك الدماء
*علالالالالالالالالا لالالالاج الغيبه وصاحبيه /
ان الغيبه وصاحبيه كسائر الصفات الذميمه تتحول تدريجيا الى صورة مرض نفسى بحيث يلتذ المغتاب من فعله ويحس بالاغتباط والرضا عندما يريق ماء وجه فلان ، وهذه مرتبه من مراتب المرض القلبى الخطير جدا ، ومن هنا ينبغى على المغتاب والنمام ان يسعى الى علاج البواعث الداخليه للاغتياب التى تكمن فى اعماق روحه وتحضه على الذنب من قبيل البخل والحسد والحقد والعداوه والاستعلاء والانانيه ، فعليه ان يطهر نفسه عن طريق بناء الشخصيه والتفكير فى العواقب السيئه لهذه الصفات الذميمه وما ينتج عنها من نتائج مشؤومه ، ويغسل قلبه عن طريق الرياضه النفسيه ، ليسيطر على لسانه ولا يتلوث بالغيبه وامثالها .
** موارد الاستثناء /
ما ينبغى ذكره فى شأن الغيبه ، ان قانون الغيبه له استنثناءات ،من جملتها انه يتفق احيانا فى مقام الاستشارة مثلا لانتخاب الزوج او الشريك فى الكسب وما الى ذلك ان يسأل انسان إنسانا اخر ، فالامانه فى المشوره التى هى قانون اسلامى مسلم به توجب ان تبين العيوب إن وجدت فى الشخص الاخر لئلا يتورط المسلم فى مشكله ، فمثل هذا الاغتياب بمثل هذا القصد لا يكون حراما
وبالطبع ايضا المتجاهر بالفسق خارج عن موضوع الغيبه ، ولو ذكر إثمه فى غيابه فلا إثم على مغتابه ، الا انه ينبغى الالتفات الى ان هذا الحكم خاص بالذنب الذى يتجاهر به فحسب .
_استماع الغيبه :
ان الغيبه ليست حراما فحسب بل ان الاستماع اليها حرام ايضا ، والحضور فى مجلس الاغتياب حرام ، بل يجب طبقا لبعض الروايات ان يرد على المغتاب ، يعنى ان يدافع عن اخيه الذى يراد إراقة ماء وجهه ، عن رسول الله (ص) ( السامع للغيبه احد المغتابين ) وعن رسول الله (ص) ايضا ( من اغتيب عنده اخوه المؤمن وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله فى الدنيا الاخرة ، ومن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله فى الدنيا والاخرة )
(من كتاب كبائر الذنوب ) سلسلة الدروس الثقافيه (22)
ادعو الله ان يحفظ لساننا ويعفه من شر هذا الذنب الذى يأخذ من حسناتنا واعتقد اننى قرأت فى أحد الكتب ايضا ان من قام بغيبة مؤمن ثم بعد ذلك شعر بذلك فإن عليه ان يدعو لهذا الشخص ويقول اللهم اغفر لفلان ويكرر هذه الدعوه حتى يغفر الله له ذنبه هذا ان شاء الله ولكن بشرط الا يعاود هذا الذنب مرة اخرى والا يقوم بغيبته مرة اخرى وانا اعتقد ان اكثر من يبتلون بهذا البلاء هم النساء لانهن ناقصات عقل ودين ولأنهن يحبون كثرة الكلام وبالتالى يجدون ان نصف كلامهن كان لا ينبغى ان يقال لذا يجب علينا ان نحارب بكل ما نستطيع من قوه واراده وعزم حتى لا تدخلنا الغيبه النار وتضيع اعمالنا الحسنه وانا اعتقد ان من كان يمتلك قلب سليم خالى من العيوب الاخلاقيه كالحسد والحقد والغضب والعجب والكبر وغيرها فإنه بالتأكيد لن يقع فى هذا الذنب لانه لن يحتاج الى إثبات نفسه بغيبة الاخرين ولن يكون فى نفسه غضب من أحد يدفعه الى الانتقام لذا ندعو الله ان يساعدنا على تطهير قلوبنا وان لا يزغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويجعلنا دائما نسير فى الطريق الصحيح .

الموضوع منقول من