أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال ابن القيم –رحمه الله تعالى- في (الجواب الكافي) :
((فإذا كان النبي أولى بنا من أنفسنا بالمحبة ولوازمها، أفليس الرب -جل جلاله، وتقدست أسماؤه، وتبارك اسمه،وتعالى جده، ولا إله غيره- أولى بمحبته وعبادته من أنفسهم؟! وكل ما منه إلى عبده المؤمن يدعوه إلى محبته، مما يحب العبد ويكره، فعطاؤه ومنعه، ومعافاته وابتلاؤه، وقبضه وبسطه، وعدله وفضله، وإماتته وإحياؤه، ولطفه وبره ورحمته وإحسانه، وستره وعفوه، وحلمه وصبره على عبده، وإجابته لدعائه، وكشف كربه وإغاثة لهفته، وتفريج كربته من غير حاجة منه إليه، بل مع غناه التام عنه من جميع الوجوه، كل ذلك داع للقلوب إلى تأليهه ومحبته، بل تمكينه عبده من معصيته وإعانته عليها، وستره حتى يقضي وطره منها! وكلاءته وحراسته له، وهو يقضي وطره من معصيته! وهو يعينه ويستعين عليها بنعمه من أقوى الدواعي إلى محبته؛ فلو أن مخلوقا فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك لم يملك قلبه عن محبته، فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءته؟!!
فخيره إليه نازل، وشره إليه صاعد، يتحبب إليه بنعمه وهو غني عنه، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه!!
فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته، ولا معصية العبد ولؤمه يقطع إحسان ربه عنه.
فألأم اللؤم: تخلف القلوب عن محبة من هذا شأنه، وتعلقها بمحبة سواه))اهـ.