الترابط الأسرى..و الآثار الطيبة!!

إن الله الباري ـ جل جلاله ـ و تقدست أسماؤه و صفاته , قد خلق الخلق عامة لعبادته , و من هؤلاء الخلق الجن و الإنس فقال تعالى : ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) الذاريات 56 ولم يخلقهم عبثا , أو يتركهم سدى حيث يقول تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون 115, و قد وصف المؤمنين بكثير من السجايا الحسنة و الصفات الإسلامية التي هذبت أخلاق المؤمنين , و ميزتهم بالترابط الأسري دون سائر المخلوقات , و الذي يكون عاملا رئيسا في ترابط المجتمع وتماسكه , وقد حث الله عباده المؤمنين على التمسك بالخصال الطيبة , و اتباع السبل التي تحقق هذا الترابط ما بين الأفراد والأسر, لا سيما أن الترابط الأسري والتماسك الاجتماعي طريق يؤدي إلى التواصل و التراحم , و نشر المحبة بين المسلمين كانوا : أفرادا أو أسرا أو مجتمعات إسلامية , و لقد استطاعت المجتمعات الإسلامية أن تتصدى للتحديات الحضارية و المشاكل و الخطوب المختلفة في كل زمان و مكان بسبب هذا الترابط الأسري و الإسلامي , و قد جاء ت النصوص في الكتاب و السنة لتؤكد صلة الرحم , و تبين فضلها في الترابط الأسري , فقال تعالى: ( و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم و يخافون سوء الحساب ) الرعد 21 , و قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ). و هي سبب في سعة الرزق و بركة في العمر. و حذر الله عباده من السلوكيات السيئة في الأقوال و الأفعال مثل : قطيعة الأرحام , و الحسد و الغيبة و النميمة وقول الزور, و التي ينجم عنها العداوة و البغضاء بين الأفراد و الأسر و المجتمع , فتقطع الأوصال , و تشتت الأرحام , و إننا نعيش ـ اليوم ـ في عصر انفتح العالم بعضه على بعض , فصار كالقرية الصغيرة , أو كالقاموس الواسع المفتوح الذي يعرض لك حضارات الأمم و الشعوب و تقاليدها و ثقافاتها , فكثرت الفتن و تغلغلت الأفكار الدخيلة و المشاكل في العقول , و صار العقوق وانتشرت القطيعة ما بين الأقارب والأرحام , و اهتز كيان الأفراد و الأسر و المجتمعات . لذلك ينبغي على المسلمين تكاتف الجهود, و اتباع السبل السليمة و الهادفة التي تحقق الترابط الأسرى و الإسلامي , وتفعيلها ما بين الأسر كعقد اللقاءات , و تبادل الزيارات التي يتخللها برامج تربوية نافعة و متنوعــة تجمع ما بين العـلم و التوعيـة والدين والثقافــة , كي تساهم في غرس روح التعاون الطيب والتنافس المحمود بين تلك الأفراد و الأسر, و المشاركة بالآراء و الأفكار التي تناقش المشاكل و السلبيات الأسرية , أو لقاءات تجمع علماء الأمة الإسلامية و قادتها لمناقشة هموم الإسلام و المسلمين , و الاطلاع على التحديات التي تواجه الإسلام و المسلمين , و الحرص على الرد عليها أو التصدي لها , فالإسلام عزيز و باق إلى يوم القيامة .

عبد العزيز الســـلامة / أوثال