الثقافة الاجتماعية تساهم في تفاقم اضطرابات الأطفال المصابين بالتوحد


وعي الأسرة عامل أساسي للتعامل مع الطفل التوحدي
الطائف: ساعد الثبيتي

كشف الباحث في إعاقة التوحد والإعاقات الذهنية عضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس ربيع شكري سلامة عن وجود خلل في الثقافة الاجتماعية حول إعاقة التوحد لدى كثير من الآباء والأمهات، مما ساهم في تفاقم اضطرابات الأطفال المصابين بالتوحد، مؤكدا على أهمية الجانب التوعوي، مشيدا بقرار جمعية التوحد التي قررت تمديد الاحتفال باليوم العالمي للتوحد الذي وافق الأربعاء الماضي من يوم إلى 7 أيام من أجل زيادة مساحة التوعية.
وذكر شكري أن الاكتشاف المبكر لحالات التوحد أمر في غاية الأهمية، وهو أمر يمكن أن يكتشف عن طريق الأسرة من خلال السلوكيات التي تظهر على الطفل في سن مبكرة، والتي من أبرزها تجاهل الطفل لكل من حوله، وارتباطه بشخص واحد، ولعبة واحدة ومكان واحد ولباس واحد، وتصرفه وكأنه فاقد للسمع والبصر والكلام، وهو سليم من هذا الجانب.
وبين أنه على الرغم من وجود هذه الأعراض المبكرة، إلا أن الكثير من الأسر لا تكتشف إصابة طفلها بالتوحد إلا عند دخول المدرسة، حتى إن بعض الآباء لا يقتنع بعد اكتشاف المدرسة لإصابة ابنه بالتوحد، ويصر على أنه طفل عادي، ويعرقل إلحاقه ببعض المراكز المتخصصة.
وذكر شكري أن من الأخطاء الشائعة اعتبار التوحد مرضا ويمكن الشفاء منه، وهذا ليس صحيحا، فالتوحد إعاقة، والإعاقة يمكن أن تتحسن بالتدريب، مشيرا إلى أن الإصابة بالتوحد لا ترتبط بأية عوامل عرقية أو اجتماعية أو ثقافية.
وعن مستقبل الطفل التوحدي أشار شكري إلى أن الطفل في البداية تكون لديه قدرات ضعيفة فيما يتعلق بإدارك المفاهيم، وتكون لديه سلوكيات شديدة، ولكن عندما يكبر تقل آثار هذه السلوكيات، ولكنها ترتبط أولا وأخيرا بمستوى ذكائه، فإن كان ذكائه عاديا، فإنه يستطيع مجاراة بعض أمور الحياة مع وجود من يساعده، ومستويات الذكاء هي التي تحدد مصير الطفل التوحدي.
وأضاف أن التوحد مرتبط بجميع مستويات الذكاء، فصاحب الذكاء العادي يستطيع مواصلة دراسته في المدارس العادية، أما صاحب الذكاء الأقل من العادي فلا يمكن أن يواصل دراسته إلا في معاهد التربية الفكرية ومراكز التوحد والإعاقة، وهناك من الموهوبين من هو مصاب بالتوحد، وهو لا يعيق تحصيله العلمي والشواهد كثيرة من أطفال التوحد الموهوبين الذين حققوا إنجازا علميا حتى إن بعضهم أصبح طبيبا.