السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



تنتابنا لحظات بين الفينة والأخرى


للاختلاء بأنفسنا ومراجعة أعمالنا ومحاسبة هذه النفس على أخطائها



وأنت في هذه الخلوة


تخيل نعم الله التي منحك اياها بلا حساب ....... !!


اذن أنت مدين له بالكثير الكثير..


فماذا فعلت لتفي ولو بجزء بسيط جدا لرد هذا الدين؟؟


لا تخشى شيئا فلو قدمت حياتك كلها واضفت عليها حيوات اخرى


لن تفي حق هذا الفضل !! أتدري لماذا؟


لأن الله كريم لم يطلب منك سوى الطاعة والحمد والشكر له


حاول معي أن تعد احدى هذه النعم التي وهبك اياها الوهاب...


وبالمقابل ماذا قدمت أنت له؟؟






خلقك الله بصيرا فهل حمدته على نعمة البصر؟


وخلقك سميعا فهل شكرته على نعمة السمع؟


أنعم عليك بنعمة العقل والادراك ليميزك عن باقي الخلق...


فهل تعي مقدار هذه النعم؟؟


ترفل بثوب الصحة والعافية هل تعرف قيمتها؟


للأسف لا يعرف قيمة هذه النعم الا من فقدها!!






تخيل معي ولو للحظة ...


لو فقدت احدى حواسك؟


أفقت يوما لتجد نفسك ضريرا أو أصما أو أبكما...


أو خانتك قدماك فصرت مقعدا....؟؟!


كيف سيكون شعورك؟


ستنهار باكيا متضرعا لله عز وجل أن يعيد لك ما فقدته


وتعبده وتسبحه وتكبره وتحمده وتشكره ماحييت


ستقول: {لو أن لي كرة فأكون من المحسنين} الزمر: 58،



لا تنتظر تلك اللحظة لتأتي لتكون من المحسنين


فهناك أبواب كثيرة مفتوحة لتغرف منها الحسنات ولتكون من الحامدين الشاكرين






هناك أناس حرموا من هذه النعم التي ترفل أنت فيها وتتنكر لخالقها


أناس التحدي والاصرار والعزيمة سيمتهم


راضين بحكم الله يحاولون أن يلاحقوا ركب الأصحاء


وتفجير طاقات ابداعهم في كافة المجالات


فهلا مددت يدك لمساعدتهم؟


هناك جمعيات خيرية تحاول تقديم كل مابوسعها لادماجهم بالحياة الاجتماعية والعملية


تحتاج لدعم أمثالك فهل تغلق بابا ان دخلت منه كسبت كنوزا لا تحصى من الحسنات؟!!


ان لم يكن ماديا فليكن معنويا هم بحاجة لمن يحسسهم أنهم ليسوا بأقل من الاخرين


فهل ستبخل بابتسامة في وجوههم؟!!






اللهم لك الحمد والشكر على نعمك التي لا تعد ولا تحصى


اللهم انك ماحرمت أحدا من احدى نعمك الا لحكمة أنت تعلمها


اللهم اجعلنا أمة واحدة كالبنيان المرصوص


وكالجسد الواحد اذا اشتكى عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى


اللهم هذا ماجاد به قلمي فما أصبت به من خير فهو منك وما أخطات به فهو من نفسي



وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



بقلم روزانا