المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..... وبعد . إن العوق السمعي من المشكلات الاجتماعية التي تتطلب منا التصدي لأسباب تلك المشكلة وذلك بتوعية المجتمع وبيان تلك الأسباب وتوضيح الطرق السليمة لتلاقي وقوع تلك الإعاقة ما أمكن و الإطلاع على الدراسات التي تمت في هذا المجال و الاستفادة منها . ويجب علينا معرفة الخصائص الجسمية والنفسية والتربوية للأطفال الصم وذلك لتسهيل التعامل مع هذه الفئة الغالية من المجتمع . كما يجب توفير أحدث الوسائل والطرق ما أمكن وذلك للرفع من مستوى هذا الطالب الأصم .


تعريف الإعاقة السمعية

يقصد بالإعاقة السمعية تلك المشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه أو تقلل من قدرة الفرد على سماع الأصوات المختلفة . وتتراوح الإعاقة السمعة في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة والتي ينتج عنها ضعف سمعي ، إلى الدرجات الشديدة جداً والتي ينتج عنها صمم . ويقسم ذوو الإعاقة السمعية إلى فئتين رئيستين ، هما الصم وضعاف السمع . وحسب تعريف اللجنة التنفيذية لمؤتمر المديرين العاملين في مجال رعاية الصم بالولايات المتحدة الأمريكية فإن :
الأصم : هو الفرد الذي يعاني من عجز سمعي إلى درجة فقدان سمعي 70 ديسبل فأكثر تحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام سواء باستخدام السماعات أو بدونها .
ضعف السمع : فهو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي إلى درجة فقدان سمعي 35 – 69 ديسبل تجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد على حاسة السمع فقط ، سواء باستخدام السماعات او بدونها .

شيوع الإعاقة السمعية
تعتبر الإعاقة السمعية من الإعاقات قليلة الحدوث مقارنة بفئات الإعاقات الأخرى و تشير الدراسات إلى أن ما نسبته 5 % من الأطفال في سن المدرسة يعانون من مشكلات سمعية ولكن الكثير منهم لا يحتاج إلى خدمات تربوية متخصصة وتقدر الإحصائيات إلى حوالي 3 أطفال من بين 4000 طفل في سن المدرسة يعانون من الصمم ، و أن طفلاً واحداً من بين 2000 طفلاً في سن المدرسة يعانون من ضعف في السمع .


المظاهر العامة للإعاقة السمعية

1. الصعوبة في فهم التعليمات وطلب إعادتها .
2. أخطاء في النطق .
3. إدارة الرأس إلى جهة معينة عند الإصغاء للتحدث .
4. عدم اتساق نغمة الصوت .
5. الميل للحديث بصوت مرتفع .
6. وضع اليد حول إحدى الأذنين لتحسين القدرة على السمع .
7. الحملقة في وجه المتحدث ومتابعة حركة الشفاه .
8. تفضيل استخدام الإشارة أثناء الحديث .
9. ظهور إفرازات صديدية من الأذن أو احمرار في الصيوان .
10. ضغط الطفل على الأذن أو الشكوى من طنين في الأذن .
11. العزوف عن النقاش الصفي وذلك لعدم قدرته على متابعة وفهم ما يقال .
12. تحاشي المشاركة في النشاطات التي تتطلب مزيداً من الكلام ومحاولة إشغال النفس و الاستغراق في أحلام اليقظة .




تصنيف حالات الصمم وضعف السمع

ü فقدان السمع كلياً أكثر من 91 ديسبل .
ü ضعف سمع شديد من 71 – 90 ديسبل .
ü ضعف سمع معتدل الشدة من 56 – 70 ديسبل .
ü ضعف سمع معتدل من 41 – 55 ديسبل .
ü ضعف سمع خفيف من 26 – 40 ديسبل .


أسباب الإعاقة السمعية

رغم التقدم العلمي و الطبي الهائل في النصف الثاني من القرن المنصرم لا تزال عملية تحديد سبب الإعاقة السمعية صعبة بالنسبة لأعداد غير قليلة من الحالات . وبدلاً من سرد الأسباب المختلفة للصعوبات السمعية سنحاول الإشارة إلى أسباب كل من الفقدان السمعي التوصيلي والحس العصبي كل على حدة :
1. أسباب الفقدان السمعي التوصيلي :
ü التشوهات الخلقية في القناة السمعية أو تعرضها للالتهابات و الأورام .
ü تجمع المادة الصمغية (Cerumen) التي الغشاء الداخلي للأذن وتصلبها مما قد يؤدي الى سد للقناة السمعية .
ü ثقب الطبلة نتيجة التعرض لأصوات مرتفعة جدا ًلفترات طويلة أو التعرض للصدمات أو إدخال الطفل لأجسام غريبة في أذنه كالأقلام أو أعواد الثقاب . كما أن التنظيف غير السليم للأذن باستخدام أعواد القطن قد تؤذي الطبلة . وفي بعض الأحيان قد يسبب ضغط الهواء الشديد داخل الأذن الوسطى إلى ثقب طبلة الأذن ، وأيضاً التهاب قناة ستاكيوس التي تربط الأذن الوسطى بالحنجرة وتحافظ على مستوى ضغط الهواء .
ü تعرض الأذن الوسطى للالتهابات المتكررة مما يزيد من إفراز السائل الهلامي داخل الأذن الوسطى ، والتي تزيد من كثافته ولزوجته شيئاً فشيئاً حتى يصبح كالصمغ مما يعيق طبلة الأذن عن الاهتزاز فيحدث بذلك ضعف سمعي .
ü العيوب الخلقية في الأذن الوسطى كالتشوهات الخلقية في الطبلة أو في العظيمات الثلاث .
2. أسباب الفقدان السمعي الحس عصبي :
إن الفقدان السمعي الحس عصبي ينتج عن خلل في الأذن الداخلية أو العصب السمعي وقد ينجم ذلك عن أسباب عدة أهمها :
ü أسباب وراثية .
ü الإصابة بالحمى الشوكية .
ü إصابة الأم الحامل بالحصبة الألمانية .
ü نقص الأكسجين عند الولادة والولادة المتعسرة .
ü عدم توافق دم الوالدين .


طرائق التواصل

1. الطريقة اللفظية (Oral Communication ) :
هذه الطريقة تعتمد على تعلم الأطفال ضعاف السمع أو الصم استخدام الكلام كما هو الحال مع الطلاب العاديين . إن استخدام الطريقة اللفظية يتضمن تدريب البقايا السمعية عند الطفل وهو ما يعرف بالتدريب السمعي إضافة إلى ذلك فإنها تتضمن تعليم الطفل قراءة الكلام وتؤكد على ضرورة استخدام المعينات السمعية .
أ****- التدريب السمعي ( Auditory Training ) يقصد بالتدريب السمعي تعلم الطفل المعاق سمعياً لتحقيق الاستفادة القصوى من البقايا السمعية المتوفرة لديه .
ب****- قراءة الكلام ( قراءة الشفاه ) ( Speech Reading ) ويقصد بذلك تعلم الطفل المعاق سمعياً على استخدام ملاحظاته البصرية لحركة الشفاه ومخارج الأصوات ، بالإضافة إلى بقايا السمع من أجل فهم الكلام الموجه إليه .
2. الطريقة اليدوية ( لغة الإشارة ) ( Manual Communication ) :
وهي استخدام اليدين في التعبير بدلاً من النطق اللفظي . وتنقسم الطريقة اللفظية إلى :
أ****- الإشارة الكلية ( Sign Language ) : ويتم في الإشارة الكلية استخدام إشارة محددة بواحدة من اليدين أو كليهما للدلالة على شيء ما .
ب****- أبجدية الأصابع ( Firing Language ) : وهي عبارة عن استخدام أصابع اليدين في تهجي الحروف المختلفة وذلك بإعطاء كل حرف شكلاً معيناً .
3. طريقة التواصل الكلي ( Total Communication ) :
وهي عبارة عن استخدام أكثر من طريقة من الطرق السابقة معاً في الاتصال مع الأصم كما تتضمن تنمية البقايا السمعية .