نيكولاس أشهر متحدي الإعاقة في العالم : لست «سوبر مان».. والعزيمة أنقذتني من «الانتحار»




الحب أقوي من كل القوانين.. هكذا عبر نيكولاس الشاب الأسترالي المعاق، ٢٥ عاماً الذي أصبح رئيساً لمجلس إدارة شركتين من كبري المؤسسات الأمريكية عن شعور المعاقين الذين يحتاجون حباً واهتماماً، أكثر من حاجتهم إلي قوانين..


أكمل تعليمه حتي حصل علي شهادتي دكتوراه، رغم فقدانه ذراعيه وساقيه، والتقته «المصري اليوم» أثناء زيارته مصر، ضمن جولة حول العالم.




* من هو نيكولاس؟


اسمي نيكولاس، أسترالي الجنسية، وأعيش في أمريكا، درست إدارة الإعلام، وحصلت علي الدكتوراه في العقارات، وإدارة الإعلام، وحولت حياتي من حياة دون أطراف إلي حياة بلا حدود.





* كيف تغلبت علي إعاقتك لتصبح رئيساً لمجلس إدارة شركتين في الولايات المتحدة؟


لدي إيمان قوي، ولا أعرف اليأس أو الملل، وقررت ألا تقف إعاقتي عائقاً أمامي لتغيرني، وتعلمت أنني لست وحدي ذا إعاقة فجميع البشر لديهم إعاقات، فالخوف إعاقة، والخجل إعاقة، والتردد إعاقة،
والكمال لله وحده، ولكن «الأمل والثقة والإرادة» هي الأشياء الأساسية التي يجب أن يحصل عليها الشخص السوي في حياته، وهذه الأشياء لا فرق فيها بين معاق وغيره، وهي أشياء لا تشتري من السوق.




* معني ذلك أن اليأس لم يعرف طريقاً لحياتك؟


حين كان عمري «٨ سنوات» حاولت الانتحار، لأنني شعرت بأني وحيد، كنت أبحث عن شخص واحد لديه مثل إعاقتي، ليشعر بألمي ويخفف عني، ولكن أبي وأمي كانا معجزة حياتي، قالا لي إن الحياة اختياران «إما المحاولة أو اليأس والفشل»،
وأوقات كثيرة يسألني البعض، كيف تضحك وأنت في هذه الحالة، وتكون إجابتي أني مستمتع بإعاقتي، وأستطيع أن أفعل كل ما يقوم به الأصحاء، تعلمت السباحة، وركوب الخيل، وألعب كرة القدم والجولف، وأستطيع القراءة والكتابة علي الكمبيوتر.




* ما التحديات التي واجهتك؟


أنا لست «سوبر مان»، ومن الطبيعي أن تواجهني الكثير من الصعوبات، وفي عام ١٩٩٠ غيرت الحكومة الأسترالية القانون، ولم يسمحوا للأطفال المعاقين بالذهاب للمدارس العادية، ولم تدفع أي مساعدات مالية لوالدي لمساعدتي علي إكمال تعليمي، ولكن أهلي قرروا أن يتكبدوا عبء مصاريف مدرس خاص لي، لأستكمل تعليمي من المرحلتين الابتدائية والثانوية




.
* كيف استطعت أن تستكمل تعليمك في الجامعة؟


في الجامعة المصروفات غالية جداً وأهلي كانوا لا يقدرون علي دفعها بمفردهم، لذا قامت إحدي الشركات الخاصة بمساعدتي علي استكمال تعليمي.





* لماذا لم تفكر في تركيب أطراف صناعية، بعد أن أصبحت غنياً؟


لأنني عندما كان عمري ٨ سنوات كان وزني ٢٤ كيلو جراماً، وجسدي لم يتحمل ثقل الأطراف الصناعية.






* ولدت في أستراليا، فكيف لم يعرف الأطباء قبل ولادتك أنك معاق؟


الغرب ليس كله ذهب، وقالت لي أمي إنها عملت «سونار» ولكن لم يظهر فيه أني دون أطراف.





* ماذا كان رد فعل والديك عندما ولدت؟


أمي أصيبت بخيبة أمل لمدة ٤ شهور لتقبل الموضوع، وتتخلص من الصدمة والإحساس بالذنب، وكانت دائماً تلوم نفسها لأنها جاءت بي معاقاً، خاصة أن الأطباء قالوا إنه من المستحيل أن أتحرك بمثل هذه الإعاقة، لكن والدي الذي كان يعمل قسا بالكنيسة كان مؤمناً بالله، يعلم أن الله لديه حكمة في ذلك، وشجع والدتي علي تخطي هذه المحنة،
وأعظم شيء فعلاه أنهما كانا يعاملانني مثل أخي وأختي، ولم يفرقا في المعاملة بيننا علي الإطلاق، ودائماً كانا يقولان لي «نظرتك لنفسك.. هي ما تجعل الآخرين ينظرون لك».
* «نيك».. هل هناك شيء كنت تحلم به ولم تستطع عمله بسب إعاقتك؟
كان نفسي أقود سيارة، وأنوي هذا العام أن أتعلم قيادة السيارات، وأستطيع أن ألعب ب «سكيت بورد» وأن أركب خيلاً، وأقود «لانش»، وكل شيء.






* لماذا تزور مصر الآن؟


زيارتي لمصر ضمن جولة حول العالم أحمل فيها رسالة تشجيع للمعاقين تقول: «لا للخوف، الثقة بالنفس، الشجاعة، والتغلب علي الصعوبات»، وقمت بزيارة ٢٢ دولة حول العالم زرنا فيها المدارس والسجون والملاجئ والمستشفيات.






* كم دولة عربية زرتها؟


مصر أول دولة عربية أزورها ضمن جولتي، لأنني عندما كنت أدرس التاريخ في المرحلة الابتدائية، كانت كل أبحاثي في التاريخ عن أهرامات الجيزة، ويسحرني بناؤها، لذا قررت أن تكون أولي جولاتي في المنطقة العربية لشعب مصر العظيم ليتعرفوا علي رجل دون أطراف ويستطيع أن يعيش دون يأس.






* ماذا بعد الزيارة، وما هي مشروعاتك المستقبلية لمصر؟


أثناء زيارتي سأحاول أن أركز في البداية علي عمل ورش عمل للمعاقين والعاملين بالإعاقة، لمعرفة احتياجات المعاقين وكيفية تمكينهم، من خلال التنظيم مع الإعلامية إيفت البياضي وندي ثابت، رئيس مجلس إدارة قرية الأمل للمعاقين،



ولدي مؤسسة في أمريكا اسمها «جون وأصدقاؤه» تعمل مع البيت الأبيض ولها تواصل مع الحكومات المختلفة، لتوصيل صوت المعاقين في جميع أنحاء العالم، ويتم من خلالها التواصل مع أعضاء الهيئات والجمعيات العاملة والمهتمة بمجال الإعاقة.



الان وبعد ان تعرفنا علي هذة المعجزة يجب ان ننظر للحياة بعين اخري
عين الامل والتفاؤل وان ليس يوجد شئ اسمة المستحيل ابداطالما اننا نثق بالله
تمنياتي للجميع بالنجاح والسعادة