كثيراً ما يوصف الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة بأنه طفل شقي، عنيد، لا يسمع الكلام، ولا يحترم الأوامر ولا الشروط التي يمليها عليه والداه، ولهذا يتعرض لمعاملة قاسية وربما لضرب متكرر ومخاصمة مستمرة من والدايه، وقد ينتج عن هذا اضطراب في علاقته معهما بسبب لومهما له على أعراض لا يستطيع التحكم بها، وهو يغضب لأنهم يزيدون عليه من الشروط والعنف. وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الطفل لا يعتبر مشاغباً بطبعه أو عديم التربية، لكن لديه مشكلة لها تأثير سيئ على تطوره النفسي وأدائه وعلاقاته الاجتماعية.
وكذلك تتأثر علاقته مع معلميه فتكون مضطربة، والسبب في ذلك أنه لا يستطيع السيطرة على حركته ولا الاحتفاظ بالتركيز لمدة طويلة ومن ثم يتم وصفه بأنه طالب مشاغب وكسول، ويستمر المعلمون في معاملتهم القاسية له، ويكثرون من نقده وبهذا تضطرب علاقتهم به، لدرجة يشعر فيها بأنه مكروه من قبلهم.ونظراً لأن الطفل الذي يعاني من اضطراب فرط الحركة وضعف التركيز اندفاعي بطبيعته، لا ينتظر وقته المحدد للعب، ولا يعطي الآخرين فرصة للعب، وكثيراً ما يقع في خصام مع أقرانه، كل ذلك يؤدي إلى العزلة بسبب محاولة تجنبه من قبل أقرانه مما يشعره بالعزلة بشكل أكبر، ويبدأ في خصامهم بشكل مستمر انتقاماً لنفسه، ولهذا تضطرب علاقته معهم عموماً هذه الأسباب كلها، تنعكس على ثقة الطفل بذاته والسبب أنه مخاصم داخل البيت، وفي المدرسة، ولا يرغب به بقية الأطفال، ويفشل في دراسته، ولا يستطيع الانجاز بالشكل الجيد المناسب، فتتكون لديه صورة سلبية عن ذاته، ويترسخ في ذهنه الاعتقاد بأنه غير قادر على الأداء، وقد يعاني من اضطراب في المزاج مثل التقلب السريع للمزاج وكذلك الاكتئاب والقلق.‏
وعلى الرغم من أن ذكاء بعض هؤلاء الأطفال يكون عادياً إلا أن تحصيلهم الفعلي يكون متدنياً وكثيراً ما يعيد دراسة المرحلة بسبب الرسوب، وبعض الأطفال يكبر وهو فاشل دراسياً، ويكون تحصيله العلمي اضعف من بقية أهله وأقرانه.

وتتلخص أهم المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعانيها الأطفال ذوو اضطراب نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد فيما يلي:‏
* صعوبة التحكم بمشاعرهم وانفعالاتهم.‏
* ضعف مهارات حل المشكلات، وسرعة الانفعال‏
* مشكلات في التحكم في الغضب.‏
* ضعف مهارات التواصل مع الآخرين.‏
* عدم القدرة على التعبيرات الشفهية مما يصعب الاستجابة للمواقف الاجتماعية بشكل مناسب.‏
وعلى الرغم من أن الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد يبدو أن لديهم نقصاً في المهارات الاجتماعية، إلا أنهم يعرفون أحيانا ماذا ينبغي أن يفعلوا، وماهية المهارات الاجتماعية المطلوبة منهم في الموقف المحدد، إلا أنهم يفشلون في القدرة على أداء هذه المهارات، لذلك فهم يمكن تدريبهم على هذه المهارات، كالتدريب على التحكم في الغضب والحوار الشفهي، والقدرة على حل المشكلات، وضبط الذات.‏

وتعتبر عملية تدريب الوالدين والتدخل السلوكي من أهم الاستراتيجيات الاجتماعية والنفسية الفاعلة من أجل تطوير المهارات الاجتماعية عند هؤلاء الأطفال وإدارة الصف التي تركز على العلاقات مع الأقران بالنسبة للمعلم، ومن أجل تطوير هذه المهارات لا بد من اتباع ما يلي:‏
- عدم إطلاق الألفاظ السلبية على الطفل، والتي تصفه بعدم القدرة وتركز على نقاط الضعف لديه، وعدم التعامل معه كطفل متدني الذكاء‏
- زيادة قدرته على الانتباه والتركيز التدريجي بتكليفه بمهام بسيطة وتعزيزه على انجازها، وعدم إجباره على ممارسة مهام أو واجبات تتطلب فترة زمنية طويلة.‏
- التركيز على المهام العملية والإجرائية الملموسة، وعدم التركيز على الأمور النظرية التجريدية، واستخدام أكبر قدر ممكن من الحواس.‏
- التنويع والتغيير في المهام المكلف بها، وعدم الاعتماد على روتين معين حتى لا يشعر بالملل بسرعة.‏
- محاولة التركيز على نقاط القوة والقدرات التي يمتلكها الطفل وتقويتها وامتداحها أمام الآخرين‏
- إتاحة المجال له للعب الحركي وممارسة الأنشطة مع أقرانه، وتشجيعهم على الاندماج معه ومحو الانطباعات والصور الذهنية الخاطئة عنه‏
- تطوير ثقته بذاته وبقدراته، التي تتأثر نتيجة الإحباطات المتكررة التي يلاقيها من الأخرين، وعدم قدرته على الاستمرار وإتقان بعض المهام المكلف بها.‏
- إلحاقه بالنوادي والجماعات التي تمارس أنشطة حركية ورياضية مشتركة.‏
- تزويده بالوعي الكافي عن قدراته وما يتمتع به من مهارات وإتاحة المجال له لممارسة هواياته وميوله.‏
- تدريبه على الضبط والتنظيم الذاتي عن طريق استخدام أسلوب التعليمات الذاتية أو التدريب على حل مشكلة ما في موقف ما واستخدام أسلوب لعب الأدوار والنمذجة وتعليمه كيف يراقب سلوكياته ويلاحظها.