تمر الأيام بالإنسان وهو لايدري إلى أين يسير !
سِوى أنَّهُ واضِعٌ جُلَّ آمالهِ بالله
يعلم بِأنَّ هذه الدنيا ماهي إلا ممر
ولابد أن يُحسِنَ فيها
مهما حصل له من أهلها
لا لِـ شيء بل لِأنهُ مؤمن يرجو ربه
في كل شيء
فلو أصبحت الدنيا كلها عليه
وكل ما حوله ضده
والهموم تتكالبُ عليهِ من كُلِّ حَدَبٍ و صَوب
والدموع من عينيه تنهمر كالغثاء الذي يغسل الأرض
ويجدد ترابها و يجعل كل مافيها مُخضر
هو تمامًا كما يخرج من العيون على الوجنتين
ليمسح عليها بحرارته الحارقة التي تغسل
الهموم من القلب المجروح الذي لا ذنب له سِوى أنه
صادق في كل شيء لايعرف كما يعرفون
لايعرف الكذب و لايعرف الخيانة ولا الغدر
لايعرف أن يحمل لهم سكين الغدر كما حملوها له
وغرزوها بين حناياه وجعلوه يتجرع ألوان العذاب والآهات
يالهم من معذبين محترفين ومتقنين لفنون العذاب
يستلذون بدموع غيرهم يرون فيها سعادتهم
لايحملون في قلوبهم مثقال ذرة من رحمةٍ أو صدق
فهم أجساد بلا مشاعر كالـ جمادات
التي إن سقطت عليك تؤلمك و تدميك أحيانًا
ولكن !
إن تركتها و لم تسمح لها بأن تصل إليك
فسوف ترتاح منها كل الراحة
ولكن !!
مقدر عليك ذلك مكتوب لك أن يطولك منهم
الأذى و الألم و المر و العلقم
ليس لك حيلة إلا أن تسلم أمرك إلى الله
الذي يعلم السر و أخفى يعلم
ما تضمره داخل جوفك من صدق من حب من إخلاص
هو ورب السماء لكبيرٌ في حقهم و كثير عليهم
فهم لايستحقون سِوى ما أخذناه منهم
من صنوف الأوجاع و أشكال الهجر