النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الوظيفة عبودية القرن العشرين'

  1. #1
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية سليمان الذويخ
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    11,185

    الوظيفة عبودية القرن العشرين'

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    الوظيفة عبودية القرن العشرين'

    مقال أكثر من رائع !!!!!
    الرافعي رحمه الله

    يسكن دبي منذ أكثر من عام إلا أن شقته الجميلة التي تطل على البحر لا تحوي غير سرير صغير (مؤقت) فقط في الغرفة التي ينام فيها ، وهي الغرفة الوحيدة التي يعرفها ، أما
    باقي البيت فلم يجد الوقت الكافي لاستكشافه بعد ..
    عندما سألته عن سبب ذلك قال لي إنه لم يستطع أن يتفق مع شركة الأثاث - الذي دفع قيمته قبل أكثر من عام - على وقت مناسب ليوصلوا له الأثاث إلى البيت ، فعمله يفرض عليه أن يكون متواجداً فيه طوال النهار... وطوال الليل أحياناً .

    أمثاله كثر ممن يظنون أن العمل الشاق والمنهك هو وسام يعلقه الموظف على صدره ، أو ميدالية ذهبية يفوز بها الموظف الذي لا يعلم أنه يعيش تماماً مثلما كان العبيد يعيشون أيام الفراعنة ...

    فعلى الرغم من
    أن كل من شارك في بناء الأهرامات كان يجب عليه أن يشعر بالعز والفخر لأنه كان يبني أعظم بناء في تاريخ البشرية إلا أنه في كل الحالات كان يعلم أنه عبد ليس إلا .

    كلما عدت من العمل متأخراً - لأنني أحد هؤلاء العبيد أيضاً - يقول لي ابني سعيد : 'بابا لا تذهب إلى المكتب مرة أخرى'
    وكلما أتذكر كلماته وأنا في عملي أوقن أنني أغتال أجمل أيام عمري وعمره معاً
    .
    يقضي الموظف منا معظم حياته في الوظيفة إلا أن ذلك قلّما يؤثر إيجاباً على حياته ...


    فما هي حقيقة العمل ؟
    والأهم من ذلك ما هي حقيقة الحياة ؟


    معظم الذين يعيشون الوظيفة يشربون قهوة سوداء (دون سكر) كل صباح ،
    ليس لأنهم مرضى بالسكري بل لأنهم يعلمون أنهم سيصابون به حتماً في يوم ما ...
    يشربونها سوداء لينعشوا ذاكرتهم التي خانتهم عندما حاولوا أن يتذكروا من هم أو بالأحرى ما هم ..
    يفتخرون بأنهم يتحدثون الإنجليزية .. والإنجليزية فقط ، وإذا استرقت النظر إلى ملاحظاتهم التي يدوّنونها خلال الاجتماعات الطويلة تجدها بالإنجليزية أيضاً ، حالهم في ذلك حال الغراب الذي حاول أن يقلد مشية الحمامة فلم
    يفلح ، وعندما أراد أن يعود غراباً لم يفلح أيضاً ..

    عندما دخلت التكنولوجيا حياة الإنسان تفاءل الجميع بها وراهن الخبراء أنها ستكون الأداة التي تنقل الإنسان من الشقاء إلى السعادة ، وأن كل شيء سيكون ممكناً (بضغطة زر ) ..
    إلا أن أحداً لم يتوقع أن تسيطر هذه الأزرار على حياتنا وعلى موتنا أيضاً ..
    أصبح الموظف الناجح محكوماً عليه بحمل أجهزة الاتصال المباشر بالبريد
    الإلكتروني ( Black Berry )..
    وإذا ما سافر فإنه مجبر (اختيارياً) على التأكد من أن غرفته بها خط للاتصال بالإنترنت ، بل إن البعض لا يسافر على طائرة إلا إذا كان بها اتصال بالإنترنت ..
    ومن ملامح هؤلاء أنهم يجلسون في مكاتبهم حتى بعد
    انتهاء الوقت الرسمي للعمل لا لشيء إلا لأنهم يشعرون أنه ليس هناك مكان آخر يذهبون
    إليه ، ولو استطاعوا لاستأجروا غرفاً مجاورة تماماً لمكاتبهم حتى لا يفارقوها يوماً..
    عانيت قبل فترة من اختلال في ضغط الدم ، فكان يهبط فجأة ومن ثم يعود للصعود المفاجئ تماماً كسوق الأسهم إلا أنني كنت أخسر في كلتا الحالتين ..
    فعند الهبوط كنت أشعر بأن روحي تخرج من جسدي وعند الارتفاع كان جسدي يرتعش وكأن أحداً قد أوصله بتيار الكهرباء..
    ركبت الريح على الفور وتوجهت إلى سنغافورة للعلاج - تأكدت قبل الحجز أن غرفة الفندق بها خط إنترنت - وبعد الفحوصات قال لي الطبيب إن جسمي سليم وليس به شيء ومشكلتي هي في عملي وقال أيضاً :


    'إذا كنت تعمل لكي تعيش فاعلم أنك تعمل لتموت '


    ونصحني بقراءة بعض الكتب المتعلقة بإدارة ضغوطات العمل ..

    لكل منا أسبابه الخاصة
    التي تدفعه إلى الاستماتة في العمل ، و في دراسة قام بها مركز دراسات 'موازنة
    الحياة مع العمل' الأمريكي تبين أن هناك خمسة أسباب لذلك :

    أولها : أن يكون لدى الإنسان تحدٍ في عمله يريد أن يتغلب عليه .

    وثانيها : أن يكون عمله مصدر إلهامه وحماسه في الحياة .
    وثالثها : أن تكون العوائد المادية من عمله عالية جداً أو مرضية
    ..
    ورابعها : أن يحب الموظف زملاءه حباً جماً لدرجة أنه لا يستطيع أن يفارقهم ساعة .
    وآخرها : هو تحقيق الموظف لذاته من خلال إنجازه لمسؤوليات العمل
    ..

    وأياً كانت هذه الأسباب فإنها تؤدي إلى (اشتراكية الوظيفة) أي إشراك الحياة في الوظيفة وسيطرة الأخيرة على جميع جوانب الإنسان .


    إن الهدف الحقيقي من الحياة - في رأيي - هو السعادة ..


    فحتى عبادتنا لله سبحانه وتعالى تنبع من شعورنا بالرضى النفسي تجاه أنفسنا عندما نقوم بذلك ، فنحن نعبده لندخل الجنة وبالتالي لتحقيق السعادة ، ونؤدي فرائضه لنشعر بالطمأنينة والراحة النفسية ولنعقد سلاماً داخلياً مع نفوسنا.. أي لنحقق السعادة .
    وإذا كان كل شيء نقوم به في حياتنا هدفه تحقيق السعادة فلماذا إذن نستميت في أعمالنا التي (يخيّل) لنا أنها ستسعدنا في يوم ما وهي تزيدنا شقاءً يوماً بعد يوم؟


    كلما أتذكر هذه الحقيقة أقول في نفسي :
    'سأجلس مع أبنائي وأتفرغ لهم أكثر عندما أحصل على ترقية' وها أنا حصلت على مجموعة من الترقيات ولم يزدني هذا إلا بعداً عن أسرتي وعائلتي... وعن نفسي أيضاً فبت لا أعرف من أنا ولا ما أريد أن أحققه في حياتي القصيرة .

    قبل عدة سنوات قامت شركة
    IBM بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لطرح برامج توازن بين حياة الموظف وبين وظيفته، وكان أحد هذه البرامج هو العمل بالإنجاز أو مؤشرات الأداء وليس بالحضور إلى مكاتب المؤسسة ، فلا
    يهم المؤسسة إن كان الموظف على مكتبه في الوقت المحدد أم لا وكل ما يهمها هو أن
    ينجز عمله في الوقت المحدد حتى أصبح أكثر من 40% من موظفي IBM يعملون اليوم خارج مكاتب الشركة ، سواءً من منازلهم أو من مقاهي الإنترنت أو أي مكان في الدنيا .
    أما شركة
    American Century Investments فلقد خصصت ميزانية لشراء أدوات للرياضة المنزلية لكل موظف - دون استثناء - ليستطيع الموظف أن يحافظ على لياقته البدنية
    وبالتالي يعيش بصحة جيدة ، وكلتا هاتين الشركتين تقولان إن إنتاجيتهما ارتفعت بعد
    تطبيق هذه البرامج التي تسعى لطرح توازن بين حياة الموظف وبين وظيفته .

    إذا كنت ممن يطيلون الجلوس في مكاتبهم بعد العمل فأنت عبد جديد ..
    وإذا كنت حين تضع رأسك على وسادتك تفكر بأحداث يومك في العمل فأنت
    عبد جديد ..

    وإذا كان أعز أصدقائك هو أحد زملائك في العمل فأنت لا شك عبد جديد..



    الفرق بين العبيد الجدد والعبيد القدماء

    أن القدماء كانوا مرغمين على طاعة أسيادهم وتنفيذ أوامرهم ..

    أما العبيد الجدد فإنهم يظنون أنهم مرغمون على تنفيذ أوامر أسيادهم (مديريهم) إلا أنهم في الواقع ليسوا إلا عبيداً لهذه الفكرة فقط، ..
    وهم أيضاً عبيد
    لأوهامهم التي تقول لهم إنهم سيكونون يوماً ما عبيداً أفضل !!!
    نصيحتي الشخصية لك أن تضع لك هدفا لتتوقف برغبتك عن العمل

    'تقاعد مبكر'
    بدلا من أن يوقفك العمل برغبته هو أو يباغتك ماهو أشد






  2. #2
    ~ [ مستشار إداري ] ~
    ومديرة القسم العام والاسلامي

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    14,087
    'تقاعد مبكر'
    بدلا من أن يوقفك العمل برغبته هو أو يباغتك ماهو أشد

    واحيانا يتقاعد تقاعد مبكر وفاضي ومشغول


    ليت يكون هناك موازنة فعلا بين الوظيفة وبين استقطاع وقت لاسرته ولنفسه قبل كل شي



    حكيمنا

    دائم قمة في مواضيعك

    الله يعطيك العافية ويكتب اجرك




    هناك من يذكرني بالأمطار .......
    حينما تتساقط دون الرعود والبروق
    فيهم من يسقيك حد الإرتواء ....
    ويكرموك بعطائهم فيبنون بداخلك
    بذور الخير فتنضج تلك الثمار .....
    ويتملكون القلوب .................

  3. #3
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية سليمان الذويخ
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    11,185
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( غربة الروح )



    واحيانا يتقاعد تقاعد مبكر وفاضي ومشغول


    ليت يكون هناك موازنة فعلا بين الوظيفة وبين استقطاع وقت لاسرته ولنفسه قبل كل شي



    حكيمنا

    دائم قمة في مواضيعك

    الله يعطيك العافية ويكتب اجرك




    واحيانا يتقاعد تقاعد مبكر وفاضي ومشغول
    ايه ...
    اي بالله فاضي ومشغول
    مع ان ودي اعرف كيف فاضي ومشغول !!

    تذكرت اللي ابتلشوا بأبيهم
    يوم تقاعد صار هم على قلوبهم ، الله يحسن خاتمتنا بس هذا اللي نقول !

    و
    جزى والدينا الجنة

    أشكر لكم تفضلكم بحضور الموضوع ،،

    بارك الله فيكم و وفقكم وأسعدكم في الدنيا والآخرة

    وغفر لوالدينا ووالديكم والمسلمين أجمعين

  4. #4
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية كاسب العز
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    جــــــــــــده
    المشاركات
    26,890
    بارك الله فيك

    لك مني أجمل تحية

    تقبل مرورى

    كاسب العز
    {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

    أنت الزائررقم

    لمــواضيعي





    جـــده

  5. #5
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~
    الصورة الرمزية أنـ الذكريات ـين
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    بـ صفحـ ذكرياتي ـات ـي
    المشاركات
    9,257
    مقال رااااااائع استاذي..



    سلمتـ يداكـ



    تحيتيـ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •