الغالية اذكر الله
فعلا مجربة حتى في قول استودع الله سمعي وبصري وقلبي وجميع جوارحي
واليكم هذه القصة في كتاب السعي الي الآخرة للمؤلف تاج الدين نوفل
يروى أن عمر بن الخطاب كان جالساً ذات يوم فجاءه رجل ومعه ولده
فقال عمر للرجل والله ما رأيت غراباً أشبه بغراب من هذا الولد بك
فقال الرجل والله يا أمير المؤمنين هذا ابن القبور وخزين القبور
والله ما ولدته أمه الا بعد موتها في قبرها
وكان عمر متكئاً فاعتدل وجلس وقال له ماذا تقول
قال الرجل : ذات يوم عرض لي سفر وكانت أمه حاملا
فقالت أتتركني وأنا حامل فأقشعر بدني فرفعت يدي الي السماء
وقلت اللهم اني أستودعك ما في بطنها
وسافرت وعدت بعد عام او يزيد فقابلني الجيران بالعزاء
لقد ماتت زوجتي فجلست أمام البيت والناس يعزونني
وبينما أنا كذلك رأيت نارا تخرج من وسط المقابر
فسألت ما هذه النار فقالوا من يوم أن ماتت زوجتك
ونحن نشاهد هذه النار ونخاف ان نقترب منها
فقلت كيف هذا ولقد كانت صوامة قوامة عفيفة مسلمة
فاستعنت بالله وأخذت معي بعض بني عمومتي
واقتربت من القبر فوجدته شبه شعاع من نور يتصل ما بين السماء والقبر
فصعدت على المقبرة ونظرت من فاتحتها فوجدت زوجتي وقد أصبحت رفاتا
لم يبقى منها سوى ثديين يرضع منهما طفل صغير
ووجدت الطفل يدور حول أمه وقد حول الله القبر روضة له
فقلت أبني ورب الكعبة ونزلت وخرجت به
وبينما أنا أسير عائدا الي بيتي سمعنا صوتا يقول
أما وقد أستودعتنا ما في بطنها فوجدته
والله لو أستودعتنا الأم وما في بطنها لوجدتهما
ولكنك تذكرت الفرع ونسيت الاصل
والله اعلم
ولو كانت القصة من نسج الخيال فهي للعبرة
حبيبة قلبي
دوما تسعدينا بمواضيعك الهادفة
لا حرمني الله اخوتك ولا حرمنا نورك في غرابيل
وجزاك الله جنته