النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: طلب شرح ابيات طرفه بن العبد في الفخر والحكمة

  1. #1
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    13

    Lopez3 طلب شرح ابيات طرفه بن العبد في الفخر والحكمة

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الى اخي ابوندى وكل اعضاء منتدى غرابيل هنا شرح ابيات درس طرفه بن العبد في الفخر والحكمة ادب فصل اولى ثانوي 12بيت فقط

  2. #2
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~
    الصورة الرمزية أبـو نـدى
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    4,875
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياك الله

    تفضلي


    طرفة بن العبد 000
    من معلّقة طرفة بن العبد
    -------------------------------------------------------------
    المنطلق: الفرد لا قيمة له خارج قبيلته، فلا بدّ من رابطة دمويّة ينتسب بها إلى مجموعة يستمدّ منها خويّته كما لا مناص له من تحمّل تبعات هذه الرابطة " ذود عن حياضها – أخذ بثاراتها – تخلّق بأخلاقها – بلاء في أيّامها ".
    الفكرة العامّة: يُصوِّر الشاعر جحود قومه لقيمته رغم ما له عليهم من وافر الفضل.
    بنية المعلّقة داخليّا وخارجيّا ( القصيدة الجاهليّة عامّة )
    -------------------------------------------------------------
    علّل : تُعتبر القصيدة الجاهليّة مفكّكة.
    ج:لأنّها: 1- تعتمد على وحدة البيت.... 2- تتعدّد فيها الأغراض.....
    البنية المقطعيّة:
    الأولــــى ( الأبيـــات 1-4 ): افتخار الشاعر بفضله على قومه. " توهّج الذات (الأنا) ".
    الثانيـــــة ( الأبيات 5- 10 ): الشكوى والعتاب. " انحدار اللهجة لبيان توجّع الذات في غير جريرة ".
    الثالثـــــة ( الأبيات 11- 14): الحكمــــــة " يرتفع المتكلّم بالذات لمصافّ المواقف الإنسانيّة الكلّيّة ".
    المقطوعــة الأولى
    المقطوعة الثانيـة
    المقطوعـــة الثالثــــة
    مباهاة
    فــــشكـــوى فـــــتأمّـــــل


    افتخــــــار


    فــــــانكســـار


    فــــــاعتبــار

    -------------------------------------------------------------

    مطلع معلقته :
    لخولة أطلال ببرقة ثهمد لوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
    خولة : اسم امرأة ***ية .
    أطلال : بقايا الديار .
    ببرقة : مكان اختلط به ترابه بحجارة و حصى .
    ثهمد : موضع .
    تلوح : تلمح .
    الوشم : ما غرز ظاهر اليد و غيره .
    -------------------------------------------------------------
    المقطوعة أ
    1) إذا القومُ قالوا مَنْ فتى؟ خلتُ أنّـني عُــنيتُ فلمْ أكسلْ ولمْ أتبلّد ِ
    مَنْ فتى؟: المقصود مَن الفتى المغوار الشجاع الذي يعيننا في أمرنا .
    خلت : ظننت ،حسبت .
    عنيت : قصدت .
    أكسل و أتبلد : ترادف.
    أتبلد : أكسل . ( المقصود لم أتردّد في تلبية ندائهم بالمساعدة ).
    الشرح : يعلن الشاعر على أنه مشهور و معروف بشجاعته و اقدامه بين أقرانه و كأنه المنادي لا يقصد غيره اذا صاح من الفتى عن إذن لم يجد منه الا الجواب السريع .
    البيت : خالي من الصور البلاغية .
    القوم : فاعل لفعل محذوف .
    الكلمات الدالة على الشجاعة : عنيت ، لم أكسل ، لم أتبلد .
    -------------------------------------------------------------
    2- ولستُ بحلاّل التــلاع مخــــافــــة ً ولكن متـى يسترفـــــد ِ القومُ أرفـــــد ِ
    حلاّل: كثير الحلول ( صيغة مبالغة ) .
    التلاع: جمع تلعة، وهي مجرى الماء من أعلى الجبل إلى الوادي.
    يسترفد: يطلب الرَفَد، والرفد هو العطاء ، أرفد: أقدّم العطاء.
    الشرح: ان ذهابه الى تلاع ليس هربا من الضعف و المحتاج فهو يعين القوم اذا استعانوا به أو قتال عدوه .
    البيت : لم يحتوي على الصور البلاغية .
    -------------------------------------------------------------
    3- وإنْ يلتـــق ِ الحــيُّ الجميعُ تلاقــني إلى ذروة البيت الشريـــف المُصـــمّد ِ
    البيت المصمد : البيت القوي الذي يقصد طلاب الحاجات .
    يلتقي الحي : يجتمع أهل الحي للتفاخر .
    البيت المُصمّد: القويّ الذي يقصده طلاّب الحاجات.
    ذروة البيت : أعلاه .
    الشرح : اذا اجتمع القوم للمفاخرة كانوا أعلاهم نسبا و أكرمهم بيتا ة على الرغم من تباعده و رحيله الدائم .
    صورة بلاغية : ذروة البيت الشريف : يشبه الشاعر نسبه (استعارة تصريحية) مثل المكان العالي سر الجمال : تجسيد ، المشبه : الذروة ، المشبه به : غير موجود .
    -------------------------------------------------------------
    4- رأيتُ بنــي غبــراء لا يُنكرونَنـــي ولا أهلُ هــذاك الطــــراف المُــمـــدَّد ِ
    الغبراء: الأرض، وبنو الغبراء هم الصعاليك والفقراء ( كناية عن موصوف ).
    الطراف الممدّد: البيت الواسع المُتّخذ من جلد، وأهل الطراف الممدّد هم الأغنياء والأشراف( كناية عن موصوف ).
    لا ينكرونني : دلالة على الافتخار بنفسه .
    تواضع الشاعر و أنه يجالس جميع الطبقات .
    الطراف الممدد : كناية عن الأغنياء
    الشرح : معاشرة الصعاليك و الفقراء معروف للناس جميعا عند أهل الحضر و أهل البدو ( الطراف ).
    --------------------------------------------------------------
    الفكرة الرئيسة : اعتزاز الشاعر بذاته و افتخاره بفضله على قومه.
    الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان ذاته والفخر بها " توهّج الذات (الأنا) "
    عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب والطرائق لبيان فخره بذاته، وقد جاءت هذه الأساليب على عدّة مستويات، منها المستوى الإيقاعي، والمستوى الصرفي،والمستوى المعجمي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي.
    أوّلا: المستوى الإيقاعي:
    1- الوزن: استخدام البحر الطويل بما يوفـِّره من كثرة لتفعيلات، وما يضمنه من طول النفَس الشعري الذي يتناسب والفخر، وعلى الخصوص أنّ الفخر يقوم على الاسترسال في الكلام.
    2- التكرار: بما يفيده من تعظيم، بنوعيه:
    • اشتقاقي: يسترفد / أرفد – يلتقي / تلاقني.
    • غير اشتقاقي: لم / لم – لا / لا.
    3- الترديد: وهو تكرار الشاعر في حشو بيت من أبياته لفظا تقدَّم في نفس البيت، مثل قول طرَفة:
    وإن يلتق ِ الحيّ الجميع تلاقنــــي إلى ذرة البيت الشريف المصمّّد ِ
    4- التصدير: قريب من الترديد، والفرق بينهما أنّ التصدير مخصوص بالقوافي، مثل قول طرَفة:
    ولستُ بحــلاّل التــلاع مخافة ً ولكن متـــــى يسترفدِ القومُ أرفد ِ
    ثانيا: المستوى الصرفي
    يقوم هذا المقطع على تكريس الأفعال والضمائر لبيان تفوّق الأنا ( للمفاضلة بين الأنا والهم ) فقد قام هذا المستوى على التقابل بين ضمير المتكلّم المفرد ( خلـتُ – عُنيـتُ – لســتُ – تلاقــني ...) وضمير الغائب الجمع (القوم قالوا – يلتقي الحيّ ... ) من حيث:
    1- العدد والحضور والغيبة في مقابل الهم: فالأنا في حضورها في الأبيات أكثر من الهم (خلـتُ – عُنيتُ – لم أكسل ( أنا ) – لم أتبلّد( أنا ) - لستُ – أرفد ( أنا ) – تلاقني – لا بنكرونني ) وذلك في مقابل الهـــم (القوم قالوا – يسترفد القوم - يلتقي الحيّ ) ، والأنــا ( الشاعر ) حاضــر متى طلــب منــه الهــم ( قومه ) التواجد.
    2- أفعال الطلب من الجماعة " الهــم " في مقابل أفعال الاستجابة من الشاعر " الأنــــا " في قولــه " متى يسترفد ِ القومُ أرفد ِ ": فالجماعــــة " القوم " تقوم بالطلب لنفسها ولفائدتها " يسترفد القوم " بينما يقوم الشاعر بالفعل لنفسه ولفائدة غيره، ممّا يعني نكرانه لذاته لأجلهم " القوم " وبالتالي يعكس أفضليّته عليهم.
    ثالثا: المستوى المعجمي
    يقابل الشاعر بين حقلين معجميّين هما ( حقل الذم، وحقل المدح )؛ سعيا لإبراز ذاته، وذلك من خلال نفي المفردات الذمّيّة عن نفسه، وتثبيت المفردات المدحيّة لها، وذلك كما يلي:
    • حقل الـــذم: " الكسل، التبلّد، الخوف، الإنكار " ( ينفيها الشاعر عن نفسه: لم أكسل، لم أتبلّد).
    • حقل المدح: " فتى، الرفد، الذروة، الشريف، المصمّد " ( يثبّتها الشاعر لنفسه: أرفد، تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد).
    رابعا: المستوى التركيبي
    عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب لبيان فخره بذاته، أبرزها:
    1- أسلوبا النفي والإثبات: يُسنِـدُ الشاعر لنفسه القيم الإيجابيّة مستخدما أسلوب الإثبات، ويجرّد عن ذاته القيم السلبيّة مستخدما أسلوب النفي، كما يلي:
    • أسلوب النفـــي: ( لم أكسل/ لم أتبلّد/ لستُ بحلاّل التلاع مخافة/ لا ينكرونني/ ولا أهل ....).
    • أسلوب الإثبات: ( خلتُ أنّني عُنيتُ / أرفد/ تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد).
    2- أسلوب الاستدراك:
    ولستُ بحلاّل التــلاع مخــــافــــة ً ولكن متـى يسترفـــــد ِ القومُ أرفـــــد ِ
    فما بعد لكنّ يُـبْـطِـل حكم ما قبلها، ويحلّ محلّه، والملاحظ من خلال البيت أنّ ما قبل لكنّ قيمة سلبيّة، بينما الذي بعدها قيمة إيجابيّة، الأمر الذي يؤكّد نفي الشاعر القيم السلبيّة عن ذاته، وترسيخ القيم الإيجابيّة لها.
    3- أسلوب الشرط: إذا القوم قالوا..... خلتُ أنّني... / متى يسترفد القوم أرفد / وإنْ يلتق ِ الحيّ.... تلافني.
    يستخدم الشاعر أسلوب الشرط للفخر بذاته، بما يحمله الشرط من معاني التأكيد، وبما يحمله من معنى التلازم والتواتر، فجواب الشرط واقعٌ ما وقع الشرط، فمتى طلَب قوم الشاعر الرفدَ منه رفدهم، ومتى استنفروه أجابهم، وعليه فقد استطاع الشاعر من خلال الشرط أن يثبّت مجموعة من الصفات، ويجعلها ملازمة لذاته، كما نفهم ممّا يلي:
    • إذا القوم قالوا..... خلتُ أنّني... = صفة النفرة والمساعدة.
    • متـــى يستـــرفـــد القـــوم أرفد = صفة العطاء والإجارة.
    • وإنْ يلتق ِ الحيّ.... تلافنــــــي = صفة السيادة، وعلى الخصوص إذا ما علمنا أن اللقاء في صدر البيت الثالث إنّما يكون للمفاخرة، وبما أنّ الشاعر في حالة التفاخر ينتمي للبيت الذي يقصده طلاّب الحاجات، فهذا يعني أنّه من السادة والأشراف؛ لأنّ الناس إنّما تقصد بيوت الأشراف والسادة لحاجاتها.
    خامسا:المستوى البلاغي
    لجأ الشاعر لاستخدام الجمل الخبريّة؛ رغبة منه في إسناد الخصال الجليلة لنفسه، إضافة لكونه في مقام التقرير والإخبار عن ذاته فخرا وإشادة.
    -------------------------------------------------------------
    المقطوعة ب
    5- فمالي أرانــــي وابن عمّي مالكــــــا متــــى أدنُ منــــه ينـــأَ عــنّي ويبعد ِينأى: يبتعد.
    أدنو و ينأ : تضاد .
    الشرح : التقرب منه و أمنحه حبي و مودتي لكنه يتباعد و يمعن في التباعد .
    البيت : خالي من الصور البلاغية .
    -------------------------------------------------------------
    6- يلومُ ومــــا أدري عــلامَ يلومنــــــي كما لامني في الحيّ قرط بن معبــــد
    يلوم: يعاتب.
    الشرح : لم يكتف مالك بالبعد عن الشاعر و انما أخذ يلومه فهذا الأمر استغرب الشاعر منه و أخذ يقول علام يلومني ان صنعه معه صنع الكارهين .
    البيت : خلوه من الصور البلاغية .

    وآيسني مــن كلّ خـيـــــر طلبــتُــه كأنّـا وضعنــاه إلى رمــسِ مُلحَــــد ِ
    أيسني : اليأس .
    رمس: قبر .
    مُلْحَد: مقبور.
    تشبيه : المشبه : الطلب ، المشبه به : الرجل الذي يوضع فيه حتى لقد يأست منه و قطعت الأمل من كل خير طلبته .
    -------------------------------------------------------------
    8- علي غير ذنب ٍ قلتُه غيــــر أنّـــني نشدتُ فلمْ أغفـــلْ حمــولة معبــــــد ِ
    نشدت : طلبتها .
    ينفي الشاعر عن الذنب الذي جناه من خلال البيت ؟ لم أغفل حمولة معبد .
    نشدتُ : طلبتُ .
    الحمولة: الإبل التي يحمل عليها.
    معبد: أخو طرفة
    الشرح : لقد جهدت نفسي في حفاظ على ابل أخي ما استطعت .
    -------------------------------------------------------------
    9- وإن يقذفوا بالقـــذع عِرضك أسقهـــم بكأس حيــــاض الموتِ قبل التهـــــدّد ِ
    القذع: السب والكلام القبيح .
    التهدد : التهديد .
    عرض : موضع الذم و المدح في الانسان .
    حياض : الحوض .
    بيني عاطفة الشاعر اتجاه أخيه وولد عمه في أي بيت : البيت التاسع
    الشرح : و أنني و لا أحتمل أت يسمه أذى فان رماه أحد بمسبة انتقمت له عالفور و بدون تهديد .
    حياض الموت : تشبيه بليغ .
    يقذفوا عرضك : استعارة كنية .
    البيت بأكمله : كناية عن انتقام الشاعر الشديد ، و يوحي حب الشاعر لعمه و دفاعه عنه .
    .
    10- وظلمُ ذوي القربــى أشدّ مضاضـــة ً على النفس ِ من وقــع الحســام المهنّـد ِ
    مضاضة: الإيلام .
    الحسام: السيف القاطع .
    المهنّد: المصنوع في الهند.
    الشرح : ان ظلم الأقرباء هو أشد ما يؤلم القلب انه أشد على النفس من وقع السيف القاطع ، ظلم الأقارب أشد تأثيرا في تهيج نار حزن و الغضب من وقع السيف القاطع .
    صورة بلاغية : وظلمُ ذوي القربــى أشدّ مضاضة ً (استعارة كنية).شبه أشد وقعة على النفس بالسيف القاطع .
    -------------------------------------------------------------

    الفكرة الرئيسة : شكوى الشاعر وعتابه لابن عمّه وقومه.

    الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان شكواه " توجّع الذات (الأنا) "
    عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب والطرائق لبيان توجّع ذاته وشكواه، وقد جاءت هذه الأساليب على عدّة مستويات، منها المستوى الإيقاعي، والمستوى الصرفي،والمستوى المعجمي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي.
    أوّلا: المستوى الإيقاعي:
    التكرار: وهو تكرار بحكم السياق " سياق الشكوى جيء به على وجه التوجّه؛ استعطافا للسامع، وقد جاء على مستويين:
    1- الأصوات:
    • تكرار حروف اللام " مالي - مالك - يلوم – علام .."
    • تكرار حروف الميم " مالي - مالك - متى - يلوم – علام .."
    • تكرار حروف النون " أراني - ابن - أدنو.."
    2- الكلمات: " يلوم/ لامني – معبد / معبد – غير/غير – معبد/ يبعد – يقذفوا/ القذع ...".
    ثانيا: المستوى الصرفي
    في سبيل بيان توجّع ذات الشاعر، لجأ الشاعر إلى:
    التقابل بين الفعل المسند إلى المتكلّم " أنا/ الشاعر " والفعلين المسندين للمفرد الغائب " هو/ مالك " في قوله : " متى أدنُ منه ينأ عنّي ويبعد " إضافة لاستخدام الأداتين " من وعن " أدنُ منه = الوصل والقرب في مقابل ينأَ عنّي = القطيعة والبعد.
    إذنْ فالعلاقة بين " الأنا/ الشاعر " و " الهو/ مالك " محكومة بعدم التكافؤ من حيث النوع والعدد فالشاعر يقوم بفعل إيجابيّ واحد " أدنو منه " فيما يقوم مالك في المقابل بفعلين سلبيّين " ينأ ويبعد ".
    ويواصل الشاعر تأكيد المقاطعة التي تلقـّـتها الأنا وتهويلها من خلال ذكر مجموعة من الأفعال والمصادر الدالّة عليها " يلوم، آيسني، يقذفوا، القذع، التهدّد، ظلم " ومن خلال إسناد فعل المقاطعة إلى فاعل آخر وهو قرط بن معبد، أو ضمير الجمع " ذوي القربى " بما يعكسه ذلك من تهويل الشكوى وتضخيمها، وبالتالي بيان مدى توجّع الأنا وظلامتها.
    ثالثا: المستوى المعجمي:
    لجأ الشاعر لاستخدام حقلين معجميّين هما ( حقل الإيذاء، وحقل التجنّي )؛ سعيا لإبراز معاناته وتوجّع ذاته، كما يلي:
    • حقل الإيذاء: " ينأى – يبعد – يلوم – لام – يقذفوا – التهدّد – مضاضة " استخدم الشاعر حقل الإيذاء؛ لأنّ الشكاية لا تقوم إلاّ لأنّ الشاكي لحِـقَـه الإيذاء.
    • حقل التجنّي: " الظلم – الذنب " استخدم الشاعر حقل التجـنّي، فقرن حقل الإيذاء بحقل التجنّي؛ لأنّ التشكّي لا يقتصر على تأذّي الشاكي فقط، بل ينبغي أن يكون التأذّي غير مبرّر له أي أن يكون جناية، وهذا ما فعله الشاعر بقوله: " وما أدري علامَ يلومني " و " على غير ذنب ".
    رابعا: المستوى التركيبي:
    • أكثر الشاعر في الأبيات من استعمال الجمل الفعليّة التقريريّة؛ سردا للوقائع المشكَّلة لتجربة الشاعر مع بعض أقربائه، وقد لجأ الشاعر لتهويل ما مورس في حقّه من إيذاء، وعلى الخصوص بعدما أظهره الشاعر من اعتداد بنفسه وفخر في المقطوعة السابقة، فالشاعر بدل الاعتراف بفضله وقيمته يلقى الهجر والإقصاء والنكران.
    • لجأ الشاعر في البيت العاشر إلى استخدام الجمل الاسميّة، والتي دلّت على الديمومة والاستمرار، وبالتالي صار المضمون المعبَّر عنه حقيقة دائمة مقرَّرة ومفادها أنّ إيذاء الأقارب آلم الإيذاءات وأوجعها، وقد اقترب هذه البيت من الحكمة، من حيث تقريره لحقيقة تنطبق على أزمنة مختلفة.
    • يشدَّد الشاعر على براءته من كلَِّ ذنب من خلال استخدام أسلوب النفي، الصريح كما في قوله : " على غير ذنب قلته " والضمني كما في قوله : " وما أدري علامَ يلومني ".
    خامسا: المستوى البلاغــي:
    التعجبّ الذي استهلّ به الشاعر المقطع يعكس استبعاده لأن يتوقّع ما بدر من أقاربه، كما يعكس المفارقة بين ما ينبغي أن يكون وما هو كائن وعلى الخصوص بالنظر إلى ما ساقه الشاعر في المقطوعة الأولى من مظاهر الاعتداد بالنفس ومدى ما يقدِّمه الشاعر لقومه، ومن هنا نلمح كثرة المتضادّات في المقطوعة التي تعكس المفارقة بين ما يقوم به الشاعر وما يقوم به ابن عمِّه وقومه، من مثل: " أدنُ منه ينأ عنّي ويبعد ".
    -------------------------------------------------------------


    المقطوعة ج
    11- لعمـــركَ مـــــا أمري عليّ بغمَّـــةٍ نهـاري ولا ليلــي عليَّ بســرمدي
    الغمّة: الأمر الغمّة أي الملتبس المبهم.
    سرمد: الذي لا نهاية له.
    نهاري و ليلي : تضاد .
    لعمرك : قسم انشائي غير طلبي .
    السرمد : الدائم ، الخالد .
    في الختام :الشاعر يبين طريقة معيشة .
    الشرح : أن الشاعر له تجربة في هذه الحياة و ا، طريقة كانت واضحة لا لبوس فيها و لا غموض و اذا هم الى شي مضى اليه دون تردد أو خوف .
    أبيات الحكمة : خالية من الصور البلاغية لأنها تخاطب العقل و لا تخاطب القلب




    منقول

    دعواتكِ
    أنتقل الى رحمة الله والدي في يوم الجمعة الموافق 2-1-1434هـ
    يارب ترحمه رحمة واسعة - لن أنساك ياأبي -

  3. #3
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية كاسب العز
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    جــــــــــــده
    المشاركات
    26,890
    ابو ندى بارك الله فيك

    لك مني أجمل تحية

    تقبل مرورى

    كاسب العز
    {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

    أنت الزائررقم

    لمــواضيعي





    جـــده

  4. #4
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    18

    رد: طلب شرح ابيات اولى ثانوي

    الابيات ناقصه .ﺂﻟﻟـَّـۂ يوفقكم أبيها كامله ضروررري عندي شرح ومحتاجتها ضروررري

  5. #5
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    18

    رد: طلب شرح ابيات اولى ثانوي

    .ﺂﻟﻟـَّـۂ يوووووووووووووووفقكم أبيهـــا كامـــله تكفوووووووووووون

  6. #6
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~
    الصورة الرمزية أبـو نـدى
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    4,875

    رد: طلب شرح ابيات اولى ثانوي

    [OVERLINE]طرفة بن العبد
    في الفخر والحكمة

    ـ البيت الأول:
    ـ إذا القـوم قالوا من الفتى الذي يقوم بالمهمات ويدفع الشـر ؟
    خلت أنني المراد بقولهم فلم أكسل عن الإجـابة في القيام بهذه المهمات ودفع الشر.

    ـ البيت الثاني:
    ـ أنا لا أسكن الأودية والأماكن المنخفضة, مخافة حلول الضيوف عندي أو غزو الأعـداء إياي, ولكني أعين القوم إذا استعانوا بي إما في استقبال الضيوف أو في
    قِـتال الأعداء.

    ـ البيت الثالث:
    ـ إن تطلبني في محفل القوم تجدني هناك, وإن تطلبني في بيوت الخمر تجدني أيضا ً هناك, ( يريد أنه يجمع بين الجـد والهزل ).

    ـ البيت الرابع:
    ـ إن اجتمع القـوم للفخر, تُـلاقني أنتمي إلى ذروة البيت الشريف أي إلى أعلى الشرف , ( يريد أنه أوفاهم حـظا ً من الحسب وأعلاهم سهما ً من النسب ) .

    ـ البيت الخامس:
    ـ ألا أيها الإنسان الذي يلومني على حضور الحرب وحضور اللـذات , هل تخلدني
    إن كففت عنها.

    ـ البيت السادس:
    ـ إن كنت لا تستطيع دفع موتي عني, فدعني أبادر الموت بإنفاق أملاكـي.
    ( يـريد أن الموت لابـد منه فلا معنى للبخل بالمال وترك اللذات .

    ـ البيت السابـع:
    ـ أرى قبر البخيل والحريص بماله كقبر الضال في بطالته المفسد بماله

    ـ البيت الثامن:
    ـ التشبيه ( شبّـه البقاء بكنز ينقص كل ليلة )
    ـ الشرح: ما تنقصه الأيام, والدهر ينفد لا محالة, فكذلك العيش صائر إلى النفاد
    لا محالة.

    ـ البيت التاسع:
    ـ أقسم أن الموت لا يخطأ الفتـى, والموت بمنزلة حبل الدابة ترعى فيه وطرفاه
    بيد صاحبه , يريد أنه لا يتخلص منه كما أن الدابة لاتفلت من الحبل ما دام صاحبها
    آخذا ً بطرف الحبل فكذلك الموت لا يتخلص منه الإنسان.

    ـ البيت العاشر:
    ـ يقول فما لي أراني وابن عمي مالكا ً متى تقربت منه تباعد عني .
    ( يستغرب الشاعر هجران ابن عمه له , مع تقرب الشاعر منه ) .

    ـ البيت الحادي عشر :
    ـ يلومني على غير شيء قلته أو جناية جنيتها, ولكنني طلبت إبل أخي ولم أتركها
    فنقــم مني وجعل يلـومني .

    ـ البيت الثاني عشـر :
    ـ ظلم الأقارب أشد تأثيرا ً في تهييج نار الحزن والغضب من وقع السيف القاطع.

    ـ البيت الثالث عشر :
    ـ أنا الرجل الضرب ( الرجل الخفيف اللحم ) الذي عرفتموه, ( والعرب تمتدح
    بخفة اللحم لأن كثرته داعية للكسل والثقل وهما يمنعان من الإسراع في أداء المهمات) وأنا في أداء ألأمور خفيف وسريع ومتيقظ, وشبّـه تيقظه وذكائه وسرعته
    بسرعة حركة رأس الحية.

    ـ البيت الرابع عشر :
    ـ لو كنت ضعيفا ً لضـرّني معاداة الناس واللئام, ولكنني قويا ً لا يضرني أحد.

    البيت الخامس عشر :
    ـ لكن لم يستطيع الرجال مجاراتي لشجاعتي وإقدامي في الحروب وكرم أصلي .

    ـ البيتان السادس عشر والسابع عشر:
    ـ ستصلك الأخبار بدون عناء ومن غير أن تبحث عنها
    [/OVERLINE]
    أنتقل الى رحمة الله والدي في يوم الجمعة الموافق 2-1-1434هـ
    يارب ترحمه رحمة واسعة - لن أنساك ياأبي -

  7. #7
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~
    الصورة الرمزية أبـو نـدى
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    4,875

    رد: طلب شرح ابيات اولى ثانوي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    هلا بك


    هذا الشرح :

    إذا القوم قالوا من فتى ؟ خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

    إذا قيل من هو البطل حسبت أنني المقصود قمت ولم أكسل ولم أتبلد ولم أجبن


    ولست بحلال التلاع مخافة لكن متى يسترفد القوم أرفد
    التلاع : مسايل الماء يسترفد : يطلب العطاء أرفد : أعطي
    أنا لا أحل الأماكن المنخفضة مخافة حلول الضيوف بي أو غزو الأعداء إياي ولكني أعين القوم إذا استعانوا بي إما في قري الضيوف ، وإما في قتال الأعداء


    فإن تبغني في حلقة القوم تلقني وإن تقتصني في الحوانيت تصطد
    وإن تطلبني في محفل القوم تجدني هناك ، وان تطلبني في بيوت الخمارين تجدني هناك يريد أنه يجمع بين الجد والهزل وهنا يصور حال الشباب في الجاهلية بأن مع اللهو وشرب الخمر إلا أنهم موجودون إذا طلب منهم النجدة.


    وإن يلتقي الحي الجميع تلاقني إلى ذروة البيت الرفيع المصمد
    المصمد : العظيم الذي يقصده الناس
    وإن اجتمع الحي للافتخار تلاقني أنتمي إلى ذروة البيت الشريف أي إلى أعلى الشرف يريد أنه أوفاهم حظا من الحسب وأعلاهم سهما من النسب


    ألا يا أبهذا اللائمي أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
    يا أيها اللائم احضر المعركة سترى شجاعتي وفي وقت اللهو فأنت لست مخلد في هذه الحياة


    فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي فدعني أبادرها بما ملكت يدي
    فإن كنت لا تستطيع أن تدفع موتي عني فدعني أبادر الموت بإنفاق أملاكي ، يريد أن الموت لابد منه فلا معنى للبخل بالمال وترك اللذات


    أرى قبر نحام بخيل بماله كقبر غوي في البطالة مفسد
    نحام : شديد البخل غوي: مسرف مفسد : متلف للمال
    لا فرق بين البخيل والجواد بعد الوفاة فلم أبخل بأموالي ، فقال : أرى قبر البخيل والحريص بماله كقبر المبذر المسرف في بطالته المفسد بماله


    أرى العيش كنزا ناقصا كل ليلة وما تنقص الأيام والدهر ينفد
    وما تنقصه الأيام والدهر ينفد لا محالة . فكذلك العيش صائر إلى النفاد ( تشبيه )


    لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لك الطول المرخى وثناياه في اليد
    الطول : الحبل ثناياه : طرفاه
    أنه لا يتخلص منه كما أن الدابة لا تفلت ما دام صاحبها آخذا بطرفي طولها . ولما جعل الموت قاد الفتى لهلاكه ومن كان في حبل الموت انقاد لقوده


    فما لي أراني وابن عمي مالكا متى أدنو منه ينأى عني ويبعد
    على غير شيء قلته غير أنني نشدت فلم أغفل حمولة معبدي

    فما لي أراني وابن عمي متي تقربت منه تباعد عني ؟ يستغرب هجرانه إياه مع تقربه هو منه ولم يطلب سوى إبل أخيه معبد التي نهبت منه

    فظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
    مضاضة : ألم
    يتألم من ظلم ابن عمه لأن ظلم الأقارب عنيف الوقع على النفس فهو أقو من ضربة السيف القاطع ( تشبيه)
    أنا الرجل اضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحية المتوقد
    وانا دخال في الأمور بخفة وسرعة . شبه الشاعر تيقظه وذكاء ذهنه بسرعة حركة رأس الحية وشدة توقدها


    فلو كنت وغلا في الرجال لضرني عداوة ذي الأصحاب والمتوحد
    لو كنت ضعيفا من الرجال لضرتني معاداة ذي الأتباع والمنفرد الذي لا أتباع له إياي ، ولكنني قوي منيع لا تضرني معاداتهم إياي


    ولكن نفا عني الرجال جراءتي عليهم وإقدامي وصدق ومحتد
    محتد: نسبي شريف
    ولكن نفى عني مباراة الرجال ومجاراتهم شجاعتي وإقدامي في الحروب وصدق عزيمتي وكرم أصلي
    ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
    ستطلعك الأيام بالعجائب على ما تغفل عنه وسينقل إليك الأخبار من لم تمده بزاده


    ويأتيك بالأخبار من لم تبع له بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
    سينقل إليك الأخبار من لم تشتر له متاع المسافر ولم تبين له وقتا للإخبار إليك أي أنه تمهل فتصلك الأخبار بدون عناء ومن غير مطلب لها.



    شرح أخر

    1) إذا القومُ قالوا مَنْ فتى؟ خلتُ أنّـني عُــنيتُ فلمْ أكسلْ ولمْ أتبلّد ِ
    مَنْ فتى؟: المقصود مَن الفتى المغوار الشجاع الذي يعيننا في أمرنا .
    خلت : ظننت ،حسبت .
    عنيت : قصدت .
    أكسل و أتبلد : ترادف.
    أتبلد : أكسل . ( المقصود لم أتردّد في تلبية ندائهم بالمساعدة ).
    الشرح : يعلن الشاعر على أنه مشهور و معروف بشجاعته و اقدامه بين أقرانه و كأنه المنادي لا يقصد غيره اذا صاح من الفتى عن إذن لم يجد منه الا الجواب السريع .
    البيت : خالي من الصور البلاغية .
    القوم : فاعل لفعل محذوف .
    الكلمات الدالة على الشجاعة : عنيت ، لم أكسل ، لم أتبلد .
    -------------------------------------------------------------
    2- ولستُ بحلاّل التــلاع مخــــافــــة ً ولكن متـى يسترفـــــد ِ القومُ أرفـــــد ِ
    حلاّل: كثير الحلول ( صيغة مبالغة ) .
    التلاع: جمع تلعة، وهي مجرى الماء من أعلى الجبل إلى الوادي.
    يسترفد: يطلب الرَفَد، والرفد هو العطاء ، أرفد: أقدّم العطاء.
    الشرح: ان ذهابه الى تلاع ليس هربا من الضعف و المحتاج فهو يعين القوم اذا استعانوا به أو قتال عدوه .
    البيت : لم يحتوي على الصور البلاغية .
    -------------------------------------------------------------
    3- وإنْ يلتـــق ِ الحــيُّ الجميعُ تلاقــني إلى ذروة البيت الشريـــف المُصـــمّد ِ
    البيت المصمد : البيت القوي الذي يقصد طلاب الحاجات .
    يلتقي الحي : يجتمع أهل الحي للتفاخر .
    البيت المُصمّد: القويّ الذي يقصده طلاّب الحاجات.
    ذروة البيت : أعلاه .
    الشرح : اذا اجتمع القوم للمفاخرة كانوا أعلاهم نسبا و أكرمهم بيتا ة على الرغم من تباعده و رحيله الدائم .
    صورة بلاغية : ذروة البيت الشريف : يشبه الشاعر نسبه (استعارة تصريحية) مثل المكان العالي سر الجمال : تجسيد ، المشبه : الذروة ، المشبه به : غير موجود .



    يقوم هذا المقطع على تكريس الأفعال والضمائر لبيان تفوّق الأنا ( للمفاضلة بين الأنا والهم ) فقد قام هذا المستوى على التقابل بين ضمير المتكلّم المفرد ( خلـتُ – عُنيـتُ – لســتُ – تلاقــني ...) وضمير الغائب الجمع (القوم قالوا – يلتقي الحيّ ... ) من حيث:
    1- العدد والحضور والغيبة في مقابل الهم: فالأنا في حضورها في الأبيات أكثر من الهم (خلـتُ – عُنيتُ – لم أكسل ( أنا ) – لم أتبلّد( أنا ) - لستُ – أرفد ( أنا ) – تلاقني – لا بنكرونني ) وذلك في مقابل الهـــم (القوم قالوا – يسترفد القوم - يلتقي الحيّ ) ، والأنــا ( الشاعر ) حاضــر متى طلــب منــه الهــم ( قومه ) التواجد.
    2- أفعال الطلب من الجماعة " الهــم " في مقابل أفعال الاستجابة من الشاعر " الأنــــا " في قولــه " متى يسترفد ِ القومُ أرفد ِ ": فالجماعــــة " القوم " تقوم بالطلب لنفسها ولفائدتها " يسترفد القوم " بينما يقوم الشاعر بالفعل لنفسه ولفائدة غيره، ممّا يعني نكرانه لذاته لأجلهم " القوم " وبالتالي يعكس أفضليّته عليهم.
    ثالثا: المستوى المعجمي
    يقابل الشاعر بين حقلين معجميّين هما ( حقل الذم، وحقل المدح )؛ سعيا لإبراز ذاته، وذلك من خلال نفي المفردات الذمّيّة عن نفسه، وتثبيت المفردات المدحيّة لها، وذلك كما يلي:
    • حقل الـــذم: " الكسل، التبلّد، الخوف، الإنكار " ( ينفيها الشاعر عن نفسه: لم أكسل، لم أتبلّد).
    • حقل المدح: " فتى، الرفد، الذروة، الشريف، المصمّد " ( يثبّتها الشاعر لنفسه: أرفد، تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد).
    رابعا: المستوى التركيبي
    عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب لبيان فخره بذاته، أبرزها:
    1- أسلوبا النفي والإثبات: يُسنِـدُ الشاعر لنفسه القيم الإيجابيّة مستخدما أسلوب الإثبات، ويجرّد عن ذاته القيم السلبيّة مستخدما أسلوب النفي، كما يلي:
    • أسلوب النفـــي: ( لم أكسل/ لم أتبلّد/ لستُ بحلاّل التلاع مخافة/ لا ينكرونني/ ولا أهل ....).
    • أسلوب الإثبات: ( خلتُ أنّني عُنيتُ / أرفد/ تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد).
    2- أسلوب الاستدراك:
    ولستُ بحلاّل التــلاع مخــــافــــة ً ولكن متـى يسترفـــــد ِ القومُ أرفـــــد ِ
    فما بعد لكنّ يُـبْـطِـل حكم ما قبلها، ويحلّ محلّه، والملاحظ من خلال البيت أنّ ما قبل لكنّ قيمة سلبيّة، بينما الذي بعدها قيمة إيجابيّة، الأمر الذي يؤكّد نفي الشاعر القيم السلبيّة عن ذاته، وترسيخ القيم الإيجابيّة لها.
    3- أسلوب الشرط: إذا القوم قالوا..... خلتُ أنّني... / متى يسترفد القوم أرفد / وإنْ يلتق ِ الحيّ.... تلافني.
    يستخدم الشاعر أسلوب الشرط للفخر بذاته، بما يحمله الشرط من معاني التأكيد، وبما يحمله من معنى التلازم والتواتر، فجواب الشرط واقعٌ ما وقع الشرط، فمتى طلَب قوم الشاعر الرفدَ منه رفدهم، ومتى استنفروه أجابهم، وعليه فقد استطاع الشاعر من خلال الشرط أن يثبّت مجموعة من الصفات، ويجعلها ملازمة لذاته، كما نفهم ممّا يلي:
    • إذا القوم قالوا..... خلتُ أنّني... = صفة النفرة والمساعدة.
    • متـــى يستـــرفـــد القـــوم أرفد = صفة العطاء والإجارة.
    • وإنْ يلتق ِ الحيّ.... تلافنــــــي = صفة السيادة، وعلى الخصوص إذا ما علمنا أن اللقاء في صدر البيت الثالث إنّما يكون للمفاخرة، وبما أنّ الشاعر في حالة التفاخر ينتمي للبيت الذي يقصده طلاّب الحاجات، فهذا يعني أنّه من السادة والأشراف؛ لأنّ الناس إنّما تقصد بيوت الأشراف والسادة لحاجاتها.
    خامسا:المستوى البلاغي
    لجأ الشاعر لاستخدام الجمل الخبريّة؛ رغبة منه في إسناد الخصال الجليلة لنفسه، إضافة لكونه في مقام التقرير والإخبار عن ذاته فخرا وإشادة.
    -------------------------------------------------------------
    المقطوعة ب
    5- فمالي أرانــــي وابن عمّي مالكــــــا متــــى أدنُ منــــه ينـــأَ عــنّي ويبعد ِينأى: يبتعد.
    أدنو و ينأ : تضاد .
    الشرح : التقرب منه و أمنحه حبي و مودتي لكنه يتباعد و يمعن في التباعد .
    البيت : خالي من الصور البلاغية

    - علي غير ذنب ٍ قلتُه غيــــر أنّـــني نشدتُ فلمْ أغفـــلْ حمــولة معبــــــد ِ
    نشدت : طلبتها .
    ينفي الشاعر عن الذنب الذي جناه من خلال البيت ؟ لم أغفل حمولة معبد .
    نشدتُ : طلبتُ .
    الحمولة: الإبل التي يحمل عليها.
    معبد: أخو طرفة
    الشرح : لقد جهدت نفسي في حفاظ على ابل أخي ما استطعت .

    - وظلمُ ذوي القربــى أشدّ مضاضـــة ً على النفس ِ من وقــع الحســام المهنّـد ِ
    مضاضة: الإيلام .
    الحسام: السيف القاطع .
    المهنّد: المصنوع في الهند.
    الشرح : ان ظلم الأقرباء هو أشد ما يؤلم القلب انه أشد على النفس من وقع السيف القاطع ، ظلم الأقارب أشد تأثيرا في تهيج نار حزن و الغضب من وقع السيف القاطع .
    صورة بلاغية : وظلمُ ذوي القربــى أشدّ مضاضة ً (استعارة كنية).شبه أشد وقعة على النفس بالسيف القاطع .
    -------------------------------------------------------------

    الفكرة الرئيسة : شكوى الشاعر وعتابه لابن عمّه وقومه.

    الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان شكواه " توجّع الذات (الأنا) "
    عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب والطرائق لبيان توجّع ذاته وشكواه، وقد جاءت هذه الأساليب على عدّة مستويات، منها المستوى الإيقاعي، والمستوى الصرفي،والمستوى المعجمي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي.
    أوّلا: المستوى الإيقاعي:
    التكرار: وهو تكرار بحكم السياق " سياق الشكوى جيء به على وجه التوجّه؛ استعطافا للسامع، وقد جاء على مستويين:
    1- الأصوات:
    • تكرار حروف اللام " مالي - مالك - يلوم – علام .."
    • تكرار حروف الميم " مالي - مالك - متى - يلوم – علام .."
    • تكرار حروف النون " أراني - ابن - أدنو.."
    2- الكلمات: " يلوم/ لامني – معبد / معبد – غير/غير – معبد/ يبعد – يقذفوا/ القذع ...".
    ثانيا: المستوى الصرفي
    في سبيل بيان توجّع ذات الشاعر، لجأ الشاعر إلى:
    التقابل بين الفعل المسند إلى المتكلّم " أنا/ الشاعر " والفعلين المسندين للمفرد الغائب " هو/ مالك " في قوله : " متى أدنُ منه ينأ عنّي ويبعد " إضافة لاستخدام الأداتين " من وعن " أدنُ منه = الوصل والقرب في مقابل ينأَ عنّي = القطيعة والبعد.
    إذنْ فالعلاقة بين " الأنا/ الشاعر " و " الهو/ مالك " محكومة بعدم التكافؤ من حيث النوع والعدد فالشاعر يقوم بفعل إيجابيّ واحد " أدنو منه " فيما يقوم مالك في المقابل بفعلين سلبيّين " ينأ ويبعد ".
    ويواصل الشاعر تأكيد المقاطعة التي تلقـّـتها الأنا وتهويلها من خلال ذكر مجموعة من الأفعال والمصادر الدالّة عليها " يلوم، آيسني، يقذفوا، القذع، التهدّد، ظلم " ومن خلال إسناد فعل المقاطعة إلى فاعل آخر وهو قرط بن معبد، أو ضمير الجمع " ذوي القربى " بما يعكسه ذلك من تهويل الشكوى وتضخيمها، وبالتالي بيان مدى توجّع الأنا وظلامتها.
    ثالثا: المستوى المعجمي:
    لجأ الشاعر لاستخدام حقلين معجميّين هما ( حقل الإيذاء، وحقل التجنّي )؛ سعيا لإبراز معاناته وتوجّع ذاته، كما يلي:
    • حقل الإيذاء: " ينأى – يبعد – يلوم – لام – يقذفوا – التهدّد – مضاضة " استخدم الشاعر حقل الإيذاء؛ لأنّ الشكاية لا تقوم إلاّ لأنّ الشاكي لحِـقَـه الإيذاء.
    • حقل التجنّي: " الظلم – الذنب " استخدم الشاعر حقل التجـنّي، فقرن حقل الإيذاء بحقل التجنّي؛ لأنّ التشكّي لا يقتصر على تأذّي الشاكي فقط، بل ينبغي أن يكون التأذّي غير مبرّر له أي أن يكون جناية، وهذا ما فعله الشاعر بقوله: " وما أدري علامَ يلومني " و " على غير ذنب ".
    رابعا: المستوى التركيبي:
    • أكثر الشاعر في الأبيات من استعمال الجمل الفعليّة التقريريّة؛ سردا للوقائع المشكَّلة لتجربة الشاعر مع بعض أقربائه، وقد لجأ الشاعر لتهويل ما مورس في حقّه من إيذاء، وعلى الخصوص بعدما أظهره الشاعر من اعتداد بنفسه وفخر في المقطوعة السابقة، فالشاعر بدل الاعتراف بفضله وقيمته يلقى الهجر والإقصاء والنكران.
    • لجأ الشاعر في البيت العاشر إلى استخدام الجمل الاسميّة، والتي دلّت على الديمومة والاستمرار، وبالتالي صار المضمون المعبَّر عنه حقيقة دائمة مقرَّرة ومفادها أنّ إيذاء الأقارب آلم الإيذاءات وأوجعها، وقد اقترب هذه البيت من الحكمة، من حيث تقريره لحقيقة تنطبق على أزمنة مختلفة.
    • يشدَّد الشاعر على براءته من كلَِّ ذنب من خلال استخدام أسلوب النفي، الصريح كما في قوله : " على غير ذنب قلته " والضمني كما في قوله : " وما أدري علامَ يلومني ".
    خامسا: المستوى البلاغــي:
    التعجبّ الذي استهلّ به الشاعر المقطع يعكس استبعاده لأن يتوقّع ما بدر من أقاربه، كما يعكس المفارقة بين ما ينبغي أن يكون وما هو كائن وعلى الخصوص بالنظر إلى ما ساقه الشاعر في المقطوعة الأولى من مظاهر الاعتداد بالنفس ومدى ما يقدِّمه الشاعر لقومه، ومن هنا نلمح كثرة المتضادّات في المقطوعة التي تعكس المفارقة بين ما يقوم به الشاعر وما يقوم به ابن عمِّه وقومه، من مثل: " أدنُ منه ينأ عنّي ويبعد ".



    منقول


    دعواتكِ
    أنتقل الى رحمة الله والدي في يوم الجمعة الموافق 2-1-1434هـ
    يارب ترحمه رحمة واسعة - لن أنساك ياأبي -

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •