صفحة 11 من 13 الأولىالأولى ... 9 10 11 12 13 الأخيرةالأخيرة
النتائج 151 إلى 165 من 183

الموضوع: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

  1. #151
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق

    هو عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو أكبر ولد أبي بكر الصديق. قاله الزبير بن بكار قال: وكانت فيه دعابة. وأمه أم رمان أم عائشة فهو شقيقه، بارز يوم بدر وأحد مع المشركين..
    حاله في الجاهلية:
    كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فغيره النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وتأخر إسلامه إلى أيام الهدنة، فأسلم وحسن إسلامه.
    وقال أبو الفرج في "الأغاني: "لم يهاجر مع أبيه؛ لأنه كان صغيرا.
    ـ وخرج عبد الرحمن مقاتلا مع جيش المشركين، وفي غزوة أحد كان مع الرماة الذين جنّدتهم قريش لمحاربة المسلمين، وعند بدأ القتال بالمبارزة وقف عبد الرحمـن يدعو إليه من المسلميـن من يبارزه، ونهـض أبوه أبو بكر الصديق ليبارزه لكن الرسـول الكـريم حال بينه وبين مبارزة ابنـه.
    قصة إسلامه:
    خرج قبل الفتح في فتية من قريش منهم معاوية إلى المدينة، فأسلموا. أخرجه الزبير بن بكار عن ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، وفيما قال نظر.
    ومنذ أن أسلم عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما وهو لم يتخلف عن غزوة او جهاد أو طاعة ويوم اليمامة أبلى فيه بلاءاً لا مثيل له فهو الذي أجهز على محكم بن طفيل العقل المدبر لمسيلمة الكذاب وصمد مع المسلمين حتى اجهزوا على جيش الردة والكفر.
    أهم ملامح شخصيته:
    كان عبد الرحمن بن أبي بكر لم يجرب عليه كذبة قط وقال ابن عبد البر كان شجاعا راميا حسن الرمي وشهد اليمامة فقتل سبعة من أكابرهم منهم محكم اليمامة وكان في ثلمة من الحصن فرماه عبد الرحمن بسهم فأصاب نحره فقتله ودخل المسلمون من تلك الثلمة
    ـ لقد كان جوهر شخصيته- رضي الله عنه- الولاء المطلق لما يقتنع به، ورفضه للمداهنة في أي ظرف كان، ففي يوم أن قرر معاوية أخذ البيعة لابنه يزيد بحد السيف، كتب إلى مروان عامله على المدينة كتاب البيعة وأمره أن يقرأه على المسلمين في المسجد، وفعل مروان ولم يكد يفرغ من القراءة حتى نهض عبد الرحمن محتجا قائل:( والله ما الخيار أردتم لأمة محمد، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هَرَقِليَّة، كلما مات هِرقْل قام هِرَقْل )
    ومن ملامح شخصيته كرمه وبذله يروى أن أعرابية وقفت على عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما فقالت إنى أتيت من أرض شاسعة تخفضني خافضة وترفعني رافعة في بوادي برين لحمي وهضن عظمي وتركنني والهة قد ضاق بي البلد بعد الأهل والولد وكثرة من العدد لا قرابة تؤويني ولا عشيرة تحميني فسألت أحياء العرب من المرتجي سيبه المأمون عيبه الكثير نائله المكفي سائله فدللت عليك وأنا امرأة من هوازن فقدت الولد والوالد فاصنع في أمري واحدة من ثلاث إما أن تحسن صفدي وإما أن تقيم أودي وإما أن تردني إلى بلدي قال بل أجمعهن لك ففعل ذلك بها.
    بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
    قالت السيدة عائشة دخل عبد الرحمن بن أم رومان أخي على النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وفي يده سواك رطب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مولعا بالسواك فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشخص بصره إليه فقلت يا عبد الرحمن اقضم السواك فناولنيه فمضغته ثم أدخلته في في رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسوك به فجمع بين ريقي وريقه. بعض المواقف من حياته مع الصحابة: بينه وبين أبيه يوم بدر <84> قال ابن هشام: نادى أبو بكر الصديق ابنه عبد الرحمن وهو يومئذ مع المشركين فقال أين مالي يا خبيث؟ فقال عبد الرحمن:
    لم يبق غير شكة ويعبوب وصارم يقتل ضلال الشيب
    ـ وخبر الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر - ولم يجرب عليه كذبة قط - ذكر عنه حكاية ؛ أنه لما جاءت بيعة يزيد بن معاوية إلى المدينة قال عبد الرحمن لمروان: جعلتموها والله هرقلية وكسروية. يعنى جعلتم ملك الملك لمن بعده من ولده. فقال له مروان: اسكت فإنك أنت الذي أنزل الله فيك وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ فقالت عائشة: والله ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن، إلا أنه أنزل عذري. ويروى أنها بعثت إلى مروان تعتبه وتؤنبه وتخبره بخبر فيه ذم له ولأبيه لا يصح عنه. وبعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية، فردها عبد الرحمن وأبى أن يأخذه، وقال: أبيع ديني بدنياي؟!
    ـ وعن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهم، قدم الشام في تجارة - يعني في زمان جاهليته - فرأى هنالك امرأة يقال له: ليلى ابنة الجودي. على طنفسة، حولها ولائده، فأعجبته - قال ابن عساكر: رآها بأرض بصرى فقال فيها
    تذكرت ليلى والسماوة دونها فما لابنة الجودي ليلى وما ليا
    وأنى تعاطى قلبه حارثية تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
    وأنى تلاقيها بلى ولعلها إن الناس حجوا قابلا أن توافيا
    قال: فلما بعث عمر بن الخطاب جيشه إلى الشام قال للأمير على الجيش: إن ظفرت بليلى بنت الجودي عنوة فادفعها إلى عبد الرحمن بن أبي بكر فظفر بها فدفعها إليه، فأعجب بها وآثرها على نسائه، حتى جعلن يشكونه إلى عائشة، فعاتبته عائشة على ذلك، فقال: والله كأني أرشف بأنيابها حب الرمان. فأصابها وجع سقط له فوه، فجفاها حتى شكته إلى عائشة، فقالت له عائشة: يا عبد الرحمن، لقد أحببت ليلى فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت، فإما أن تنصفه، وإما أن تجهزها إلى أهله. فجهزها إلى أهلها.
    ـ وتقدم عمرو ابن العاص إلى مصر في جيوشه، ومن لحق به من العثمانية، والجميع في قريب من ستة عشر ألف.وركب محمد بن أبي بكر في قريب من ألفي فارس وهم الذين انتدبوا معه من أهل مصر، وقدم بين يدي جيشه كنانة بن بشر، فجعل لا يلقى أحدا من الشاميين إلا قاتلهم حتى يلحقهم مغلوبين إلى عمرو بن العاص، فبعث عمرو بن العاص إليه معاوية بن حديج، فجاءه من ورائه، وأقبل إليه الشاميون حتى أحاطوا به من كل جانب؛ فترجل عند ذلك كنانة وهو يقول: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا الآية. ثم قاتل حتى قتل وتفرق أصحاب محمد بن أبي بكر عنه، ورجع يمشي فرأى خربة فأوى إليها، ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر، وذهب معاوية بن خديج في طلب محمد بن أبي بكر، فمر بعلوج في الطريق فقال لهم: هل مر بكم أحد تستنكرونه؟ قالوا: لا. فقال رجل منهم: إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة. فقال: هو هو ورب الكعبة. فدخلوا عليه فاستخرجوه منها -وقد كاد يموت عطشا- فانطلق أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص، وكان قد قدم معه إلى مصر، فقال: أيقتل أخي صبرا؟ فبعث عمرو بن العاص إلى معاوية بن خديج أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر ولا يقتله. فقال معاوية: كلا والله أيقتلون كنانة بن بشر وأترك محمد بن أبي بكر وقد كان في من قتل عثمان، وقد سألهم عثمان الماء فلم يسقوه؟ وقد سألهم محمد بن أبي بكر أن يسقوه شربة من الماء. فقال معاوية: لا سقاني الله إن سقيتك قطرة من الماء أبدا؛ إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما، فتلقاه الله بالرحيق المختوم.
    بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
    ـ أخبر أبو عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث وإن أربع فخامس أو سادس وأن أبا بكر جاء بثلاثة فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة قال فهو أنا وأبي وأمي فلا أدري قال وامرأتي وخادم بيننا وبين بيت أبي بكر وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حيث صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته وما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك قال أوما عشيتيهم قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا فأبوا قال فذهبت أنا فاختبأت فقال يا غنثر فجدع وسب وقال كلوا لا هنيئا فقال والله لا أطعمه أبدا وايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها قال يعني حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر منها فقال لامرأته يا أخت بني فراس ما هذا قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات فأكل منها أبو بكر وقال إنما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل ففرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل فأكلوا منها أجمعون أو كما قال..
    ـ وروى عبد الرحمن بن أبي بكر عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله عز وجل ليدعو بصاحب الدين يوم القيامة فيقيمه بين يديه فيقول أي عبدي فيم أذهبت مال الناس فيقول أي رب قد علمت أني لم أفسده إنما ذهب في غرق أو حرق أو سرقة أو وضيعة فيدعو الله عز وجل بشيء فيضعه في ميزانه فترجح حسناته..
    بعض كلماته:
    ـ قال عبد الرحمن بن أبي بكر في هوى ليلى بنت أمير دمشق
    تذكرت ليلى والسماوة دونها فما لابنة الجودي ليلى وما ليا
    وأنى تعاطى قلبه حارثية تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
    وأنى تلاقيها بلى ولعلها إن الناس حجوا قابلا أن توافيا
    الوفاة:
    قال أبو زرعة الدمشقي: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر في نومة نامها. ورواه أبو مصعب عن مالك، عن يحيى بن سعيد، فذكره وزاد: فأعتقت عنه عائشة رقابا ولما توفي كانت وفاته بمكان يقال له: الحبشي - على ستة أميال من مكة. وقيل: اثنى عشر ميلا - فحمله الرجال على أعناقهم حتى دفن بأعلى مكة فلما قدمت عائشة مكة زارته، وقالت: أما والله لو شهدتك لم أبك عليك، ولو كنت عندك لم أنقلك من موضعك الذي مت فيه. ثم تمثلت بشعر متمم بن نويرة في أخيه مالك
    وكنا كندمانى جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
    فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
    رواه الترمذي وغيره.
    وروى ابن سعد أن ابن عمر رأى فسطاطا مضروبا على قبر عبد الرحمن - ضربته عائشة بعد ما ارتحلت - فأمر ابن عمر بنزعه وقال: إنما يظله عمله. ويقال: إن عبد الرحمن توفي سنة ثلاث وخمسين. قاله الواقدي وكاتبه محمد بن سعد وأبو عبيد وغير واحد. وقيل: سنة أربع وخمسين. فالله أعلم.
    المصادر:
    الطبقات الكبرى - الإصابة في تمييز الصحابة - فتح الباري في صحيح البخاري - وغير ذلك...













  2. #152
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    <<فرحان عشان سبعه يشاهدون الموضوع^_^













  3. #153
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    عبادة بن الصامت


    اسمه وموقف والده وأمه من الإسلام

    هو عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم من بني سالم بن عوف من الخزرج. ولد عبادة بن الصامت في المدينة قبل الهجرة بثمانٍ وثلاثين سنة، فهو أصغر من رسول اللهبخمسة عشر عامًا. أبوه الصامت بن قيس لم يدرك الإسلام، وتُوفِّي على دين قومه، أما أُمُّه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك من الخزرج، فقد أسلمت وبايعت رسول الله.

    إسلامه

    كان عبادة بن الصامتمن أوائل الذين أسلموا من الأنصار، وذلك في السنة العاشرة من بعثة الرسول، أي قبل الهجرة بثلاث سنوات. ومنذ أن أسلم عبادة بن الصامتارتبط برسول اللهارتباطًا وثيقًا، وتعلق به تعلقًا شديدًا، فلم يكن من مشهد من مشاهد الإسلام إلا وحضره، ولم يغزُ رسول اللهغزوةً، ولم يسر إلى مكان إلا وكان معه، وقد رُوِي له عن رسول اللهمائة وواحد وثمانون حديثًا.

    أثر الرسول في تربيته

    عبادة بن الصامتمن الرعيل الأول الذي عاش خير حياته وأعظمها وأثراها مع الرسول الكريم، الرعيل الذي صهره النضال وصقلته التضحية، وعانق الإسلام رغبًا لا رهبًا، وباع نفسه وماله. وقد استعمله رسول اللهعلى الصدقات، وقال له: "اتقِ الله، ألا تأتي يوم القيامة ببعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثُؤَاج"[1]. فقال عبادة : فوالذي بعثك بالحق، لا أعمل عمل اثنين. وبايع النبيعلى ألاَّ يخاف في الله لومة لائم.

    أهم ملامح شخصيته

    بطولته

    أما بطولته العسكرية فقد تجلت في مواطن كثيرة؛ فعندما طلب عمرو بن العاصمددًا من الخليفة لإتمام فتح مصر، أرسل إليه أربعة آلاف رجل، على رأس كل منهم قائد حكيم، وصفهم الخليفة قائلاً: "إني أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف رجل منهم رجلٌ بألف رجل". وكان عبادة بن الصامتواحدًا من هؤلاء الأربعة الأبطال.

    بعض المواقف من حياته مع الرسول

    بيعة العقبة الأولى

    كان عبادة بن الصامتممن بايعوا رسول اللهفي بيعة العقبة الأولى، أو كما عُرفت ببيعة النساء؛ قال عبادة بن الصامت:
    "كنت ممن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلاً، فبايعنا رسول اللهعلى بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب، على أن لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم ذلك فأمركم إلى الله، إن شاء عذَّب وإن شاء غفر".

    بيعة العقبة الثانية

    وتمت بيعة العقبة الثانية التي فيها النصر والحماية، وقال نبي الله: "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم". فقالوا: يا رسول الله، نبايعك. فقال: "تبايعوني على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والنفقة في العسر واليسر، لا تخافوا في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة". فبايعوه على ذلك، وقال رسول اللهللأنصار: "أخرجوا منكم اثني عشر نقيبًا؛ تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس". فكان عبادة بن الصامتأحد نقباء الخزرج.

    بعض المواقف من حياته مع الصحابة

    موقفه مع معاوية

    عن أبي قلابة قال: كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار، فجاء أبو الأشعث. قال: قالوا: أبو الأشعث، أبو الأشعث. فجلس، فقلت له: حدِّث أخانا حديث عبادة بن الصامت. قال: نعم، غزونا غزاة وعلى الناس معاوية، فغنمنا غنائم كثيرة، فكان فيما غنمنا آنية من فضة، فأمر معاوية رجلاً أن يبيعها في أعطيات الناس، فتسارع الناس في ذلك، فبلغ عبادة بن الصامت، فقام فقال: "إني سمعت رسول اللهينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبُرّ بالبُرّ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح إلا سواء بسواء، عينًا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى". فردَّ الناس ما أخذوا.

    فبلغ ذلك معاوية، فقام خطيبًا فقال: "ألا ما بال رجال يتحدثون عن رسول اللهأحاديث، قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه". فقام عبادة بن الصامت فأعاد القصة، ثم قال: لنُحدثَنَّ بما سمعنا من رسول اللهوإن كره معاوية.

    موقفه مع عمر

    وفي خلافة أمير المؤمنين عمر، لم يستطع الفاروق أن يحمله على قبول منصبٍ ما، إلا تعليم الناس وتفقيههم في الدين. فهذا هو العمل الوحيد الذي آثره عبادة بن الصامت، مبتعدًا بنفسه عن الأعمال الأخرى المحفوفة بالزهو وبالسلطان وبالثراء، والمحفوفة أيضًا بالأخطار التي يخشاها على مصيره ودينه. وهكذا سافر إلى الشام ثالث ثلاثة: هو، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء؛ حيث ملئوا البلاد علمًا وفقهًا ونورًا.

    أثره في الآخرين

    في خلافة عمر بن الخطابكتب يزيد بن أبي سفيانإليه: قد احتاج أهل الشام إلى من يعلِّمهم القرآن ويفقههم. فأرسل إليه عمر: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبا الدرداء؛ فأقام عبادة بحمص، فاستخلفه عليها أبو عبيدة بن الجراح عندما سار لفتح "طرطوس" ففتحها. وكان أول من وَلِي قضاء فلسطين من قِبل عمر بن الخطاب.

    وكانممن جَمَعَ القُرْآنَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ؛ فعن محمد بن كعب القرظي، قال: "جمع القرآن في زمان النبيخَمْسَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَاذٌ، وَعُبَادَةُ، وَأُبَيٌّ، وَأَبُو أَيُّوْبَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ".

    بعض ما روى عن الرسول

    عن أنس بن مالكقال: أخبرني عبادة بن الصامتأن رسول اللهخرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: "إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس".

    ويروي الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، أن رسول اللهقال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

    وعن جنادة بن أبي أمية، حدثني عبادة بن الصامت، عن النبيقال: "من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، ثم قال: "اللهم اغفر لي، أو دعا استُجيب له، فإن توضأ وصلَّى قُبلت صلاته".

    موقف الوفاة

    لمّا حضرت عبادةالوفاة قال: "أخرجوا فراشي إلى الصحن[2]، ثم قال: "اجمعوا لي مَوَاليَّ وخدمي وجيراني، ومن كان يدخل عليَّ". فجُمِعوا له، فقال: "إنّ يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليَّ من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإني لا أدري لعلّه قد فرط منّي إليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو -والذي نفس عبادة بيده- القِصاص يوم القيامة، وأُحَرِّج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتصَّ مني قبل أن تخرج نفسي". فقالوا: بل كنت مؤدبًا. قال: "اللهم اشهد".

    ثم قال: "أمّا لا، فاحفظوا وصيّتي: أُحَرِّج على إنسانٍ منكم يبكي عليَّ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا وأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كلّ إنسان منكم المسجد فيصلي ثم يستغفر (لعُبَادة) ولنفسه؛ فإن الله -تبارك وتعالى- قال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة: 45]. ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تُتبِعُني نار، ولا تضعوا تحتي أرجوانًا[3]".

    وكانت وفاتهسنة 34 من هجرة رسول اللهبمدينة الرملة في فلسطين، وهو يناهز الاثنين وسبعين عامًا.
    [1] الثؤاج: صوت النعاج.
    [2] الصحن: أي الدار.
    [3] الأرجوان: صبغ أحمر شديد الحمرة













  4. #154
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    عباد بن بشر


    هو الإمام أبو الربيع الأنصاري الأشهلي عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل أحد البدريين.. كان من سادة الأوس.
    عباد بن بشر ابن وقش الإمام أبو ربيع الأنصاري الأشهلي أحد البدريين.

    عمره عند الإسلام وقصة إسلامه ومن الذي دعاه:

    كان عباد بن بشر الأشهلي حين لاح في آفاق يثرب أول شعاع من أشعة الهداية المحمدية فيموفور الشباب غض الأهاب تعرف في وجهه نضرة العفاف والطهر وتلمح في تصرفاته رزانة الكهول على الرغم من أنه لم يكن إذ ذاك قد جاوز الخامسة والعشرين من مره.
    وقد اجتمع إلى الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير فسرعان ما ألفت بين قلبيهما أواصر الإيمان ووحدت بين نفسيهما كريم الشمائل ونبيل الخصائل وقد استمع إلى مصعب وهو يرتل القرآن بصوته الفضي الدافئ نبرته الشجية الآسرة (فشغف بكلام الله حباً وأفسح له في سويداء فؤاده مكاناً رحباً وجعله شغله الشاغل فكان يردده في ليله ونهاره وحله وترحاله حتى عرف بين الصحابة بالإمام وصديق القرآن.
    أسلم على يدي مصعب بن عمير قبل الهجرة قبل إسلام معاذ وأسيد بن الحضير.
    أسلم عباد قديماً بالمدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير وكان إسلامه قبل إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي الله عنهما.




    أهم ملامح شخصيته


    عن عائشة رضي الله عنها قالت: تهجد النبي صلى الله عليه سلم في بيتي فسمع صوت عباد يصلي في المسجد فقال يا عائشة، أصوت عباد هذا؟ قالت نعم قال اللهم ارحم عباد وفي رواية اللهم اغفر له"
    وقد استمع إلى مصعب وهو يرتل القرآن بصوته الفضي الافئ ونبرته الشجية الآسرة فشغف بكلام الله حياً وأفسح له في سويداء فؤاده مكاناً رحباً وجعله شغله فكان يردده في ليله وهاره وحله وترحاله حتى عرف بين الصحابة بالإمام وصديق القرآن.
    ـ شهد عباد بن بشر مع الرسول صلوات الله عليه مشاهده لها وكان له في كلمنها موقف يليق بحامل القرآن.
    من ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قفل عائداً من غزوة "ذات الرقاع نزل بالمسلمين في شعب من الشعاب ليقضوا ليلتهم في÷.
    وكان أحد المسلمين قد سبى في أثناء الغزوة امرأة من نساء المشركين في غيبة زوجها فلما حضر الزوج ولم يجد امرأته أقسم باللات والعزى ليلحق بمحمد أصحابه وألا يعود إلا إذا أراق منهم دماً.
    ما كاد المسلمون ينيخون رواحلهم في الشعب حتى قال لهم الرسول صلوات الله عليه: من يحرسنا في ليلتنا هذه؟
    فقام إليه عباد بن بشر وعمار بن ياسر وقالا: نحن يا رسول الله وقد كان النبي آخى بينهما حين قدم المهاجرون على المدينة.
    فلما خرجا إلى فم الشعب قال عباد بن بشر لأخيه عمار بن ياسر: أي شطري الليل تؤثر أن تنام فيه: أوله أم أخره؟ فقال عمار: بل أنام في أوله.
    واضطجع غير بعيد عنه.
    كان الليل ساجياً هادئاً وادعاً وكان النجم والشجر الحجر تسبح بحمد ربيها وتقدس له فتاقت نفس عباد بن بشر إلى العبادة واشتاق قلبه إلى القرآن وكان أحلى ما يحلو له القرآن إذا رأيته مصلياً فيجمع متعة الصلاة إلى متعة التلاوة.
    فتوجه إلى القبلة ودخل في الصلاة وطفق يقرأ من سورة الكهف بصوته الشجي الندي العذب.
    وفيما هو سابح في هذا النور الإلهي الأسنى تمارق في لألاء ضيائه أقبل الرجل يحث الخطى فلما رأى عباد من بعيد منتصباً على فم الشعب عرف أن النبي صلى الله عليه وسلم باخله وأنه حارس القوم فوتر قوسه وتناول سهماً من كنانته رماه به فضه فيه.
    فانتزعه عباد من جسده ومضى متدفقاً في تلاوته غارقاً في صلاته..
    فرماه الرجل بآخر فضه فيه فانتزعه كما انتزع سابقه فرماه بثالث فانتزعه كما انتزع سابقيه، وزحف حتى غدا قريباً من صاحبه وأيقظه قائلاً:
    انهض فقد أثخنتي الجراح. فلما رآهما الرجل ولى هراباص..
    وحانت التفافة من عمار إلى عباد فرأى الدماء تنزف غزيرة من جراحه الثلاثة فقال له: سبحان الله هلا أيقظتني عند اول سهم رماك به؟!
    فقال عباد كنت في سزرة اقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها وأيم الله لولا خوفي أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لكن قطع نفسي أحب إلى من قطعها.
    شجاعته وفدائيته:
    وكان كبير العذر رضي الله عنه أبلى يوم اليمامة بلاءاً حسناً وكان احد الشجعان الموصوفين.
    كان عباد رضي الله عنه من فضلاء الصحابة وكان سيداً كبير القدر أوجز الذهبي معالم وملامح الإقدام والسيادة في عباد فقال "كان أحد الشجعان الموصوفين" شهد عباد بدراً واحداً والخندق والحديبية وحين توبك وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وكان رضي الله عنه موصوفاً بشدة البأس والشجاعة حتى قال عمر رضي الله عنه لرسول الله في غزوة بني المصطلق "مر عباد بن بشر فليضرب عنق المنافق عبد الله بن أبي بن سلول.
    أما فدائية عباد فكانت شيئاً أخر عبقت به دنيا المغازي وأوردت شجاعته كتب التراجم والسير.. ومن أعلام أعماله الفدائية أنه شارك فيقتل كعب بن الأشرف اليهودي وكفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شر هذا الفاجر الأفاك.
    وجاهد عباد يومئذ جموع المرتدين من بني حنيفة وكان له غناء ويلاء لم ير لأحد مثله.
    يقال: أنه قتل يومئذ عشرين مشركاً.
    أنه كان يضرب بسيفه حتى يحني فبقومه على ركبتيه ثم يبدأ فيضرب به وجوه المرتدين.
    قال رافع بن خديج:
    رأيت عباداً يوم اليمامة، وتقدم إليه رجل من بني حنيفة كأنه جمل، فقال إلأي يا أخا الأنصار أتحسب أنا كمن لاقيتم في بلدان الحجاز؟! فتقدم إليه عباد وهو على ذلك مجروح كثير الجراح فاختلفا ضربتين فضربه عباد ضربة قطعت رجليه من الساقين ثم تجاز وغادره ينوء على ركبتيه، فناداه الحنفي أجهز على قتيلك يا ابن الأكارم، فرجع إليه فقتل ثم برز له أخر فضربه عباد بالسيف على عاتقه مستكمناً ضربة أيدي سحره، "الرئة" يعني بلغت الضربة أعماق صدره فبانت رئتاه"، ثم تجاوز يفري في بني حنيفة فلما رأت ذلك حنيفة حنقت فحملا عليه فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه رضي الله عنه.
    قال رافع: وإن حنيفة لتذكره فكان إذا كان بالرجل منهم جراحه يقول هذا ضربني..
    شعوره بالمسؤولية وتخصصه في الحراسة:
    في غزوة الأحزاب تولى عباد حراسة قبة النبي صلى الله عليه وسلم.
    قال سعد: وكان عباد بن بشر على حرس قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره من الأنصار يحرسونه كل ليلة فكان المشركون يتناوبون بينهم فيغدوا أبو سفيان ف أصحابه يوماً ويغدوا خلد بن الوليد يماً ويغدوا عمرو بن العاص يوماً ويغدوا هبيرة بن أبي وهب يماً ويغدو ضرار بن الخطايب الوتري يوماً.
    ولله در القائل في حراسة عباد لقبة النبي صلى الله عليه وسلم:
    من ينم عن لهدم أو محدم فابن بشر ساهر لم ينم
    يحس القبة ما فيها سوى حارس الجيش أو حارس العلم.
    وي غزوة تبوك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد بن بشر على حرسه واوكل إليه هذه المهمة.




    أثره في الآخرين دعوته وتعليمه


    وقد رأى عباد من خلال المعارك التي لم يقق المسلمون فيها نصراً يكر من تواكل الأنصار على المهاجرين وتواكل المهارين على الأنصار ما شحن صدره أسى وغيظاً وسمع من تنايترهم ما حشا سمعه جمراً وشوكاً فأيقن أنه لا نجاح للمسلمين في هذه المعارك الطاحنة إلا إذا تميز كل من الفريقين عن الأخر ليتحمل مسؤوليته حده وليعلم المجاهدون الصابرون حقاً.
    فلما طلع النهار واستؤنف القتال علا عباد بن بشر نشزاً (مكان مرتفع من الأرض) وجعل يصيح: يا معشر الأنصار تميزوا من الناس.
    واحطموا جفون السيوف ولا تركوا الإسلام يؤتي من قبلكم
    وما زال يردد ذلك النداء حتى اجتمع عليه نحو أربعمائة منهم على رأسهم ثابت بن قيس والبراء بن مالك وأبو دجانه صاحب سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى عباد بن بشر بمن معه يشق الصفوف بسيفه ويلقي الحتوف يدصره حتى كسرت شوكة مسيلمة الكذاب من معه والجئوا إلى حديقة الموت.




    بعض كلماته


    قال عباد الشعر في قتل كعب بن الأشرف:
    صرخت له فلم يعرض لصوتي ووافي طالعاً من رأس جدر
    فعدت له فقال من المنادي فقلت أخوك عباد بن بشر
    فقال محمد أسرع إلينا فقد جئنا لتشكرنا تقري
    وترقدنا فقد جئنا سفايا بنصف الوسق من حب وتمر
    وهذي ورعنا رهنا فخذها لشهر أت وفي أو نصف شهر
    فقال معاشر سغبوا وجاعوا وما عدموا العتي من غير فقر
    فأقبل نحونا يهوي سريعاً وقال لنا لقد جئتم لأمر
    وفي أيماننا بيض حداد مدربة بها الكفار تفري
    فعانقه ابن مسلمة المردي به الكفار كالليث الهزبر
    وشد بسيفه صلتا عليه فقطره أبو عبس بن جبر
    وصلت وصاحباي فكانا لما قتلناه الخبيث كذبح رعتر
    وجاء برأسه نفر كرامه هم ناهيك من صدق بر
    فكان الله ما دمنا فأبنا بأنعم نعمة وأعز نصر
    وقال يناجي ربه:
    عذابه فيك عذب وبعده فيك قرب
    وأنت عندي كروحي بل أنت منها أحب
    حسبي من الحب أني لما تحب أحب

    وفاته: في الليلة التي سبقت المعركة الحاسمة رأى عباد بن بشر فيما يراه النائم أن السماء انفرجت له، فلما دخل فيها ضمته إليها وأغلقت عليه بابها. فلما أصبح
    حدث أبا سعيد الخدري برؤياه وقال:
    الله إنها الشهادة يا أبا سعيد..
    ومضى عباد بن بشر بمن معه يشق صفوف بسيفه ويلقي الحتوف بصدره حتى كسرت شوكة مسيلمة ومن معه وألجئوا إلى حديقة الموت.
    وهناك عند أسوار الحديقة سقط عباد بن بشر شهيداً مضرجاً بدمائه وفيه ما فيه من ضربات السيوف وطعنات الرماح ووقع السهام حتى أنهم لم يعرفوه إلا بعلامة كانت في جسده.
    ويشهد أبو سعيد الخدري لعباد بالشجاعة أيضاً يوم اليمامة وينقل لنا صوته يومئذ وهو يصيح بالأنصار! احطموا جفون السيوف وتميزوا من الناس وجعل يقول أخلصونا أخلصونا، فأخلصوا أربع مئة رجل من الأنصار ما يخالطهم أحد يقدمهم عباد بن بشر وأبو دجانة والبراء بن مالك رضي الله عنهم.
    حتى انتهوا إلى باب الحديقة فقاتلوا أشد التال، وقتل عباد بن بشر رحمه لله فرأيت بوجهه ضرباً كثيراً، ما عرفته إلا بعلامة كانت في جسده.
    كان من سادة الأوس، عاش خمساً وأربعين سنة.
    استشهد رضي الله عنه يوم اليمامة.
    مناقبه وما قيل فيه:
    عن يحي بن عباد بن عبد الله عن أبيه، قال قالت عائشة ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً كلهم من بني عبد الأشهل:
    سعد بن معاذ ـ عباد بن بشر ـ وأسيد بن حضير
    وعن أنس رضي الله عنه أن أسيد ن حضيرلا وعباد بن بشر كانا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء، قال: فلما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما فكانا يمشيان في ضوئها فلما تفرقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا..
    المراجع:
    الإصابة في تمييز الصحابة - فرسان النهار من الصحابة الأخيار - صور من حياة الصحابة - البداية والنهاية - صور من حياة الصحابة - نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء.













  5. #155
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح


    هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه من السابقين الأولين من الأنصار.
    أثر الرسول صلى الله عليه سلم في تربيته:
    رفض سيدنا عاصم بن عمرو بكل عزة وإباء أن ينزل في جوار المشركين وأبى إلا قتالهم حتى تنفرد سالفته فعن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت فانطلقوا حتى كانوا بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل وهم بنو لحيان فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام حتى لحقوهم وأحاطوا بهم وقالو: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجل. فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في جوار مشرك اللهم فأخبر عنا رسولك. فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر.
    الجمع بين الجهاد والعلم:
    جهاده:
    جمع سيدنا عاصم بن عمرو بين العلم والجهاد فهو الذي جاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وأحد وقتل عدداً من المشركين وموقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة العقبة يدل على علمه بالحرب.
    وهو الذي قتل عقبة بن أبي معيط الأموي يوم بدر وقتل مسافع بن طلحة وأخاه كلاب كلاهما اشعره سهما فيأتي أمه سلافة ويقول: سمعت رجلا حين رماني يقول: خذها وانا ابن الأقلح فنذرت إن أمكنها الله تعالى من رأس عاصم لتشربن فيه الخمر.
    علمه وفقهه:
    كان عاصم بن ثابت ممن أنعم الله عليهم بالعلم والفقه في دين الله وكان على راس الوفد الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم عضل والقارة ولكنهم غدروا بهم. ويروي محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمرو بن قتادة قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة فقالوا يا رسول الله إن فينا إسلاماً، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفراً ستة من أصحابه وهم مرثد بن أبي مرثد العنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، قال ابن اسحاق هو أمير القوم،وخالد بن البكير الليثي حليف بني عدي، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، أخو بني عمرو بن عوف وخبيب بن عدي أخو بني جحجيي بن كلفة بن عمر بن عوف، وزيد بن الدثنة أخو مني بياضة بن عامر وعبد الله بن طارق حليف بن ظفر رضي الله عنهم.
    مواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه سلم:
    يروي الحسين بن السائب فيقول: لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: " كيف تقاتلون " فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فأخذ القوس والنبل وقال: أي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع أو نحو ذلك كان الرمي بالقسي فإذا دنا القوم تنالنا وتنالهم بالرماح حتى تتقصف فإذا تقصف تركناها وأخذنا السيوف فكانت السلة والمجالدة بالسيوف قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاتل فليقاتل قتال عاصم "
    أثره في الآخرين:
    قال ابن إسحاق:
    لما خرج عاصم مع القوم حتى غدا وكانوا على الرجيع، ماء لهذيل بناحية الحجز من صور الهدأة غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلاً، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأييهم السيوف قد غشوهم فأخذا أسيافهم ليقاتلوا القوم فقالوا لهم: إنا والله ما نريد قتلكم ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة ولكم عهد الله وميثاقه أن لا تقتلكم. فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا: والله لا تقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً.
    بعض كلماته:
    ما علتي وأنا جلد نابل والقوي فيها وتر وعنابل
    تزل ن صفحتها المعايل الموت حق الحياة باطل
    وكل ما حم الإله نازل بالمرء إليه آيل.
    إن لم أقاتلكم فامى هابل
    وفاته:
    وقتل يوم أحد من أصحاب ألوية المشركين: مسافعاً، والحارث. فنذرت أمهما سلافة بنت سعد أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر، وجعلت لمن جاءها برأسه مائة ناقة، فقدم ناس من بني هذيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يوجه معهم من يعلمهم، فوجه عاصماً في جماعة، فقال لهم المشركون: استأسروا فإنا لا نريد قتلكم وإنما نريد أن ندخلكم مكة فنصيب بكم ثمناً، فقال عاصم: لا أقبل جوار مشرك، فجعل يقاتلهم حتى فنيت نبله، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه، فقال: اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم لي لحمي آخره، فجرح رجلين وقتل واحداً، فقتلوه وأرادوا أن يحتزوا رأسه، فبعث الله الدبر فحمته، ثم بعث الله سيلاً في الليل فحمله، وذلك يوم الرجيع.
    ولما قتله المشركون أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد، وكانت نذرت أن تشرب الخمر في رأس عاصم لأنه قتل ابنيها بأحد، فجاءت النحل فمنعته، فقالوا: دعوه حتى يمسي فنأخذه. فبعث الله الوادي فاحتمل عاصماً، وكان عاهد الله أن لا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك، فمنعه الله في مماته كما منع في حياته يقول صاحب فرسان النهار تذكر عاصم نذر سلاقة الذي نذرته وجرد سيفه وهو يقول "اللهم إني احمي لدينك وادفع عنه فاحمي لحمي وعظمي لا تظفر بهما أحداً من أعداء الله، الله إني حميت دينك أول النهار فأحمي جسدي أخره"
    وكانت وفاته في غزوة الرجيع العام الرابع الهجري.
    ما قيل فيه:
    كان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعته:" يحفظ الله العبد المؤمن كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركاً أبداً في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع في حياته"
    وقال الحافظ بن حجر:"إنما استجاب الله له في حماية لحمه من المشركين ولم يمنعهم من قتله، لما أراد من إكرامه بالشهادة، ومن كرامته حمايته من هتك حرمته يقطع لحمه.
    عناية الرحمن تعصم عاصماً عن أن ينال براحة أو أضبع بالسيل الدير من أعدائه في مصرع أكرم به من مصرع.
    المراجع:
    الإصابة في تمييز الصحابة - أسد الغابة - فرسان النهار من الصحابة الأخيار - الكامل في التاريخ - المنتظم - البداية والنهاية..













  6. #156
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    طلحة بن عبيد الله


    اسمه ومنزلته

    هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، يكنى أبا محمد، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض. وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللهبالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أهل الشورى الذين تُوُفِّي رسول اللهوهو عنهم راضٍ، وأحد الذين كانوا مع رسول اللهعلى الجبل فتحرَّك بهم.

    كانرجلاً آدم، حسن الوجه، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، ولا بالسبط. وأمه الصعبة بنت الحضرمي، وقد أسلمت وهاجرت، وعاشت بعد ابنها قليلاً.

    متى ولد؟ ومتى أسلم؟

    ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم في بدايات الدعوة الإسلامية، فهو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام.

    قصة إسلامه

    عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: قال لي طلحة بن عبيد الله: حضرت سوق بُصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: قلت: نعم، أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعدُ؟ قال: قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه.

    قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعًا حتى قدمت مكة، فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد بن عبد الله الأمين تنبَّأَ، وقد تبعه ابن أبي قحافة. قال: فخرجت حتى دخلت على أبي بكر، فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلقْ إليه فادخلْ عليه فاتّبعه؛ فإنه يدعو إلى الحق. فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج أبو بكربطلحة فدخل به على رسول الله، فأسلم طلحةوأخبر رسول اللهبما قال الراهب، فسُرَّ رسول اللهبذلك.

    ولم يشهد طلحة بن عبيد اللهبدرًا؛ وذلك أن رسول اللهكان وجَّهه وسعيد بن زيد -رضي الله عنهما- يتجسسان خبر العير فانصرفا، وقد فرغ رسول اللهمن قتال من لقيه من المشركين، ولكنه شهد أُحدًا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله.

    كرمه

    أكرم العرب في الإسلام طلحة بن عبيد الله، جاء إليه رجل فسأله برحم بينه وبينه، فقال: "هذا حائطي (بستاني) بمكان كذا وكذا، وقد أعطيت فيه مائة ألف درهم، يراح إليَّ بالمال العشية، فإن شئت فالمال، وإن شئت فالحائط".

    وقال قبيصة بن جابر: صحبت طلحة بن عبيد الله، فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل مالٍ من غير مسألة منه.

    طلحة يوم أحد

    لما كان يوم أُحد أبلى فيه طلحةبلاءً حسنًا، وبايع رسول اللهعلى الموت، وحماه من الكفار، واتّقى عنه النبل بيده حتى شلِّت أصبعه، ووقاه بنفسه.

    بعض المواقف من حياته مع الرسول

    أنا لها يا رسول الله

    عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِفِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَالَ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟" فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "كَمَا أَنْتَ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "أَنْتَ". فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟"

    فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: "كَمَا أَنْتَ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا. فَقَالَ: "أَنْتَ". فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ، حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِوَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟" فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ، فَقَالَ: حَسِّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لَوْ قُلْتَ بِاسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ"، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ.

    بشارته بالشهادة

    عن أبي هريرةأن رسول اللهكان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله: "اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَو صِدِّيقٌ أَو شَهِيدٌ".

    بعض المواقف من حياته مع الصحابة

    مع علي بن أبي طالب

    عن رفاعة بن إياس الضبي، عن أبيه، عن جده قال: كنا مع عليٍّيوم الجمل، فبعث إلى طلحة بن عبيد اللهأنِ الْقِني، فأتاه طلحة، فقال: نشدتك الله، هل سمعت رسول اللهيقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من ولاه وعادِ من عاداه؟" قال: نعم. قال: فلِمَ تقاتلني؟ قال: لم أذكر. قال: فانصرف طلحة.

    مع أبي بكر الصديق

    دخل على أبي بكرطلحةُ بن عبيد الله، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر -وكان مضطجعًا-: أجلسوني. فأجلسوه، فقال لطلحة: أبالله تخوِّفني؟! إذا لقيت الله ربي فساءلني، قلتُ: استخلفتُ على أهلك خير أهلك.

    أثره في الآخرين

    روى عن رسول الله، وروى عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى بنو طلحة، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس.

    المعلم والقدوة

    عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، قال: كنا نصلي والدواب تمرُّ بين أيدينا، فذكرنا ذلك لرسول الله، فقال: "مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ".

    بعض كلماته

    عن طلحة بن عبيد اللهقال: "لقد أُعطي ابن عباس فهمًا لقنًا وعلمًا، وما كنت أرى عمر يقدم عليه أحدًا".
    وقال: "إنا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء، لكننا نتصبر".
    وقال أيضًا: "الكسوة تُظهِر النعمة، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء".

    موقف الوفاة

    قُتل طلحةيوم الجمل سنة 36هـ؛ وذلك لما قرَّر الانسحاب من المعركة، بعدما أخبره عليٌّبحديثٍ لرسول اللهكان قد نسيه. يقال: رماه مروان بن الحكم بسهمٍ، فأرداه قتيلاً.













  7. #157
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    ضماد بن ثعلبة


    هو ضماد بن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة.
    وكان صديقا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وكان رجلا يتطبب ويرقي ويطلب العلم.(1)
    إسلامه:
    أسلم ضماد بن ثعلبة الأسدي عندما سمع رسول الله يقول:
    (الحمد لله نحمد ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له)(2)
    فعن ابن عباس: أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمدا مجنون. فقال: لو رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي. فلقيه فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن " الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد ". فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء. فأعادهن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا فقال: " والله لقد سمعت قول الكهنة وسمعت قول السحرة وسمعت قول الشعراء فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات والله لقد بلغت ناعوس البحر فمد يدك أبايعك على الإسلام " فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وعلى قومك" فقال: وعلى قومي قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئا أعزم على رجل أصاب شيئا من أهل هذه الأرض إلا رده. فقال رجل منهم: أصبت مطهرة. فقال ارددها إن هؤلاء قوم ضماد.(3)
    فهذه هي القلوب الطاهرة قلوب صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، يذعن للهدي والحق عندما يراه، فبمجرد أن سمع كلام النبي صلي الله عليه وسلم آمن ودخل نور الحق إلي قلبه.
    المصادر:
    1 - أسد الغابة [جزء 1 - صفحة 532]
    2 - محمد رسول الله [جزء 1 - صفحة 604]
    3 - أسد الغابة [جزء 1 - صفحة 533]













  8. #158
    ., مطفوق الشمال ,. الصورة الرمزية ~عبدالله العنزي~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    آلــرٍرٍرٍيــآإآإآإآضٌ
    المشاركات
    1,782

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    يعطيك الف عافيه ابو عبدالله ماقصرت وانا اخوك لا تعبت


    تحياتي لك تقبل مروري


    لك مني احترام وتقدير


    دمت بود وسعادة
    جــــآآآآآرٍرٍرٍيٌ التــــزٍزٍزٍبيـــط ٌ ..~


    الْي متْى صْمتْك يرْدْك عْن الْبـوْح
    و الْي مْتى حزْنْك مع الْصمْت رحاْل ..







    [email protected]

  9. #159
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غـربــلونــي وطــعــتهمـ, مشاهدة المشاركة
    يعطيك الف عافيه ابو عبدالله ماقصرت وانا اخوك لا تعبت


    تحياتي لك تقبل مروري


    لك مني احترام وتقدير


    دمت بود وسعادة
    حياك الله ياغربلوني

    أسعدني تواجدك













  10. #160
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    ضرار بن الأزور


    ضرار بن الأزور واسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك.(1)
    قال البغوي سكن الكوفة.
    ويقال أنه كان له ألف بعير برعاتها فترك جميع ذلك (لله ). (2)
    من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
    لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له ألف بعير برعاتها فأخبره بما خلف وقال: يا رسول الله قد قلت شعر. فقال: هيه فقال:
    خلعت القداح وعزف القي... ن والخمر أشربها والثمالا
    وكري المحبر في غمرة... وجهدي على المسلمين القتالا
    وقالت جميلة: شتتن... وطرحت أهلك شتى شمالا
    فيا رب لا أغبنن صفقتي... فقد بعت أهلي ومالي بدالا
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما غبنت صفقتك يا ضرار.(3) فهكذا كان يصنع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم بأموالهم كانوا ينفقونها في سبيل الله، يبيعون الدنيا ويشترون الآخرة، يبيعون الفاني ويشترون الباقي.
    وقال ضرار أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة فأمرني أن أحلبها فجهدت حلبها فقال دع داعي اللبن.

    بعض المواقف مع الصحابة رضي الله عنهم:

    وأبلي في موقعة اليرموك أحسن البلاء لأنه يدرك قيمة الشهداء عند الله عز وجل فعن عكرمة بن أبي جهل أنه نادي يوم اليرموك: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موطن وأفر منكم اليوم. ثم نادى: من يبايعني على الموت فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جراحة وقتلوا إلا ضرار بن الأزور.(4)
    وبعث خالد ضرارا في سرية فأغاروا على حي من بني أسد فأخذوا امرأة جميلة فسأل ضرار أصحابه أن يهبوها له ففعلوا فوطئها ثم ندم فذكر ذلك لخالد فقال قد طيبتها لك فقال لا حتى تكتب إلى عمر فكتب أرضخه بالحجارة فجاء الكتاب وقد مات فقال خالد ما كان الله ليخزي ضرارا ويقال إنه الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد ويقال إنه ممن شرب الخمر مع أبي جندب فكتب فيهم أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر فكتب إليه ادعهم فسائلهم فإن قالوا إنها حلال فاقتلهم وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ففعل.(5)

    وفاته:
    اختلف في وفاة ضرار بن الأزور رضي الله عنه، فقال ابن عبد البر: قُتل ضرار بن الأزور يوم أجنادين في خلافة أبي بكر وقال غيره: توفي ضرار بن الأزور في خلافة عمر بالكوفة.
    وذكر الواقدي قال: قاتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة قتالا شديدا حتى قطعت ساقاه جميعا فجعل يحبو على ركبتيه ويقاتل وتطؤه الخيل حتى غلبه الموت.
    وقد قيل: مكث ضرار باليمامة مجروحا ثم مات قبل أن يرتحل خالد بيوم. قال: وهذا أثبت عندي من غيره.(6)
    وذكر ابن الأثير أنه شهد موقعة اليرموك سنة ثلاث عشرة من الهجرة.
    المصادر:
    1 - الاستيعاب [ج1 ص224 ]
    2 - الإصابة [ ج3 ص482 ]
    3 - أسد الغابة [ج1 ص531 ]
    4 - أسد الغابة [ج1 ص782]
    5 - الإصابة [ج3 ص482]
    6 - الاستيعاب [ج1 ص 225 ]













  11. #161
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    حكيم بن حزام


    نسبه وقبيلته

    هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي، ابن أخي خديجة أم المؤمنين زوج رسول الله.

    حالة في الجاهلية

    كان حكيم بن حزام من سادات قريش، وكان صديق رسول اللهقبل البعثة، وكان يوده ويحبه بعد البعثة، ولكنه تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح[1].

    وقد اشترى حكيم بن حزام زيد بن حارثة، وكان زيد فيما روي عن أنس بن مالك وغيره مسبيًّا من الشام، سبته خيل من تهامة، فابتاعه حكيم بن حزام بن خويلد، فوهبه لعمته خديجة[2]. وقد شهد حكيم بن حزام بدرًا الكبرى مع الكفار، ونجا مع من نجا[3].

    بالنظر في حكيم بن حزام قبل إسلامه نجده في مكانة مرموقة بين سادات قريش، كما نجده على فطرته السليمة لم يتأثر بما حوله من فساد. قال الزبير: جاء الإسلام وفي يد حكيم الرفدة، وكان يفعل المعروف ويصل الرحم. وفي الصحيح أنه سأل النبيقال: أشياء كنت أفعلها في الجاهلية، أَلِيَ فيها أجر؟ قال: "أسلمت على ما سلف لك من خير"[4].

    إسلامه

    أسلم حكيم بن حزام بن خويلد من قبل أن يفتح رسول اللهمكة بيوم. وقد تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح، وثبت في السيرة وفي الصحيح أنهقال: "من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن"[5].

    وقد تركت تربية رسول اللهأثرًا واضحًا في شخصية حكيم بن حزام، ولعل خير دليل على هذا الأثر هو هذا الحديث الذي يرويه حكيم بن حزام بنفسه دون أن يجد أي غضاضة في ذلك، وهو من هو سنًّا ومقامًا، وهذا أيضًا من أثر تربية الرسول.

    أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام قال: "سألت رسول اللهفأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "يا حكيم، هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى". فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر يدعو حكيمًا ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبل منه شيئًا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبله، فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد النبيحتى توفي[6].

    أهم ملامح شخصيته

    الكرم

    كان مسئول الرفادة.

    ومن ذلك أنه باع دار الندة لمعاوية بمائة ألف درهم ثم تصدق بها جميعًا، فعاتبه الزبير، فقال له: يابن أخي، اشتريت بها دارًا في الجنة.

    واسع العلم

    فقد كان من علماء الأنساب في قريش.

    بعض المواقف من حياته مع الرسول

    شهد حكيم بن حزام موقعة بدر الكبرى مع المشركين، فيقول: لما كان يوم بدر أمر رسول اللهفأخذ كفًّا من الحصى، فاستقبلنا به، فرمى بها وقال: "شاهت الوجوه". فانهزمنا، فأنزل الله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17][7].

    وأراد حكيم بن حزام أن يهدي الرسولهدية، وكان حكيم بن حزام لا يزال مشركًا، ويروي ذلك فيقول: كان محمدأحب رجل في الناس إليَّ في الجاهلية، فلما تنبأ وخرج إلى المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم وهو كافر، فوجد حلة لذي يزن تباع فاشتراها بخمسين دينارًا ليهديها لرسول الله، فقدم بها عليه المدينة، فأراده على قبضها هدية فأبى، قال عبيد الله: حسبت أنه قال: "إنا لا نقبل شيئًا من المشركين، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن". فأعطيته حين أبى عليَّ الهدية[8].

    بعض المواقف من حياته مع الصحابة

    كان له موقف يحسب له يوم قتل عثمانحيث قال رجل: يدفن بدير سلع مقبرة اليهود. فقال حكيم بن حزام: والله لا يكون هذا أبدًا وأحد من ولد قصي حي. حتى كاد الشر يلتحم، فقال ابن عديس البلوي: أيها الشيخ، وما يضرك أين يدفن. فقال حكيم بن حزام: لا يدفن إلا ببقيع الغرقد حيث دفن سلفه وفرطه. فخرج به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلاً وفيهم الزبير بن العوام، فصلى عليه حكيم بن حزام. قال الواقدي: الثبت عندنا أنه صلى عليه جبير بن مطعم[9].

    بعض مواقفه مع التابعين

    وله بعض المواقف الرائعة مع التابعين؛ فعن عروة بن الزبير قال: لما قتل الزبير يوم الجمل، جعل الناس يلقوننا بما نكره ونسمع منهم الأذى، فقلت لأخي المنذر: انطلق بنا إلى حكيم بن حزام حتى نسأله عن مثالب قريش، فنلقى من يشتمنا بما نعرف. فانطلقنا حتى ندخل عليه داره، فذكرنا ذلك له، فقال لغلامه: أغلق باب الدار. ثم قام إلى وسط راحلته، فجعل يضربنا وجعلنا نلوذ منه حتى قضى بعض ما يريد، ثم قال: أعندي تلتمسان معايب قريش؟! ايتدعا في قومكما يُكَفّ عنكما مما تكرهان. فانتفعنا بأدبه[10].

    بعض الأحاديث التي نقلها عن الرسول

    عن حكيم بن حزام قال: بينا رسول اللهبين أصحابه، إذ قال لهم: "هل تسمعون ما أسمع؟" قالوا: ما نسمع من شيء. فقال رسول الله: "إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، وما فيها من موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم"[11].

    وعن حكيم بن حزام، عن النبيقال: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا -أو قال: حتى يتفرقا- فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما"[12].

    وأخرج البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام، عن النبيقال: "اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله"[13].

    وفاته

    قال البخاري في التاريخ: مات سنة ستين وهو ابن عشرين ومائة سنة، قاله إبراهيم بن المنذر، ثم أسند من طريق عمر بن عبد الله بن عروة، عن عروة قال: مات لعشر سنوات من خلافة معاوية.

    وروي أنه "كبر حكيم بن حزام حتى ذهب بصره، ثم اشتكى فاشتد وجعه، فقلت: والله لأحضرنه فلأنظرن ما يتكلم به عند الموت، فإذا هو يهمهم، فأصغيت إليه فإذا هو يقول: لا إله إلا أنت أحبك وأخشاك. فلم تزل كلمته حتى مات. وفي رواية أخرى فإذا هو يقول: لا إله إلا الله، قد كنت أخشاك فإذا اليوم أرجوك"[14].
    [1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 2/112.

    [2] القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 14/118.

    [3] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 2/112.

    [4] مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده (340)، 1/79.

    [5] ابن كثير: السيرة النبوية 3/548.

    [6] البخاري: باب الاستعفاف عن المسألة (14039)، 2/535. ومسلم: باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى وأن اليد العليا هي المنفقة وأن السفلى هي الآخذة (2434)، 3/94.

    [7] رواه الهيثمي في مجمع الزائد: باب غزوة بدر (9998)، 6/112.

    [8] رواه أحمد في مسنده (15323)، 24/39، 40.

    [9] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/688.

    [10] أبو الحجاج المزي: تهذيب الكمال 7/191.

    [11] الطبراني: المعجم الكبير (3123)، 3/201.

    [12] البخاري: باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا (2004)، 2/743 وأبواب أخرى في صفحات متفرقة. ومسلم: باب الصدق في البيع والبيان (3937)، 5/10.

    [13] البخاري: باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى (1361)، 2/518.

    [14] أبو الحجاج المزي: تهذيب الكمال 7/192.













  12. #162
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    صهيب بن سنان


    هو صهيب بن سنان بن مالك ويقال خالد بن عبد عمرو بن عقيل، ويقال: طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمري، أبو يحيى وأمه من بني مالك بن عمرو بن تميم، وهو الرومي قيل له ذلك؛ لأن الروم سبوه صغيرا.
    قال ابن سعد: وكان أبوه وعمه على الأبلة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل، فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن، ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان التميمي، فأعتقه.
    حاله في الجاهلية:
    لقد كان والده حاكم ( الأبلة ) ووليا عليهـا لكسرى، فهو من العرب الذين نزحوا إلى العراق قبل الإسلام بعهد طويل، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات، فعاش صهيب طفولة ناعمة سعيدة، إلى أن سبي بهجوم رومي، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم، وأخذ لسانهم ولهجتهم، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه وإخلاصه، فاعتقه وحرره، وسمح له بالاتجار معه..
    ونتيجة إعجاب سيده بذكائه ونشاطه وإخلاصه اعتقه وحرره وأخذ يتاجر معه حتى أصبح لديه المال الكثير.
    قصة إسلامه:
    يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه-: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها...
    فقلت له: ماذا تريد؟
    فأجابني: ماذا تريد أنت؟
    قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول...
    قال: وأنا أريد ذلك...
    فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسين، ثم خرجن، ونحن مستخفيان فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً...
    وروى ابن سعد، عن أبي عثمان النهدي ورواه الكلبي في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس وله طرق أخرى، ورواه ابن عدي من حديث أنس والطبراني من حديث أم هانئ ومن حديث أبي أمامة عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- السباق أربعة أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق الفرس.
    أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
    عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة، علم صهيب به، وكان من المفروض أن يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، ولكن أعاقه الكافرون، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء، أدركه قناصة قريش، فصاح فيهم:( يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجل، وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا إن شئتم، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )...
    فقبل المشركين المال وتركوه قائلين:( أتيتنا صعلوكا فقير، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك و بمالك؟؟)...فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهلل: (ربح البيع أبا يحيى... ربح البيع أبا يحيى) فقال: (يا رسول الله، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل )
    فنزل فيه قوله تعالى:( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ ")... البقرة آية ( 207 )...
    ـ وروى ابن عيينة في تفسيره وابن سعد من طريق منصور، عن مجاهد أول من أظهر إسلامه سبعة فذكره فيهم، وروى ابن سعد من طريق عمر بن الحكم قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكذا صهيب وأبو فائد وعامر بن فهيرة وقوم وفيهم نزلت هذه الآية: "ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا" .
    أهم ملامح شخصيته:
    جوده وإنفاقه
    كان صهيباً جواداً كريم العطاء ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله يعين المحتاج ويغيث المكروب ويطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً حتى أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: (أراك تطعم كثيراً حتى أنك تسرف) فأجابه صهيب: لقد سمعت رسول الله { يقول: (خياركم من أطعم الطعام ورد السلام) فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام
    بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
    يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للإسلام فيقول:( لم يشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط، إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضره، ولا غزا غزاة قط، أول الزمان وآخره، إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط، إلا كنت أمامهم، ولا خافوا وراءهم، إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه )...
    وكان إلى جانب ورعه خفيف الروح، حاضر النكتة، فقد رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأكل رطب، وكان بإحدى عينيه رمد، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضاحك:( أتأكل الرطب وفي عينيك رمد)... فأجاب قائل:( وأي بأس...؟ إني آكله بعيني الأخرى!!)...
    بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
    موقفه مع عمر بن الخطاب:
    روى البغوي من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس. فقال عمر ما له يدعو الناس؟ قلت: إنما يدعو غلامه يحنس، فقال له: يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال؛ أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي، وتكنى باسم نبي وتبذر مالك. قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في الحق، وأما كنيتي فكنانيها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا، فأخذت لسانهم، ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام.
    ـ كانت حياة صهيب مترعة بالمزايا والعظائم، فان اختيار عمر بن الخطاب إياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة.
    فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر.. وعندما أحس نهاية الأجل، فراح يلقي على اصحابه وصيته وكلماته الأخيرة ثم قال: " وليصلّ بالناس صهيب"..
    ـ لقد اختار عمر يومئذ ستة من الصحابة، ووكل اليهم أمر الخليفة الجديد.. وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة، ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين، واختيار الخليفة الجديد، يختار من يؤم المسلمين في الصلاة..؟
    إن عمر وخاصة في تلك اللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها الى الله ليتأني ألف مرة قبل أن يختار.. فإذا اختار، فلا أحد هناك أوفر حظا ممن يقع عليه الاختيار..
    ولقد اختار عمر صهيبا..
    اختاره ليكون إمام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد.. بأعباء مهمته..
    اختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة الله على عبده الصالح صهيب بن سنان..
    بعض ما روى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
    فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل
    عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له..
    عن ابن عمر عن صهيب قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد إلي إشارة وقال لا أعلم إلا أنه قال إشارة بإصبعه
    قال وفي الباب عن بلال وأبي هريرة وأنس وعائشة.
    وفاته:
    مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين، وهو ابن سبعين. وكانت وفاته في المدينة المنورة.













  13. #163
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    جليبيب


    نسبه وقبيلته

    مثله مثل بعض الصحابة غير منسوب، ولكن ذكره أبو الفرج بن الجوزي في كتابه (صفة الصفوة) عن ابن سعد قال: وسمعت من يذكر أن جليبييبًا كان رجلاً من بني ثعلبة حليفًا في الأنصار[1].

    زواجه

    كان جليبيب امرأً يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي: لا يدخلن اليوم عليكن جليبيبًا؛ فإنه إن دخل عليكن لأفعلن ولأفعلن. قالت: وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيِّم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبيفيها حاجة أم لا، فقال النبيلرجلٍ من الأنصار: "زوجني ابنتك". قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين. فقال: "إني لست أريدها لنفسي". قال: فلمن يا رسول الله؟ قال: "لجليبيب". فقال: يا رسول الله، أشاور أمها. فأتى أمها فقال: رسول اللهيخطب ابنتك. فقالت: نعم ونعمة عين. فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب. فقالت: أجليبيب إنيه أجليبيب إنيه؟ (تعجب واستنكار)، ألا لعمر الله لا نزوجه.

    فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول اللهفيخبره بما قالت أمها، قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، قالت: أتردون على رسول اللهأمره؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني. فانطلق أبوها إلى رسول اللهفقال: شأنك بها، فزوجها جليبيبًا.

    فدعا لها رسول الله: "اللهم اصبب عليها الخير صبًّا، ولا تجعل عيشها كدًّا". ثم قتل عنها جليبيب، فلم يكن في الأنصار أيمٌ أنفق منها[2].

    وفاته

    وذلك أنه غزا مع رسول اللهبعض غزواته ففقده وأمر به يطلبه، فوجده قد قتل سبعة من المشركين ثم قُتل وهم حوله مصرَّعين، فدعا له وقال: "هذا مني وأنا منه"، ودفنه ولم يصلِّ عليه[3].
    [1] ابن الجوزي: صفة الصفوة ص283.

    [2] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 6/423.

    [3] رواه مسلم: باب من فضائل جليبيب، رقم (6512)، 7/152.













  14. #164
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    سلمان الفارسي

    اسمه وكنيته

    هو سلمان الفارسي، يكنى أبا عبد الله، من أصبهان، سافر يطلب الدين مع قوم فغدروا به فباعوه لرجل من اليهود، ثم إنه كوتب فأعانه النبيفي كتابته. أسلم مقدم النبيالمدينة، ومنعه الرّقّ من شهود بدر وأُحد، وأول غزوة غزاها مع النبيالخندق، وشهد ما بعدها، وولاّه عمر المدائن.

    قصة إسلامه

    عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما قال: حدثني سلمان الفارسيقال: "كنت رجلاً فارسيًّا من أهل أصبهان من أهل قرية منها يقال لها: جَيٌّ، وكان أبي دِهْقَانَ قريته، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تُحبس الجارية، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة، وكانت لأبي ضَيْعَةٌ عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يومًا فقال لي: يا بُنَيّ، إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب فَاطَّلِعْها. وأمرني فيها ببعض ما يريد، فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم، ورغبت في أمرهم، وقلت: هذا والله خير من الذي نحن عليه. فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي ولم آتها، فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام.

    قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله، فلما جئته قال: أي بني، أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قال: قلت: يا أبت، مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس. قال: أي بني، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه. قلت: كلا، والله إنه لخير من ديننا. قال: فخافني فجعل في رجلي قيدًا ثم حبسني في بيته. قال: وبعثت إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام تجارًا من النصارى فأخبروني بهم. قال: فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بقدوم تجار، فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم.

    فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكنيسة. فجئته، فقلت: إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك، وأتعلم منك وأصلي معك. قال: فادخل. فدخلت معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها شيئًا اكتنزه لنفسه، ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قِلال من ذهب، وأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع. قال: ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعطِ المساكين منها شيئًا. قالوا: وما علمك بذلك؟ قلت: أنا أدلكم على كنزه. قالوا: فدلنا عليه. قال: فأريتهم موضعه، فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا وورقًا، فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه أبدًا.

    قال: فصلبوه ثم رجموه بالحجارة، ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً يصلي الخمس أَرَى أنه أفضل منه، وأزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلاً ونهارًا منه. قال: فأحببته حبًّا لم أحبه من قبله، فأقمت معه زمانًا، ثم حضرته الوفاة، قلت له: يا فلان، إني كنت معك فأحببتك حبًّا لم أحبه أحدًا من قبلك، وقد حضرتك الوفاة، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم أحدًا اليوم على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلاً بالموصل وهو فلان، وهو على ما كنت عليه، فَالْحَقْ به.

    قال: فلما مات وغَيَّبَ لحقت بصاحب الموصل، فقلت له: يا فلان، إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على أمره. فقال لي: أقم عندي. قال: فأقمت عنده، فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة، قلت له: يا فلان، إن فلانًا أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك، وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه إلا رجلاً بنَصِيبِينَ وهو فلان، فَالْحَقْ به.

    قال: فلما مات وغَيَّب، لحقت بصاحب نصيبين، فجئت فأخبرته بما جرى وما أمرني به صاحبي، قال: فأقم عندي. فأقمت عنده، فوجدته على أمر صاحبيه، فأقمت مع خير رجل، فوالله ما لبث أن نزل به الموت، فلما حضر قلت له: يا فلان، إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم أحدًا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلاً بعَمُّورِيَّةَ، فإنه على مثل ما نحن عليه، فإن أحببت فَأْتِهِ؛ فإنه على مثل أمرنا.

    قال: فلما مات وغَيَّبَ لحقت بصاحب عمورية، وأخبرته خبري، فقال: أقم عندي. فأقمت عند رجل على هدي أصحابه وأمرهم، وكنت اكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة. قال: ثم نزل به أمر الله، فلما حضر قلت له: يا فلان، إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان، وأوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حَرَّتَيْنِ بينهما نخل، به علامات لا تخفى، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فَافْعَلْ.

    قال: ثم مات وغَيَّبَ، فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث، ثم مر بي نفر من كلب تجار، فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه؟ قالوا: نعم. فأعطيتهم إياها وحملوني، حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني لرجلٍ من يهود، فكنت عنده ورأيت النخل، ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي، ولم يَحِقْ لي في نفسي، فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه، فاحتملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها، وبعث الله رسوله فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر، مع ما أنا فيه من شغل الرِّقِّ، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عِذْقٍ لسيدي، أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه، فقال فلان: قاتلَ اللهُ بني قَيْلَة! والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي.

    قال: فلما سمعتها أخذتني العُرَواء حتى ظننت أني ساقط على سيدي، ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه: ماذا تقول؟ قال: فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة، وقال: ما لك ولهذا؟! أقبل على عملك. قال: قلت: لا شيء، إنما أردت أن أستثبته عما قال. وقد كان شيء عندي قد جمعته، فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله وهو بقباء، فدخلت عليه فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح معك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم. قال: فقربته إليه، فقال رسول الله لأصحابه: كلوا. وأمسك يده هو فلم يأكل.

    قال: فقلت في نفسي: هذه واحدة. ثم انصرفت عنه فجمعت شيئًا، وتحوّل رسول الله إلى المدينة، ثم جئته به فقلت: إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها. فأكل رسول الله منها وأمر أصحابه فأكلوا معه. قال: فقلت في نفسي: هاتان اثنتان.

    قال: ثم جئت رسول الله وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة من أصحابه عليه شَمْلَتان وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي، فلما رآني رسول الله استدبرته، عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، قال: فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أُقَبِّله وأبكي. فقال رسول الله: "تَحَوَّلْ". فتحولت، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يابن عباس، فأعجب رسول الله أن يَسْمَعَ ذلك أصحابُه، ثم شغل سلمان الرِّقُّ حتى فاته مع رسول الله بدر وأُحد.

    قال: ثم قال لي رسول الله: "كَاتِبْ يا سلمان". فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفَقِير، وبأربعين أوقية. فقال رسول الله لأصحابه: "أعينوا أخاكم". فأعانوني بالنخل: الرجل بثلاثين ودِيَّةً، والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة، والرجل بعشر، والرجل بقدر ما عنده، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودِيَّةٍ، فقال لي رسول الله: "اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدَيَّ". قال: ففقرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته، فخرج رسول الله معي إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله بيده، فوالذي نفس سلمان بيده، ما مات منها ودية واحدة. فأديت النخل، فبقي عليَّ المال، فأُتي رسول الله بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن، فقال: "مَا فَعَلَ الْفَارِسِىُّ الْمُكَاتَبُ؟" قال: فدُعِيْتُ له. قال: "خُذْ هَذِهِ، فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ". قال: قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما عليَّ؟ قال: "خُذْهَا؛ فَإِنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ". قال: فأخذتها فوزنت لهم منها، والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم، وعتقت، فشهدت مع رسول اللهالخندق، ثم لم يفتني معه مشهد".

    مكانته وفضله

    عن أنسقال: قال رسول الله: "السُبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة".

    وعن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده أن رسول اللهخطَّ الخندق، وجعل لكل عشرة أربعين ذراعًا، فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان، وكان رجلاً قويًّا، فقال المهاجرون: سلمان منا. وقالت الأنصار: لا، بل سلمان منا. فقال رسول الله: "سلمان منا آل البيت".

    موقفه العظيم يوم الخندق

    في السنة الخامسة للهجرة، لما خرج نفر من زعماء اليهود قاصدين مكة، مؤلِّبين المشركين ومحزّبين الأحزاب على رسول اللهوالمسلمين، متعاهدين معهم على أن يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل شأفة هذا الدين الجديد. ووضعت خطة الحرب الغادرة، على أن يهجم جيش قريش وغطفان "المدينة" من خارجه، بينما يهاجم بنو قريظة من الداخل، ومن وراء صفوف المسلمين، الذين سيقعون حينئذٍ بين شِقَّي رحى تطحنهم، وتجعلهم ذكرى.

    هنا تظهر عبقرية سلمان الحربية، حيث ألقى من فوق هضبة عالية، نظرةً فاحصةً على المدينة، فألفاها محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها، غير أن هناك فجوة واسعة، يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحِمَى في يسر، فأشار على النبيبحفر الخندق؛ مما جعل أحزاب الكفر تعود خائبةً إلى ديارها، بعد أن مكثت شهرًا عاجزة عن عبور الخندق.

    أهم ملامح شخصيته

    غزارة علمه

    عن أبي جحيفة قال: آخى رسول اللهبين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مُتَبَذِّلَةً في هيئة رثّة فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا. قال: فلما جاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كُلْ؛ فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نَمْ. فنام، فلما كان من آخر الليل، قال له سلمان: قم الآن. فقاما فصليا، فقال: "إن لنفسك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًّا، وإن لضيفك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقه". فأتى النبيفذكر ذلك له، فقال: "صدق سلمان".

    زهده

    عن الحسن قال: كان عطاءُ سلمان الفارسيخمسة آلاف، وكان أميرًا على نحو ثلاثين ألفًا من المسلمين، وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها، فإذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من سفيف يديه.

    ورعه وتواضعه

    عن أبي ليلى الكندي قال: قال غلام سلمان لسلمان: كاتبني. قال: ألك شيء؟ قال: لا. قال: فمن أين؟ قال: أسأل الناس. قال: "تريد أن تطعمني غُسَالة الناس". وعن عبد الله بن بريدة قال: "كان سلمان إذا أصاب الشيء اشترى به لحمًا، ثم دعا المجذومين فأكلوا معه".

    وعن أبي الأحوص قال: افتخرت قريش عند سلمان، فقال سلمان: "لكني خلقت من نطفة قذرة، ثم أعود جيفة منتنة، ثم يؤدى بي إلى الميزان، فإن ثقلت فأنا كريم، وإن خفت فأنا لئيم".

    من كلامه ومواعظه

    عن حفص بن عمرو السعدي عن عمه قال: قال سلمانلحذيفة: "يا أخا بني عبس، العلم كثير والعمر قصير، فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك، ودع ما سواه فلا تعانه".

    وعن قتادة قال: قال سلمان: "إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية؛ لكي تكون هذه بهذه".

    وفاته

    لما حضرته الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "عهدٌ عهده إلينا رسول اللهقال: (ليكن بلاغُ أحدكم كزاد الراكب). قال: فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا في بيته إلا إكافًا ووطاءً ومتاعًا قُوِّمَ نَحْوًا من عشرين درهمًا. وقد كان سلمانمن المعمّرين، توفي بالمدائن في خلافة عثمان، قيل: سنة ثنتين وثلاثين.













  15. #165
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    860

    رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم

    بريدة بن الحصيب

    اسمه ونسبه
    بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث، أبو عبد الله الأسلمي. كان إسلامه حين اجتاز به رسول اللهوهو مهاجر إلى المدينة عند كراع الغميم، فلما كان هناك تلقاه بريدة في ثمانين نفسًا من أهله فأسلموا، وصلى بهم صلاة العشاء، وعلّمه ليلتئذ صدرًا من سورة مريم[1].



    أهم ملامح شخصيته
    1- الشجاعة والإقدام؛ فعن ابن بريدة عن أبيه أنه قال: غزا مع رسول اللهست عشرة غزوة[2].



    2- حب رسول الله؛ فكان يحبه أكثر من نفسه.



    من مواقفه مع الرسول
    عن بريدة بن الحصيب قال: مررت مع عليٍّ إلى اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول اللهذكرت عليًّا فتنقصته، فجعل وجه رسول اللهيتغير فقال: "يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟" قلت: بلى يا رسول الله. قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه"[3].



    وقال له نبي الله: "من أنت؟" قال: أنا بريدة. فالتفت إلى أبي بكرفقال: "يا أبا بكر، برد أمرنا وصلح". ثم قال لي: "ممن أنت؟" فقلت: من أسلم. قال لأبي بكر: "سلمنا". قال: ثم قال: "من بني مَن؟" قلت: من بني سهم. قال: "خرج سهمك"[4].



    من مواقفه مع الصحابة
    مع علي بن أبي طالب
    قال عبد الله بن بريدة: حدثنى أبي بريدة قال: أبغضت عليًّا بغضًا لم أبغضه أحدًا. قال: وأحببت رجلاً من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليًّا. قال: فبعث ذلك الرجل على خيل. قال: فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه عليًّا، فأصبنا سبيًا، فكتبنا إلى رسول اللهأن ابعث إلينا من يخمسه، فبعث إلينا عليًّا. قال: وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبي فخمس وقسم فخرج ورأسه يقطر. فقلنا: يا أبا الحسن، ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي، فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي، ثم صارت في آل علي، فوقعت بها.



    قال: وكتب الرجل إلى نبي الله، فقلت: ابعثني. فبعثني مصدقًا، قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول: صدق. قال: فأمسك النبيبيدي والكتاب قال: "أتبغض عليًّا؟" قال: قلت: نعم. قال: "فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبًّا، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة". قال: فما كان من الناس أحد بعد قول رسول اللهأحب إليَّ من علي. قال عبد الله: فوالذي لا إله غيره، ما بيني وبين النبيفي هذا الحديث غير أبي بريدة[5].



    مع سلمة بن الأكوع
    قدم سلمة بن الأكوع المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب، فقال: ارتددت عن هجرتك يا سلمة. فقال: معاذ الله! إني في إذن من رسول الله، إني سمعت رسول اللهيقول: "ابدوا يا أسلم، فتنسموا الرياح، واسكنوا الشعاب". فقالوا: إنا نخاف يا رسول الله أن يضرنا ذلك في هجرتنا. قال: "أنتم مهاجرون حيث كنتم".



    من مواقفه مع التابعين
    قال عبد الملك بن مروان: كنت أجالس بريدة بن الحصيب، فقال لي يومًا: يا عبد الملك، إن فيك خصالاً، وإنك لجدير أن تلي أمر هذه الأمة، فاحذر الدماء؛ فإني سمعت رسول اللهيقول: "إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق"[6].



    من الأحاديث التي رواها عن الرسول
    عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، أن رجلاً نشد في المسجد، فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر. فقال النبي: "لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له"[7].



    وعن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبيفقال: يا رسول الله، طهرني. فقال: "ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه". قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله، طهرني. فقال رسول الله: "ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه". قال: فرجع غير بعيد ثم جاء فقال: يا رسول الله، طهرني. فقال النبيمثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله: "فيم أطهرك؟" فقال من الزنا. فسأل رسول الله"أبه جنون؟" فأخبر أنه ليس بمجنون، فقال "أشرب خمرًا؟" فقام رجل فاستنكهه، فلم يجد منه ريح خمر.



    قال: فقال رسول الله: "أزنيت؟" فقال: نعم. فأمر به فرُجم، فكان الناس فيه فرقتين؛ قائل يقول: لقد هلك، لقد أحاطت به خطيئته. وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى النبيفوضع يده في يده، ثم قال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء رسول اللهوهم جلوس فسلم، ثم جلس فقال: "استغفروا لماعز بن مالك". قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك. قال: فقال رسول الله: "لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم".



    قال: ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد، فقالت: يا رسول الله، طهرني. فقال: "ويحك! ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه". فقالت: أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك. قال: "وما ذاك؟" قالت: إنها حبلى من الزنا. فقال: "آنت؟" قالت: نعم. فقال لها: "حتى تضعي ما في بطنك". قال: فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت. قال: فأتى النبيفقال: قد وضعت الغامدية. فقال: "إذًا لا نرجمها وندع لها ولدها صغيرًا ليس له من يرضعه". فقام رجل من الأنصار فقال: إليَّ رضاعه يا نبي الله. قال: فرجمها[8].



    وعن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله: "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله، فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟"[9].



    وعن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللهلعلي: "يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة"[10].



    وعن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله: "من حلف بالأمانة فليس منا"[11].



    وجاء في مسند الإمام أحمد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: "كان النبييوم الفطر لا يخرج حتى يطعم، ويوم النحر لا يطعم حتى يرجع"[12].



    من كلماته
    لا عَيْشَ إِلاَّ طِرَادَ الخَيْلِ بِالخَيْلِ[13].



    الوفاة
    توفي بريدة بن الحصين بخراسان سنة 63هـ في خلافة يزيد بن معاوية[14].


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 1/286، ابن الأثير: أسد الغابة 1/263، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/185، ابن كثير: البداية والنهاية 8/236.

    [2] رواه البخاري: باب كم غزا النبيرقم (4203)، 4/1621. ورواه مسلم: باب عدد غزوات النبيرقم (4799)، 5/200.

    [3] المتقي الهندي: كنز العمال رقم (36422)، 13/143.

    [4] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/185، 186.

    [5] ابن كثير: البداية والنهاية 7/345.

    [6] المصدر السابق 9/76.

    [7] رواه مسلم: باب النهى عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله من سمع الناشد رقم (1290، 1291)، 2/82.

    [8] رواه مسلم: باب من اعترف على نفسه بالزنا رقم (4527)، 5/119.

    [9] رواه مسلم: باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خانهم فيهن رقم (5017)، 6/42.

    [10] رواه أبو داود: باب ما يؤمر به من غض البصر رقم (2151)، 2/212. وقال الألباني: حسن.

    [11] رواه أبو داود، باب في كراهية الحلف بالأمانة رقم (3255)، 3/218.

    [12] رواه أحمد في مسنده رقم (22983)، 38/87.

    [13] الذهبي: تاريخ الإسلام 5/77.

    [14] ابن حجر: الإصابة 1/286، ابن سعد: الطبقات الكبرى 4/242.













صفحة 11 من 13 الأولىالأولى ... 9 10 11 12 13 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •