النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!

  1. #1
    أتق الله حيث ما كنت الصورة الرمزية سعد عيد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,057

    خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لأمانة نقلت لكم خطبة الجمعة لامام الحي كما كتبها

    نبدأ

    بسم الله الرحمن الرحيم - كأس العالم - 28/6/1431
    الحمد لله، جعل الأوقاتَ مَكنَزًا للقربات ومثابًا، وفوزًا لمن استبق الطاعات ومتابا، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له شهادةً هي أنفسُ من التِّبر مُذابًا، وأشهد أنَّ نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمَّدًا عبد الله ورسوله أعظم المرسلين مقامًا وأسماهم جنابا، اللهم ـ فيا رب ـ صلِّ وباركْ عليه، وعلى آله الذين بلغوا من الزكاء أمرًا عُجابا، وصحبه المشرِعين في الحقّ مُرهفات وعِضابا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ يرجو من الجنان موئلاً عليًّا مستطابًا، وسلّم اللهم تسليمًا عديدًا مَديدًا مزيدًا.. أمابعد:فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيْعُوْهُ، وَقَدِّمُوا فِيْ يَوْمِكُمْ مَا تَجِدُوْنَهُ فِي غَدِكُمْ، وَاعْمَلُوْا فِيْ دُنْيَاكُمْ مَا يَكُوْنُ ذُخْرَاً لَكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ..
    أيها الناس: فاعلموا أن أربعة آلاف قتلوا، وعشرة آلاف شوهوا، ومئة وعشرون شردوا، وثماني مليارات من الدولارات أهدرت، في غضون مئة ساعة، لأن الحكم أطلق صافرته .. في مباراة بين فريقي السلفادور وهندوراس في كأس العالم، أدرك ذلك من جاوز الأربعين من عمره .
    حدث عالمي تتكرر مناسبته اليوم قد أشغل الإعلام.. ولأجله علقت أعلام.. وفي سبيله تتجدد في الأمة الآلام .
    لعبة الكرة رياضة قديمة فمنشؤها -كما يقال- كان في بلاد الصين في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، وكانت تمارس بطرق وحشية؛ فالصينيون كانوا يلعبونها والمهزوم يضرب السياط ويكوي بالنيران، والإنجليز -وهم أول من اخترع اللعبة بشكلها الحديث- كانوا يمارسون اللعبة منذ ألف سنة بطريقة في غاية الوحشية والبربرية؛ إذ كانوا يلعبون الكرة برؤوس خصومهم بعد قتلهم، ونظرا لخطورة هذه الرياضة أصدر ملك انجلترا هنري الثاني قرارا يحظر ممارستها ومعاقبة المخالف بالسجن وذلك سنة 1154 ميلادية، ثم عاد الملك إدوارد الأول ومنع لعب الكرة سنة 1314 بسبب انصراف الشعب الانجليزي عن تعلم فنون الرمي بالسهام للعب الكرة، وفي سنة 1401 أصدر هنري الرابع قرارا بحظر لعب الكرة بسبب خسارة انجلترا في الحرب أمام فرنسا وبلجيكا وقد عزا الهزيمة إلى لعب الكرة، ورغم أن الانجليز هم من اخترع اللعبة إلا أن ملوك انجلترا هم أكثر من عاداها وحاربها وحاول منعها بكل سبيل، لما فيها من الأضرار وضياع الأوقات والأموال والطاقات.
    ولما رأي الصهاينة أثرها وسرعة انتشارها قرروا اعتمادها كبند من بنود السيطرة على العالم بأسره، فقد جاء في بروتوكولات حكماء صهيون الفقرة السابعة عشر "إننا سنغرق العالم في جنون المباريات الرياضية؛ حتى لا يصبح للأمم ولا للشعوب اشتغال بالأشياء العظيمة، بل ينزلون إلى مستويات هابطة، ويتعودون على الاهتمام بالأشياء الفارغة، وينسون الأهداف العظيمة في الحياة؛ وبذلك يتمكن اليهود من تدمير الجوييم أو الأمميين وهم كل غير اليهود، لذلك ما نراه اليوم من جنون وهوس عالمي وعربي وإسلامي بلعبة كرة القدم هو من ألاعيب اليهود الصهاينة الذين أقبلوا على شراء الأندية الكبرى والمؤسسات الراعية للعبة، ودعموا المسابقات العالمية واللقاءات الدولية من أجل الترويج لهذه اللعبة الخطيرة، ويكفي أن نعرف أيها المسلمون أنه عن طريق الاستعمار الصليبي وسفاراته وجالياته وصلت هذه اللعبة إلى المسلمين فبحسب الموسوعة العربية العالمية أن أول مرة تقام فيها مسابقة الدوري المصري كانت سنة 1948 أي في نفس السنة التي قام فيها الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين. وأمادخول كرة القدم بلاد المغرب؛ فعلى يد الرحالة الإنجليزي (دونيه تشارلسمونتاغو).. وأما كرة القدم في بلاد الحرمين فكانت تقام على ملاعب شركة (أرامكو) وملاعب المطار. كما في العدد التاسع لــ«مجلة الفيصل» في ربيع الأول لعام 1398هـ.
    عباد الله: لقد جاوز الاهتمام العالمي بكرة القدم الجوانب الرياضية إلى توجهات سياسية واقتصادية واجتماعية، فصارت الكرة اليوم تساهم في صياغة المجتمعات وتؤثر في تفكير الأفراد.. لقد زعموا أنها تقارب بين أفراد المجتمع وتذكي التنافس الشريف، وما أذكت إلا العداوات في سبيلها، فنافرت بين المسلمين وباعدت بينهم وأوغرت على بعضٍ صدورهم، وبددت أموالهم، أفيعقل أن يصل ثمن لاعب ثلاثمئة مليون يورو؟!
    تقام من أجلها مئات المسابقات سنوياً، وفي كل بقاع العالم بأسرها، بحيث لم يبق بيت وإلا دخلته اللعبة أما ممارسة أو مشاهدة، وينفق عليها سنوياً مئات المليارات من الدولارات مما يوازي ميزانية قارات بأكملها وليس دول فحسب، وتضيع الطاقات وتهدر الأوقات وتبرز العصبيات مع كل مباراة أو مسابقة، ويكفى أن نعرف أن ميزانية مسابقة كأس العالم التي ستنطلق فعاليتها اليوم بجنوب أفريقيا قد بلغت 3,7 مليار دولار ومرشحة للزيادة، وهو ما ينفق على مسابقة واحدة فقط !! وتدفع القنوات الفضائية في العالم العربي والإسلامي عشرات الملايين من الدولارات من أجل فقط نقل مباريات المسابقة العالمية التي خلبت العقول، وأعمت البصائر، فلم يبق صوت أعلى من صوت الكرة وكأس العالم.
    عباد الله: يعلم التربويون اليوم، وهم يدرُسون دور كرة القدم في التربية، أنها تستخدِم وسائل تربوية أخرى كثيرة، إنها تستخدم طرق التربية الجماعية؛ بالإيحاء، وبالقدوة، وبالعادة، وبغير ذلك ولكنها تستخدم كل تلك الوسائل هدماً لا بناءَ.
    أيها المربون: إن التربية بالإيحاء من أنجع وسائل التربية، وتلاحظ ذلك في كرة القدم في أمور عديدة، فلو تأملت الألقاب التي تطلق على بعض الفِرق، وتلوكها الألسن، وتعتاد عليها، لوجدتها رسائل مغلفة تملي على العقول مسلمات ومباديء، ولقد ذكر بعض علماء التاريخ "أن من الوسائل الممنهجة في صرف الناس عن الإسلام، تمجيد الحضارات قبله، حتى تكون بديلاً لمن يرفض النموذج الغربي، وإنك اليوم لتجد فضائياتٍ تحمل اسم سومر، وآشور!"، ولك أن تتأمل اعتماد اللغة الإنجليزية لغة رسمية بها بجانب العربية لا بعدها لفريق في دولة عربية، ذي الجمهور العربي!
    ولقد أصبحت الإشارة للثالوث النصراني همَّ كل لاعب نصراني من الدول الإسلامية؛ مثل نيجيريا والكاميرون والسنغال والسودان، يسرف اللاعبون النصارى في تلك الفِرق، في استخدام الإشارة الثالوثية على الصدر، بسبب وبغير سبب، مما يُعطي انطباعاً بأنهم موجَّهون لهذا الفعل.
    أما التربية بالقدوة فدورها معلوم، في الاقتداء باللاعبين، والذين بدورهم يقتدون بالغربيين، يظهر ذلك في طريقة قص شعرهم وتصفيفه؛ أما العادات التي أذاعتها كرة القدم فكثيرة معلومة.
    إن هناك أولويات يجب أن تُرَتَّب، إذا افترضنا أنه لا بأس من أن تشجع كرة القدم، أما أن يمتد الأمر إلى هدم الأسر وتشريد الأبناء وإتلاف الأموال العامة ؛ ككسر المدرجات، وإشعال الحرائق والاعتداءات الشخصية والجماعية والخروج في مظاهرات صاخبة والاعتصامات والإضرابات والسير فيالسيارات على شكل مواكب وقوافل وكشف العورات، والإلهاء عن ذكر الله والصلاة وكثير من الواجبات الشرعية وهدر الأموال العامة وتبذيرها وإنفاقها في المعاصي وغش أبناء المسلمين وبناتهم؛ بتسليط الأضواء على اللاعبين الكفار أوالفسقة؛ فيصبحوا في أذهان الشباب أبطالاً يقتدى بهم، وتعطيل طاقات الشباب وهدرها، وشلتفكيره؛ فلا يصبح يركز إلا على المباريات، والحفلات، والمسابقات، وتخدير الشعوب المسلمة عن قضاياها الرئيسة، وإلهائها في معارك جانبية،والأعداء ينفذون مخططاتهم، فهذا ما يحتاج للتوقف.
    أيها الإخوة المؤمنون: إن جماهير هذه اللعبة من المسلمين مسؤولون عن هذا الواقع، فإذا كانوا يشجعون كرة القدم، ويشهدون مبارياتها فإن هذا لا يعني أبداً أن تصبح شغلهم الشاغل، وهمهم الأكبر؛ بها يخاصمون وعلى أساسها يوالون ويعادون، ومن أجلها يقاتلون، بها تعطل المصالح، ولأجلها طلق أشباه الرجال نساءهم، إن بعض السفهاء توقف قلبه من جرَّاءِ هدف، فضلاً عن الذين ماتوا بالسكتة القلبية بعد مباراة ختامية.
    فاسْتبينوا قصْدَ السَّبيلِ، وَجِدُّوا *** فالمعالي مخطوبةٌ للمُجِدِّ
    عباد الله: إن هذه الأمة أمّة جهاد، أمة علم، أمة عبادة، أمة دعوة، أمة أمر بمعروف ونهي عن منكر، بهذا مُيّزنا، وبهذا فضلنا الله على غيرنا، لسنا أمة لعب ولهو ورقص وغناء، لم يخلقنا الله لهذا ولم يوجدنا لهذا، بل أوجدنا الله لنكون شهداء على الناس.
    فعجبًا لجيل يأبى إلا السفول، ولا يريد إلا الدنو، والأمرّ من هذا أن أراضينا مغصوبة وكرامتنا مهانة وعزنا مفقود وعقيدتنا وتصوراتنا ينخرها الخلل والضعف والقصور، ومع ذلك ما زلنا نرقص ونغني ونتابع هذا الهوس الكروي، وكأن الأمر لا يعنينا، وكأننا قد أدّينا كل الحقوق والواجبات.
    والأعجب أنك ترى الرجل الرزين والعاقل فيما يبدو للناس وربما من حملة الشهادات العالية، لكن أمام مشاهدة المباراة أو عند لحظة دخول الكرة شباك الخصم، فلا تسأل وقتها عن العقل ولا عن الرزانة، بل ربما قام ورقص مع الراقصين وتمايل مع المتمايلين، وفي لحظتها يكون عقله في رجله لا في رأسه.
    فنسأل الله جل وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبقي عقول أبنائنا في رؤوسهم خصوصًا في هذه الأيام وهي أيام امتحانات، نسأل الله عز وجل أن نعود إلى رشدنا، وأن نعي واقعنا، كما أسأله جل وتعالى أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا.. أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.
    الخطبة الثانية
    الحمد لله الذي سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأرسل إلينا رسوله الأمين بالهدى ودين الحق، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه.. أمابعد: فاعلم -أيها المسلم- أنك في ميدان سباق، والأوقات تُنْتَهَب، وإياك إياك والخلود إلى الكسل، ولا نال من نال إلا بالجد والعزم، ومن يبحث في سيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم- يجده قد قام ببعض أنواع الرياضات، وندب إليها، ويجده قد أقرَّ الصحابة على فعل بعض أنواعها؛ فمن ذلك رياضة الرمي والمناضلة، قال عقبة بن عامر سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، "أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ".
    وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يحث الصبية على هذه الرياضة المهمة، فعن سلمة بن الْأَكْوَعِ -رضي الله عنه- قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ؛ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ"، فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ"؟ قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ".
    ولم يجمع النبي -صلى الله عليه وسلم- أبويه إلا لسعد بن أبي وقاص؛ لرمايته في الجهاد، قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُفَدِّي رَجُلًا بَعْدَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".
    وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- اللعب بالسهام من نوع اللهو الذي يُؤجر عليه الإنسان؛ فعن عطاء بن أبي رباح قال: "رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرميان، فملَّ أحدهما، فجلس، فقال الآخر: كسلت! سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كلُّ شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعليم السباحة".
    وحذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ترك هذه الرياضة بعد تعلمها وممارستها؛ فعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ أَنَّ فُقَيْمًا اللَّخْمِيَّ قَالَ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: "تَخْتَلِفُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَرَضَيْنِ وَأَنْتَ كَبِيرٌ يَشُقُّ عَلَيْكَ؟ قَالَ عُقْبَةُ: لَوْلَا كَلَامٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ أُعَانِيهِ. قَالَ الْحَارِثُ: فَقُلْتُ لِابْنِ شَمَاسَةَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ:"مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا -أَوْ قَدْ عَصَى-".
    قال ابن القيم -رحمه الله-: "المناضلة على ضربين: مناضلة على الإصابة، ومناضلة على بعد المسافة"، والمناضلة على الإصابة قسمان: مناضلة على رمي الهدف الشاخص، ومناضلة على الرمي بين الغرضين.
    وقد كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- خمسُ قِسِيٍّ يرمى بها: البيضاء، والصفراء، والزوراء، والروحاء، والكتوم.
    من الرياضات التي مارسها النبي -صلى الله عليه وسلم-: رياضة السباحة، ففي الحديث السابق عدها النبي -صلى الله عليه وسلم- من اللهو المأجور عليه؛ قال ابن عباس -رضي الله عنه-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يسبحون في غدير، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليسبح كل رجل منكم إلى صاحبه"، فسبح كل رجل منهم إلى صاحبه وبقي النبي ^ وأبو بكر، فسبح النبي ^ إلى أبي بكر حتى عانقه وقال: "أنا إلى صاحبي، أنا إلى صاحبي".
    وكان عمر -رضي الله عنه- يرشد إلى تعليم السباحة، قال أبو أمامة بن سهل: كتب عمر -رضي الله عنه- إلى أبي عبيدة بن الجراح: "أنْ علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي".
    وقد كانت العرب تسمي من أتقن الكتابة والسباحة: الكامل؛ لقلة من يجمع بين هذين الأمرين في ذاك الوقت.
    ومن أنواع الرياضات التي مارسها نبينا -صلى الله عليه وسلم-: ركوب الخيل، وسبق ذكرها في حديث اللهو، وقد قال الله تعالى في الخيل: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
    وقد كتب عمر بن الخطاب إلى أصحابه -وهم بأذربيجان-: "أما بعد: فاتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، وارموا بالخفاف، واقطعوا السراويلات، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل، وإياكم والتنعم، وزي العجم، وعليكم بالشمس؛ فإنها حمام العرب، واخشوشنوا، واخلولقوا، وارموا الأغراض، وانزوا على الخيل نزواً". والمقصود أن تُركب الخيل بلا اعتماد على الأيادي، فيمتطي الفارس جواده بأن يقفز على ظهره، وهذا ما كان يفعله -رضي الله عنه-.
    ومن رياضات النبي -صلى الله عليه وسلم-: الجري، تقول أمُّنا عائشة: "كنتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ، فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: "هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ".
    ومنها: رياضة المصارعة، فعْن عَلِيِّ بْنِ رُكَانَةَ: أَنَّ رُكَانَةَ -وكان رجلاً شديداً- صَارَعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-.
    ومن الرياضات التي أقرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها أصحابه: رفع الأثقال، فقد مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوم يربعون حجراً؛ ليعلوا الأشدَّ منهم، فلم ينكر ذلك".
    عباد الله: هذه الرياضات علينا أن نرشد إليها أبناءنا؛ فهذا خير لنا من أن نجعلهم نُهبةً للفضائيات؛ فتدمر أخلاقهم.
    لا أشك أن صغارنا في حاجة ماسة إلى كثير لعب، لكن ماذا علينا لو نظمنا أوقاتهم؛ ليأخذوا حظهم من تلك الرياضات؟
    فكلُّ هذه الرياضات مندوب إليها بعموم حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّر اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".
    وأخيراً: أوجه نداءي ورجاءي إلى شباب الأمة الذين هم عماد الأمة وأملها، ورجاء المستقبل وأساسه، أن الشباب كان أول من بادر بالإيمان والتصديق، وأول من بادر بالدفاع عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآمن به، وأول من بذل التضحيات وتحمل الصعاب وخاض البطولات من أجل إعزاز كلمة الدين ونشره بين العالمين.
    أيها الشباب: أترضون أن تكونوا ممن رأى بعينه وعاصر بجسده كل هذه النكبات التي تتعرض لها الأمة وشاهد جراحها الغائرة في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان، ثم أنتم بالكرة تنشغلون، وعلى متابعتها في النوادي والمقاهي والبيوت الأموال تنفقون؟! من أجلها تتصارعون وتتدابرون، وتتشاحنون وتختلفون، ولبعضكم البعض تشتمون وتسبون، ولأعماركم وأوقاتكم النفيسة والغالية تضيعون؟! ففي أي طريق أنتم تسيرون، ولربكم يوم القيامة ماذا ستقولون وعلى ما سجله عليه الملائكة من لهو ولغو وعبث كيف تردون؟! فاتقوا يوما أنتم فيه إلى ربكم ترجعون.أعوذ بالله...(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد؛ يعز فيه أهل طاعتك...الخ .


    و أهلا بكم في مدونتي

    مدونة سعد عيد


  2. #2

    ~ [ مراقبة سابقة ] ~

    نااايفة غرابيل
    الصورة الرمزية النااايفة
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    حيث تسمو الارواح
    المشاركات
    4,966

    رد: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!

    الله اكبر كم اعجبني حسن انتقائه وبادرته وموافقته لاحداث العصر


    الله يجزل له الاجر ويسدده

    ويجزيك خيرا اخي

    وهم يدرُسون دور كرة القدم في التربية، أنها تستخدِم وسائل تربوية أخرى كثيرة، إنها تستخدم طرق التربية الجماعية؛ بالإيحاء، وبالقدوة، وبالعادة، وبغير ذلك ولكنها تستخدم كل تلك الوسائل هدماً لا بناءَ.
    أيها المربون: إن التربية بالإيحاء من أنجع وسائل التربية،
    تهون الحياة وكل يهوووون ....ولكن اسلامنا لايهووووووووون .....


    _الله جل جلاله_
    هو ملجأي هو مدرأي هو منجني ... من كيد كل منافق خوانِ









    أنا انسان مع نفسي قبل لا اكون معك انسان

    لي مبدأ ولي نظره وتحكمني قناعاتي ,,

    ا

  3. #3
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية كاسب العز
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    جــــــــــــده
    المشاركات
    26,890

    رد: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!

    بارك الله فيك

    لك مني أجمل تحية

    تقبل مرورى

    كاسب العز
    {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

    أنت الزائررقم

    لمــواضيعي





    جـــده

  4. #4
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية سـااامي
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    في قلب من يحبني
    المشاركات
    4,130

    رد: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!

    جعلها الله في ميزان حسناتك وحسنات من قالها

    موفق بإذن الله
    Advice is ever in want

  5. #5
    مراقبة سابقة الصورة الرمزية سـامـيـه
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ~ الـود و الأشـواق ~
    المشاركات
    6,775

    رد: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!

    جزاك الله خيرا ونفع بك
    على ما نقلت

  6. #6

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180

    رد: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيرا وجزى الشيخ خيرا إذ استغل المناسبة وإتجاه الشباب

    كي يحقق الهدف ويوعظ ويرشد

    لا حرمكما الله الأجر وجزاكم خير الجزاء

  7. #7

    المراقبة العامة للتعليم الموازي

    الصورة الرمزية الابتسامه المهاجرة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    قلب أمي الراحل
    المشاركات
    9,932

    رد: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!




  8. #8
    ~ [ عضو مؤسس ] ~
    الصورة الرمزية الهمة القادمة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    3,446

    رد: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!

    جزاكم ربي خير الجزاء ونفع بما طرحتم
    والحمد لله اني ماحب الكورة

  9. #9
    آلدعمَ الفنيْ~ الصورة الرمزية خانك
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    تحت السمآ
    المشاركات
    175

    رد: خطبة الجمعة عن كأس العالم !!!


    الله يجزيك الجنه
    وبآرك الله فيك .. مآ ننحرم










    كن ..
    في الحياة كـ عابر سبيل
    واترك ..
    ورائك كل أثر جميل
    فـ ما نحن في الدنيا إلا ضيوف
    وما على الضيف إلا ..
    الرحيل
    الرحيل
    الرحيل



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •