في مشوار الذكريات لمدافع الهلال السابق محمد عبدالهادي (أبوحطبة
كرة طائشة قادتني للزعيم.. وشنطة لقبتني «أبوحطبة»
نجم الهلال السابق محمد عبدالهادي (أبوحطبة)يحمل مدافع الهلال السابق محمد عبدالهادي (٦٢ سنة) أشهر ألقاب لاعبي الهلال في حقبة الثمانينيات والتسعينيات الهجرية ومنحه لقب (أبو حطبة) شهرة واسعة لدى الوسط الرياضي خلال فترة وجيزة..
الرياض - فهد الدوس، تصوير - عبدالله العجمي
ويعد أبو حطبة من اللاعبين المخلصين في تاريخ نادي الهلال إذ لم يسبق له أن ساوم النادي أو امتنع عن خوض أي لقاء وكان مثالاً يحتذى به في الانضباطية واحترام أنظمة ناديه ولم يكتف بخدمة ناديه كلاعب متألق في خط دفاعه بل تعداه إلى استقطاب العديد من المواهب الشابة وسجلها في الكشوفات الزرقاء بلا مقابل أمثال فهد الحبشي وعبدالله العمار وخميس العويران وغيرهم.
استضفناه اليوم ليحدثنا عن ذكرياته ويكشف لنا جانباً من أوراق تاريخه الرياضي.
تكفل الأمير عبدالله الفيصل بعلاجي في لندن.. وشفيت بزلة قدمي في سلم بيتي
(اتحاد الدواسر) انطلاقتي
بدايتي مع الكرة في المدرسة التذكارية ثم فريق الحارة (اتحاد الدواسر) في الحلة وكان يشرف عليه الشبابي ناصر قطيط وضم خالد سرور، الصاروخ، فهد بن نصيب، عبدالعزيز المطيردي ، هتيمي الدوسري، سيف الدوسري رحمهما الله وفي مطلع عام ١٣٨٧ه انتقلت مع فهد بن نصيب لهلال واتجه الصاروخ وخالد سرور لنادي الشباب واتذكر تاريخ تسجيلي يوم ١٤/١/١٣٨٧ه ولعبت ثلاث مباريات على مستوى الدرجة الثانية صعدت بعدها للفريق الأول الذي صادف ذهابه للمنطقة الغربية لخوض لقاءات تجريبية مع الوحدة والاتحاد والأهلي.
في جدة استبدلوا لقبي ب (أبوحديدة).. و«اتحاد الدواسر» انطلاقتي
كرة طائشة
ولتسجيلي قصة طريفة إذ كنت أرافق فهد النصيب للتدريب الهلالي واقف خلف المرمي لإعادة الكرات الطائشة من خارج الملعب وحدث أن تصديت لإعادة كرة بحركة فنية جميلة شاهدها المدرب السوداني التوم جبارة الله فناداني وطلب مني التسجيل في النادي واللعب مع فريق درجة الشباب.. وبالفعل لم أتردد في الموافقة.. وفي نفس العام جرى اختياري للفريق الأول المسافر إلى جدة مع زملائي الشباب موسى الشلهوب وعبدالله بن عمر ومحمد بن عبدالواحد (رحمه الله) وهناك تألقت وبالذات في مباراة الأهلي التي تعادلنا فيها ولعبت ظهيراً أيمن مع بشير الغول وكندا ونبيل الرواف، في الوسط محمد الطعيمي وفهد النصيب وشمروخ وناجي وحسن العليان وعبدالله بن عمر في الهجوم وكان مدربنا المصري القدير طه الطوخي الذي منحني الفرصة الكاملة لتمثيل الفريق الأول ومنها انطلقت إلى أن اعتزلت الكرة عام ١٣٩٨ه.
محمد عبدالهادي أبوحطبة (في الوسط) مع شقيقه ناجي عبدالهادي وصديقه دحيم منصور ١٣٧٦هـ
قصة (أبو حطبة)
لتسميتي ب (أبو حطبة) قصة طريفة حدثت في بداية التحاقي بنادي الهلال إذ كان زميلي فهد بن نصيب يمرني في المنزل على دبابة للذهاب للتمرين وكنت أذهب بالخفية خشية من غضب والدي رحمه الله وحدث ذات يوم أن قابلني وأنا أستعد للخروج فرفض ذهابي للتدريب وخطرت لي فكرة حين صعدت لسطح بيتنا ووضعت ملابسي و«البوت» داخل حقيبة ورميتها من فوق لتقع على رأس بن نصيب الذي اعتقد للوهلة الأولى أنها (حطبة) سقطت على هامته وكان أخي الأكبر عبدالله عبدالهادي يراقب ما حدث فأخبر ابن نصيب أنني من رماه بالحقيبة ومن يومها أطلق علي أخي عبدالله لقب (أبو حطبة) وقام بن نصيب بمهمة تبني اعلان الاسم الجديد في أروقة نادي الهلال حتى انتشر.
من أبو حطبة.. إلى أبو حديدة
تغير لقبي في المنطقة الغربية بعدما حور إلى (أبو حديدة) خلال مباراة حمعتنا بأهلي جدة وكان في صفوفه أخطر جناح آنذاك ساعد رزق (رحمه الله) المنتقل حديثاً من صفوف الهلال البحري - الربيع حالياً - ونبهني زميلي العمدة لخطورة ساعد وضرورة مراقبته جيداً ومن أول كرة تلقاها تخطى زملائي المدافعين وسدد في القائم.
الثالث من اليمين وقوفاً في صفوف الهلال الذي قاده المدرب الإنجليزي جورج سميث - الأول من اليمين - لأول بطولة للدوري ١٣٩٧هـ
وفي ثاني محاولة هجومية له التحمت معه بشدة فأصيب وعولج وعاد لالتحم به مرة أخرى من غير قصد فأصيب ثانية ولم يستطع اكمال المباراة «رحمه الله» وفي المساء أقام رائد الرياضة السعودية الأول والأب الروحي للأهلي الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله حفل عشاء للهلال ولم أرافق زملائي فلما جاء الأمير سأل مبارك عبدالكريم: «أين أبو حطبة اللي عوَّر ساعد»؟
فأجابه أنني جالس في الفندق ليرسل الأمير في طلبي وحضرت على وجه السرعة فلما رآني قال لي بكل رقة يرحمه الله «تعال يا وليدي جنبي.. شف خويك ساعد رزق» والتفت إلى الجالسين قائلاً لهم بطرافة «هذا ماهو أبوحطبة.. هذا أبو حديدة»!!
وفي ذات الليلة وضعت ركبة رزق في الجبس وغادر للعلاج في لندن وكان يرحمه الله أسرع جناح في المملكة وامتاز بتكوينه الجسماني ومهاراته العالية وإجادته التسديد بكلتا قدميه.
أبوحطبة يبعد كرة برأسه من أمام مهاجم الأهلي الراحل عمر رجخان في الصايغ عام ١٣٩١هـ
الأمير عبدالله الفيصل غمرني بعطفه
وبمناسبة الحديث عن رائد الرياضة الأول المرحوم الأمير عبدالله الفيصل لا أنسى وقفته معي في إصابتي التي تعرضت لها في أحد تمارين النادي عام ١٣٨٧ه وتحدث رئيس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مع الأمير عبدالله بشأن علاجي بالخارج على نفقة سموه (رحمه الله) فوافق وذهبت إلى جدة بمعية سليمان مطر (الكبش) وبعد عرضي على طبيب مختص.. تسلمت تذكرة السفر إلى لندن للعلاج وفي المساء تناولت طعام العشاء على مائدة الأمير عبدالله فقال لي إذهب إلى الرياض ورتب أمورك وشف أهلك وعد إلينا لنرسلك للعلاج في بريطانيا.
وبالفعل عدت إلى الرياض وبينما أنا أنزل من سلم المنزل زلت قدمي فوقعت على ركبتي لتعود إلى وضعها الطبيعي السابق وتلاشت آلامها المبرحة سريعاً لأذهب إلى التمرين في اليوم التالي وذهل الزملاء حين دخلت التمرين وكنت أسمع ناجي وابن عمر يطلبان من الزملاء عدم الاحتكاك بي بحجة أنني مصاب والحمد لله بعد تلاشي الآلام قررت العدول عن فكرة السفر إلى لندن والبقاء في الرياض واعتقادي أن الإصابة كانت عرقاً مسك الركبة وبعد إنزلاقي طقت - الركبة - وعادت إلى وضعها الطبيعي.
يتوسط زميليه عبدالله النفيسة ،عبدالعزيز المطيردي وأفراد أسرته
نجدة الهلال
* ما زلت أتذكر عنوان صحفي للكاتب الراحل (فاروق بن زيمة) بعد تألقي أمام الاتحاد بجدة عام ١٣٨٨ه وجاء فيه: (نجدة الهلال أبو حطبة يتحول إلى بازوكا).
الأمير هذلول أول الداعمين
* الأمير هذلول بن عبدالعزيز «أطال الله عمره» من الشخصيات الهلالية الداعمة لي فقد شاهدني ذات يوم بفندق شيرتون القاهرة واستغرب وجودي وأعطاني مبلغ ثلاثة آلاف ريال وقال احجز وعد إلى الرياض فذهبت للاسكندرية ومنها عدت للمملكة.
* لعبت مع الهلال مباريات ودية أمام فرق أجنبية وأتذكر منها الزمالك والاسماعيلي والأهلي المصري والموردة والهلال السودانيين وفورست النمساوي وجامعة البرازيل وشارك في صفوفنا مبارك الناصر وسعيد غراب وأحمد عيد.
أبوحطبة يروي ذكرياته للزميل فهد الدوس
* من الصدف أن الكابتن سعيد بن يحيى كان معلمي بمدرسة التذكارية وبعد التحاقي بالهلال لعبت بجواره في دفاع الهلال عام ١٣٨٧ه هو والعملاق الراحل صالح أمان والأسطورة مبارك عبدالكريم وسلطان مناحي ونبيل وكندا وسوا (رحمه الله) ومرشد العتيبي وكذلك عبدالرحمن بن عمر (رحمه الله) وأخيه عبدالله وناحي وبداح ومحسن.
دربت الحرس الملكي ٢٥ عاماً
* دربت منتخب الحرس الملكي وتخرج منه لاعبون بارزون أمثال سعيد العويران، خميس العويران، عبدالرحمن الحمدان، عبدالرحمن الموسى، حسن النمشان، عبدالرحمن بن عمر (رحمه الله) عادل سلمان، سالم الشمراني (سبيكة) - رحمه الله - فواز بشير.
مع الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله وكأس الملك ١٤٠٢هـ
* اخترت مع المنتخب العسكري في كأس العالم بقطر كمساعد للمدرب المصري ميمي عبدالحميد وأمضيت ٢٥ عاماً في العمل بقطاع الرياضة للقوات المسلحة وحققت ٢٥ بطولة محلية على مستوى القطاعات.
اللواء منصور المالك في ذاكرتي
* اللواء منصور المالك وكان من مشجعي نادي الهلال له الفضل الكبير علي بعدالله في العمل بتدريب الحرس الملكي وهو من رشحني لحضور دورة تدريبية للمدربين لمدة (٥٥) يوماً في ألمانيا وهولندا على حساب القوات المسلحة.
ولا أنسى اللواء يحيى العطيان واللواء ماجد البريكان والعقيد عبدالكريم السعيد.
* أول مباراة لي مع الهلال على مستوى الدرجة الثانية كانت ضد النصر في مطلع ١٣٨٧ه وفزنا ٢/١ سجلت فيها هدفاً.
ضوئية لشهادة ابو حطبة التدريبية من ألمانيا 1990م
* أول مباراة لي مع الفريق الأول ضد الأهلي بجدة وتعادلنا فيها ١/١ ولعبت باك أيمن في مركز فايد الشيباني الذي انتقل من الهلال للأهلي مطلع ١٣٨٧ه.
* تجمعني علاقة وطيدة مع الأمير ممدوح بن سعود منذ بدايته الكروية في النصر أواخر الثمانينيات الهجرية نسافر معاً وسبق أن ذهبنا في رحلات للخرج.
كما تجمعني علاقة قوية بلاعب الشباب السابق عبدالرحمن الصومالي (الورية) وبفهد النصيب وبعبدالله بن عمر وفهد منيف (سعدا) وبندر العنزي ولاعب النصر عبدالله الدوسري.
) اعتز أنني لعبت مع المرحوم صالح أمان الذي كان من أبرز اللاعبين الذين مروا على الملاعب السعودية وكان يمتاز بالطول والمهارة والتسديد بكلتا القدمين وكان يأتي لاخي (ناجي) في منزلنا وشاهدني ألعب في الحارة فقال لأخي لماذا لا تأتي به ليتمرن مع لاعبي الهلال الصغار ودارت الأيام لأجد نفسي ألعب إلى جواره ظهيراً أيمن وهو ظهير أيسر.
«ولد العود» أنجح الإداريين
* من الإداريين الهلاليين في ذهني إلى اليوم مساعد بن مسعود (ولد العود) يشدني فيه مرحه وأخلاقه وطيبته وكان يخدمنا كلاعبين بكل اخلاص ولهذا أراه من الإداريين الناجحين.
* أخطر مهاجم واجهته في الملاعب خالد سرور والصاروخ من الشباب وأحمد الدنيني من النصر (رحمه الله) وسعيد غراب في المنطقة الغربية.
* تركت مركزي بعد اعتزالي نتيجة إصابة في الركبة لزميلي المرحوم غازي سعيد وكان نهاية عهدي بالملاعب في موسم ١٣٩٧ه الذي توج فيه الهلال بطلاً لأول دوري سعودي.
بشت عبدالله بن سعد الأغلى
* لا أنسى موقفاً نبيلاً وغير مستغرب من رئيس الهلال وجه السعد الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله حينما لمحني انتفض من البرد القارس وأنا أتابع مران الفريق في شتاء ١٤٠٢ه فقام وخلع بشته الشتوي وألبسني إياه وعندما أردت إرجاعه بعد نهاية التمرين ضحك وقال احتفظ به لنفسك.
رد مع اقتباس
