" وسيم الغامدي .. شهيد العرض والشرف "
أحداث قصة وسيم " رحمه الله " عرفتها في وقتها ..
وعندما وصلتني عن طريق الإيميل تذكرت أحداثها وصغتها من جديد ..
***
الشيء المؤلم في حادثة هذا الشاب وجدتها في ثلاثة أمور :
الأول : أن أهل المقتول وبالأخص أمه ووالده يعلمون عن جرم أبنهم ..!!
ومع ذلك يصرون على القصاص ممن دافع عن شرفه وعرضه ..!!
وكان الأولى أن يعفوان عن وسيم رجاء أن يعفو الله سبحانه وتعالى عن جرم أبنهم ..!!
والرؤيا وضحت ذلك .. ولكن أبيا إلا أن يزيدا عذابه ..!!
نسأل الله العافية ..
ثانيا : الشاب وسيم " رحمه الله " قتل المقتول وهو صغير السن ابن 16 سنة ..!!
وبعد أن تقدم بشكوى لجهات حكومية عدة دون إنصاف وحماية ..!!
فكيف يتم القصاص ممن لم تدافع عنه وعن شرفه حتى الجهات الحكومية والرسمية ؟!!
ثالثا : السر الذي همس به والد المجرم " فهد بن برغش " في إذن " وسيم الغامدي " رحمه الله قبل تنفيذ القصاص يدل على أن أولياء الدم لا خير فيهم .. عليهم من الله ما يستحقون ..
***
إليكم أحداث قصه هذا البطل الغامدي :
تجدون في أسفل الموضوع صور وسيم رحمه الله
وكذلك اتصاله الأخير في ليلة القصاص
***
وقد تقدم وسيم بالشكوى عدة مرات لمركز شرطة خميس مشيط .. وهم يشهدون بذلك لكن للأسف لم يكن لهم دور ايجابي في قضية وسيم وتركوا هذا الطفل يتعذب فلم يجد من ينصفه ..!!
وقام المدعو فهد بن برغش " عامله الله بما يستحق " بملاحقة وسيم والقيام بمضايقته في كل مناسبة وكل وقت وكل مكان .. وكان وسيم يشتكي منه حتى حين يريد أداء الصلاة كان يجد هذا الذئب يلاحقه في كل مكان وقد توعد أن يفضح وسيم بالصور .. أو أن يسرق أخواته واستمر الوضع كما هو ووسيم لا ينام ولا يهدأ له بال بسبب هذا المجرم الذي باع دينه ودنياه لأجل الشيطان .. واستمرت المضايقات والتهديدات تلاحقه .. وفي المرة الثالثة اجتمع عليه المقتول مع آخرين ..!! .. لكن بفضل الله تمكن من الهرب منهم حتى أن والدته قالت لنا إن ابنها دخل البيت وهو حافي القدمين ويقسم على الانتقام ..
صبر وسيم على هذا الوضع حتى أصبح عمره 16 سنه وكان فهد يطالب وسيم بمبالغ ماليه حتى لا يقوم بنشر صور وسيم وهو يفتعل به الفاحشة ..!! فما كان لوسيم إلا اللجوء " لقتل هذا الذئب " وذلك للدفاع عن أغلى ما على النفس وهو الشرف فقام وسيم بأخذ مسدس زوج أخته وذلك دون علم احد وذهب إلى احد حدائق الخميس و ملاقاة الذئب فهد وقد كان فهد في حالة سكر وقام وسيم بطلق رصاصه واحدة
أزهقت حياة المدعو " فهد بن برغش " وكان هذا ما يستحقه من عقاب سواء في الدنيا وما عند الله أشد وأنكى ..وقد بالغ الناس في الحديث بأن وسيم قد اقتلع عينا القتيل وشوه جثته لكن والله يشهد على ما أقول أن وسيما لم يفعل ذلك أبدا ..بل حينها كان طفلا لا يستطيع ذبح دجاجه .. حتى عندما قتل المقتول .. رجع وسيم إلى البيت وهو في كامل الراحة و السعادة وذلك على لسان والدته ..ثم ذهب للشرطة مسرعا وقام بتسليم نفسه وقال بنفسه انه يشعر الآن بالراحة لأنه أراح نفسه وأراح غيره ممن كانوا ضحية ذلك الشاب المجرم ..
كان وسيما وهو صغير يخاف جدا من المدعو فهد بن برغش ويشكي لأمه لا يستطيع الذهاب للصلاة بالمسجد خوفا من المجرم .. ولا يستطيع الخروج لأي مكان ..!!
قبضت الشرطة على وسيم .. وقام أهل وسيم وآخرين بتدخلات ومحاولات لطلب العفو من ابن برغش وهو والد فهد " وتقديم 10 ملاين ريال" لمحاوله التنازل ولكن دون جدوى رغم محاولات كل الشيوخ والدعاة والأمراء .. ولكن دون جدوى ..!!
مكث وسيم في السجن بضع سنين تقريبا " ست سنوات " وقبل سنتين كان سيتم القصاص وعمر وسيم حينها20 سنه وذلك قبل شهر رمضان وأحزننا الخبر وتعبنا كثيرا ثم فجر ذلك اليوم أرسلت والدة وسيم للملك برقيه تطلب تأجيل الحكم عل وعسى القلوب القاسية قد تلين وقد يبدل الله من حال إلى حال .. والله لقد فرحنا جميعا لتأجيل الحكم ودخلت والدته وأخواته وأقاربه السجن فرحا بتأجيل الحكم والله أن بكائهم قد أحزن القلوب ..لكن وسيم كان صابرا قويا وطلب منهم الصبر ..
والحمد لله كل السنوات التي مكثها وسيم في السجن حفظ فيها القرآن وكان إماما في المسجد بالسجن ويصوم دائما ..وفي احد ليالي رمضان وبالتحديد في العشر الأواخر رأى وسيم رؤيا في المنام ..
رأى أن المقتول فهد بن برغش وهو على نار ويصرخ ويقول له سامحني أنا من أجبرك على قتلي وكلما أرادت تلك النار أن تخمد نفخت عليها امرأة عجوز فاشتدت ويصرخ فهد ويطلب منها عدم نفخ النار ..!!
فطلب وسيم من الشيوخ تفسير رؤياه والكل قال أن المرأة التي تنفخ النار هي والدة المقتول تعذب ابنها وهي تمنع الورثة من التنازل ..
وقد قاموا الشيوخ باستدعاء أهل القتيل واخبروهم بالرؤيا ولكنهم رفضوا أيضا التنازل .. بل قاموا بالاستهزاء بأننا نستعطفهم حتى تحن قلوبهم .. !!
ومضت الأيام ووسيم داخل القضبان لا يزوره سوى والدته وأخواته وأبناء احد أعمامه أما عمه الثاني وأبناؤه للأسف نسوه ولم يكن لهم أي دور ايجابي مع ابن عمتهم ولم يحضروا حتى القصاص ..!!
وفي يوم الثلاثاء الموافق 8-8-1428 21-8-2007 أعلن أن القصاص سيكون فجر يوم الخميس .. آآآآآآآآآآآآآآآه كانت صدمه كبيره لنا جميعا والله لقد ناشدنا كل الشيوخ والقبائل وقبيلة شهران وهم ما قصروا بالعفو ولكن دون جدوى والله عن نفسي لقد أرسلت رسائل جوال لكل الدعاة والشيوخ للمساهمة معنا في العفو عن وسيم ..
لماذا يقتل وهو كان يدافع عن شرفه؟
لماذا يقتل وهو كان صغير السن؟
ولماذا ؟ ولماذا ؟ لماذا ؟ ..!!!!!!!!
لقد أصيب وسيم بالضغط والسكر وهو في السجن .. وكان يتمنى القصاص أو العفو .. ولا أن يبقى هكذا في السجن سنين طويلة دون أن يعرف مصيره ..ومرت تلك الأيام الثلاث منذ أن تم إعلان القصاص ونحن ندعو الله أن يفرج همنا ..
والله إننا لم نأكل ولم نشرب ولم يهدأ لنا بال في انتظار تلك اللحظة هل سيتم العفو أم أن وسيم سيموت ؟ هل تلك القلوب القاسية التي أنكرت الجيرة والصداقة ستبقى كما هي أم سوف تلين؟
كنا نقول يا رب يا رب كن مع أهله في هذا المصاب .. يا رب أسالك أن تربط على فؤاد والدته كما ربطت على فؤاد أم موسى .. يا رب هون عليها ما تعانيه اليوم.. يا رب اسكن دمعتها وهدئ روعها فلا احد يشعر بعذاب الأم حين يمرض ابنها فكيف بها وقد تعذبت كل هذه السنين ..
وفي يوم الأربعاء ليلة الخميس كان الجميع ينتظر فجر الخميس وما سيكون فيه ؟!
في تلك الليلة الكل كلم وسيم على جواله أوقات يفتح الجوال وأوقات يقفله وأوقات يكلم أخواته وأصدقاءه ثم يعود يغلق جواله كان يقول لبعض أصدقاءه ( وينكم عني من زمان؟ ست سنوات في السجن ما زرتوني؟) حسبي الله ونعم الوكيل نحن لا نندم إلا في اللحظات الأخيرة في تلك الليلة الأخيرة دعا وسيم بدعاء وذكر فيه كل أسماء الله الحسنى وكان ذلك في التلفون وهو يتحدث مع أخته وسألها عن والدته فقالت ( أمي تصلي وتدعي لك)..
وسأقوم بوضع هذا التسجيل هنا ليسمعه الأعضاء ..في تلك الليلة الأخيرة صلى وسيم كثيرا ودعا الله كثيرا وطلب من صديقه باسم أن يذهب للحرم وان يدعو له ..عيوننا قاومت النوم ونحن ننتظر ماذا سيحدث الكل يطلب العفو سواء بالانترنت أو بالتلفزيون .. وأشرقت شمس يوم الخميس ما أصعبها من لحظات كانت تمر علينا الساعات والليالي طويلة فكيف بوسيم؟ يشهد الله يا وسيم أني كنت أدعو لك في كل لحظه وفي أنصاف الليالي بأن يعتق الله رقبتك ويجعلك تعود لأمك ..
آآآآآآآآآآآآه أشرق فجر يوم الخميس والكل ينتظر وذهب الجميع لساحة القصاص وقد قادوا وسيما إلى هناك بعد الفجر وقد نوى وسيم الصيام ما أصعبها من لحظه تعذبنا كثيرا لأجله هناك تسجيل آخر لوسيم وهو يدعو الله وحوله ضجة من الناس حتى أن احد الضباط يقول ( هذا هو الغامدي؟ يا الله خلوه يتجهز) ..
ونزل وسيم تلك الساحة المشؤمة والكل مازال عنده أمل في العفو .. آآآآآآآآآه يا وسيم نزلت وأنت ترجف .. شعرنا نحن بها وكأني أنا من قادوني إلى الموت ..!! اجتمع الناس والشيوخ وقالو ربما يكون هناك تنازل ..
ثم صرخ " والد القتيل بن برغش " وقال أريد أن أقول لوسيم كلمه ..!! صرخ الناس واعتقدوا انه العفو وقاموا يكبرون ويهللون .. وفرح وسيم وسجد شكرا لله .. ولكن بن برغش ذهب إلى وسيم وهمس له بكلام لا أحد يعرف حتى هذه اللحظة ماذا قال له؟ إلا أن وسيم انفعل وبدأ يصرخ ويقول :
( أنا لا أرجو منك الرحمة أنا أريد الرحمة والعفو من الله )
( أنا لا أرجو منك الرحمة أنا أريد الرحمة والعفو من الله)
وفجأة وقبل تنفيذ الحكم وكان وسيم رحمه الله ساجدا ينتظر القصاص .. فجأة سقط على جنبه اليمين ..! حاول الضابط تعديله ثم يسقط على جنبه اليسار ..!! وحاول تعديله للمرة الثالثة فإذا هو يسقط مرة أخرى .. فجيء بالطبيب الشرعي فأخبرهم أنه توفي قبل دقائق ..!!
اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. الذي قبض روحك يا وسيم قبل تنفيذ الحكم .. ولكن للأسف قام الضابط بتنفيذ الحكم حتى لو انه قد توفي ليرضي أهل الدم ..!!
ويشهد الله ثم كل من حضر القصاص أن هذا هو ما حدث بالفعل ولم يخرج من وسيم ولا قطرة دم واحده .. !!
لقد أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( أن من مات دون عرضه فهو شهيد) عزائنا الوحيد يا وسيم أننا كلنا ذاهبون .. وليت خاتمتنا تكون كخاتمتك ساجدا صائما حافظا كتاب الله مدافعا عن عرضك ..
هذه كانت قصة البطل الشهيد ((وسيم)) رحمه الله وجمعنا به في الفردوس الأعلى .. اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين .. لقد رحل وسيما وترك هذه الدنيا الفانية بحلوها ومرها ..
كان طاهرا كالزهرة التي يفوح شذاها هنا وهناك وكالأسد عندما دافع من أجل أن يحمي عرضه .. من أجل شرفه .. ومن باب الدفاع عن النفس ..والله لقد قال لوالدته قبل القصاص ادعي لي واصبري وهذا يا أمي تطهير لي من الذنب ..
انتهت قصة وسيم لتبدأ قصة توبة جديدة مات وسيم لكن الله أحيا الله بموته قلب كان أشبه بميت بالمعاصي والمنكرات فأسال الله الذي أحيا قلبي بموت وسيم أن يحييه في الفردوس الأعلى في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسُنَ أولئك رفيقا .. وأن يثبتني على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وان يجمعني به في جنة الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
وبعد القصاص أخذه الشيخ عبدالله بن سحمي وهو يغسل الأموات خرج وهو مبتسم يقول الحمد لله مات وسيم وهو مبتسم وأصبعه السبابة مرفوع للأعلى ولم يخرج منه نقطة دم واحده ..!!
والله إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا على فراقك يا وسيم لمحزونون .. نسأل الله أن يجعل ما أصابه كفاره له وان يقبل توبته ويغسل حوبته .. اللهم نور له في قبره وجعله روضه من رياض الجنة ..اللهم ثبته بالقول الثابت عند السؤال وآنس وحده في القبر يارب العالمين ...
لقد رحل وسيم قتلوه وقتلوا أمه معه .. قتلوه وقتلوا أملها معه؟ أهؤلاء بشر؟ السنين الطوال أنستهم قتيلهم فهل يتكبرون والله فوقهم خالقهم وموجدهم من العدم غافر ذنوبهم يستكبرون عن العفو والله عفو يستكبرون على الرحمة والله رحيم يستكبرون على الغفران والله غفور ..!! ما لذي كسبوه الآن؟ قتلوه وقتلوا قلب أمه .. ولم يعلموا انه قد لا يكون لهم رصيد سوى هذا العفو...(وان تعفو وتصفحو) ( والعافين عن الناس) ..
والله يشهد كل من حضر أن قبيلة برغش أخذوا يصرخون ويقولون ( سود الله وجهك نحن براء منك) ..
ثم كان العزاء وكأن العزاء هنا.. وكأنني أرى أمه الآن ..وارى الوفود .. وغرفته وآثاره.. أرى أمه وقد أصبح فؤادها فارغا .. وانتهى أملها كما انتهى أملي بالأمس وأنا أدعو معكم ولم استطع النوم كان أملي كبيرا .. ولكن لله حكمة في كل أمر ..
ولولا كثرة الباكين حولي ----- على إخوانهم لقتلت نفسي ..
كيف يمكننا أن ننسى كما يقول احد أصدقاء وسيم انتهى القصاص وراح الجميع كنت أمشي وسط الحشد الكبير من الناس ما يقارب الألف أو أكثر ولم يرى دموعي أحد .. بدأت مدينة أبها كلها في تلك اللحظة بلا معنى والدنيا كئيبة بائسة ..
بدأنا تذكر كل شيء كل اللحظات أسير في نفس الطرق التي سرنا بها معا يا وسيم أرى كل ذكرى ومازالت أمامي أتذكر لحظات خوفك من الذئب فهد أتذكر غرفتك وأشياءك الصغيرة أتذكر طفولتنا البريئة وقد قتلها ذلك المجرم ..!! .. بكيت كثيرا ولكني استعدت قواي وتمنيت أن أموت شهيدا مثلك والحمد لله أن هذه الدنيا هي دار فناء ولن نخلد فيها .. لقد ودعت أمك السجن ولعلها تنسى ذلك الطريق وذاك المكان ..
اللهم أنت تحكم لا معقب لحكمك وأنت تقضي لا راد لقضائك .. لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى .. اللهم ارحم وسيما واعف عنه, اللهم آنس وحشته وأنر ظلمته واغسل حوبته ونقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. وباعد بينه وبيين النار كما باعدت بين المشرق والمغرب وأجمعه بوالديه من جديد في جنات النعيم .. لك الحق أن تفخري يا أم وسيم بابنك البطل .. فقد مات مرفوع الرأس .. لم ترضى يا وسيم بالضيم لأنك رجل من ظهر رجال .. أشهد بالله أن وسيما كان وسام فخر ضرب أروع الأمثلة في الرجولة وعزة النفس ..
***
واوسيماه وضج الجرح في كبدي
فسرت بالجرح لاانوي على احد
يبكون منك وقد ناحو على ولد
اما أنا فبكائي حرقة الأم
يطوف وجهك في روحي فأسأله
بالله قل ليأ هذه فرقة الابد
واوسيماه يغص الشعر من ألم
فنادو بالصبر ايا اهلي
غبت في الامس عل الأمس يسعفني
اذا فقت ولم أبصرك صبح غد
واوسيماه وعاد الناس وانصرفوا
وانت في القبر لم تبرح ولم تعد
رحمك الله ياوسيم ادعو له بالرحمه والمغفره ..
وشكر لكل من عزانا وشكرا لقبيلة شهران لدورهم في
القضيه والحمدلله على كل حال
------------
هذه صورة وسيم وعمره 16 سنه قبل أن يقتل الشخص الذي تحرش به
رد مع اقتباس
