صفحة 2 من 11 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 159

الموضوع: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  1. #16
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    الهم صلي وسلم وبارك على نبيك وعلى آله وصحبه الأطهارالكرام البرره

    حيالله الأخوات الفاظلات جزاكن الله خير ووفقكن لما فيه صلاح الحال وحسن المآل أن شاء الله

  2. #17
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله الذي فرض الفرائض على عباده من غير فقر إليهم ولا احتياج وأعطى القائمين بها أكمل الأجر وأفضل الثواب وعاقب المعرضين عنها والمفرطين فيها بما يستحقونه من العقاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك من غير شك في ذلك ولا ارتياب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعباد أتم الله به النعمة على المؤمنين وأصلح به أحوال الدنيا والدين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

    أما بعد

    أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله رضي لكم دينا لم يرضى لكم دينا سواه رضي بكم الإسلام دينا ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين رضي لكم الإسلام وهو الاستسلام لله والانقياد له ظاهرا وباطنا في العقيدة والقول والعمل ليس الإسلام عقيدة فحسب ولكن الإسلام عقيدة وقول وعمل إن الإسلام كما لا يكون بالعمل وحده لا يكون كذلك بالعقيدة وحدها يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله وأن محمد رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام )) يقول صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام بني الإسلام ومعنى ذلك أن هذه الأصول هي دعائم الإسلام الخمس التي لا يمكن أن يقوم إلا بها كما أن البناء لا يقوم إلا بأساسه أيها الناس من هذا الحديث يتبين لنا أن الصلاة ركن من أركان بل هي ركنه الأعظم بعد الشهادتين بعد شهادة أن لا إله إلا وأن محمدا رسول الله وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها عمود الدين حيث قال: (( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله )) هذه الصلاة التي فرضها الله على رسوله وعلى أمته (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) كتابا أي مكتوبا والمكتوب هو المفروض كما قال :الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) أي فرض ومعنى قوله تعالى موقوتا أنها مؤقتة بوقت كل صلاة وقتها التي لا تصح إلا فيه إلا أن يكون ثم عذر شرعي الصلاة التي فرضها الله على رسوله بدون واسطة من الله إلى رسوله فرضها عليه في أعلى مكان يصل إليه بشر وفي أفضل وقت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضها الله على رسوله ليلة المعراج وهو فوق السماوات السبع وفرضها أول ما فرضها على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة وهذا دليل واضح على محبة الله لها وعنايته بها وأن الصلاة جديرة بأن يستوعب المسلم فيها جزء كبيرا من وقته لأن الصلاة أيها المسلمون الصلاة صلة بينكم وبين ربكم صلة بين المرء وخالقه يجد فيها راحة نفسه وطمأنينة قلبه وأنسه بذكر ربه ومناجاته ولهذا كانت الصلاة قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم فرضها الله على عباده خمسين صلاة في كل يوم وليلة ولكنه تبارك وتعالى برحمته الواسعة خفف عن عباده فجعلها خمسا بالفعل وخمسين في الميزان ففي هذه الخمس مصالح الخمسين وثواب الخمسين أفلا تشكرون أيها المسلمون ربكم على هذه النعمة الكبيرة التي أولاكم فكتب لكم من الأعمال ما لم تعملوا أفلا تقومون بواجب هذه النعمة فتؤدون الصلاة في أوقتها بأركانها وواجباتها وشروطها أيها المسلمون إن الصلاة صلة بينكم وبين ربكم فالمصلي إذا قام في صلاته استقبله الله بوجهه فإذا قرأ ( الحمد لله رب العالمين قال الله : حمدني عبدي وإذا قرأ الرحمن الرحيم قال الله : أثنى علي عبدي وإذا قرأ مالك يوم الدين قال الله : مجدني عبدي وإذا قرأ إياك نعبد وإياك نستعين قال الله : هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قرأ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) أيها المسلم أتجد صلة أقوى من تلك الصلة يجيبك ربك على قراءتك آيةً آية وهو فوق عرشه وأنت في أرضه عناية ، عناية بصلاتك وتحقيقا لصلاتك ولهذا كان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر إذا صلاها العبد على الوجه الذي أمر به لأنه يتصل بتلك الصلة التي حصلت له مع ربه فيقوى إيمانه ويستنير قلبه وتتهذب أخلاقه أيها المسلمون إن من حافظ على الصلوات وأدها على الوجه المشروع كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ولقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم شبه هذه الصلوات الخمس بنهر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم وليلة خمس مرات فهل يبقى بعد هذا الاغتسال شيء من وسخه كلا فهذه الصلوات الخمس تغسل الذنوب عن المصلي غسلا فيكون نقيا بها من الذنوب فهي كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر أيها المسلمون إن ما ذكرناه من هذه الفضائل وهذه المراتب للصلوات الخمس ليس على سبيل الاستيعاب ولكنه قليل من كثير ومن عجب من عجب أن يجهل قوم من المسلمين قدر هذه الصلوات أو يتجاهلوه ويتغافلوا عنه حتى كانت الصلاة في أعينهم من أسهل الأعمال وأقلها قدرا وصاروا لا يقيمون لصلاة وزنا في حساب أعمالهم ولا يبذلون لها وقتا من ساعات أعمالهم لا بل ربما يسخر بعض منهم بهذه الصلاة فيتخذها سخرية وهزوا ولعبا ويسخر ممن يصليها نسأل الله السلامة فأي دين يا عباد الله لهذا أي دين يا عباد لهذا أين دين يا عباد الله لشخص يدع هذا العمل يدع الصلاة مع يسر عملها وقلة ما تشغل من وقت وكثرة ثوابها وعظيم أ جرها ومنافعها على القلب والبدن والفرد والجماعة والقول والعمل فهي عون للمرء على عمله كما قال الله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة أيها المسلمون أرجو أن يكون في قلوبكم حاضر وأسألكم أي دين لشخص يدع الصلاة وهي التي جاء الوعيد في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على من تهاون بها أو تغافل عنها واقرءوا قول الله عز وجل: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً(59)إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً) وهذه الآية ظاهرة في أن من أضاع الصلاة واتبع الشهوات فليس بمؤمن لأنه قال :(إلا من تاب وآمن ) ومعنى ذلك أنه في حال ارتكابه ما ذكر لا يكون مؤمنا حتى يتوب ويؤمن وقال الله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من لم يحافظ على هذه الصلوات فليس به نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وأنه يحشر مع أئمة الكفر فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف أي دين لشخص يدع الصلاة وهو يؤمن بهذا الوعيد على مضيعها والغافل عنها قد يقول أنا مسلم ويكتب في وثيقة نفوسه أنه مسلم قد يقول أنا أشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولكن ردنا على هذا أن نقول قولك أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لا يكفيك عند الله حتى تستسلم وتنقاد لشريعته فإن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال فترك الصلاة ردة عن الإسلام وكفر بالله والردة عن الإسلام لها أحكام في الدنيا وأحكام في الآخرة أما أحكام الدنيا فإن المرتد ينفسخ نكاحه من زوجته فتحرم عليه وتحل لغيره ويكون استمتاعه بها استمتاعا بامرأة أجنبية منه ولا تحل ذبيحته ولا صيد يعني لو ذبح ذبيحة فإنها حرام ولو ذبح الذبيحة يهودي أو نصراني فإنها حلال فتأملوا تارك الصلاة إذا ذبح ذبيحة فهي حرام لا تؤكل واليهودي والنصراني إذا ذبح ذبيحة فإنها حلال تؤكل إذا فتارك الصلاة أكفر من اليهود والنصارى إن تارك الصلاة لا يكون وليا على أحد من أبناءه ولا بناته فلا يحل له أن يزوج أحدا من بناته ولو زوجها فالنكاح فاسد لأنه من شرط الولي في النكاح أن يكون عدلا مسلما وإذا تخلف شرط الولي صار وجوده كالعدم وعلى هذا فيجب على من يتقي الله عز وجل ممن يتركون الصلاة وأرجو الله أن يجعل لهم تقوى لأن من لا يصلي فهو لا يتقي الله ولكني أسأل الله أن يمن عليه بالهداية والرجوع إلى الإسلام الذي خرجوا منه وأن يرزقهم التقوى والاستقامة وأن يمن بذلك على جميع المسلمين أيها المسلمون إن المرتد كما ترتب كما تترتب على ردته أحكام في الدنيا فإنه يترتب على ردته أحكام في الآخرة منها أنه إذا مات لا يغسل لأنه لا يطهره الماء وهو كافر ولا يصلى عليه ولا يدعى له بالرحمة ولا يدفن مع المسلمين ولا يحشرهم معه يوم القيامة ويكون ماله في بيت مال المسلمين لا يرثه أحد من أقاربه ويكون في يوم القيامة مع الكافرين خالدا فيها أبدا فاتقوا الله أيها المسلمون وحافظوا على صلواتكم فماذا يبقى من دينكم إذا ضيعتم الصلاة فإنه فإن الصلاة آخر ما تفقدون من دينكم قال الإمام أحمد رحمه الله: (كل شيء ذهب آخره لم يبقى منه شيء ) اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة وامنن علينا بالتوفيق والهداية اللهم اهدي إخواننا الذين استهانوا بصلاتهم واجعلها في أعينهم عظيمة يتسابقون إليها حتى يهديهم الله بها اللهم من علينا جميعا بالتوفيق لما تحب وترضى إنك واسع الهبات كثير العطايا اللهم اغفر لنا ولوادينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم صلي وسلم على نبينا سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه أجمعين

    الحمد لله الذي أدام الحق وأوضحه وأدحض الباطل وأبطله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آهل وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما

    أما بعد:

    فقد عرض علينا في هذا الأسبوع أكثر من نسخة عنونت بهذا العنوان عقوبة تارك الصلاة

    أما بعد :

    فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة ستة منها في الدنيا وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند خروجه من القبر ثم عد هذه العقوبات ) وهذا الحديث المكتوب مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لأحد حمله ولا توزيعه ولا طبعه ولا كتابته ولا ترويجه بين المسلمين لأنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين أو الكاذبين )) ومعنى ذلك أن أي إنسان يحمل حديثا موضوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكذوبا عليه فإنه يستحق إثم الكاذب لأنه أحد الكاذبين وعلى هذا فيجب على من كان عنده شيء منها أن يحرقه أو يمزقه وها أنا ذا أمزقه أمامكم لأنه كذب على رسول الله ويجب علينا أن ندافع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات ما ثبت منها وإبطال ما هو باطل منها حتى نكون من التائبين عنها وأسأل الله أن يحقق لنا جميعا ذلك ولست بقولي ذلك أهون فرط الصلاة أو التفريط فيها ولكني أقول إن من ترك الصلاة فإنه يستحق عقوبة أعظم من هذا يستحق الخلود في نار جهنم والخالدون في نار جهنم يلاقون عذابا كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها أو يذوقوا العذاب الخالدون في نار جهنم قد أعد الله لهم عذابا يحيطوا به سرادقها سرادق النار من كل جانب يغشاهم الموت العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم إذا استغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه إذا طلبوا ماءً من شدة الحر قدم لهم ماء حار كالمهل وهو الرصاص المذاب فيشوي وجوههم قبل أن يصل أمعائهم وإذا وصل أمعائهم وهم يتجرعونه غصصا فإنه يقطع أمعائهم سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار فعقوبة تارك الصلاة عقوبة الكافرين وهي أعظم مما ذكر في هذا الحديث المكتوب المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل الله أن ينجينا جميعا من عذاب النار وأن يرزقنا القيام بطاعته وتقواه سرا وعلنا وخشيته في السر والعلانية إنه جواد كريم واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال :جل من قائل عليما : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم اجعلنا من الذابين عن سنته العاملين بها يا رب العالمين اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفاءه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وهم أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن أولادهم ذكور هم وإناثهم وعن زوجاتهم أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم صغيرهم وكبيرهم اللهم هيئ لولاة أمور المسلمين بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وتبين لهم الشر وتحذرهم منه يا رب العالمين اللهم اهدي المسلمين جميعا رعيتهم ورعاتهم شبابهم وشيوخهم ذكور هم وإناثهم اللهم انصرهم على عدوهم اللهم أقم لهم شخصية قوية يعتزون بها وينتصرون بها على أعدائهم في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين اللهم جنب المسلمين شر التقليد الأعمى الذي يقلدون به أعدائهم فيقعون في الإثم وهم لا يعلمون اللهم هيئ للمسلمين كل خير وجنبهم كل شر يا رب العالمين عباد الله استغفروا الله عز وجل واخرجوا مما أوجب اللهم عليكم بأدائه من زكاة أموالكم ونفقات أقاربكم وغير ذلك مما أوجب الله عليكم واعلموا أنكم لا تصابون بمصيبة إلا بما كسبتم أيديكم ويعفو عن كثير ولولا عفو الله عن أهل الأرض لولا ذلك لكانوا لأهلكهم جميعا ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى أيها المسلمون إن امتناع المطر عن بلادكم إنما هو بسبب سوء أعمالكم قد يفكر كل منا في أعماله حتى يقيم المعوج وحتى يؤدي الواجب وحتى يقلع عن معصية الله عز وجل فإن الله تعالى يقول عن نبيه نوح عليه الصلاة والسلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً(11)وَيُمْدِدْكُم ْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) ويقول تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون َ(96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ(97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ(98)أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) أتدرون ما معنى الأمن من مكر الله أثر الأمن من مكر الله أن يكون الإنسان مقيما على معصية الله ونعم الله عليه تترى فإذا كانت النعم تترى والناس مقيمون على معصيته فإنهم آمنون من مكر الله نسأل الله أن لا يجعل من الآمنين من مكره ولا من القانطين من رحمته اللهم إنا نسألك أن تسقينا الغيث والرحمة اللهم اسقنا الغيث والرحمة اللهم اسقنا الغيث والرحمة اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا الهم أغثنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك اللهم إنا نشهدك أننا ظالمون لأنفسنا وأنك أهل التقوى وأهل المغفرة فنستغفرك اللهم مما فرطنا من تقواك ونسألك اللهم أن تعاملنا بمغفرتك وعفوك يا رب العالمين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغث القلوب بالعلم والإيمان وزين الجوارح بصالح الأعمال واغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمكم يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ...

    binothaimeen.com - فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

    .

  3. #18

    المراقبة العامة للتعليم الموازي

    الصورة الرمزية الابتسامه المهاجرة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    قلب أمي الراحل
    المشاركات
    9,932

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    جزاك الله خير الجزاء

  4. #19
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الابتسامه المهاجرة مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير الجزاء

    وجزاك مثله يالأبتسامه المهاجره

    حياك الله

  5. #20
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    سمع (عمر أبن عبدالعزيز) يوماً أحد جلاسه يسبّ الحجاج بعد وفاته، فأقبل مغضباً، وقال: صهٍ يا بن أخي!
    فقد مضى الحجاج إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج ، ولكل منكما -يومئذ- شأن يغنيه،

    واعلم يا بن أخي! أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم، كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بعيب أحد، ولا تتبع عثرات أحد:
    ومن يتبع جاهداً كل عثرةٍ *** يجدْها ولا يسلم له الدهرصاحبُ

  6. #21
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    اللهم اسقنا الغيث والرحمة اللهم اسقنا الغيث والرحمة اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا الهم أغثنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك اللهم إنا نشهدك أننا ظالمون لأنفسنا وأنك أهل التقوى وأهل المغفرة فنستغفرك اللهم مما فرطنا من تقواك ونسألك اللهم أن تعاملنا بمغفرتك وعفوك يا رب العالمين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغث القلوب بالعلم والإيمان وزين الجوارح بصالح الأعمال واغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمكم يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ...



    آمين آمين آمين

    دعاء الشيخ العلامه أبن عثيمين في أحدى خطب صلاة الجمعه بمسجده رحمه الله تعالى

  7. #22
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    --------------------------------------------------------------------------------

    فصل والفرق بين الحب في الله والحب مع الله وهذا من أهم الفروق

    وكل أحد محتاج بل مضطر إلى الفرق بين هذا وهذا فالحب في الله هو من كمال الإيمان والحب مع الله هو عين الشرك والفرق بينهما أن المحب في الحب تابع لمحبة الله فإذا تمكنت محبته من قلب العبد أوجبت تلك المحبة ان يحب ما يحبه الله فإذا أحب ما أحبه ربه ووليه كان ذلك الحب له وفيه كما يحب رسله وأنبياءه وملائكته وأوليائه لكونه تعالى يحبهم ويبغض من يبغضهم لكونه تعالى ببغضهم وعلامة هذا الحب والبغض في الله أنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حبا لإحسانه إليه وخدمته له وقضاء حوائجه ولا ينقلب حبه لحبيب الله بغضا إذا وصل إليه من جهته من يكرهه ويؤلمه إما خطأ وإما عمدا مطيعا لله فيه أو متأولا أو مجتهدا أو باغيا نازعا تائبا والدين كله يدور على أربع قواعد حب وبغض ويترتب عليهما فعل وترك فمن كان حبه وبغضه وفعله وتركه لله فقد استكمل الإيمان بحيث إذا أحب أحب لله وإذا أبغض أبغض لله وإذا فعل فعل لله وإذا ترك ترك لله وما نقص من أصنافه هذه الأربعة نقص من إيمانه ودينه بحسبه وهذا بخلاف الحب مع الله فهو نوعان يقدح في أصل التوحيد وهو شرك ونوع يقدح في كمال الإخلاص ومحبة الله ولا يخرج من الإسلام
    فالأول كمحبة المشركين لأوثانهم وأندادهم قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) وهؤلاء المشركون يحبون أوثانهم وأصنامهم وآلهتهم مع الله كما يحبون الله فهذه محبة تأله وموالاة يتبعها الخوف والرجاء والعبادة والدعاء وهذه المحبة هي محض الشرك الذي لا يغفره الله ولا يتم الإيمان إلا بمعاداة هذه الأنداد وشدة بغضها وبغض أهلها ومعاداتهم ومحاربتهم وبذلك أرسل الله جميع رسله وأنزل جميع كتبه وخلق النار لأهل هذه المحبة الشركية وخلق الجنة لمن حارب أهلها وعاداهم فيه وفي مرضاته فكل من عبد شيئا من لدن عرشه إلى قرار أرضه فقد اتخذ من دون الله إلها ووليا وأشرك به كائنا ذلك المعبود ما كان ولا بد أن يتبرأ منه أحوج ما كان إليه
    والنوع الثاني محبة ما زينه الله للنفوس من النساء والبنين والذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث فيحبها محبة شهوة كمحبة الجائع للطعام والظمآن للماء فهذه المحبة ثلاثة أنواع فإن أحبها لله توصلا بها إليه واستعانة على مرضاته وطاعته أثيب عليها وكانت من قسم الحب لله توصلا بها إليه ويلتذ بالتمتع بها وهذا حاله أكمل الخلق الذي حبب إليه من الدنيا النساء والطيب وكانت محبته لهما عونا له على محبة الله وتبليغ رسالته والقيام بأمره وإن أحبها لموافقة طبعه وهواه وإرادته ولم يؤثرها على ما يحبه الله ويرضاه بل نالها بحكم الميل الطبيعي كانت من قسم المباحات ولم يعاقب على ذلك ولكن ينقص من كمال محبته لله والمحبة فيه وإن كانت هي مقصودة ومراده وسعيه في تحصيلها والظفر بها وقدمها على ما يحبه الله ويرضاه منه كان ظالما لنفسه متبعا لهواه
    فالأولى محبة السابقين
    والثانية محبة المقتصدين
    والثالثة محبة الظالمين
    فتأمل هذا الموضع وما فيه من الجمع والفرق فإنه معترك النفس الأمارة والمطمئنة والمهدي من هداه الله.
    __________________________________
    ابن قيم الجوزية - كتاب الروح - فصل والفرق بين الحب في الله والحب مع الله وهذا من أهم الفروق

    الفرق بين الحب في الله والحب مع الله :: ابن القيم الجوزية رحمه الله - ( معرفة السنن والآثار )
    .

  8. #23
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    فَصْلٌ [ خَصَائِصُ الطّيّبِ مِنْ عِبَادِ اللّهِ ]

    وَالْمَقْصُودُ أَنّ اللّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اخْتَارَ مِنْ كُلّ جِنْسٍ مِنْ أَجْنَاسِ الْمَخْلُوقَاتِ أَطْيَبَهُ وَاخْتَصّهُ لِنَفْسِهِ وَارْتَضَاهُ دُونَ غَيْرِهِ فَإِنّهُ تَعَالَى طَيّبٌ لَا يُحِبّ إلّا الطّيّبَ وَلَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ وَالْكَلَامِ وَالصّدَقَةِ إلّا الطّيّبَ فَالطّيّبُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ هُوَ مُخْتَارُهُ تَعَالَى.
    وَأَمّا خَلْقُهُ تَعَالَى فَعَامّ لِلنّوْعَيْنِ وَبِهَذَا يُعْلَمُ عُنْوَانُ سَعَادَةِ الْعَبْدِ وَشَقَاوَتِهِ فَإِنّ الطّيّبَ لَا يُنَاسِبُهُ إلّا الطّيّبُ وَلَا يَرْضَى إلّا بِهِ وَلَا يَسْكُنُ إلّا إلَيْهِ وَلَا يَطْمَئِنّ قَلْبُهُ إلّا بِهِ فَلَهُ مِنْ الْكَلَامِ الْكَلِمُ الطّيّبُ الّذِي لَا يَصْعَدُ إلَى اللّهِ تَعَالَى إلّا هُوَ وَهُوَ أَشَدّ شَيْءٍ نُفْرَةً عَنْ الْفُحْشِ فِي الْمَقَالِ وَالتّفَحّشِ فِي اللّسَانِ وَالْبَذَاءِ وَالْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَالنّمِيمَةِ وَالْبُهْتِ وَقَوْلِ الزّورِ وَكُلّ كَلَامٍ خَبِيثٍ .
    وَكَذَلِكَ لَا يَأْلَفُ مِنْ الْأَعْمَالِ إلّا أَطْيَبَهَا وَهِيَ الْأَعْمَالُ الّتِي اجْتَمَعَتْ عَلَى حُسْنِهَا الْفِطَرُ السّلِيمَةُ مَعَ الشّرَائِعِ النّبَوِيّةِ وَزَكّتْهَا الْعُقُولُ الصّحِيحَةُ فَاتّفَقَ عَلَى حُسْنِهَا الشّرْعُ وَالْعَقْلُ وَالْفِطْرَةُ مِثْلُ أَنْ يَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَيُؤْثِرَ مَرْضَاتَهُ عَلَى هَوَاهُ وَيَتَحَبّبَ إلَيْهِ جَهْدَهُ وَطَاقَتَهُ وَيُحْسِنَ إلَى خَلْقِهِ مَا اسْتَطَاعَ فَيَفْعَلَ بِهِمْ مَا يُحِبّ أَنْ يَفْعَلُوا بِهِ وَيُعَامِلُوهُ بِهِ وَيَدَعُهُمْ مِمّا يُحِبّ أَنْ يَدَعُوهُ مِنْهُ وَيَنْصَحُهُمْ بِمَا يَنْصَحُ بِهِ نَفْسَهُ وَيَحْكُمُ لَهُمْ بِمَا يُحِبّ أَنْ يُحْكَمَ لَهُ بِهِ وَيَحْمِلُ أَذَاهُمْ وَلَا يُحَمّلُهُمْ أَذَاهُ وَيَكُفّ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ وَلَا يُقَابِلُهُمْ بِمَا نَالُوا مِنْ عِرْضِهِ وَإِذَا رَأَى لَهُمْ حَسَنًا أَذَاعَهُ وَإِذَا رَأَى لَهُمْ سَيّئًا كَتَمَهُ وَيُقِيمُ أَعْذَارَهُمْ مَا اسْتَطَاعَ فِيمَا لَا يُبْطِلُ شَرِيعَةً وَلَا يُنَاقِضُ لِلّهِ أَمْرًا وَلَا نَهْيًا <66>
    وَلَهُ أَيْضًا مِنْ الْأَخْلَاقِ أَطْيَبُهَا وَأَزْكَاهَا كَالْحِلْمِ وَالْوَقَارِ وَالسّكِينَةِ وَالرّحْمَةِ وَالصّبْرِ وَالْوَفَاءِ وَسُهُولَةِ الْجَانِبِ وَلِينِ الْعَرِيكَةِ وَالصّدْقِ وَسَلَامَةِ الصّدْرِ مِنْ الْغِلّ وَالْغِشّ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَالتّوَاضُعِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْعِزّةِ وَالْغِلْظَةِ عَلَى أَعْدَاءِ اللّهِ وَصِيَانَةِ الْوَجْهِ عَنْ بَذْلِهِ وَتَذَلّلِهِ لِغَيْرِ اللّهِ وَالْعِفّةِ وَالشّجَاعَةِ وَالسّخَاءِ وَالْمُرُوءَةِ وَكُلّ خُلُقٍ اتّفَقَتْ عَلَى حُسْنِهِ الشّرَائِعُ وَالْفِطَرُ وَالْعُقُولُ .
    وَكَذَلِكَ لَا يَخْتَارُ مِنْ الْمَطَاعِمِ إلّا أَطْيَبَهَا وَهُوَ الْحَلَالُ الْهَنِيءُ الْمَرِيءُ الّذِي يُغَذّي الْبَدَنَ وَالرّوحَ أَحْسَنَ تَغْذِيَةٍ مَعَ سَلَامَةِ الْعَبْدِ مِنْ تَبِعَتِهِ .
    وَكَذَلِكَ لَا يَخْتَارُ مِنْ الْمَنَاكِحِ إلّا أَطْيَبَهَا وَأَزْكَاهَا وَمِنْ الرّائِحَةِ إلّا أَطْيَبَهَا وَأَزْكَاهَا وَمِنْ الْأَصْحَابِ وَالْعُشَرَاءِ إلّا الطّيّبِينَ مِنْهُمْ فَرُوحُهُ طَيّبٌ وَبَدَنُهُ طَيّبٌ وَخُلُقُهُ طَيّبٌ وَعَمَلُهُ طَيّبٌ وَكَلَامُهُ طَيّبٌ وَمَطْعَمُهُ طَيّبٌ وَمَشْرَبُهُ طَيّبٌ وَمَلْبَسُهُ طَيّبٌ وَمَنْكَحُهُ طَيّبٌ وَمَدْخَلُهُ طَيّبٌ وَمَخْرَجُهُ طَيّبٌ وَمُنْقَلَبُهُ طَيّبٌ وَمَثْوَاهُ كُلّهُ طَيّبٌ .
    فَهَذَا مِمّنْ قَالَ اللّهُ تَعَالَى فِيهِ الّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [ النّحْلُ 32 ] وَمِنْ الّذِينَ يَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنّةِ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [ الزّمَرُ 72 ] وَهَذِهِ الْفَاءُ تَقْتَضِي السّبَبِيّةَ أَيْ بِسَبَبِ طِيبِكُمْ اُدْخُلُوهَا . وَقَالَ تَعَالَى : الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطّيّبَاتُ لِلطّيّبِينَ وَالطّيّبُونَ لِلطّيّبَاتِ [ النّورُ 26 ]
    وَقَدْ فُسّرَتْ الْآيَةُ بِأَنّ الْكَلِمَاتِ الْخَبِيثَاتِ لِلْخَبِيثِينَ وَالْكَلِمَاتِ الطّيّبَاتِ لَلطّيّبِينَ وَفُسّرَتْ بِأَنّ النّسَاءَ الطّيّبَاتِ لِلرّجَالِ الطّيّبِينَ وَالنّسَاءَ الْخَبِيثَاتِ لِلرّجَالِ الْخَبِيثِينَ وَهِيَ تَعُمّ ذَلِكَ وَغَيْرَهُ فَالْكَلِمَاتُ وَالْأَعْمَالُ وَالنّسَاءُ الطّيّبَاتُ لِمُنَاسِبِهَا مِنْ الطّيّبِينَ وَالْكَلِمَاتُ وَالْأَعْمَالُ وَالنّسَاءُ الْخَبِيثَةُ لِمُنَاسِبِهَا مِنْ الْخَبِيثِينَ فَاَللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ الطّيّبَ بِحَذَافِيرِهِ فِي الْجَنّةِ وَجَعَلَ الْخَبِيثَ بِحَذَافِيرِهِ فِي النّارِ فَجَعَلَ الدّورَ ثَلَاثَةً دَارًا أُخْلِصَتْ لَلطّيّبِينَ وَهِيَ حَرَامٌ عَلَى غَيْرِ الطّيّبِينَ وَقَدْ جَمَعَتْ كُلّ طَيّبٍ وَهِيَ الْجَنّةُ وَدَارًا أُخْلِصَتْ لِلْخَبِيثِ وَالْخَبَائِثِ <67> وَلَا يَدْخُلُهَا إلّا الْخَبِيثُونَ وَهِيَ النّارُ وَدَارًا امْتَزَجَ فِيهَا الطّيّبُ وَالْخَبِيثُ وَخُلِطَ بَيْنَهُمَا وَهِيَ هَذِهِ الدّارُ وَلِهَذَا وَقَعَ الِابْتِلَاءُ وَالْمِحْنَةُ بِسَبَبِ هَذَا الِامْتِزَاجِ وَالِاخْتِلَاطِ وَذَلِكَ بِمُوجَبِ الْحِكْمَةِ الْإِلَهِيّةِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ مَعَادِ الْخَلِيقَةِ مَيّزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطّيّبِ فَجَعَلَ الطّيّبَ وَأَهْلَهُ فِي دَارٍ عَلَى حِدَةٍ لَا يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ وَجَعَلَ الْخَبِيثَ وَأَهْلَهُ فِي دَارٍ عَلَى حِدَةٍ لَا يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ فَعَادَ الْأَمْرُ إلَى دَارَيْنِ فَقَطْ الْجَنّةِ وَهِيَ دَارُ الطّيّبِينَ وَالنّارِ وَهِيَ دَارُ الْخَبِيثِينَ وَأَنْشَأَ اللّهُ تَعَالَى مِنْ أَعْمَالِ الْفَرِيقَيْنِ ثَوَابَهُمْ وَعِقَابَهُمْ فَجَعَلَ طَيّبَاتِ أَقْوَالِ هَؤُلَاءِ وَأَعْمَالِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ هِيَ عَيْنَ نَعِيمِهِمْ وَلَذّاتِهِمْ أَنْشَأَ لَهُمْ مِنْهَا أَكْمَلَ أَسْبَابِ النّعِيمِ وَالسّرُورِ وَجَعَلَ خَبِيثَاتِ أَقْوَالِ الْآخَرِينَ وَأَعْمَالِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ هِيَ عَيْنَ عَذَابِهِمْ وَآلَامِهِمْ فَأَنْشَأَ لَهُمْ مِنْهَا أَعْظَمَ أَسْبَابِ الْعِقَابِ وَالْآلَامِ حِكْمَةً بَالِغَةً وَعِزّةً بَاهِرَةً قَاهِرَةً لِيُرِيَ عِبَادَهُ كَمَالَ رُبُوبِيّتِهِ وَكَمَالَ حِكْمَتِهِ وَعِلْمَهُ وَعَدْلِهِ وَرَحْمَتِهِ وَلِيَعْلَمَ أَعْدَاؤُهُ أَنّهُمْ كَانُوا هُمْ الْمُفْتَرِينَ الْكَذّابِينَ لَا رُسُلُهُ الْبَرَرَةُ الصّادِقُونَ . قَالَ اللّهُ تَعَالَى : وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا وَلَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لَا يَعْلَمُونَ لِيُبَيّنَ لَهُمُ الّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ [ النّحْلُ 38-39 ] .
    وَالْمَقْصُودُ أَنّ اللّهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - جَعَلَ لِلسّعَادَةِ وَالشّقَاوَةِ عُنْوَانًا يُعْرَفَانِ بِهِ فَالسّعِيدُ الطّيّبُ لَا يَلِيقُ بِهِ إلّا طَيّبٌ وَلَا يَأْتِي إلّا طَيّبًا وَلَا يَصْدُرُ مِنْهُ إلّا طَيّبٌ وَلَا يُلَابِسُ إلّا طَيّبًا وَالشّقِيّ الْخَبِيثُ لَا يَلِيقُ بِهِ إلّا الْخَبِيثُ وَلَا يَأْتِي إلّا خَبِيثًا وَلَا يَصْدُرُ مِنْهُ إلّا الْخَبِيثُ فَالْخَبِيثُ يَتَفَجّرُ مَنْ قَلْبِهِ الْخُبْثُ عَلَى لِسَانِهِ وَجَوَارِحِهِ وَالطّيّبُ يَتَفَجّرُ مِنْ قَلْبِهِ الطّيبُ عَلَى لِسَانِهِ وَجَوَارِحِهِ . وَقَدْ يَكُونُ فِي الشّخْصِ مَادّتَانِ فَأَيّهُمَا غَلَبَ عَلَيْهِ كَانَ مِنْ أَهْلِهَا فَإِنْ أَرَادَ اللّهَ بِهِ خَيْرًا طَهّرَهُ مِنْ الْمَادّةِ الْخَبِيثَةِ قَبْلَ الْمُوَافَاةِ فَيُوَافِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُطَهّرًا فَلَا يَحْتَاجُ إلَى تَطْهِيرِهِ بِالنّارِ فَيُطَهّرُهُ مِنْهَا بِمَا يُوَفّقُهُ لَهُ مِنْ التّوْبَةِ النّصُوحِ وَالْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ وَالْمَصَائِبِ الْمُكَفّرَةِ حَتّى يَلْقَى اللّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَيُمْسِكُ عَنْ الْآخَرِ مَوَادّ <68> التّطْهِيرِ فَيَلْقَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَادّةِ خَبِيثَةٍ وَمَادّةٍ طَيّبَةٍ وَحِكْمَتُهُ تَعَالَى تَأْبَى أَنْ يُجَاوِرَهُ أَحَدٌ فِي دَارِهِ بِخَبَائِثِهِ فَيُدْخِلَهُ النّارَ طُهْرَةً لَهُ وَتَصْفِيَةً وَسَبْكًا فَإِذَا خَلَصَتْ سَبِيكَةُ إيمَانِهِ مِنْ الْخَبَثِ صَلُحَ حِينَئِذٍ لِجِوَارِهِ وَمُسَاكَنَةِ الطّيّبِينَ مِنْ عِبَادِهِ . وَإِقَامَةُ هَذَا النّوْعِ مِنْ النّاسِ فِي النّارِ عَلَى حَسَبِ سُرْعَةِ زَوَالِ تِلْكَ الْخَبَائِثِ مِنْهُمْ وَبُطْئِهَا فَأَسْرَعُهُمْ زَوَالًا وَتَطْهِيرًا أَسْرَعُهُمْ خُرُوجًا وَأَبْطَؤُهُمْ أَبْطَؤُهُمْ خُرُوجًا جَزَاءً وِفَاقًا وَمَا رَبّك بِظَلّامِ لِلْعَبِيدِ .
    وَلَمّا كَانَ الْمُشْرِكُ خَبِيثَ الْعُنْصُرِ خَبِيثَ الذّاتِ لَمْ تُطَهّرْ النّارُ خُبْثَهُ بَلْ لَوْ خَرَجَ مِنْهَا لَعَادَ خَبِيثًا كَمَا كَانَ كَالْكَلْبِ إذَا دَخَلَ الْبَحْرَ ثُمّ خَرَجَ مِنْهُ فَلِذَلِكَ حَرّمَ اللّهُ تَعَالَى عَلَى الْمُشْرِكِ الْجَنّةَ .
    وَلَمّا كَانَ الْمُؤْمِنُ الطّيّبُ الْمُطَيّبُ مُبَرّئًا مِنْ الْخَبَائِثِ كَانَتْ النّارُ حَرَامًا عَلَيْهِ إذْ لَيْسَ فِيهِ مَا يَقْتَضِي تَطْهِيرَهُ بِهَا فَسُبْحَانَ مَنْ بَهَرَتْ حِكْمَتُهُ الْعُقُولَ وَالْأَلْبَابَ وَشَهِدَتْ فِطَرُ عِبَادِهِ وَعُقُولُهُمْ بِأَنّهُ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ وَرَبّ الْعَالَمِينَ لَا إلَهَ إلّا هُوَ .
    فَصْلٌ [ اضْطِرَارُ الْعِبَادِ إلَى مَعْرِفَةِ الرّسُولِ ]

    وَمِنْ هَاهُنَا تَعْلَمُ اضْطِرَارَ الْعِبَادِ فَوْقَ كُلّ ضَرُورَةٍ إلَى مَعْرِفَةِ الرّسُولِ وَمَا جَاءَ بِهِ وَتَصْدِيقِهِ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ وَطَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَ فَإِنّهُ لَا سَبِيلَ إلَى السّعَادَةِ وَالْفَلَاحِ لَا فِي الدّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ إلّا عَلَى أَيْدِي الرّسُلِ وَلَا سَبِيلَ إلَى مَعْرِفَةِ الطّيّبِ وَالْخَبِيثِ عَلَى التّفْصِيلِ إلّا مِنْ جِهَتِهِمْ وَلَا يُنَالُ رِضَا اللّهِ الْبَتّةَ إلّا عَلَى أَيْدِيهِمْ فَالطّيّبُ مِنْ الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ وَالْأَخْلَاقِ لَيْسَ إلّا هَدْيَهُمْ وَمَا جَاءُوا بِهِ فَهُمْ الْمِيزَانُ الرّاجِحُ الّذِي عَلَى أَقْوَالِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ تُوزَنُ الْأَقْوَالُ وَالْأَخْلَاقُ وَالْأَعْمَالُ وبمتابعتهم يَتَمَيّزُ أَهْلُ الْهُدَى مِنْ أَهْلِ الضّلَالِ فَالضّرُورَةُ إلَيْهِمْ أَعْظَمُ مِنْ ضَرُورَةِ الْبَدَنِ إلَى رُوحِهِ وَالْعَيْنِ إلَى نُورِهَا وَالرّوحِ إلَى حَيَاتِهَا <69> فَأَيّ ضَرُورَةٍ وَحَاجَةٍ فُرِضَتْ فَضَرُورَةُ الْعَبْدِ وَحَاجَتُهُ إلَى الرّسُلِ فَوْقَهَا بِكَثِيرٍ . وَمَا ظَنّك بِمَنْ إذَا غَابَ عَنْك هَدْيُهُ وَمَا جَاءَ بِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَسَدَ قَلْبُك وَصَارَ كَالْحُوتِ إذَا فَارَقَ الْمَاءَ وَوُضِعَ فِي الْمِقْلَاةِ فَحَالُ الْعَبْدِ عِنْدَ مُفَارَقَةِ قَلْبِهِ لِمَا جَاءَ بِهِ الرّسُلُ كَهَذِهِ الْحَالِ بَلْ أَعْظَمُ وَلَكِنْ لَا يُحِسّ بِهَذَا إلّا قَلْبٌ حَيّ
    وَمَا لِجُرْحِ بِمَيّتِ إيلَامُ
    وَإِذَا كَانَتْ سَعَادَةُ الْعَبْدِ فِي الدّارَيْنِ مُعَلّقَةً بِهَدْيِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَيَجِبُ عَلَى كُلّ مَنْ نَصَحَ نَفْسَهُ وَأَحَبّ نَجَاتَهَا وَسَعَادَتَهَا أَنْ يَعْرِفَ مِنْ هَدْيِهِ وَسِيرَتِهِ وَشَأْنِهِ مَا يَخْرُجُ بِهِ عَنْ الْجَاهِلِينَ بِهِ وَيَدْخُلُ بِهِ فِي عِدَادِ أَتْبَاعِهِ وَشِيعَتِهِ وَحِزْبِهِ وَالنّاسُ فِي هَذَا بَيْنَ مُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٍ وَمَحْرُومٍ وَالْفَضْلُ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاَللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .
    فَصْلٌ [ إشَارَةُ الْمُصَنّفِ إلَى تَأْلِيفِ هَذَا الْكِتَابِ فِي السّفَرِ مَعَ تَشَتّتِ الْقَلْبِ وَفَقْدِ الْكِتَابِ ]
    وَهَذِهِ كَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ لَا يَسْتَغْنِي عَنْ مَعْرِفَتِهَا مَنْ لَهُ أَدْنَى هِمّةٍ إلَى مَعْرِفَةِ نَبِيّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسِيرَتِهِ وَهَدْيِهِ اقْتَضَاهَا الْخَاطِرُ الْمَكْدُودُ عَلَى عُجَرِهِ وَبُجَرِهِ مَعَ الْبِضَاعَةِ الْمُزْجَاةِ الّتِي لَا تَنْفَتِحُ لَهَا أَبْوَابُ السّدَدِ وَلَا يَتَنَافَسُ فِيهَا الْمُتَنَافِسُونَ مَعَ تَعْلِيقِهَا فِي حَالِ السّفَرِ لَا الْإِقَامَةِ وَالْقَلْبُ بِكُلّ وَادٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ وَالْهِمّةُ قَدْ تَفَرّقَتْ <70> شَذَرٌ مَذَرٌ وَالْكِتَابُ مَفْقُودٌ وَمَنْ يَفْتَحْ بَابَ الْعِلْمِ لِمُذَاكَرَتِهِ مَعْدُومٌ غَيْرُ مَوْجُودٍ فَعَوْدُ الْعِلْمِ النّافِعِ الْكَفِيلِ بِالسّعَادَةِ قَدْ أَصْبَحَ ذَاوِيًا وَرُبْعُهُ قَدْ أَوْحَشَ مِنْ أَهْلِهِ وَعَادَ مِنْهُمْ خَالِيًا فَلِسَانُ الْعَالِمِ قَدْ مُلِئَ بِالْغُلُولِ مُضَارَبَةً لِغَلَبَةِ الْجَاهِلِينَ وَعَادَتْ مَوَارِدُ شِفَائِهِ وَهِيَ مَعَاطِبُهُ لِكَثْرَةِ الْمُنْحَرِفِينَ وَالْمُحَرّفِينَ فَلَيْسَ لَهُ مُعَوّلٌ إلّا عَلَى الصّبْرِ الْجَمِيلِ وَمَا لَهُ نَاصِرٌ وَلَا مُعِينٌ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .


  9. #24
    آبشــــر بالسعد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    {بالـدنـيآ مـؤقـتآ }
    المشاركات
    457

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    الله يجزاك كل خير

    آن شآءالله في موآزيين حسنآتكـ

  10. #25
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    [ نُبُوّتُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ]
    فَلَمّا كَمُلَ لَهُ أَرْبَعُونَ أَشْرَقَ عَلَيْهِ نُورُ النّبُوّةِ وَأَكْرَمَهُ اللّهُ تَعَالَى بِرِسَالَتِهِ وَبَعَثَهُ إلَى خَلْقِهِ وَاخْتَصّهُ بِكَرَامَتِهِ وَجَعَلَهُ أَمِينَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ . وَلَا خِلَافَ أَنّ مَبْعَثَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَاخْتُلِفَ فِي شَهْرِ الْمَبْعَثِ .
    فَقِيلَ لِثَمَانِ مَضَيْنَ مِنْ رَبِيعِ الْأَوّلِ سَنَةَ إحْدَى وَأَرْبَعِينَ مِنْ عَامِ الْفِيلِ هَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ وَقِيلَ بَلْ كَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ
    وَاحْتَجّ هَؤُلَاءِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ الْبَقَرَةُ 185 ] قَالُوا : أَوّلُ مَا أَكْرَمَهُ اللّهُ <77> 76 تَعَالَى بِنُبُوّتِهِ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ يَحْيَى الصّرْصَرِيّ حَيْثُ يَقُولُ فِي نُونِيّتِهِ
    وَأَتَتْ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ فَأَشْرَقَتْ

    شَمْسُ النّبْوَةِ مِنْهُ فِي رَمَضَانِ </SPAN>
    وَالْأَوّلُونَ قَالُوا : إنّمَا كَانَ إنْزَالُ الْقُرْآنِ فِي رَمَضَانَ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إلَى بَيْتِ الْعِزّةِ ثُمّ أُنْزِلَ مُنَجّمًا بِحَسَبِ الْوَقَائِعِ فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ أَيْ فِي شَأْنِهِ وَتَعْظِيمِهِ وَفُرِضَ صَوْمُهُ . وَقِيلَ كَانَ ابْتِدَاءُ الْمَبْعَثِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ .
    [مَرَاتِبُ الْوَحْيِ ]
    وَكَمّلَ اللّهُ لَهُ مِنْ مَرَاتِبَ الْوَحْيِ مَرَاتِبَ عَدِيدَةً
    إحْدَاهَا : الرّؤْيَا الصّادِقَةُ وَكَانَتْ مَبْدَأَ وَحْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إلّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصّبْحِ .
    الثّانِيَةُ مَا كَانَ يُلْقِيهِ الْمَلَكُ فِي رَوْعِهِ وَقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ كَمَا قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنّكُمْ اسْتِبْطَاءُ الرّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللّهِ فَإِنّ مَا عِنْدَ اللّهِ لَا يُنَالُ إلّا بِطَاعَتِهِ
    <78> <77>
    الثّالِثَةُ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَتَمَثّلُ لَهُ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُخَاطِبَهُ حَتّى يَعِيَ عَنْهُ مَا يَقُولُ لَهُ وَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ كَانَ يَرَاهُ الصّحَابَةُ أَحْيَانًا .
    الرّابِعَةُ أَنّهُ كَانَ يَأْتِيهِ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَكَانَ أَشَدّهُ عَلَيْهِ فَيَتَلَبّسُ بِهِ الْمَلَكُ حَتّى إنّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشّدِيدِ الْبَرْدِ وَحَتّى إنّ رَاحِلَتَهُ لِتَبْرُك بِهِ إلَى الْأَرْضِ إذَا كَانَ رَاكِبَهَا . وَلَقَدْ جَاءَ الْوَحْيُ مَرّةً كَذَلِكَ وَفَخْذُهُ عَلَى فَخْذِ <79> 78 زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ حَتّى كَادَتْ تَرُضّهَا .
    الْخَامِسَةُ أَنّهُ يَرَى الْمَلَكَ فِي صُورَتِهِ الّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا فَيُوحِي إلَيْهِ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يُوحِيَهُ وَهَذَا وَقَعَ لَهُ مَرّتَيْنِ كَمَا ذَكَرَ اللّهُ ذَلِكَ فِي [ النّجْمِ 713 ] .
    السّادِسَةُ مَا أَوْحَاهُ اللّهُ وَهُوَ فَوْقَ السّمَوَاتِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ فَرْضِ الصّلَاةِ وَغَيْرِهَا . السّابِعَةُ كَلَامُ اللّهِ لَهُ مِنْهُ إلَيْهِ بِلَا وَاسِطَةِ مَلَكٍ كَمَا كَلّمَ اللّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ وَهَذِهِ الْمَرْتَبَةُ هِيَ ثَابِتَةٌ لِمُوسَى قَطْعًا بِنَصّ الْقُرْآنِ وَثُبُوتُهَا لِنَبِيّنَا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هُوَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ .
    وَقَدْ زَادَ بَعْضُهُمْ مَرْتَبَةً ثَامِنَةً وَهِيَ تَكْلِيمُ اللّهِ لَهُ كِفَاحًا مِنْ غَيْرِ حِجَابٍ وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَأَى رَبّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهِيَ مَسْأَلَةُ خِلَافٍ بَيْنَ السّلَفِ وَالْخَلَفِ وَإِنْ كَانَ جُمْهُورُ الصّحَابَةِ بَلْ كُلّهُمْ مَعَ عَائِشَةَ كَمَا حَكَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيّ إجْمَاعًا لِلصّحَابَةِ
    <79> <80>


  11. #26
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماضي الهاجري مشاهدة المشاركة
    الله يجزاك كل خير

    آن شآءالله في موآزيين حسنآتكـ

    آمين وجزاك الله مثله أخي




    فَصْلٌ فِي خِتَانِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ

    وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ
    أَحَدُهَا : أَنّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ لَا يَصِحّ ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيّ فِي " الْمَوْضُوعَاتِ " وَلَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ ثَابِتٌ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ خَوَاصّهِ فَإِنّ كَثِيرًا مِنْ النّاسِ يُولَدُ مَخْتُونًا .
    وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ : قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ مَسْأَلَةٌ سُئِلْتُ عَنْهَا : خَتّانٌ خَتَنَ صَبِيّا فَلَمْ يَسْتَقْصِ ؟ قَالَ إذَا كَانَ الْخَتّانُ جَاوَزَ نِصْفَ الْحَشَفَةِ إلَى فَوْقٍ فَلَا يُعِيدُ لِأَنّ الْحَشَفَةَ تَغْلُظُ وَكُلّمَا غَلُظَتْ ارْتَفَعَ الْخِتَانُ . فَأَمّا إذَا كَانَ الْخِتَانُ دُونَ النّصْفِ فَكُنْتُ أَرَى أَنْ يُعِيدَ .
    قُلْت : فَإِنّ الْإِعَادَةَ شَدِيدَةٌ جِدّا وَقَدْ يَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ الْإِعَادَةِ ؟ فَقَالَ لَا أَدْرِي ثُمّ قَالَ لِي فَإِنّ هَاهُنَا رَجُلًا وُلِدَ لَهُ ابْنٌ مَخْتُونٌ فَاغْتَمّ لِذَلِكَ غَمّا شَدِيدًا فَقُلْت لَهُ إذَا كَانَ اللّهُ قَدْ كَفَاك الْمُؤْنَةَ فَمَا غَمّكَ بِهَذَا ؟ انْتَهَى .
    وَحَدّثَنِي صَاحِبُنَا أَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَلِيلِيّ الْمُحَدّثُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَنّهُ وُلِدَ كَذَلِكَ وَأَنّ أَهْلَهُ لَمْ يَخْتِنُوهُ وَالنّاسُ يَقُولُونَ لِمَنْ وُلِدَ كَذَلِكَ خَتَنَهُ الْقَمَرُ وَهَذَا مِنْ خُرَافَاتِهِمْ .
    الْقَوْلُ الثّانِي : أَنّهُ خُتِنَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ شَقّ قَلْبَهُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ظِئْرِهِ حَلِيمَةَ .
    الْقَوْلُ الثّالِثُ أَنّ جَدّهُ عَبْدَ الْمُطّلِبِ خَتَنَهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمّاهُ مُحَمّدًا .
    قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرّ : وَفِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ غَرِيبٌ حَدّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ أَحْمَدَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْن عِيسَى حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيّوبَ الْعَلّافُ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ أَبِي السّرِيّ الْعَسْقَلَانِيّ حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ أَنّ عَبْدَ الْمُطّلِبِ خَتَنَ <81> 80 النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمّاهُ مُحَمّدًا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ يَحْيَى بْن أَيّوبَ طَلَبْت هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ أَجِدْهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِمّنْ لَقِيته إلّا عِنْدَ ابْنِ أَبِي السّرِيّ وَقَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَاضِلَيْنِ صَنّفَ أَحَدُهُمَا مُصَنّفًا فِي أَنّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا وَأَجْلَبَ فِيهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ الّتِي لَا خِطَامَ لَهَا وَلَا زِمَامَ وَهُوَ كَمَالُ الدّينِ بْنُ طَلْحَةَ فَنَقَضَهُ عَلَيْهِ كَمَالُ الدّينِ بْنُ الْعَدِيمِ وَبَيّنَ فِيهِ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خُتِنَ عَلَى عَادَة الْعَرَبُ وَكَانَ عُمُومٌ هَذِهِ السّنّة لِلْعَرَبِ قَاطِبَةً مُغْنِيًا عَنْ نَقْلٍ مُعَيّنٍ . فِيهَا وَاَللّه أَعْلَم .


  12. #27
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    فَصْلٌ فِي أُمّهَاتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اللّاتِي أَرْضَعْنَهُ

    فَمِنْهُنّ ثُوَيْبَةَ مَوْلَاةِ أَبِي لَهَب ٍ أَرْضَعَتْهُ أَيّامًا وَأَرْضَعَتْ مَعَهُ أَبَا سَلَمَة عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيّ بِلَبَنِ ابْنِهَا مَسْرُوحٍ وَأَرْضَعَتْ مَعَهُمَا عَمّهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ . وَاخْتَلَفَ فِي إسْلَامهَا فَاَللّهُ أَعْلَم .
    ثُمّ أَرْضَعَتْهُ حَلِيمَةُ السّعْدِيّةُ بِلَبَنِ ابْنِهَا عَبْدِ اللّهِ أَخِي أُنَيْسَةَ وَجُدَامَةَ وَهِيَ الشّيْمَاءُ أَوْلَادُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ رِفَاعَةَ السّعْدِيّ وَاخْتُلِفَ فِي إسْلَامِ أَبَوَيْهِ مِنْ الرّضَاعَةِ فَاَللّهُ أَعْلَمُ وَأَرْضَعَتْ مَعَهُ ابْنَ عَمّهِ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ وَكَانَ شَدِيدَ الْعَدَاوَةِ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ وَحَسُنَ إسْلَامُهُ وَكَانَ عَمّهُ حَمْزَةُ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْر ٍ <82> فَأَرْضَعَتْ أُمّهُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ أُمّهِ فَكَانَ حَمْزَةُ رَضِيعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ جِهَتَيْنِ مِنْ جِهَةِ ثُويبة وَمِنْ جِهَةِ السّعْدِيّةِ .


  13. #28
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    فَصْلٌ فِي حَوَاضِنِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ

    فَمِنْهُنّ أُمّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ .
    وَمِنْهُنّ ثُويبة وَحَلِيمَةُ وَالشّيْمَاءُ ابْنَتُهَا وَهِيَ أُخْتُهُ مِنْ الرّضَاعَةِ كَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمّهَا وَهِيَ الّتِي قَدِمَتْ عَلَيْهِ فِي وَفْدِ هَوَازِنَ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ وَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ رِعَايَةً لِحَقّهَا .
    وَمِنْهُنّ الْفَاضِلَةُ الْجَلِيلَةُ أُمّ أَيْمَنَ بَرَكَةُ الْحَبَشِيّة ُ وَكَانَ وَرِثَهَا مِنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ دَايَتَهُ وَزَوّجَهَا مِنْ حِبّهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ وَهِيَ الّتِي دَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْر وَعُمَر ُ بَعْدَ مَوْتِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَا : يَا أُمّ أَيْمَن َ مَا يُبْكِيك فَمَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ ؟ قَالَتْ إنّي لَأَعْلَمُ أَنّ مَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ وَإِنّمَا أَبْكِي لِانْقِطَاعِ خَبَرِ السّمَاءِ فَهَيّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَبَكَيَا .


  14. #29
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم





    فَصْلٌ فِي مَبْعَثِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَوّلُ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ


    بَعَثَهُ اللّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ وَهِيَ سِنّ الْكَمَالِ . قِيلَ وَلَهَا تُبْعَثُ الرّسُلُ وَأَمّا مَا يُذْكَرُ عَنْ الْمَسِيحِ أَنّهُ رُفِعَ إلَى السّمَاءِ وَلَهُ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً فَهَذَا لَا يُعْرَفُ لَهُ أَثَرٌ مُتّصِلٌ يَجِبُ الْمَصِيرُ إلَيْه .


    وَأَوّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ أَمْرِ النّبُوّةِ الرّؤْيَا فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إلّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصّبْحِ <83>


    قِيلَ وَكَانَ ذَلِكَ سِتّةَ أَشْهُرٍ وَمُدّةُ النّبُوّةِ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً فَهَذِهِ الرّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ سِتّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النّبُوّةِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .


    ثُمّ أَكْرَمَهُ اللّهُ تَعَالَى بِالنّبُوّةِ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ وَهُوَ بِغَارِ حِرَاءٍ وَكَانَ يُحِبّ الْخَلْوَةَ فِيهِ فَأَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ [ الْعَلَقُ 1 ] هَذَا قَوْلُ عَائِشَةَ وَالْجُمْهُورِ .


    وَقَالَ جَابِرٌ : أَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ


    وَالصّحِيحُ قَوْلُ ع َائِشَةَ ل ِوُجُوهٍ أَحَدُهَا : أَنّ قَوْلَهُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ صَرِيحٌ فِي أَنّهُ لَمْ يَقْرَأْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئًا .


    الثّانِي : الْأَمْرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي التّرْتِيبِ قَبْلَ الْأَمْرِ بِالْإِنْذَارِ فَإِنّهُ إذَا قَرَأَ فِي نَفْسِهِ أُنْذِرَ بِمَا قَرَأَهُ فَأَمَرَهُ بِالْقِرَاءَةِ أَوّلًا ثُمّ بِالْإِنْذَارِ بِمَا قَرَأَهُ ثَانِيًا .


    الثّالِثُ أَنّ حَدِيثَ جَابِرٍ وَقَوْلُهُ أَوّلُ مَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ قَوْلُ جَابِرٍ وَعَائِشَةُ أَخْبَرَتْ عَنْ خَبَرِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ نَفْسِهِ بِذَلِكَ .


    <84> الرّابِعُ أَنّ حَدِيثَ جَابِرٍ الّذِي احْتَجّ بِهِ صَرِيحٌ فِي أَنّهُ قَدْ تَقَدّمَ نُزُولُ الْمَلَكِ عَلَيْهِ أَوّلًا قَبْلَ نُزُولِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ فَإِنّهُ قَالَ فَرَفَعْت رَأْسِي فَإِذَا الْمَلَكُ الّذِي جَاءَنِي بِحِرَاء ٍ فَرَجَعْت إلَى أَهْلِي فَقُلْت : زَمّلُونِي دَثّرُونِي فَأَنْزَلَ اللّهُ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ وَقَدْ أَخْبَرَ أَنّ الْمَلَكَ الّذِي جَاءَهُ بِحِرَاءٍ أَنْزَلَ عَلَيْهِ اقرأ باسم ربك52">اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ فَدَلّ حَدِيثِ جَابِرٍ عَلَى تَأَخّرِ نُزُولِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ وَالْحُجّةُ فِي رِوَايَتِهِ لَا فِي رَأْيِهِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .






  15. #30
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    فَصْلٌ فِي تَرْتِيبِ الدّعْوَةِ

    وَلَهَا مَرَاتِبُ الْمَرْتَبَةُ الْأُولَى : النّبُوّةُ .
    الثّانِيَةُ إنْذَارُ عَشِيرَتِهِ الْأَقْرَبِينَ .
    الثّالِثَةُ إنْذَارُ قَوْمِهِ .
    الرّابِعَةُ إنْذَارُ قَوْمٍ مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِهِ وَهُمْ الْعَرَبُ قَاطِبَةً .
    الْخَامِسَةُ إنْذَارُ جَمِيعِ مَنْ بَلَغَتْهُ دَعْوَتُهُ مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْسِ إلَى آخِرِ الدّهْرِ .
    فَصْلٌ [ الْجَهْرُ بِالدّعْوَةِ ]

    وَأَقَامَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ يَدْعُو إلَى اللّهِ سُبْحَانَهُ مُسْتَخْفِيًا ثُمّ نَزَلَ عَلَيْهِ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [ الْحَجَر : 94 ] . فَأَعْلَنَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالدّعْوَةِ وَجَاهَرَ قَوْمَهُ بِالْعَدَاوَةِ وَاشْتَدّ الْأَذَى عَلَيْهِ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتّى أَذِنَ اللّهُ لَهُمْ بِالْهِجْرَتَيْنِ .


صفحة 2 من 11 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •